يرحل حبٌ فيظهر آخر، وفي المسافة بين كلٍ منهما نموت مراراً لتكشف لنا مصادفةٌ جديدة بأننا لا زلنا على قيد الحياة، بعد أن يسلبنا شيئاً من أنفسنا، من أيامنا، برائتنا وأحلامنا ويبقي لنا بعضاً من المنطق والإنسانية لنكمل المشوار..
ذلك المشوار الذي تتعاظم فيه أسئلتنا وتتحول مشاعرنا لتصل إلى ذروتها حيث تولد من جديد مرةً بعد الأخرى، تنهض من تحت الأنقاض وترى العالم والبشر بعينٍ لا تشبه تلك التي امتلكتها من قبل، فتنفتح على أعماقها وتشرق رغم شحوبها كشمسٍ تزاحم الغيم في يومٍ ممطر لا يتسع لوجودهما معاً وتعرف معنى أن تحب ذاتها للمرة الأولى، بعد أن توهمت ذلك في كل قلبٍ وهبته قطعةً من روحها واستفاقت قبل التلاشي الكبير.. كعائدٍ من الموت للبحث عن الحقيقة وسط صخبٍ لا ينتهي، بين عاطفةٍ وجسد، بين فوضىً واغتراب على خطوط التماس مع النفس التي لم تعرف سلاماً ذات يوم..
لم تعرف أن الرفض حب، والإنسحاب حب، والصمت والهروب والمكابرة حب، وأن الوعي هو بداية أي حب، حيث لا يزهر شغف في تربة التجاهل، ولا يتفتح برعمٌ في ظلمةٍ النسيان، وعندما تتضائل الرغبات والأماني وتغلف الكلمات لتزييف المعاني ويخفت صوت ليعلو آخر.. لا بد من رحيل.. لا بد من وثبةٍ نحو البديل، لا بد من رقصةٍ بلا سيقان تهيم بأجنحةٍ وصهيل، تعانق بها السماء تصافح غداً منسوجاً من المستحيل، بكبرياء حصانٍ جامح يبحث في ذاته عن دربه.. عن حريته عن حبه، من دون حبيبٍ قد يجفو، قد يحسد.. يكره قد يمحو.. عمراً ما بين أصابعه برشاقة عازف موسيقى ً تلتف كأفعىً تعصره..
فلا خير في حبٍ ننشده بين الضباب والغرباء، لا أرض تحضن برد ليلك، ولا وطن أوسع من صدرك، فمن روحك ينبلج الفجر.. يتدفق فرحٌ كالنهر، ويتسرب العابرون كحبات الرمل من قبضة الزمن.. ليظل حبنا لأنفسنا أساس كل حب، بيتاً يأوينا وملاذاً يجمعنا في حضرة الأقدار.. نقطة التلاقي.. دمعة المآقي.. ومعنىً يتوج الحياة بإختصار..
خالد جهاد..
ذلك المشوار الذي تتعاظم فيه أسئلتنا وتتحول مشاعرنا لتصل إلى ذروتها حيث تولد من جديد مرةً بعد الأخرى، تنهض من تحت الأنقاض وترى العالم والبشر بعينٍ لا تشبه تلك التي امتلكتها من قبل، فتنفتح على أعماقها وتشرق رغم شحوبها كشمسٍ تزاحم الغيم في يومٍ ممطر لا يتسع لوجودهما معاً وتعرف معنى أن تحب ذاتها للمرة الأولى، بعد أن توهمت ذلك في كل قلبٍ وهبته قطعةً من روحها واستفاقت قبل التلاشي الكبير.. كعائدٍ من الموت للبحث عن الحقيقة وسط صخبٍ لا ينتهي، بين عاطفةٍ وجسد، بين فوضىً واغتراب على خطوط التماس مع النفس التي لم تعرف سلاماً ذات يوم..
لم تعرف أن الرفض حب، والإنسحاب حب، والصمت والهروب والمكابرة حب، وأن الوعي هو بداية أي حب، حيث لا يزهر شغف في تربة التجاهل، ولا يتفتح برعمٌ في ظلمةٍ النسيان، وعندما تتضائل الرغبات والأماني وتغلف الكلمات لتزييف المعاني ويخفت صوت ليعلو آخر.. لا بد من رحيل.. لا بد من وثبةٍ نحو البديل، لا بد من رقصةٍ بلا سيقان تهيم بأجنحةٍ وصهيل، تعانق بها السماء تصافح غداً منسوجاً من المستحيل، بكبرياء حصانٍ جامح يبحث في ذاته عن دربه.. عن حريته عن حبه، من دون حبيبٍ قد يجفو، قد يحسد.. يكره قد يمحو.. عمراً ما بين أصابعه برشاقة عازف موسيقى ً تلتف كأفعىً تعصره..
فلا خير في حبٍ ننشده بين الضباب والغرباء، لا أرض تحضن برد ليلك، ولا وطن أوسع من صدرك، فمن روحك ينبلج الفجر.. يتدفق فرحٌ كالنهر، ويتسرب العابرون كحبات الرمل من قبضة الزمن.. ليظل حبنا لأنفسنا أساس كل حب، بيتاً يأوينا وملاذاً يجمعنا في حضرة الأقدار.. نقطة التلاقي.. دمعة المآقي.. ومعنىً يتوج الحياة بإختصار..
خالد جهاد..