الإيجابية والبناء الأسري ثمة مشاكل تواجه الأسرة في وجودنا القلق، التهويل، المبالغة، تعميم السلبيات، التطرف، الإفراط بنشر السلبيات حتى من يسمع ويقرأ مشاكل الأسر يقول أن الحياة لاتطاق، من ظهور الكورونا، والحمى النزفية، جدري القردة، والمخدرات التي تنتشر بلا وازع من ضمير لتدمير الأسر والشباب والمجتمع.. العودة للأخلاق ،للروح، للصفاء، للطهر يحصن الأسر من الضياع، فضلاً عن إتباع الرموز التي قدمت حياتها من أجل العقيدة والوطن من الشهيد الفيلسوف محمد باقر الصدر، والشهيدة بنت الهدى التي شكلت مع شقيقها ثنائي ((العلم - والفضيلة)) للإصلاح الاجتماعي وزرع الإيجابية بأوساط الأسر العراقية طوال الستينيات والسبعينيات، وإستمر وشهيد الكفن محمد صادق الصدر ونجليه في ثورة الإصلاح الأخلاقية وسط التسعينيات لشهادته المفجعه ..إن التربية الأسرية تمر بأصعب مراحل تماسكها بسبب العولمة، والحروب، والبطالة. لذا واجب النخب الثقافية، والإعلام المرئي والمسموع والمقروء التركيز على إشاعة الإيجابية وسط هذه الأهوال. في كتاب له أهمية فائقة –قضايا علم النفس الإيجابي- الصادر عن دار الرواق –عمان- 2021 أحدث دراسة عربية عن الإيجابية قدم له الدكتور عبد الستار إبراهيم – الدكتور رضوى إبراهيم بالقول بالمقدمة ص 14 : ((علاج الأعراض المرضية من قلق أو خوف أو كآبة ماهو إلا شبيه بما يسمى باجتثاث الحشائش الضارة بالنسبة لشجرة تنمو ولحياة الإنسان بشكل عام .علاج المرض النفسي لايتوقف بالتخلص من الأعراض المرضية ولا من الأفكار والأبنية المعرفية التي تستند عليها هذه الأعراض ،بل أيضاً بالتركيز على الجوانب الإيجابية وجوانب الصحة والقوة لتغذيتها بالمزيد من التطوير ...)). وبإستطراد بتوضيح فعاليّة الإيجابية .(( هناك كثير من الدلائل التي تقدمها لنا البحوث العلمية والممارسات الإكلينيكية التي بينت أن تركيز العلاج على جوانب القوة وإعانة الشخص على اكتشاف الجوانب الإيجابية في تفكيرة وسلوكه تحقق له أو لها كثيرا من النجاح في العملية العلاجية والتفكير الإيجابي....)). في أجواء تعيش الأسرة العراقية بظل الهزات والمشاكل المتفاقمة وصلت لسرقة أسئلة الثالث المتوسط التي تعد جريمة أخلاقية وتربوية بعد أن إستعد الطالب للإمتحانات ،وقدم معظم المدرسات والمدرسين جهودهم طوال العام تحصل أسوء ماجرى طوال التعليم بالعراق ..مع ذلك علينا نعزز المعيار الوطني الإيجابي بالمظاهر الأخرى لنتجاوز تلك الإخفاقات،وتفادي الأضرار بعد المحاسبة الشديدة لمن تجرأ على هذا الفعل المنكر المدان لم نكتف بالشجب بل القصاص العادل . يذكر عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني الذي قدم للمكتبة العربية أكثر من 25 كتاباً يعالج المشكلات الفردية والأسرية بوضع الحلول الناجعة لتجاوز كل المشاكل وفق أنماط وأنساق تساعد على الإيجابية لدى الأسرة والمجتمع، ساهم بالكتاب بعشرات الآراء والأفكار من علماء نفس مع بيانات ومخططات أثرت الموضوع بشكل متكامل .. التفاؤل أجده أحد أهم الأركان بالبناء الإيجابي بعد حقبة الحروب والعنف لمدة نصف قرن !؟ لذا نحتاج صفحات يومية من الأسرة والتربية لتطوير الأداء والنهوض من الكبوات كما تفعل الدول المتقدمة بالإعلام الجا د والهادف والرصين ..مخرجات الحروب تنتج الأجيال المشوهه الشرهة للعنف وكل السلبيات ،إمتصاص تلك الإنفعالات واجب الأسرة والتشريعات الحكومية بتطوير القابليات نحو الرياضة –الفن –الثقافة مع تعزيز ثقافة التسامح ، وتطوير الأداء بالتعليم ،لتطوير الذكاء الفردي والجماعي .في ص 42 : (( نجاح البرامج التلفزيونية في تنمية السلوك الإيجابي وتطوير الشخصية وتحرير العقل من الخرافات ، كلها مرهونة بما يقدمه من برامج وقصص وأناشيد يتعلم الطفل من خلالها أن يتعلم كيف يفكر تفكيراً صحياً وبالتالي يستطيع أن يسلك ويتصرف بطريقة ناجحة .
سيكولوجية رسوم الأطفال ودور الأسرة بالتنشئة الناجحة – صباح محسن كاظم
لعلّ أكثر قضية يهتم بها علم النفس، والإجتماع.. كيفية التنشئة الأسرة الصحيحة كما عرفت الفلسفة المقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة وبالعكس ،لذلك الإعداد التربويّ والتعليميّ والذوقيّ السليم بالإهتمام بتنمية القابليات لدى الفتيات والفتيان بعمرهم المبكر لصقل مواهبهم ،وتحفيز الإبداع بكافة مجالات الحياة العلميّة ،الفنيّة ،الرياضيّة ..فالرسم وجد من طفولة الحضارة بالبشرية بالكهوف والمعابد والآثار وهو محاكاة للواقع .
من علماء النفس الذين إهتموا بعناية فائقة بالإشتغال المعرفيّ بتقصي كل الجوانب السايكولوجية بالتربية الأسرية الدكتور خالد عبد الغني بمؤلفات إتسمت بالعمق الفكريّ، والبيانات، والإحصائيات هذا ما يعزز تلك المؤلفات غير الإنشائية التي تمليء المكتبات العربيّة ،فالأمة بكل أقطارها بحاجة لثقافة نوعية تنتشل الطفولة، والشباب من الضياع وتعزز رصيد العائلة والبلدان بجيل يمتلك العلم والذائقة وليس تترك الطفولة بالطرقات والتقاطاعات بالتسوّل والضياع بعصر المخدرات والإنحرافات.. لقد ركز الدكتور خالد عبد الغني بكتبه ((سيكولوجية الألوان))
((سيكولوجية رسوم الأطفال والمراهقين العاديين والفئات الخاصة )) صدرت تلك المؤلفات عن دار الوراق – الأردن .لتعالج قضايا حيوية في التنشئة الأسرية الصائبة .يؤكد المؤلف بمقدمة كتابه سيكولوجية الألوان ص 13:
((اللون موسيقى الوجود وهبة الله فكل شيء فيها يأخذ لونا فالحب أحمر والنقاء أبيض والكراهية صفراء والظلم أسود والرومانسية بنفسجي، فما أروع العاشق حين يرى الكون متناغماً في ألوانه حين يعزف لحن الحياة والخلود ، حتى الإنسان يتلون أيضا فالحسود عينه صفراء والغاضب عينه حمراء والكريم يده بيضاء.......)).
لاريب تفاوت الأذواق بإختيار الألوان بالأعمار والبيئة الاجتماعية والأسرية ،وبحسب الإنفعالات السايكولوجية فكل لون له دلالاته وإنعكاساته بالمنبهات الإنفعالية لدى كل مرحلة عمريّة ، بيد أن الظروف التي يمر بها الإنسان والأسرة بكل فئاته العمرية تتحكم بإختيار اللون المناسب ..لقد إستطلع بكتابه عشرات علماء النفس والتربية بالغرب ونظرياتهم هامر- جونسون-مارزولف –كريتشنر –لويس مع إطروحات إكاديمية عربية تعالج علم النفس والتربية والأسرة ..
كما في ص20 : ((يثبت ذلك مارزولف وكريتشنر حيث وجدا أن استخدام الألوان في اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص ، قد كشف لهما عن كل من العمليات اللاشعورية والانفعالات ومستوى القدرة العقلية ،وذلك بعد أن تم تحليل ومقارنة المؤشرات الكمية والكيفية لمرحلتي الرسم – الرسم بالقلم الرصاص والرسم بالألوان -......)).
بالطبع لدور الأسرة بصقل المواهب وتهيئة الظروف المناسبة تنجح برعاية الطفولة بتعزيز الرغبة بالتفوق العلمي والفني وبالتالي تخلق المجتمع السليم الذي يخلو من عقد الكراهية والعنف .. ثمة دلالات باللون تتباين من شعب لشعب يذكر الباحث ص 26 : (( في موزنبيق مثلاً يعبر اللون الأسود عن الفرح، وفي المجتمع المحلي يرمز اللون الأسود إلى الحزن والحداد .))... وفي دراسات ميدانية وبعينات إستبيانية مدعمة بتفاصيل بيانية دقيقة من خلال تطبيقات إجرائية وردت بكتابه الآخر : سيكولوجية رسوم الأطفال والمراهقين العاديين والفئات الخاصة ..عزز رؤاه العلمية بتحليل سايكولوجية الأطفال والمراهقين من خلال عشرات العينات التي جرى عليها الإستطلاع والإستبيان بشكل علميّ مدروس بعناية ومهارة وقد صنف لوكيه في ص20 المراحل لتطور رسوم الأطفال 1- المرحلة الحسية العضلية 2- مرحلة الرمز الأول 3- مرحلة التعبير 4- رحلة الواقعية وقسم المرحلة الرابعة إلى أ- الواقعية العقلية ب- الواقعية البصرية .
فيما أستعرض آراء علماء حول ذلك سيرل بيرت بمرحلة الشخبطة مرحلة التخطيط إلى المرحلة السابعة مرحلة الإنتعاش الفني التي تظهر أشكال الرسم المعبرة عن الجمال . وتكون في بواكير المراهقة حيث التجلي الواضح للفروق بين الجنسين .لقد بذل المؤلف الدكتور خالد عبد الغني بتلك المؤلفات أهمية دور الأسرة بصقل المواهب لدى الأطفال والمراهقين بشكل علمي.
قضايا الأسرة والتربية الخاص
أربعة مؤلفات صدرت للدكتور خالد عبدالغني تعالج قضايا التربية الخاصة إلى جانب كتابين حول رسوم وألوان ذوي الاحتياجات الخاصة وهنا سوف نناقش أحد أهم هذه الكتب.
يبدو إن العالم المعاصر أخذ يتجه صوب الدراسات النفسية .. والاجتماعية للأسرة..لأنها تشكل النواة بالمجتمع، حل مشكلاتها وما تواجهه من صعوبات داخل المجتمع بعصر العولمة الثقافية، والصحية بعد هذه الجائحة العالمية ،التي ألقت بظلالها على كل الشعوب بالعالم . ثمة ضرورة قصوى لتقصي المشاكل الأسرية لإيجاد الحلول النفسية لها بعد تفاقم تلك المشكلات نتيجة للظروف التي نعيشها ..وانشطار الأزمات التي تولد الضغوط على الآباء والأمهات ..فضلاً عن العلاقات الاجتماعية وما يحصل من احتكاك واختلاف ومشاكل للأسف تصل للقطيعة والعنف بين الأسر بمحيطها الإجتماعي ..
وهذا يُرهق أي بلد حين تتفاقم الأزمات الإجتماعية والحل لكل المعضلات ينطلق من التنشئة الأسرية الصحية فالمقدمات الصحيحة تٌنتج النتائج الصحيحة .. لذا دوائر البحث العلميّ ..والمعرفيّ ..إتجهت بوصلة الكتابة والتأليف والدراسة للتنشئة الأسرية بكل الأبعاد الثقافية –الصحية ..عربياً كان البحث، والكتابة عن الأسرة شحيحاً جداً ،فضلاً عن المؤلفات لاتذكر حتى أن كتاب فلسفة التربية لمحمد تقي فلسفي أخذ الدور الكبير لعقود وكذلك كتاب العلامة جواد الصافي الذي خصصت دراسات عن تلك الكتب وعشرات غيرها بأهم صفحة بالصحف العراقية –صفحة الأسرة بالصباح- ومن الإصدارات الحديثة كتاب (في التربية الخاصة مشكلات وحلول ) للدكتور خالد محمد عبد الغني /الوراق للنشر والتوزيع ب180 صفحة /ط1 -2018.. جاء الإهداء مُختلفاً : (إلى : العاملين في مجال ذوي الإحتياجات الخاصة ) ..حقاً هؤلاء يقدمون خدمات جليلة لهذا الصنف من المجتمع التي عجزت حتى الأسرة عن العناية بهم . تناول عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني موضوعات أسرية فائقة الأهمية بستة فصول 1- سيكولوجية الإعاقة البصرية التعريف والخصائص والتعليم والدمج 2- الإتجاهات الأسرية نحو الطفل المعاق .3- تدخل المبكر : مفهومه وكيفية تطبيقه ودور الأسرة والمجتمع .4- الضغوط والإحتياجات وسبل مواجهتها ودراسة حالة لإحدى الأمهات .5-أسرة الطفل المعوق سمعيا الضغوط –الاحتياجات 6- التأخر الدراسي مفهومه وأسبابه وتشخيصة وعلاجه.
