كاظم حسن سعيد - كتاب الاسس المنطقية للاستقراء ونظرية الاحتمال

لاول مرة في تاريخ الحوزات العلمية يظهر بحث فلسفي يتنصل من المنطق الارسطي ويعتمد على نظرية الاحتمال .بعد ان وضع العلامة محمد باقر الصدر كتابيه (فلسفتنا ) و (اقتصادنا ) , اراد ان يناقش نظرية المعرفة حسب نظرية الاحتمال فكتب دراسة للاستقراء تستهدف الاساس المنطقي للعلوم الطبيعية وللايمان بالله . وقد استعان السيد الصدر بمترجمين فوصلته ترجمة من 80 صفحة عن نظرية الاحتمال التي طورها الفيلسوف رسل بكتابه <المعرفة الانسانية مداها وحدودها ).
نظرية الاحتمال هي نظرية تدرس احتمال وقوع الحوادث العشوائية في علم الرياضيات .
بدات البحوث الاولى لنظرية الاحتمال اواخر القرن الخامس عشر \ 1494حين نشر الرياضي الايطالي لوسابا سيولي عمله (s \a ) الذي ناقش فيه العاب الحظ وبعد سنوات من البحوث في ذات الحقل تعرض رسل لمشكلة الاستقراء في كتابه \مشكلة الفلسفة \ ثم عاد للبحث بذات الموضوع سنة 1948.
هنالك مذهبان فلسفيان لنظرية المعرفة هما :التجريبي والعقلي .. واضاف الصدر لهما في كتابه المذهب الثالث واسماه <<المذهب الذاتي للمعرفة >> وهواتجاه جديد في نظرية المعرفة يؤكد ان كل معرفة لها جانب ذاتي وموضوعي . التوالد الموضوعي يعتقد بانه متى ما وجد تلازم بين قضية او مجموعة قضايا وقضية اخرى فبالامكان ان تنشا معرفتنا بالقضايا التي تستلزمها مثلا : <خالد انسان \وان كل انسان فان \عندها تتولد المعرفة بان \ خالدا فان , وهذا التوالد الموضوعي اساس في كل استنتاج على القياس الارسطي ... فيما تبنى نهج <التولد الذاتي > ان بالامكان نشوء معرفة اخرى دون تلازم بين موضوعي المعرفتين بالتوالد .
في خاتمة الكتاب يتم البحث بهذا السؤال (هل من الضروري ان يكون للمعرفة بداية ؟ ).. اذا كانت المعارف الانسانية مستنتجة بعضها من بعض بطريقة استنباطية او استقرائية فيجب ان تكون لهذه المعرفة بداية تتمثل في معارف غير مستنبطة باي صورة من صور الاستنباط والاستقراء لاننا لو لم نفترض هذه البداية لواجهنا متراجعة لا نهائية ولتوقف التوصل الى معرفة على حصول عدد لا متناه من المعارف وبالتالي تصبح المعرفة مستحيلة ثم يناقش المؤلف محاولة <رايخنباخ >للاستغناء عن البداية واعتراض رسل رياضيا على تلك المحاولة .
يقع الكتاب في 432 صفحة .
في كتاب السيد الحائري \مباحث الاصول يقع ب500 صفحة \بحث يستخلص بان 15 رواية من مجموع 170 رواية لتاكيد حجية الخبر الواحد لكن الصدر رفض ذلك الاستنباط فقال حسب نظرية الاحتمال الرياضية (كلما زاد عدد الوسائط قلت القيمة العلمية للخبر ) وبهذا يرفض الاقرار بان 15 رواية ثقة حول حجية الخبر الواحد .


كاظم حسن سعيد \ العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى