الروائي الليبى محمد الأصفر فى روايته "مذاق الريشة"، يكتب بمداد القلب عن مدينة بنغازي الليبية كما تعودنا في أغلب رواياته، التي تكتب الروح البنغازية فى عمقها الأصيل عبر أزقتها وشوارعها ومناطقها، وشخصياتها البنغازية الصميمة التي يبدع الكاتب فى التقاطها من الأزقة والشوارع ويرسمها برواياته ،بكل واقعيتها السيئة والجميلة دون فذلكة وبأسلوبه الذى يحمل بصمة خاصة به فى كتابة الرواية الليبية، يفتح أبواب روايته الجديدة على سرد تفاصيل الحرب في بنغازي ،وبأسلوبه السردي السلس يمضى فى روايته الجديدة ليروي حكاية بنغازي مع الحرب عبر مسار تفاصيل أسرة بنغازية ،كانت تعيش أيامها فى دعة وسلام وسكون والتحام عائلي في إحدى شوارع خريبيش، المطلة على منارة وبحر الشابي ببنغازي من خلال شخصيات الأخوة الذكور الثلاثة، وأختهم وأمهم المرأة الأرملة التى عاشت حياتها من أجل تربيتهم بكدها وعملها فى مستشفى المدينة للولادة ، وتتشارك مصائر العائلة فى الرواية مع جارتهم الأرملة وابنتها فاطمة ، ومع شخصيات أخرى رسمها الروائي ليعبر بها عن روح المحبة التى كانت تتميز بها بنغازي، في احتضان الغرباء من كل الجنسيات التي تطأ أرضها وتلتحف سماؤها وتعيش من خيراتها ،عبر شخصيات السوداني والمغربي والباكستاني الذين وجدوا في مدينة بنغازي المأوى والأمان والسكن .
يرسم الروائي خيوط الرواية وينسجها، بين كل هذه الشخصيات عبر أبواب الرواية الزاخمة بأصوات الرواة ، فكل راوى يعبر عن شخصيته وتفكيره عبر سرد حكايته من خلال شخصيات أنور ونوري ونورية وبنت الجيران فاطمة اللذين أجبرتهم الحرب، على النزوح إلى مكان أخر في ضواحي مدينة بنغازي ولكنها لم تبعدهم ،عن روح وسط المدينة وتفاصيل عشقهم لها و"الإضبارة" المتكونة من مجموعة أوراق مجمعة ،من الكتب المتطايرة والتى جمعها نورى فى قرطاس هى متن الرواية وكلمة سرها ، فهي تعبر عن عشق الكلمات والأحرف التى تنسج الرواية فصولها من خلال الكتب والمكتبات الخاصة التى أقامها كل من نورى وأنور لبيع الكتب فى منزلهم بس بمنطقة خريبيش بوسط البلاد ثم منطقة البركة بعد النزوح
فى الرواية نقرأ مسار الحرب فى مدينة بنغازى بكل جنونها وعنفها ترسم تفاصيلها ،عبر سرد شخصية المغترب السوداني الذى تشاء الصدف أن يكون الشاهد عليها من داخل جحيمها فيرى الجثث وهى تتطاير والبيوت وهى تنهدم تحت قصف الصواريخ، والمقابر التي تفتح أفواهها لابتلاع قتلى الطرفين ، فمن خلال صوت شخصية الرجل السوداني السارد لمجرى الحرب، خلال ثلاث سنوات من القتال بين الجيش والدواعش المتمترسين فى أزقة المدينة القديمة تنفتح الرواية ،على القبح والبشاعة الإنسانية فى أعلى تجلياتها لتكون الرواية شاهدا على السنوات الصعبة التي عاشتها المدينة التي يبدع الروائي في رسم تفاصيلها بكل ألمها وحزنها وخرابها ،الذى يثقل كاهل أهل المدينة المتعايشين يوميا مع أصوات القصف والقذائف التي تتساقط البعض منها على طرقاتهم وبيوتهم وتتلون الرواية بقصص الحب الرقيقة التى يمزجها الروائي بين نورية والسودانى وقصة حب نورى لأبنة الجيران فاطمة ولم يعد ثمة حل أمام نورى المتمرد على القمع والظلم دائماً إلا بالرحيل مع زوجته وأخته وزوجها ،إلى إحدى الدول الأوروبية وطلب اللجوء إلى ألمانيا التي تتسع لصهيل حريته وتمرده بعيدا وهكذا تنتهي الرواية بسؤال مفتوح لكل الاحتمالات عن مصير المدينة بعد الحرب.
