كاظم حسن سعيد - كتاب الجامع لابن البيطارمقدرة علمية ولغة فائقة

اكثر من 1400وصف مفصل لعقار نباتي وحيواني ومعدني منها 300 من صنعه .جمعها بن البيطار بتسلسل هجائي ما يشكل اضخم موسوعة في الصيدلة في التاريخ العربي .
وقد جذبني للكتاب لغته المتفردة من سعة بالمفردات والتمكن المعجمي ومبنى الجمل وقوة الاختزال مع وضوح ودقة.. وقد قرات من سنوات احد كتابنا المهمين ينصح القراء بانهم سيجدون جمالا في اللغة العربية ليس لدى بن المقفع والجاحظ فقط بل بتلك الكتب العلمية القديمة.
في الجزء الثالث نرى بن البيطار يتالق في مادة قاطانيقي فيقول (معناه كف العقاب وهو نبات منه صنف له ورق شبيه بورق النبات المسمى (قوروقوس ) واصل دقيق مثل اصل الادخر وستة او سبعة رؤوس فيها ثمرشبيه بحب الكرسنة فاذا جف هذا النبات انحنت الرؤوس الى الاسفل وكان شكلها شبيها بشكل مخالب الحدأة الميتة , ومنه صنف اخر له رؤوس مثل التفاح الصغير واصل مثل حب الزيتون وورق شبيه بشكلها وورقها ولونها بورق الزيتون الا انه اكبر منه وله ثمر صغير مثقب في مواضيع كثيرة كانها حمص احمر ,وقد زعم ان كل الصنفين يوافقان التحبب ويقال ان نساء البلاد التي يقال لها انطاليا يستعملنها في التحبب ) .
وهو يبدا مادته بشرح معجمي (كف العقاب ) ثم يبدا تصنيفه : نبات منه .. وبعد سطور يذكر ومنه صنف اخر . ثم يعطي احتمالات دون ان يرجح \له ستة رؤوس او سبعة\ ..ولعلميته يستخدم المبني للمجهول في اخر شرح لهذه المادة كحالة ظنية (ويقال ان نساء البلاد ).. ويصف النبتة بعد الجفاف بمخالب حداة ميتة ..حين تجمع اسماء الحيوانات وتحصي الالوان وتمر بمراحل النبتة ونوع فائدتها من كل صنف وكم التشبيهات تنبهر بجهده التصنيفي والمعرفي .
في مادة <قرصعنة > يذكر نقلا عن خمس كتاب او باحثين وبعض كتبهم : ابو العباس النباتي بكتابه \الرحلة \ والشريف وديسيتوريدوس وابن رشد والغانقي واسماء النبتة حسب بيئتها ومواقع تواجدها .. (قرصعنة : عامتنا في الاندلس يسمونها شويكة ابراهيم ,وهي انواع كثيرة وكلها مشهورة لدى الاطباء والشجارين ,. تتواجد منها في جبال القدس نوع ورقه يشبه الصغير من ورق الخاملاون ملتصقا بالارض يخرج سوقا كثيرة في دقة المغازل معقدة مشوكة حول العقد يزهر زهرا ابيض ورقه اصفر مما عندنا واصولها ضخام طوال ممتلئة في اللحم وهي في افريقيا انواع منها ما يكون ورقها كورق القرصعنة البيضاء اول خروجها من الارض قبل ان يحسن ويشوك املس شديد الحفرة ).
ابن عرس : هو بعض الحيوان اذا سلخ واخرج بطنه وطرح فيه ملح وجفف في الظل وشرب منه مثقالان كان اقوى علاجا للهوام كلها فيطرد الداء القتال المسمى طفسيقون وجوفه لو حشي بكزبرة وجفف في ظل وشرب نفع من نهش الهوام والصرع واذا احرق كما هو في قدر وخلط برماده خل ولطخ به نفع من النقرس ,ودمه اذا لطخ على الخنازير نفع منها وقد ينفع المصروعين ويضيف < انا لم اجربه وذكرت بعض الكتب : ان رماده اذا عجن بخل وطلي به النقرس ووجع المفاصل نفع ونوّم ) .
بن البيطار ولد في مالقا اسبانيا 1197\1248 تنقل بحثا عن العلم الى مراكش فالحجاز والجزائر وتونس والناصرة وبيروت ومصر والقدس .. مخلفا مصنفات وتراثا علميا اهتمت به اوربا ونفتخر نحن العرب به .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى