عزيزة... فتاة جميلة ولدت في مطلع القرن الماضي في إحدى قرى شرق حيفا، وأحمد ابن عمها ولد في نفس الفترة تقريبا، كان لهما مع الحب والوجد قصة فريدة ... سأختصرها لكم:-
رأيتها وكانت في الثمانين من عمرها، كان وجهها الزهراوي يشع نورا، كان جمالها رغم سنها المتقدم ملفت للنظر،جمال هادئ أنيق، عندما تراها تنطلق منك الصلاة على محمد وال محمد بشكل تلقائي،كان لسانها رطب بالثناء على الله ،كلامها حروف معسولة، إذا ما دققت في عينيها تلمح نهر الحنان الذي لم تجففه العقود والسنين يغمر الجميع، حنونة عطوفة، مؤمنة صابرة محتسبة... وكان زوجها أحمد يحمل بعض خصالها،ويجمع من عاصرهما إنهما حبة حب قسمت نصفين ...
بدأ الحب بينهما عندما خرجت عزيزة لترعى قطيع البقر لوالدها وكانت في الخامسة عشر من عمرها ، واحمد كان في الثامنة عشر من عمرة كان هو أيضا يرعى الغنم لوالده... نما بينهما حب وعشق لم تستطع الصخور والهضاب والتلال أن تخفيه، ولا نسمات البحر القادمة من سواحل حيفا أن تواريه، فأصبح حديث الناس في القرية والعشيرة والمنطقة... غضب والدها عندما وصلته همسات الناس، فحبسها ومنعها من الخروج من الغرفة الضيقة ومنع عنها الطعام والشراب ... أحمد الذي اعتادت روحه على رؤيتها لم يحتمل الفراق ... أصابته حالة من الجنون ... هام في الجبال والهضاب يصرخ وينادي عزيزة ...كان يحتضن الحجارة ويقبلها ويسألها : هل داست عليك عزيزة ويبكي بكاء مرا !!،كان يسفي التراب ويهليه على وجه وهو يناديها... حتى اصابت اوجاعه أهل البلدة ومن حولها،فتداعى أهل القوم للبحث في ألأمر،وقرروا أن يجمعون عزيزة واحمد في بيت الزوجية.... والدها رفض .... لكن الوجهاء هددوه بالمقاطعة والعقاب الاجتماعي ...فأذعن تحت التهديد وبذلك تم إنقاذ احمد وعزيزة من الهلاك المحتوم....
عاشا معا أكثر من 65 عاما ،لم تنطفئ جذوة العشق بينهما،ولم يأتي الزمن الطويل الذي يذيب الحديد على هذه المشاعر المتينة،كانا مثالين من الزوجين المثليين ،وأنجبا 6 أبناء 3 ذكور و3 إناث،فضلا عن تربية طفلة رابعة توفيت والدتها ،فربتها عزيزة ،وكان جميع أولادهما متفوقين وبارزين أكبرهم ملحق ثقافي في سفارة إحدى دول الخليج في ألمانيا والثاني دكتور محاضر في إحدى جامعات البرازيل ...وأقلهم مدير مدرسة ...
عندما مرضت عزيزة مرض الموت ... كانت في المشفى،فقالت للطبيب :-
أرجوك .... أعدني إلى بيتي أريد أن احتضر وأموت بين يدي احمد ...
فانصاع الطبيب لهذا الطلب،ونقلت للمنزل الذي جمعهما معا ...وخرج الجميع عندما بدأت تردد الشعر ... ويجيبها أحمد بنفس القافية على وقع البكاء المر ... الجميع بكى ... لأول مرة يترك الناس أحدا يحتضر بالطريقة الفريدة التي يريد ... كانت آخر كلماتها ... أحمد ...لنلتقي في جنات النعيم ... مشوارنا لم ينتهي ... وفاضت روحها العاشقة إلى بارئها ... فبكى احمد حتى كادت الدمع أن يذيب جفون عينيه ...وحملت إلى المقبرة ... كان احمد الذي لا ينفك عن البكاء ... ينادي من يهيلون عليها التراب ويقول:
ويحكم هذا الحجر ليس جميلا .... ابحثوا عن أجمل الحجارة وأجمل تربة لتغطوا بها عزيزة ...