رواية "مذاق الريشة" هى رواية الحرب والحب، والحرية فى مدينة الثورة والأحلام الكبيرة المدينة التى كتبت سطور أحلامها بدماء شبابها ودموع الثكالى والأرامل والتي أبدع الأصفر فى تخليد تفاصيلها عبر سرده الممتع الشيق السلس لتكون بذلك أول رواية ليبية تكتب عن الحرب التي دارت رحاها في مدينة بنغازي وتخلد تفاصيل شموخ وقوة المدينة وأهلها في مواجهة الحرب وويلاتها عبر سردية روائية تعتنى بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة.
يرسم الروائي خيوط الرواية وينسجها، بين كل هذه الشخصيات عبر أبواب الرواية الزاخمة بأصوات الرواة ، فكل راوى يعبر عن شخصيته وتفكيره عبر سرد حكايته من خلال شخصيات أنور ونوري ونورية وبنت الجيران فاطمة اللذين أجبرتهم الحرب، على النزوح إلى مكان أخر في ضواحي مدينة بنغازي ولكنها لم تبعدهم ،عن روح وسط المدينة وتفاصيل عشقهم لها و"الإضبارة" المتكونة من مجموعة أوراق مجمعة ،من الكتب المتطايرة والتى جمعها نورى فى قرطاس هى متن الرواية وكلمة سرها ، فهي تعبر عن عشق الكلمات والأحرف التى تنسج الرواية فصولها من خلال الكتب والمكتبات الخاصة التى أقامها كل من نورى وأنور لبيع الكتب فى منزلهم بس بمنطقة خريبيش بوسط البلاد ثم منطقة البركة بعد النزوح
فى الرواية نقرأ مسار الحرب فى مدينة بنغازى بكل جنونها وعنفها ترسم تفاصيلها ،عبر سرد شخصية المغترب السوداني الذى تشاء الصدف أن يكون الشاهد عليها من داخل جحيمها فيرى الجثث وهى تتطاير والبيوت وهى تنهدم تحت قصف الصواريخ، والمقابر التي تفتح أفواهها لابتلاع قتلى الطرفين ، فمن خلال صوت شخصية الرجل السوداني السارد لمجرى الحرب، خلال ثلاث سنوات من القتال بين الجيش والدواعش المتمترسين فى أزقة المدينة القديمة تنفتح الرواية ،على القبح والبشاعة الإنسانية فى أعلى تجلياتها لتكون الرواية شاهدا على السنوات الصعبة التي عاشتها المدينة التي يبدع الروائي في رسم تفاصيلها بكل ألمها وحزنها وخرابها ،الذى يثقل كاهل أهل المدينة المتعايشين يوميا مع أصوات القصف والقذائف التي تتساقط البعض منها على طرقاتهم وبيوتهم وتتلون الرواية بقصص الحب الرقيقة التى يمزجها الروائي بين نورية والسودانى وقصة حب نورى لأبنة الجيران فاطمة ولم يعد ثمة حل أمام نورى المتمرد على القمع والظلم دائماً إلا بالرحيل مع زوجته وأخته وزوجها ،إلى إحدى الدول الأوروبية وطلب اللجوء إلى ألمانيا التي تتسع لصهيل حريته وتمرده بعيدا وهكذا تنتهي الرواية بسؤال مفتوح لكل الاحتمالات عن مصير المدينة بعد الحرب.
رواية "مذاق الريشة" هى رواية الحرب والحب، والحرية فى مدينة الثورة والأحلام الكبيرة المدينة التى كتبت سطور أحلامها بدماء شبابها ودموع الثكالى والأرامل والتي أبدع الأصفر فى تخليد تفاصيلها عبر سرده الممتع الشيق السلس لتكون بذلك أول رواية ليبية تكتب عن الحرب التي دارت رحاها في مدينة بنغازي وتخلد تفاصيل شموخ وقوة المدينة وأهلها في مواجهة الحرب وويلاتها عبر سردية روائية تعتنى بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة.