لقد كان الشعر في أول أمره سجعا غير مقيد بالقوافي الموحدة؛ إنما كان قطعاً قطعاً وشذوراً شذوراً كل اثنين منها أو أكثر على قافية واحدة، ثم توحدت القوافي في بعض الأوزان الشعرية انطلاقا مع الأفكار والمحاكاة، عدا الأراجيز التي بقيت مختلفة القوافي فسهل النظم عليها في القواعد والضوابط التي هي من القيود المتينة، ثم لما كثرت الأغراض وضاقت قوافي الشعر عن استيعابها عدل الأندلسيون إلى التفنن فيها فأوجدوا الموشحات غير متقيدين بالقوافي الواحدة، بل تفننوا فيها بمظاهر مختلفة ذهابا مع الأفكار وهياما في سماء الخيال. على أن للقريحة والذوق وللحس والخيال تأثيرا كبيرا على الشعر وتجديده وابتكار معانيه والتصرف في قوافيه والتلاعب بأوزانه فوق ما لتأثير السلالة والإقليم والعمران وما يتعلق بها، فلهذا كان الفرق بين الشعر العربي والأعجمي عند الأمم، ويبن الغربي والشرقي عند العرب. ومن المعلوم أن فنون الشعر سبعة: هي القريض، والموشح، والدوبيت، والمواليا، والزجل، والكان وكان، والقوما. وقيل إن الحماق منها أيضا فتكون ثمانية. وثلاثة من فنون الشعر هذه معربة ولا يغتفر اللحن فيها. وهي القريض والموشح والدوبيت؛ وثلاثة ملحونة دائما وهي الزجل وكان والقوما. وأما المواليا فيحتمل الإعراب واللحن. والآن نتكلم عن الموشح الذي هو مدا بحثنا. .
فالموشح فن من فنون الشعر الرائعة التي توسع فيها شعراء الأندلس إطلاقا لبنات أفكارهم في سماء الخيال فأجادوا ما شاءت بلاغتهم وعنايتهم في إظهار المنظومات في قالب جديد مطبوعة على غرار جميل مطرزة بوشي لطيف حتى تفرقوا على غيرهم بهذا التصرف البديع الذي اقتبسه عنهم المغاربة فالمصريون فالسوريون فالعراقيون؛ وعم عالم الشعر العربي الذي زاده التوشيح محاكاة فوق محاكاة أوزانه المطربة، فكانت الموشحات موسيقى الشعر التي تضرب على أوتار القلوب، فتناولها الشعراء بمنتهى الإقبال والتكريم وتباروا في الإجادة في فنونها هائمين في سهولها وضروبها، راشفين من صافي معينها، واصفين مظاهر الطبيعة والعالم على اختلاف شؤونها. فالأندلس أم الموشحات، وصفاء أذهان شعرائها راس هذه الاختراعات. . . وهذا ما قال صفوان المرسي الأندلسي يصف تأثير مناظر الأندلس في شعرائها حتى أحسنوا النظم والنثر متفوقين فيهما على غيرهم
هنالك بين الغصن والقطر والصباح ... وزهر الربى ولدت، آدابى الُغرا
إذا نظم الغصن الحيا قال خاطري ... تعلم نظام النثر من ههنا شعرا
وإن نثرت ريح الصبا زهَر الربى ... تعلمت حل الشعر أسبكه نثرا
فوائد أسمار هناك اقتبستها ... ولم أر روضا غيره يقرئ السحرا
كأن هزيز الريح يمدح روضها ... فيملأ فاها من أزاهره درا
قال ابن خلدون في الموشح: لما كثر الشعر في الأندلس وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخرون منهم فنا سموه الموشح ينظمونه اسماطاً أسماطاً وأغصاناً أغصاناً يكثرون منها ومن أعاريضها المختلفة، ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا، ويلتزمون عدد قوافي تلك الأغصان وأوراقها متتاليا فيما بعد إلى آخر القطعة. واكثر ما ينتهي عندهم إلى سبعة أبيات، ويشتم كل بيت على أغصان عددها بحسب الأغراض والمذاهب، وينسبون فيها ويمدحون كما يفعل في القصائد. وتجاروا في ذلك إلى الغاية، واستظرفه الناس جملة الخاصة والكافة لسهولة تناوله وقرب طريقه.
