تشيع فى الثقافة اللغوية العربيةالقديمة ظاهرة طريفة . هى التلقيب بالبنوة والأبوة من غير نسب حقيقى . فيقال " أبو كذا " أو "ابن كذا " للشخص ، أو لمن يفعل فعلاً معيناً ، أو للمكان ، أو للحيوان ، من غير علاقة نسب ، بل لقرينة خارجية تحمل مدحاً أو ذماً . وقد انقرضت هذه الظاهرة في عربيتنا المعاصرة التي لوثتها العُجمة والتداخل مع اللغات الحديثة ، وكاد هذا التراث النضر أن يذوي ويفنى بعد ما تجاهلته مناهجنا التعليمية ، وترك استعماله كثتَّابنا المعاصرون عمدا أو جهلا .
وإذا استعرضنا طائفة ممن نُعتوا بالبنوة مثلا ً فسنجد:
- ابن آذان : لقبٌ للحمار لُقِّب به لطول آذانه .
- ابن أسبوعين : من ألقاب القمر حين يكون بدراً .
- ابن أقوال : من ألقاب المديح لمن يكون خطيباً مفوها متمكناً من المنطق ولديه قدرة عالية على الإقناع
- ابن أمس : يُلقَّب به الطفل الصغير . وقد ورد فى قول الشاعر ابن الصمة يرد به اتهمته به حبيبة له :
وقالتْ : إننى شيخٌ كبيرٌ وهل أخبرتُها أنى ابن أمسِ ؟!!
- ومثله فى الدلالة لقب : ابن أيام . وإن كانت دلالة هذا اللقب الثانى ( ابن أيام ) أوسع ، فقد يُطلق على من حنكته التجارب وقد يطلق على الطاعن فى السن
فيقال : ابن الأيام والليالى .
- ابن البراء :هو أول يوم فى الشهر العربى ، أو أول ليلة ، وهو أيضاً آخر يوم فى الشهر العربى ، أو آخر ليلة ، وهو عند العرب يوم سعيد يتفاءلون بما يحدث فيه ويلتمسون فيه البركة .
- ابن جلا : يُطلق هذا اللقب على الرجل المعروف وعلى الأمر الواضح ، وقالوا إنه اسم رجل من فُتَّاك العرب .
- ابن حبة : لقب يقال للخبز لأنه يُصنع من الحبوب ، وللخبز اسم آخر فى لغة العرب هو : جابر .
- ابن الدهر : هو النهار ، وجمعه : بنات الدهر .
- ابن دينار : هو العبد ، لأن ديناراً من أسماء العبيد ، قال الشاعر:
- ولستَ للأمِّ من عبسٍ ومن أسدٍ
- وإنما أنتَ دينارُ بنُ دينارِ
- ابن السبيل : هو المسافر ، والسبيل الطريق ، يُذَكَّر ويؤنَّث
فتقول : هذا سبيلٌ ، وهذه سبيلٌ ، والتأنيث أشهر
- ابن السحاب : هو المطــر
- ابن السماء : هو الصبح ، لأنه - فى اعتقاد العرب القديم – يظهر نتيجة حركة السماء فى ظنهم وليس الأرض ، والشمس هى بنت السماء ، ولذلك قال شاعرهم يصف اللص الذى يسرق فتقطع يمينه :
- وليس يُعادى ابنَ السماءِ وبنتَها
- سوى رجلٍ بانتْ عليه يمينُه
- ابن السوء : لقب لمن لا يطيع والديه خال حياتها ، فإذا ماتا
تلهف عليهما ، وذلك قالوا فى أمثالهم ( ألهف من
ابن السوء ) .
- ابن طامر : هو البرغوث ، ويلقب به أيضاً الخسيس من الناس والخامل الذى لا يعرفه أحد .
- ابن الطويل : لقب للجَمَل .
- ابن الطيلسان : لقب يطلقه أهل الشام خاصة على الأعاجم .
- ابن الكرم : هو القِطْفُ من العنب .
- ابن الكَرَوَان : هو الليل
- ابن اللبون : لقب لولد الناقة إذا أتم عامه الثانى ودخل فى الثالث والأنثى ابنة لبون ، وفس مجال البشر ، يطلق لقب ابن اللبون ذماً لمن يقل الانتفاع به من الناس ، وفسروا ذلك بقولهم : " لا لَبَنَ له فيُحْلَب ، ولا ظهرَ له فيُركَب " لصغر سنه .
