كثيراً ما شغلتني السعادة بمفهومها الدارج والجوهري متأملاً إياها من جنبة فلسفية عرفانية غير مبوبة بوصايا بليدة تقليدية منهمكاً بطبيعة المدونة المعرفية التي استوطنت هاجس الفيلسوف، صرتُ أتقصّد وأراهنُ على البعد النفسي الراهن الذي يستشعره هذا الكائن المحمّل بالجدل والناقم على الإنشائية المتحكمة بمصائر المجتمع ليجد نفسه خارجاً عن المنظومة السائدة ثائراً في لبّه ومحتواه، لكن هل ثمة سعادة معرفية يضمنها حيال انصافه لتحليل نسق معين له أماراته الثقافية أو تبنيه ظاهرة يجدها مواكبة لصيرورة الإنسان وتحرره من استعمارية الآخر ليتخذها على إنّها من حصالته ومشغله؟، أم أنَّ هناك سعادة عامة يحرزها حال توليه مداراً حياتياً معيناً كأن يكون في عمله أو محل سكناه أو شراء لباس من النوع الفاخر؟، كيف ينظر الفيلسوف إلى السعادة من خلال حمولة أيامه المعبأة بالاستفسارات الشائكة؟، وما منسوبها بالنسبة له؟، وعن كيفية انتخاب الحلول التي يتقصاها في حال لو تعرض لمشكلة عابرة، هل أنها ذات طلة واحدة عند الجميع أم أنها خارج أدراكنا ووعينا؟، وهل الفلسفة وحدها المخلصة إزاء الواقع المرير الذي تمرغنا به، أم أننا نبالغ في مقترحاتنا حال تصدينا لهذا الواقع المأزوم لتأتي بعض من أحاديثنا تعضيداً لدورها الفعال عن طريق أبداء الرأي أو المفاكهة ليس إلا؟.
عظيمة هي السيَّر التي وصلتنا عبر التاريخ المعرفي عن حياة الفلاسفة ومدونتهم الاجتماعية والطريقة التي يسلّمون بها في إدارة حياتهم، لذى تجد الكثير منهم اتخذوا من العزلة الثائرة التي تعنى بالتأمل والسعي وراء الخوض في المضامين المناطة بالوجود وفك القيد الحتمي الذي رمم أغلب البشرية سبيلاً إلى السعادة، فمنذ فلاسفة الإغريق وصولاً إلى العصر الحديث، اعتبروا أن السعادة غاية للشروع بإماطة اللثام عن الغيبيات وإزالة العقبات التي كبّلت وقوّضت وحددت مسار المجتمع، لترى أن أرسطو سعى إلى تبويبها بإطار الدأب لتحقيق الفضيلة واجترار الكثير من السياقات الناقلة وإعطائها بحلة مختلفة تقر في إعلاء دور الإنسان، بينما يشير رهط آخر إلى أنها وهم صعب المنال وهنا تكون عملية تحريضيه لها دلالتها الاتباعية للبحث عن شروحاتها ومقاييسها، فقد شرعوا بتوصيات حرصت على معالجة المتوارث من الحقب الفائتة والنظر بعين المساواة لجميع شرائح المجتمع من خلال تحطيم القدري والمطلق واتخاذ نصٍ يليق بقيمة ورفعة الإنسان، وقد يتباين هذا المفهوم عند فلاسفة العصر الحديث وفقاً لمقتضيات الواقع ومخاضاته المستحدثة لكنهم يدورون في فلك تحقيق موقفٍ مناوئٍ ضد الظلم والاستبداد المترتب عليه انحسار عمل الفرد وطريقة تفكيره.
من الملاحظ أن هناك كماً من الصياغات المستنسخة أو المنشطرة لمعادل السعادة والذي يؤسس لموجز من الخلاصات الفرعية، فلو توقفنا عندها لوجدنا أن ثمة مراتبٌ ودرجات تتراوح استقلاليتها بين شخص وآخر، فما بين النشوة واللذة والبهجة مثابات وعتبات سائرة متى ما أزيلت العقبات الناشئة عن المعنى الأصلي سيكون هناك فعل اتباعي تظهر من خلاله تلك النتائج، وقد نستقرئ بعناية، أن ما يثير نزعة السؤال والمحايثة، هل أن سعادة الفيلسوف تأتي فردية ذاتية أم مكتسبة؟، ما أعنيه، هل أن إثارتها الفعلية من المجتمع أم أنها جوهرية بمكنونها الفطري والعفوي؟، وهل لها صلاتها المتجذرة في كنه الانسان إن كان مهموماً ومشتغلاً بالمعرفة أو بقالاً أو عاملاً بسيطاً؟. واقعاً أجد أن الباعث الأساسي لجميع ملامح الإنسان الداخلية بما يفرزه من أزمات ويدَّخره من غايات سياسية كانت أو لاهوتية هو الواقع، فالمقبولية تحظى من قبل الماحول في كيفية الإحاطة الكلية بالطرح الذي يتبناه والأخذ بعين الاعتبار عن المدى المتضمن لهذا الطرح من قبل المشاع بين الناس.
على الرغم من أن نظرة الفيلسوف نظرة متحررة تعبّر عن استباقية هاجس الإنسان النازع نحو الخلاص من أبدية الحتمي بل الساعي الى تفنيد وإذابة المحاذير والتبعية التي أوهمت حاله الاعتماد والاتكاء على أشخاص لهم القدرة على تدوير أوانه وإعطاء نواميس تلزم مستقبله دون أن يناقش أو يبدي راياً مخالفاً، لذا تكون السعادة مناطة لخدمة أمة بأسرها دون فرض أو قيد غير أن هناك مسألة نسبية لها مقدراتها الخاضعة للفرد نفسه يعلن عنها متى ما يكون صاحب أرادة قوية يحاول من خلالها أن يزيل السور الواهم بينه وبين المتحكم بمصيره وهذه تحتاج إلى وعي جاد غير مدعٍ وفقاً لمقتضيات فكرية تستطيع الوصول إلى العلة، ولعل المفارقة تكون هنا لوجوب حضور السعادة من لدن الفيلسوف وعن ماهية استجابة المجتمع لطرحه، غير أن هناك استفهامات ما زالت موثقة في صفحة الفرد العربي منذ عهود ميته، هل أن ما وصلنا من تراجم لكم لا يستهان به من الفلاسفة بجميع آرائهم الصارمة نحو تبجيل الإنسان وخصوصية شأنه ومن تبنى هذا الطرح أيضاً من أصحاب الاختصاص والمشتغلين في حقل المعرفة استطاعوا أن يحرّكوا الساكن ويدحروا التراكمات التي فُرضت؟، هل ثمة تأسيس لسعادة تأتي من خلال المعرفة في ذهنية مجتمعاتنا العربية أم أنها تصل بهم إلى إكمال يومهم دونما عثرات تعنى بطبيعة الحياة المادية وليس سلوكها الجدلي الذي يخلصهم من مصادرة حقهم بالتنويه والمطالبة، وهل أن دور الفيلسوف فاعلاً إزاء هذا الموقف الجمعي المحتشد بالأغلال، وعلى من يكون التغيير يا ترى لنسعد؟, إن كانت المعرفة درساً ثانوياً في كيفية تثوير الوعي لدى المجتمع.
عظيمة هي السيَّر التي وصلتنا عبر التاريخ المعرفي عن حياة الفلاسفة ومدونتهم الاجتماعية والطريقة التي يسلّمون بها في إدارة حياتهم، لذى تجد الكثير منهم اتخذوا من العزلة الثائرة التي تعنى بالتأمل والسعي وراء الخوض في المضامين المناطة بالوجود وفك القيد الحتمي الذي رمم أغلب البشرية سبيلاً إلى السعادة، فمنذ فلاسفة الإغريق وصولاً إلى العصر الحديث، اعتبروا أن السعادة غاية للشروع بإماطة اللثام عن الغيبيات وإزالة العقبات التي كبّلت وقوّضت وحددت مسار المجتمع، لترى أن أرسطو سعى إلى تبويبها بإطار الدأب لتحقيق الفضيلة واجترار الكثير من السياقات الناقلة وإعطائها بحلة مختلفة تقر في إعلاء دور الإنسان، بينما يشير رهط آخر إلى أنها وهم صعب المنال وهنا تكون عملية تحريضيه لها دلالتها الاتباعية للبحث عن شروحاتها ومقاييسها، فقد شرعوا بتوصيات حرصت على معالجة المتوارث من الحقب الفائتة والنظر بعين المساواة لجميع شرائح المجتمع من خلال تحطيم القدري والمطلق واتخاذ نصٍ يليق بقيمة ورفعة الإنسان، وقد يتباين هذا المفهوم عند فلاسفة العصر الحديث وفقاً لمقتضيات الواقع ومخاضاته المستحدثة لكنهم يدورون في فلك تحقيق موقفٍ مناوئٍ ضد الظلم والاستبداد المترتب عليه انحسار عمل الفرد وطريقة تفكيره.