قال أبو عبد الله محمد الأزرق الأندلسي في مدح موشحه ذهابا إلى القصيدة:
بعثت بها عذراء رائعة الحلى ... قضت أنها للمعلمات مرشحة
توشحت اللفظ البديع وأقبلت ... فها هي تبدو للعيون موشحة
ووصفها ابن دحبة الأندلسي بقوله:
الموشحات هي زبدة الشعر ونسبته، وخلاصة جوهره وصفوته. وهي من الفنون التي أغرب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وظهروا فيها ظهور الشمس الطالعة والضياء المشرق. . . وقال ابن معصوم في سلافة العصر: ولأهل اليمن أيضا نظم يسمونه الموشح غير موشح أهل المغرب؛ والفرق بينهما أن موشح أهل المغرب يراعى فيه الإعراب، وان وقع اللحن في بعض الموشحات التي هي على طريقتهم لكون ناظمه جاهلا بالعربية فلا عبرة به، بخلاف موشح أهل اليمن فانه لا يراعي فيه شيء من الإعراب بل اللحن فيه أعذب، وحكمه في ذلك حكم الزجل
وللموشحات اصطلاحات لابد منها، مثل اللازمة، والمبدأ، والدور، والدرج، والبطايحي، والمجنح، والخرجه، والسلسة، والقفلة، والانصراف، والمجنب الخ
وأول من اخترع الموشحات في شبه جزيرة الأندلس مقدم بن معافر الفريري؛ والفريري نسبة إلى فريرة وهو حصن بالأندلس من أعمال كورة البيرة؛ وقد يكون جده منسوبا إلى فرير وهي قرية بين جيجون وبخارى في بلاد العجم، أو بلدة بخراسان كما ذكر السمعاني في أنسابه وياقوت الرومي في معجم البلدان. وهو من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني (273هـ، 886م) وأخذ عنه أبو عبد الله محمد بن عبد ربه مؤلف العقد الفريد. وجاء بعدهما كثير من الشعراء فتفننوا في الموشحات حتى فاقوا من سبقهم فاشتهرت موشحاتهم، وأشهرهم عبادة القزاز وغيرهم. وانتقل بعد ذلك الموشح من الأندلس إلى المغرب، ومن هذه إلى مصر، ومنها اتصلت بسورية فالعراق. وذلك في العصر العباسي الرابع وفي أثناء القرن السادس للهجرة. . .
قال الزبيدي في معجم تاج العروس: التوشيح اسم لنوع من الشعر استحدثه الأندلسيون، وهو فن عجيب له أسماط وغصون وأعاريض مختلفة، واكثر ما ينتهي عندهم إلى سبعة أبيات. وقال أيضا: الوشاح بالضم والكسر رسان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما، تتوشح المرأة به، ومنه اشتق توشح الرجل بثوبه، وقال غيره أخذ التوشح من الظبية الموشحة وهي التي في جنبها طرتان
قال القيراطي موجها بالزجل والموشح ذهابا إلى الشعر:
أرتاح للأقمار وهي طوالع ... وشموس راحي للمغارب تجنح
ويهزني زجل الطيور بلحنها ... والروض بالزهر النظيم موشح
وباختراع فن الموشح كان له الثر العظيم في الشعر الأوربي، فحاكى شعراءهم هذه الأوزان والأشكال كما نرى في منظوماتهم، ولاسيما قصائد فكتور هوجو شاعر فرنسا في ديوانه المسمى بالشرقيات، وكذلك قصائد غوته الشاعر الألماني وغيرهما من شعراء بقية الأمم الأوربية التي وقفت على أشعار عرب الأندلس وموشحاتهم الخالدة، فكانت القافية عندهم لا تلتزم في أكثر من بيتين كالأراجيز عندنا، أو أنها تلتزم في أبيات وتتغير وتعود إلى اللازمة كما في الموشحات؛ ومنها نوع من الشعر يسمونه الأبيض وهو ما كان غير مقفى كشعر شكسبير شاعر الإنكليز وغيره. . .
قال أبو الوليد بن رشد الأندلسي في تلخيص كتاب أرسطو في الشعر ما نصه: والمحاكاة في الأقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة أشياء: من قبل النغم المتفقة، ومن قبل الوزن، ومن قبل التشبيه نفسه. وهذه قد يوحد كل واحد منها مفردا عن صاحبه مثل وجود النغم في المزامير، والوزن في الرقص، والمحاكاة في اللفظ: أعني الأقاويل المخيلة غير الموزونة. وقد تجتمع هذه الثلاثة بأسرها مثل ما يوجد عندنا في النوع الذي يسمى الموشحات والأزجال وهي الأشعار التي استنبطها في هذا اللسان أهل هذه الجزيرة إذ كانت الأشعار الطبيعية هي ما جمعت الأمرين جميعا؛ فالصناعة المخيلة أو التي تفعل فعل التخييل، ثلاثة. . صناعة اللحن. والوزن وعمل الأقاويل المحاكية. ومن أبدع فنون الموشحات كتاب المديحات لعبد المنعم عمر بن حسان الغساني الأندلسي الجلياني ألفه سنة 569هـ ويوجد في المكتبة الخالدية في القدس الشريف، وكتاب جيش التوشح للسان الدين بن الخطيب، وعقود اللآل في الموشحات والأزجال، لشمس الدين النواحي، لدار الطراز في عمل الموشحات لابن سناء الملك، والدر المكنون في سبعة فنون لمحمد أحمد بن إياس الحنفي، وحاوي الفنون وسلوة المحزون لابن الطحان وغيرها من المؤلفات القديمة القيمة. هذه كلمة موجزة عن تاريخ الموشح وعمله كتبها خدمة الشعر والموسيقى ليكونوا على علم بأصول الموشح وتاريخه لارتباطه الوثيق بفن الموسيقى والغناء
(إسكندرية)
توفيق الضوي
أستاذ في الموسيقى
مجلة الرسالة - العدد 209
بتاريخ: 05 - 07 - 1937
فالموشح فن من فنون الشعر الرائعة التي توسع فيها شعراء الأندلس إطلاقا لبنات أفكارهم في سماء الخيال فأجادوا ما شاءت بلاغتهم وعنايتهم في إظهار المنظومات في قالب جديد مطبوعة على غرار جميل مطرزة بوشي لطيف حتى تفرقوا على غيرهم بهذا التصرف البديع الذي اقتبسه عنهم المغاربة فالمصريون فالسوريون فالعراقيون؛ وعم عالم الشعر العربي الذي زاده التوشيح محاكاة فوق محاكاة أوزانه المطربة، فكانت الموشحات موسيقى الشعر التي تضرب على أوتار القلوب، فتناولها الشعراء بمنتهى الإقبال والتكريم وتباروا في الإجادة في فنونها هائمين في سهولها وضروبها، راشفين من صافي معينها، واصفين مظاهر الطبيعة والعالم على اختلاف شؤونها. فالأندلس أم الموشحات، وصفاء أذهان شعرائها راس هذه الاختراعات. . . وهذا ما قال صفوان المرسي الأندلسي يصف تأثير مناظر الأندلس في شعرائها حتى أحسنوا النظم والنثر متفوقين فيهما على غيرهم
هنالك بين الغصن والقطر والصباح ... وزهر الربى ولدت، آدابى الُغرا
إذا نظم الغصن الحيا قال خاطري ... تعلم نظام النثر من ههنا شعرا
وإن نثرت ريح الصبا زهَر الربى ... تعلمت حل الشعر أسبكه نثرا
فوائد أسمار هناك اقتبستها ... ولم أر روضا غيره يقرئ السحرا
كأن هزيز الريح يمدح روضها ... فيملأ فاها من أزاهره درا
قال ابن خلدون في الموشح: لما كثر الشعر في الأندلس وتهذبت مناحيه وفنونه وبلغ التنميق فيه الغاية، استحدث المتأخرون منهم فنا سموه الموشح ينظمونه اسماطاً أسماطاً وأغصاناً أغصاناً يكثرون منها ومن أعاريضها المختلفة، ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا، ويلتزمون عدد قوافي تلك الأغصان وأوراقها متتاليا فيما بعد إلى آخر القطعة. واكثر ما ينتهي عندهم إلى سبعة أبيات، ويشتم كل بيت على أغصان عددها بحسب الأغراض والمذاهب، وينسبون فيها ويمدحون كما يفعل في القصائد. وتجاروا في ذلك إلى الغاية، واستظرفه الناس جملة الخاصة والكافة لسهولة تناوله وقرب طريقه.
قال أبو عبد الله محمد الأزرق الأندلسي في مدح موشحه ذهابا إلى القصيدة:
بعثت بها عذراء رائعة الحلى ... قضت أنها للمعلمات مرشحة
توشحت اللفظ البديع وأقبلت ... فها هي تبدو للعيون موشحة
ووصفها ابن دحبة الأندلسي بقوله:
الموشحات هي زبدة الشعر ونسبته، وخلاصة جوهره وصفوته. وهي من الفنون التي أغرب بها أهل المغرب على أهل المشرق، وظهروا فيها ظهور الشمس الطالعة والضياء المشرق. . . وقال ابن معصوم في سلافة العصر: ولأهل اليمن أيضا نظم يسمونه الموشح غير موشح أهل المغرب؛ والفرق بينهما أن موشح أهل المغرب يراعى فيه الإعراب، وان وقع اللحن في بعض الموشحات التي هي على طريقتهم لكون ناظمه جاهلا بالعربية فلا عبرة به، بخلاف موشح أهل اليمن فانه لا يراعي فيه شيء من الإعراب بل اللحن فيه أعذب، وحكمه في ذلك حكم الزجل
وللموشحات اصطلاحات لابد منها، مثل اللازمة، والمبدأ، والدور، والدرج، والبطايحي، والمجنح، والخرجه، والسلسة، والقفلة، والانصراف، والمجنب الخ
وأول من اخترع الموشحات في شبه جزيرة الأندلس مقدم بن معافر الفريري؛ والفريري نسبة إلى فريرة وهو حصن بالأندلس من أعمال كورة البيرة؛ وقد يكون جده منسوبا إلى فرير وهي قرية بين جيجون وبخارى في بلاد العجم، أو بلدة بخراسان كما ذكر السمعاني في أنسابه وياقوت الرومي في معجم البلدان. وهو من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني (273هـ، 886م) وأخذ عنه أبو عبد الله محمد بن عبد ربه مؤلف العقد الفريد. وجاء بعدهما كثير من الشعراء فتفننوا في الموشحات حتى فاقوا من سبقهم فاشتهرت موشحاتهم، وأشهرهم عبادة القزاز وغيرهم. وانتقل بعد ذلك الموشح من الأندلس إلى المغرب، ومن هذه إلى مصر، ومنها اتصلت بسورية فالعراق. وذلك في العصر العباسي الرابع وفي أثناء القرن السادس للهجرة. . .