- ابن الليالى : هو لقب للقمر . قال نصيب فى وصف القمر:
- بدأن بنا وابن اللّيالى كأنّه ... حسام جلت عنه القيون صقيل
- فما زلت أفنى كلّ يوم شبابه ... إلى أن أتتك العيس وهو ضئيل
- ابن مازن : لقب للنمل ، لأن المازن هو بَيْض النمل .
- ابن المراغة : من ألقاب الذم عند العرب ، كأنهم يقصدون أن أمه زانية ولدته فى مراغة الدواب ( أماكن نومها وتقلبها) أو كأنهم يشيرون إلى دناءة أصله لأن المراغة من أسماء الأتان .
- ابن مصة : لقب للئيم من الناس ، مأخوذ من المصِّ وهو التقام الثدي بالفم ، ومص اللبن – لا شربه – من علامات البخل والشح ، وقد يقولون : ابن مَصَّان أو ابن مَصَّانة بالمعنى نفسه .
- ابن مِقْلى : بكسر الميم – لقب للحمار .
- ابن ناهق : هو البغل
- ابن هَرْمة : هو آخر أولاد الأبوين الكبيرين .
- ابن يمٍّ : هو الخليج المتفرع من البحر .
- ابن اليوم : هو النهار .
- ابنا سمير : هما الليل والنهار لأنهما زمانان للسمر والحديث أو هما : الغداة والعشى . قال الشاعر :
- لابنى سمير صُروفٌ غير غافلةٍ
- يُحْسِنَّ نقضاً كما يُحْسِنَّ إبراما
- أبناء أخياف : لقب للإخوة الذين ينتمون لأم واحدة وآباؤهم شتى . والاسم : المخايفة ، والأخياف هى الأطوار أى أنهم مختلفون على أحوال شتى .
- ابنة الجبل : هى الحصاة
- ابنة الدنِّ : هى الخمر ، وتلقب أيضاً بابنة العنقود
وقد كثر استخدام تلك الألقاب في تراثنا الأدبي ، ةفي طراف ذلك الأدب بنوع خاص مثل الحكايات القديمة والمقامات والمراسلات والتوقيعات . كما يكثر ورودها في الشعر العربي القديم ومنه النماذج التي استشهدنا بها في السطور السابقة .
و.... آباء لم ينجبوا :
وقد عرفت الثقافة اللغوية العربية القديمة كُنًى وألقاباً أطلقت على حيوانات أو طيور أو أشخاص لم ينجبوا ، ولكن الكتابة وضعت لأصحابها مدحاً أو ذماً أو للشهرة . ومن هذه الكُنَى والألقاب :
أبو الأبطال : يلقب به الأسد .
أبو الأثقال : يلقب به البغل لقوته .
أبو الأخبار : يلقب به الهدهد .
أبو الأمن : تطلق على حالة الشبع لأن الإنسان يصبح أمناً إذا شبع .
أبو بحير : هو التيس .
أبو البدوات : يلقب به الإنسان الذى تتميز آراؤه بالغرابة ، وهو من ألقاب المدح لأنه
يبدى آراء لا يراها غيره . هذا عند من يحسنون استعمال اللغة على
أصولها . أما العوام فإنهم يستخدمون هذا اللقب على وجه الذم باعتبار أن
الملقب به لا يثبت على قول .
أبو البركات : يطلق على شهر رمضان .
أبو بصير : كنية الأعمى .
أبو البلاد : كنية تطلق على الرجل الشجاع الذى ينزل من البلاد حيث يشاء .
أبو ثلاثين : كنية تطبق على ذكر النعام ففى زعمهم أن ذكران النعام تبيض ثلاثين بيضة على خط مستقيم .
أبو ثمامة : الثمام : نوع من النباتات الضعيفة . وتطلق هذه الكنية على الذئب ، وعلى
الهدهد . وقد أطلقت على مسيلمة الكذاب .
أبو جابر : هو الخبز . ويقال له أحياناً : جابر بن حبة لأنه يصنع من الحبوب .
أبو جامع : هو الخوان الذى يجتمع عليه الناس للطعام .
أبو الجرَّاح : هو الغراب . والجرح هنا بمعنى الكسب ، وليس بمعناه الشائع فى العربية
المعاصرة الذى يفيد خدش الجسم . وقد اختص الغراب بهذه الكنية لشدة
حرص . ولذلك يقولون فى أمثالهم القديمة : " بكَّر بكَور الغراب " .
أبو جعدة : هو الذئب ، والجعدة هى السخلة الصغيرة من أولاد الماعز وسمى الذئب
( أبا جعدة ) لأنه يقصد تلك الحيوانات الصغيرة ( السخال ) لضعفها .
