علجية عيش - حديث الصباح.. من ينفض الغبار عن الأمة البائسة؟

أمّة مهزومة أمّة لا سيادة لها

كثيرة هي الأحداث و الوقائع التي لا يستطيع الفرد أو الجماعة نسيانها، لكثرة المها و عمق جرحها، خاصة إذا كانت لها صلة ببقاء الأمة و نصرة دينها ، يهب رجال آمنوا بالله و اليوم الآخر لنصرة الأمّة و رفع الظلم و الفساد إن انتشر في الأرض و زاد تعفنا، يواجهون مصيرهم أمام أنظمة مستبدة تستعمل الجيش لمواجهتهم فتلحقهم الهزيمة، فيستسلمون و تجدهم يقفون على الأطلال يسترجعون ما حدث، و الاستسلام يعني الاعتراف بالهزيمة، فالتاريخ الإسلامي يروي لنا قَصَصًا عن المعارك و الغزوات التي قادها الرسول صلى الله عيه و سلم،ـ ففي غزوة أحد الكبرى حين أرادت قريش الانتقام من المسلمين في غزة بدر ، و انهزم المسلمون لأنهم خالفوا توجيهات الرسول وتركوا أماكنهم، استغل المشركون ذلك بقيادة خالد ابن الوليد فعادوا وانقلبت النتيجة، فكانوا الخاسرين، لكنهم و رغم الخسارة التي لحقت بهم لم يستسلموا، بل واصلوا مسيرتهم في نشر الإسلام و محاربة الكفار و النهوض بالأمّة، لأنه كان لهم برنامج ينفذونه بقيادة الرسول (صلعم)، حققوا به الوحدة الإسلامية، و تمكنت فئة قليلة من نصرة الدين و نشره في المعمورة.

فما نراه اليوم هو الاستسلام بعينه، فالحركات الإسلامية في العالم العربي التي رفعت راية الإسلام و واجهت الأنظمة المستبدة لمحاربة الفساد، ركنت إلى السلبية و ظلت واقفة على الأطلال تنعي من لقوا حتفهم في الحروب الأهلية و بدلا من أن تضع لها برنامجا يبعث الأمة الإسلامية و ينهض بها و يمكنها من العودة إلى الساحة من جديد، ترفع فيها مشعل الرسالة المحمدية ولتواجه به التيارات التغريبية ها هي تعيش الانقسامات في الفكر و التوجهات، تتصارع فيما بينها من اجل السلطة، فيما ظلت تيارات أخرى تندب حظها و ما لحقها من ظلم ، عبر المناشير تستعيد فيها الذكريات الأليمة في الفضاء الأزرق، و ما حدث من قتل واعتقالات، تاركة أعداءها يشمتون فيها ، دون أن تنفض عنها الغبار، وتخرج من حالة البؤس و الشتات، هي رسالة لأمة المسلمين و لكل غيور عن دينه أن ينهضوا و ينفضوا عنهم الغبار و بلا تردد، لقد كان الحراك العربي الذي عاشته الشعوب العربية في تونس و في مصر و في سوريا و حتى في الجزائر هبّة شعبية كان لها صدى كبير لدى الرأي العام الدولي، كانت انتفاضة أعطت لها بعدا عربيا، و أحدثت تحولات و تغيرات في العلاقات و البنى و المفاهيم ، أجبرت الأنظمة على إعادة القراءة السياسية من جديد، و تغيير نظرتها تجاه الشعوب، إذن على هذه الفئات التي لحقها الظلم أن تخرج من حالة الإحباط و أن تعانق الواقع و تعزف لحن الحرية لتجدد نفسها و لا تظل واقفة على الأطلال. ( أتمنى أن تصل رسالتي)

علجية عيش و بدون خلفيات
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

سؤال: هل يوجد غيور على دينه لينفض الغبار عن الأمة العربية و الإسلامية لتنهض من جديد و تحقق وحدة الشعوب؟
 
أعلى