قال الزبيدي في معجم تاج العروس: التوشيح اسم لنوع من الشعر استحدثه الأندلسيون، وهو فن عجيب له أسماط وغصون وأعاريض مختلفة، واكثر ما ينتهي عندهم إلى سبعة أبيات. وقال أيضا: الوشاح بالضم والكسر رسان من لؤلؤ وجوهر منظومان يخالف بينهما، تتوشح المرأة به، ومنه اشتق توشح الرجل بثوبه، وقال غيره أخذ التوشح من الظبية الموشحة وهي التي في جنبها طرتان
قال القيراطي موجها بالزجل والموشح ذهابا إلى الشعر:
أرتاح للأقمار وهي طوالع ... وشموس راحي للمغارب تجنح
ويهزني زجل الطيور بلحنها ... والروض بالزهر النظيم موشح
وباختراع فن الموشح كان له الثر العظيم في الشعر الأوربي، فحاكى شعراءهم هذه الأوزان والأشكال كما نرى في منظوماتهم، ولاسيما قصائد فكتور هوجو شاعر فرنسا في ديوانه المسمى بالشرقيات، وكذلك قصائد غوته الشاعر الألماني وغيرهما من شعراء بقية الأمم الأوربية التي وقفت على أشعار عرب الأندلس وموشحاتهم الخالدة، فكانت القافية عندهم لا تلتزم في أكثر من بيتين كالأراجيز عندنا، أو أنها تلتزم في أبيات وتتغير وتعود إلى اللازمة كما في الموشحات؛ ومنها نوع من الشعر يسمونه الأبيض وهو ما كان غير مقفى كشعر شكسبير شاعر الإنكليز وغيره. . .
قال أبو الوليد بن رشد الأندلسي في تلخيص كتاب أرسطو في الشعر ما نصه: والمحاكاة في الأقاويل الشعرية تكون من قبل ثلاثة أشياء: من قبل النغم المتفقة، ومن قبل الوزن، ومن قبل التشبيه نفسه. وهذه قد يوحد كل واحد منها مفردا عن صاحبه مثل وجود النغم في المزامير، والوزن في الرقص، والمحاكاة في اللفظ: أعني الأقاويل المخيلة غير الموزونة. وقد تجتمع هذه الثلاثة بأسرها مثل ما يوجد عندنا في النوع الذي يسمى الموشحات والأزجال وهي الأشعار التي استنبطها في هذا اللسان أهل هذه الجزيرة إذ كانت الأشعار الطبيعية هي ما جمعت الأمرين جميعا؛ فالصناعة المخيلة أو التي تفعل فعل التخييل، ثلاثة. . صناعة اللحن. والوزن وعمل الأقاويل المحاكية. ومن أبدع فنون الموشحات كتاب المديحات لعبد المنعم عمر بن حسان الغساني الأندلسي الجلياني ألفه سنة 569هـ ويوجد في المكتبة الخالدية في القدس الشريف، وكتاب جيش التوشح للسان الدين بن الخطيب، وعقود اللآل في الموشحات والأزجال، لشمس الدين النواحي، لدار الطراز في عمل الموشحات لابن سناء الملك، والدر المكنون في سبعة فنون لمحمد أحمد بن إياس الحنفي، وحاوي الفنون وسلوة المحزون لابن الطحان وغيرها من المؤلفات القديمة القيمة. هذه كلمة موجزة عن تاريخ الموشح وعمله كتبها خدمة الشعر والموسيقى ليكونوا على علم بأصول الموشح وتاريخه لارتباطه الوثيق بفن الموسيقى والغناء
(إسكندرية)
توفيق الضوي
أستاذ في الموسيقى
مجلة الرسالة - العدد 209
بتاريخ: 05 - 07 - 1937