قال الكميت :
ومستطعم يدعى بغير بنايه
جعلت له حظاًُ من الزاد أوفرا
أراد به الذئب . لأنه يسمى بهذا اللقب وليس له ابنه تدعى جعدة .
أبو جعفر : يلقب به الذباب ، والجعفر هو النهر الصغير .
----------------------
أما ذلك المذيع بالقناة الحكومية الرسمية فلا أجد له لقبا يناسبه !!
وإذا استعرضنا طائفة ممن نُعتوا بالبنوة مثلا ً فسنجد:
- ابن آذان : لقبٌ للحمار لُقِّب به لطول آذانه .
- ابن أسبوعين : من ألقاب القمر حين يكون بدراً .
- ابن أقوال : من ألقاب المديح لمن يكون خطيباً مفوها متمكناً من المنطق ولديه قدرة عالية على الإقناع
- ابن أمس : يُلقَّب به الطفل الصغير . وقد ورد فى قول الشاعر ابن الصمة يرد به اتهمته به حبيبة له :
وقالتْ : إننى شيخٌ كبيرٌ وهل أخبرتُها أنى ابن أمسِ ؟!!
- ومثله فى الدلالة لقب : ابن أيام . وإن كانت دلالة هذا اللقب الثانى ( ابن أيام ) أوسع ، فقد يُطلق على من حنكته التجارب وقد يطلق على الطاعن فى السن
فيقال : ابن الأيام والليالى .
- ابن البراء :هو أول يوم فى الشهر العربى ، أو أول ليلة ، وهو أيضاً آخر يوم فى الشهر العربى ، أو آخر ليلة ، وهو عند العرب يوم سعيد يتفاءلون بما يحدث فيه ويلتمسون فيه البركة .
- ابن جلا : يُطلق هذا اللقب على الرجل المعروف وعلى الأمر الواضح ، وقالوا إنه اسم رجل من فُتَّاك العرب .
- ابن حبة : لقب يقال للخبز لأنه يُصنع من الحبوب ، وللخبز اسم آخر فى لغة العرب هو : جابر .
- ابن الدهر : هو النهار ، وجمعه : بنات الدهر .
- ابن دينار : هو العبد ، لأن ديناراً من أسماء العبيد ، قال الشاعر:
- ولستَ للأمِّ من عبسٍ ومن أسدٍ
- وإنما أنتَ دينارُ بنُ دينارِ
- ابن السبيل : هو المسافر ، والسبيل الطريق ، يُذَكَّر ويؤنَّث
فتقول : هذا سبيلٌ ، وهذه سبيلٌ ، والتأنيث أشهر
- ابن السحاب : هو المطــر
- ابن السماء : هو الصبح ، لأنه - فى اعتقاد العرب القديم – يظهر نتيجة حركة السماء فى ظنهم وليس الأرض ، والشمس هى بنت السماء ، ولذلك قال شاعرهم يصف اللص الذى يسرق فتقطع يمينه :
- وليس يُعادى ابنَ السماءِ وبنتَها
- سوى رجلٍ بانتْ عليه يمينُه
- ابن السوء : لقب لمن لا يطيع والديه خال حياتها ، فإذا ماتا
تلهف عليهما ، وذلك قالوا فى أمثالهم ( ألهف من
ابن السوء ) .
- ابن طامر : هو البرغوث ، ويلقب به أيضاً الخسيس من الناس والخامل الذى لا يعرفه أحد .
- ابن الطويل : لقب للجَمَل .
- ابن الطيلسان : لقب يطلقه أهل الشام خاصة على الأعاجم .
- ابن الكرم : هو القِطْفُ من العنب .
- ابن الكَرَوَان : هو الليل
- ابن اللبون : لقب لولد الناقة إذا أتم عامه الثانى ودخل فى الثالث والأنثى ابنة لبون ، وفس مجال البشر ، يطلق لقب ابن اللبون ذماً لمن يقل الانتفاع به من الناس ، وفسروا ذلك بقولهم : " لا لَبَنَ له فيُحْلَب ، ولا ظهرَ له فيُركَب " لصغر سنه .
- ابن الليالى : هو لقب للقمر . قال نصيب فى وصف القمر:
- بدأن بنا وابن اللّيالى كأنّه ... حسام جلت عنه القيون صقيل
- فما زلت أفنى كلّ يوم شبابه ... إلى أن أتتك العيس وهو ضئيل
- ابن مازن : لقب للنمل ، لأن المازن هو بَيْض النمل .
- ابن المراغة : من ألقاب الذم عند العرب ، كأنهم يقصدون أن أمه زانية ولدته فى مراغة الدواب ( أماكن نومها وتقلبها) أو كأنهم يشيرون إلى دناءة أصله لأن المراغة من أسماء الأتان .
