كنتُ قد انحرفتُ يسارًا، وغُشيَ عليَّ، ورأيت دمي سائلًا فوق صدري، ونارًا حولي كالمُهْل يشوي القلب،
فأدلجتُ في الليل، وكنتُ أسير في الأرض مسيرة يومٍ وليلة، وعندما لم أجد أحدًا يكلمني أو يواسيني؛ تعري
تُ بنفسي وخلوتُ إلى شياطيني، وجلستُ تحت ظل شمسٍ حمئةٍ؛ فإذا بي أصرخ وأصرخ إلى أن رميتُ نفسي في البحر، فوجدتني أغرق في بحرٍ لجيٍّ، تضربني الأمواج وتتقاتل عليَّ أسماك القرش نهمةً، فأسررتُ الفجيعة وخبَّأتها داخلي ونمت، وسمعتُ صوتًا يقول لي: "كيف تنام، وأنت غريقٌ يغشاك الموج، وتضربك العواصف؟! تعالَ معي"؛ فإذا بسحابةٍ بيضاء تظلل المكان وتعتمه، فأخذتُ أسير ذات اليمين وذات الشِمال لعلي أجد مخرجًا، فاستويتُ قاعدًا تحت شجرةٍ وحيدةٍ، طولها سبعون ألف ذراعٍ، وبها أوراق تخرج منها رؤوسٌ كرؤوس الشياطين، فأخذتُ أصرخ، وأدقُ على جذعها فخرج منها شرَرٌ أحمر يلتوي كالماردة، وسقاني نقيع الوجع، فاحتميتُ بالخوف من الخوف
فأدلجتُ في الليل، وكنتُ أسير في الأرض مسيرة يومٍ وليلة، وعندما لم أجد أحدًا يكلمني أو يواسيني؛ تعري
تُ بنفسي وخلوتُ إلى شياطيني، وجلستُ تحت ظل شمسٍ حمئةٍ؛ فإذا بي أصرخ وأصرخ إلى أن رميتُ نفسي في البحر، فوجدتني أغرق في بحرٍ لجيٍّ، تضربني الأمواج وتتقاتل عليَّ أسماك القرش نهمةً، فأسررتُ الفجيعة وخبَّأتها داخلي ونمت، وسمعتُ صوتًا يقول لي: "كيف تنام، وأنت غريقٌ يغشاك الموج، وتضربك العواصف؟! تعالَ معي"؛ فإذا بسحابةٍ بيضاء تظلل المكان وتعتمه، فأخذتُ أسير ذات اليمين وذات الشِمال لعلي أجد مخرجًا، فاستويتُ قاعدًا تحت شجرةٍ وحيدةٍ، طولها سبعون ألف ذراعٍ، وبها أوراق تخرج منها رؤوسٌ كرؤوس الشياطين، فأخذتُ أصرخ، وأدقُ على جذعها فخرج منها شرَرٌ أحمر يلتوي كالماردة، وسقاني نقيع الوجع، فاحتميتُ بالخوف من الخوف