من الملاحظ أن هناك كماً من الصياغات المستنسخة أو المنشطرة لمعادل السعادة والذي يؤسس لموجز من الخلاصات الفرعية، فلو توقفنا عندها لوجدنا أن ثمة مراتبٌ ودرجات تتراوح استقلاليتها بين شخص وآخر، فما بين النشوة واللذة والبهجة مثابات وعتبات سائرة متى ما أزيلت العقبات الناشئة عن المعنى الأصلي سيكون هناك فعل اتباعي تظهر من خلاله تلك النتائج، وقد نستقرئ بعناية، أن ما يثير نزعة السؤال والمحايثة، هل أن سعادة الفيلسوف تأتي فردية ذاتية أم مكتسبة؟، ما أعنيه، هل أن إثارتها الفعلية من المجتمع أم أنها جوهرية بمكنونها الفطري والعفوي؟، وهل لها صلاتها المتجذرة في كنه الانسان إن كان مهموماً ومشتغلاً بالمعرفة أو بقالاً أو عاملاً بسيطاً؟. واقعاً أجد أن الباعث الأساسي لجميع ملامح الإنسان الداخلية بما يفرزه من أزمات ويدَّخره من غايات سياسية كانت أو لاهوتية هو الواقع، فالمقبولية تحظى من قبل الماحول في كيفية الإحاطة الكلية بالطرح الذي يتبناه والأخذ بعين الاعتبار عن المدى المتضمن لهذا الطرح من قبل المشاع بين الناس.
على الرغم من أن نظرة الفيلسوف نظرة متحررة تعبّر عن استباقية هاجس الإنسان النازع نحو الخلاص من أبدية الحتمي بل الساعي الى تفنيد وإذابة المحاذير والتبعية التي أوهمت حاله الاعتماد والاتكاء على أشخاص لهم القدرة على تدوير أوانه وإعطاء نواميس تلزم مستقبله دون أن يناقش أو يبدي راياً مخالفاً، لذا تكون السعادة مناطة لخدمة أمة بأسرها دون فرض أو قيد غير أن هناك مسألة نسبية لها مقدراتها الخاضعة للفرد نفسه يعلن عنها متى ما يكون صاحب أرادة قوية يحاول من خلالها أن يزيل السور الواهم بينه وبين المتحكم بمصيره وهذه تحتاج إلى وعي جاد غير مدعٍ وفقاً لمقتضيات فكرية تستطيع الوصول إلى العلة، ولعل المفارقة تكون هنا لوجوب حضور السعادة من لدن الفيلسوف وعن ماهية استجابة المجتمع لطرحه، غير أن هناك استفهامات ما زالت موثقة في صفحة الفرد العربي منذ عهود ميته، هل أن ما وصلنا من تراجم لكم لا يستهان به من الفلاسفة بجميع آرائهم الصارمة نحو تبجيل الإنسان وخصوصية شأنه ومن تبنى هذا الطرح أيضاً من أصحاب الاختصاص والمشتغلين في حقل المعرفة استطاعوا أن يحرّكوا الساكن ويدحروا التراكمات التي فُرضت؟، هل ثمة تأسيس لسعادة تأتي من خلال المعرفة في ذهنية مجتمعاتنا العربية أم أنها تصل بهم إلى إكمال يومهم دونما عثرات تعنى بطبيعة الحياة المادية وليس سلوكها الجدلي الذي يخلصهم من مصادرة حقهم بالتنويه والمطالبة، وهل أن دور الفيلسوف فاعلاً إزاء هذا الموقف الجمعي المحتشد بالأغلال، وعلى من يكون التغيير يا ترى لنسعد؟, إن كانت المعرفة درساً ثانوياً في كيفية تثوير الوعي لدى المجتمع.