- ابن مصة : لقب للئيم من الناس ، مأخوذ من المصِّ وهو التقام الثدي بالفم ، ومص اللبن – لا شربه – من علامات البخل والشح ، وقد يقولون : ابن مَصَّان أو ابن مَصَّانة بالمعنى نفسه .
- ابن مِقْلى : بكسر الميم – لقب للحمار .
- ابن ناهق : هو البغل
- ابن هَرْمة : هو آخر أولاد الأبوين الكبيرين .
- ابن يمٍّ : هو الخليج المتفرع من البحر .
- ابن اليوم : هو النهار .
- ابنا سمير : هما الليل والنهار لأنهما زمانان للسمر والحديث أو هما : الغداة والعشى . قال الشاعر :
- لابنى سمير صُروفٌ غير غافلةٍ
- يُحْسِنَّ نقضاً كما يُحْسِنَّ إبراما
- أبناء أخياف : لقب للإخوة الذين ينتمون لأم واحدة وآباؤهم شتى . والاسم : المخايفة ، والأخياف هى الأطوار أى أنهم مختلفون على أحوال شتى .
- ابنة الجبل : هى الحصاة
- ابنة الدنِّ : هى الخمر ، وتلقب أيضاً بابنة العنقود
وقد كثر استخدام تلك الألقاب في تراثنا الأدبي ، ةفي طراف ذلك الأدب بنوع خاص مثل الحكايات القديمة والمقامات والمراسلات والتوقيعات . كما يكثر ورودها في الشعر العربي القديم ومنه النماذج التي استشهدنا بها في السطور السابقة .
و.... آباء لم ينجبوا :
وقد عرفت الثقافة اللغوية العربية القديمة كُنًى وألقاباً أطلقت على حيوانات أو طيور أو أشخاص لم ينجبوا ، ولكن الكتابة وضعت لأصحابها مدحاً أو ذماً أو للشهرة . ومن هذه الكُنَى والألقاب :
أبو الأبطال : يلقب به الأسد .
أبو الأثقال : يلقب به البغل لقوته .
أبو الأخبار : يلقب به الهدهد .
أبو الأمن : تطلق على حالة الشبع لأن الإنسان يصبح أمناً إذا شبع .
أبو بحير : هو التيس .
أبو البدوات : يلقب به الإنسان الذى تتميز آراؤه بالغرابة ، وهو من ألقاب المدح لأنه
يبدى آراء لا يراها غيره . هذا عند من يحسنون استعمال اللغة على
أصولها . أما العوام فإنهم يستخدمون هذا اللقب على وجه الذم باعتبار أن
الملقب به لا يثبت على قول .
أبو البركات : يطلق على شهر رمضان .
أبو بصير : كنية الأعمى .
أبو البلاد : كنية تطلق على الرجل الشجاع الذى ينزل من البلاد حيث يشاء .
أبو ثلاثين : كنية تطبق على ذكر النعام ففى زعمهم أن ذكران النعام تبيض ثلاثين بيضة على خط مستقيم .
أبو ثمامة : الثمام : نوع من النباتات الضعيفة . وتطلق هذه الكنية على الذئب ، وعلى
الهدهد . وقد أطلقت على مسيلمة الكذاب .
أبو جابر : هو الخبز . ويقال له أحياناً : جابر بن حبة لأنه يصنع من الحبوب .
أبو جامع : هو الخوان الذى يجتمع عليه الناس للطعام .
أبو الجرَّاح : هو الغراب . والجرح هنا بمعنى الكسب ، وليس بمعناه الشائع فى العربية
المعاصرة الذى يفيد خدش الجسم . وقد اختص الغراب بهذه الكنية لشدة
حرص . ولذلك يقولون فى أمثالهم القديمة : " بكَّر بكَور الغراب " .
أبو جعدة : هو الذئب ، والجعدة هى السخلة الصغيرة من أولاد الماعز وسمى الذئب
( أبا جعدة ) لأنه يقصد تلك الحيوانات الصغيرة ( السخال ) لضعفها .
قال الكميت :
ومستطعم يدعى بغير بنايه
جعلت له حظاًُ من الزاد أوفرا
أراد به الذئب . لأنه يسمى بهذا اللقب وليس له ابنه تدعى جعدة .
أبو جعفر : يلقب به الذباب ، والجعفر هو النهر الصغير .
----------------------
أما ذلك المذيع بالقناة الحكومية الرسمية فلا أجد له لقبا يناسبه !!