فى البدء منذ أن شرع الله في خلق الكون كانت الظلمة تملأ العالم حتى خلق الله نور النهار و أصبحت الشمس فى شروقها تضئ كل العالم و ترسل أشعتها السبع من فضائها إلى أرضنا لتضيئها إلى أن يفنى الوجود .وكان هناك شعاع من أبناء الشمس السبع لا يريد أن يذهب إلى أي مكان فى العالم و كان يُدعى بالشعاع “المتمرد”, ظل يُمارس تمرده على أمه الشمس كان كسولاً متوكلا دوماً على أمه، وأخوته الستة , ثارت عليه أمه يوما قائلة له: سوف أرسلك إلى الأرض السوداء, وهي أرض تدعى “كيمت”ـ وإذا عصيت أمري سوف ينطفئ نورك و تصبح نجما خافتا فى الليل .غضب الشعاع المتمرد و أنطلق في النهار بسرعه فائقة غير معتادةً منه حتى أصطدم ببناء شاهق الارتفاع ليس له مثيل على كوكب الأرض فظل يحوم ويطوف حول هذا المكان فى ذهول تام واستطاع أن يرصد من مكان أبعد فوجدا بنائين شاهقين من تلك الأبنية شاهقة الارتفاع ولكنهما أقل ارتفاعا من الذى أصطدم به, فقد أصطدم الشعاع المتمرد بالهرم خوفو أكبر الأهرامات وأعظم الأبنية على وجه الأرض في ذلك الوقت .ظل الشعاع المتمرد يأتى كل نهار إلى أرض الأهرامات كي يتعرف عليها أكثر وبعد أيام عرف أن هذه تلك الأرض السوداء التي أمرته أمه الشمس أن يذهب إليها, وعندما عاد إلى أمه في الغروب قال: لها لقد ذهبتُ إلى الأرض السوداء أرض كيمت كما أمرتنى, فلماذا هذه الأرض بالذات يا أمى ؟قالت: له أمه لقد أرسلتك إلى هناك حتى تدرك أن على الأرض بشر يمكنك أن تتعلم منهم ويلهموك الكثير والكثير .ظل هذا الشعاع يأتي إلى أرض كيمت كل نهار ليرى النيل والطمى والزراعة و كل ما يدور على هذه الأرض حتى يغرب عنها فى الغروب .إلى أن جاء يوم و أمرته أمه الشمس أن يكف عن الذهاب إلى أرض مصر فقد تعلم الدرس بما يكفى ولابد و أن يذهب إلى مكاناً آخر , حزن الشعاع المتمرد عند معرفته أن هذه هى أخر زيارة له لمصر فتوسل إلى أمه الشمس أن تجعله يذهب فى نهار اليوم التالي كي يودع الأرض المباركة لأنه أحبها و عشقها دون أن يدرى , فأذنت له أمه أن يذهب للمرة الأخيرة واشترطت أن يعود قبل الغروب حتى يعرف الأرض الجديدة التي سوف يضيئها في اليوم التالي .و فى الشروق أنطلق الشعاع الذى كان متمرداً متوجهاً إلى أرض مصر ولكنه قرر أن يطوف و يدخل كل مكان على هذه الأرض إلى أن وصل معبدا وأناره كاملا حتى حان وقت الغروب, تنادت أمه الشمس عليه فى الخارج لماذا لم تأت بعد؟ ألم أحذرك من التأخير؟ وأمرتك أن تأتى إلى قبل الغروب؟ لم يسمع الشعاع أية أصوات أو يلتفت لأية تحذيرات، فقد عقد العزم ليهرب.. فظل ماكثاً فى المعبد و لم يذهب إلى أى مكان آخر فاكتشف المصريون أمره و عرفوا قصته، وأحبوه إلى حد التقديس فلم يغادر أرض مصر , إلى أن مرت مصر بظروف صعبة و قاسية و قام الغزاه بغزوها فلم يعد هذا الشعاع الهارب مقدساً كما كان .فعاد الشعاع الهارب إلى أمه الشمس التي ظلت غاضبة منه آلاف السنين و لكن ظل يتسلل خلسة إلى المعبد ليشارك المصريين في احتفالاتهم ويرسل نوره متعامدا وجه الملك “رمسيس” في يوم ميلاده وتنصيبه و ملكاً فى موعد لا يخالفه إلى الأبد .
زينب محمد عبد الرحيم - حكاية شعاع الشمس الهارب
زينب محمد عبد الرحيم - حكاية شعاع الشمس الهارب
www.ahewar.org