واستمر عام ونصف بعدها يرثيها كل ليلة ويناديها،حتى أن أهل الحي لم يعد يهنئون بنوم ... وذات ليلة سكن الصوت سكون الموت ... أدرك أهل الحي أن أحمد... قد لحق بعزيزة...
رأيتها وكانت في الثمانين من عمرها، كان وجهها الزهراوي يشع نورا، كان جمالها رغم سنها المتقدم ملفت للنظر،جمال هادئ أنيق، عندما تراها تنطلق منك الصلاة على محمد وال محمد بشكل تلقائي،كان لسانها رطب بالثناء على الله ،كلامها حروف معسولة، إذا ما دققت في عينيها تلمح نهر الحنان الذي لم تجففه العقود والسنين يغمر الجميع، حنونة عطوفة، مؤمنة صابرة محتسبة... وكان زوجها أحمد يحمل بعض خصالها،ويجمع من عاصرهما إنهما حبة حب قسمت نصفين ...
بدأ الحب بينهما عندما خرجت عزيزة لترعى قطيع البقر لوالدها وكانت في الخامسة عشر من عمرها ، واحمد كان في الثامنة عشر من عمرة كان هو أيضا يرعى الغنم لوالده... نما بينهما حب وعشق لم تستطع الصخور والهضاب والتلال أن تخفيه، ولا نسمات البحر القادمة من سواحل حيفا أن تواريه، فأصبح حديث الناس في القرية والعشيرة والمنطقة... غضب والدها عندما وصلته همسات الناس، فحبسها ومنعها من الخروج من الغرفة الضيقة ومنع عنها الطعام والشراب ... أحمد الذي اعتادت روحه على رؤيتها لم يحتمل الفراق ... أصابته حالة من الجنون ... هام في الجبال والهضاب يصرخ وينادي عزيزة ...كان يحتضن الحجارة ويقبلها ويسألها : هل داست عليك عزيزة ويبكي بكاء مرا !!،كان يسفي التراب ويهليه على وجه وهو يناديها... حتى اصابت اوجاعه أهل البلدة ومن حولها،فتداعى أهل القوم للبحث في ألأمر،وقرروا أن يجمعون عزيزة واحمد في بيت الزوجية.... والدها رفض .... لكن الوجهاء هددوه بالمقاطعة والعقاب الاجتماعي ...فأذعن تحت التهديد وبذلك تم إنقاذ احمد وعزيزة من الهلاك المحتوم....
عاشا معا أكثر من 65 عاما ،لم تنطفئ جذوة العشق بينهما،ولم يأتي الزمن الطويل الذي يذيب الحديد على هذه المشاعر المتينة،كانا مثالين من الزوجين المثليين ،وأنجبا 6 أبناء 3 ذكور و3 إناث،فضلا عن تربية طفلة رابعة توفيت والدتها ،فربتها عزيزة ،وكان جميع أولادهما متفوقين وبارزين أكبرهم ملحق ثقافي في سفارة إحدى دول الخليج في ألمانيا والثاني دكتور محاضر في إحدى جامعات البرازيل ...وأقلهم مدير مدرسة ...
عندما مرضت عزيزة مرض الموت ... كانت في المشفى،فقالت للطبيب :-
أرجوك .... أعدني إلى بيتي أريد أن احتضر وأموت بين يدي احمد ...
فانصاع الطبيب لهذا الطلب،ونقلت للمنزل الذي جمعهما معا ...وخرج الجميع عندما بدأت تردد الشعر ... ويجيبها أحمد بنفس القافية على وقع البكاء المر ... الجميع بكى ... لأول مرة يترك الناس أحدا يحتضر بالطريقة الفريدة التي يريد ... كانت آخر كلماتها ... أحمد ...لنلتقي في جنات النعيم ... مشوارنا لم ينتهي ... وفاضت روحها العاشقة إلى بارئها ... فبكى احمد حتى كادت الدمع أن يذيب جفون عينيه ...وحملت إلى المقبرة ... كان احمد الذي لا ينفك عن البكاء ... ينادي من يهيلون عليها التراب ويقول:
ويحكم هذا الحجر ليس جميلا .... ابحثوا عن أجمل الحجارة وأجمل تربة لتغطوا بها عزيزة ...
واستمر عام ونصف بعدها يرثيها كل ليلة ويناديها،حتى أن أهل الحي لم يعد يهنئون بنوم ... وذات ليلة سكن الصوت سكون الموت ... أدرك أهل الحي أن أحمد... قد لحق بعزيزة...