ذكر المؤلف ص 9 بمقدمته: ( في التربية الخاصة مشكلات كثيرة تواجه الوالدين والأبناء والمعلمين والمؤسسات التربوية والمناهج الدراسية والخدمات العلاجية والتدريبية وطرق تشخيص وتقويم ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات الترفيه المختلفة وشبكات الدعم الإجتماعي .). تميز الكتاب بأهمية المعلومات الفائقة بالتربية الخاصة لما يتميز به عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني من سعة الإطلاع..والتنوع التدوينيّ بمؤلفاته التي ناهزت الثلاثين كتاباً بعلم النفس والأسرة والنقد الأدبي ،الكتاب الذي أجد فيه: الحلول للمشكلات الأسرية ،وفهم العلاقات الإجتماعية، وحل المشكلات ..هذا أعده مايستحق الإطلاع والتبصير به بعالم اليوم ..أجد بكل فصل ومبحث هناك نقاط لمعالجة أي ظاهرة بالأسرة وهو الأهم فالسرديات اليوم بكافة المجالات قد تعالج الهم الشخصي ،والهواجس الشخصية الذاتية ،فيما تلك الدراسات تعوّد بالنفع الكونيّ بالبشريّة لأنها محصلة جهد علميّ رصين وهادف .
في ص13 :(بما أن الإنسان يعتمد على حواسه الخمس : السمع ،والبصر ،واللمس ،والشم ،والتذوق ،في الحصول على المعلمومات والتعرف على البيئة المحيطة به ،وأي إختلال أو فقدان لواحدة أو أكثر من تلك الحواس يعني اعتمادا أكبر على الحواس الأخرى المتبقية ،).لقد ركز بالفصل الأول على معالجة الأسرة لضعاف البصر من قصر النظر وبعده واللابؤرية والجلاكوما وعتامة العدسة والحول والرأرة وفقدان البصر ..وكيفية المعالجة لكل حالة من تلك الحالات ببرامج علمية فصلها تفصيلاً وفق أحدث المعلومات النفسية والطبية يذكر ص 26 :(إن مجرد الشعور بالإختلاف عن العاديين يسبب للفرد قلق نفسي ،لذا لايمكن الفصل عادة بين نواحي القصور الجسمي والشعور النفسي ،فالإرتباط بينهما وثيق . ويستمر المؤلف بنفس النسق العلميّ بحل كل المشكلات المرضية ،والنفسية بكل الأنواع التي يمر بها الفرد والأسرة بفصول تحليلية ..وعلاجية لكل حالة مرضية .في تأثير الإعاقة على الأسرة من ص106- 168
وضع المعالجات السايكولوجية والحلول الواقعية للأسرة (من المتفق عليه أن الأسرة منظومة تتكون من التفاعل الدينامي بين الآباء والأمهات والأولاد بهدف تحقيق أهداف معينةومن الجدير بالذكر أن الكتاب صدر عن مؤسسة الوراق الاردنية حديثا.
سيكولوجية العنف والإرهاب في عالمنا المعاصر- الصادر عن دار الوراق –ط1 -2018 - عمان الأردن أعده من الكتب المهمة عربيا في تفكيك الظاهرة ،ودراستها بعمق ،وتحليل ،وهو يتقصى الأسباب والنتائج والمعالجات ولم يكتف بالشروحات بل البيانات التي تخللت صفحات الكتاب الذي ساهم فيه نخبة من الباحثين بالآراء التحليلية المهمة جاء في التقديم كتب الدكتور خالد عبد الغني عالم النفس المصري المعروف ، والناقد الأدبي المهم المتابع للنشاط الثقافي والمنجز الإبداعي بمصر وغيرها (ص 13) ومن خلال التطبيق على الحالة المصرية نجد أن الإرهابيين بدأوا منذ المرحلة الأولى في السبعينيات والثمانينيات وحتى اليوم استهداف أفراد محددين مثل وزير الأوقاف الشيخ الذهبي ووزير الداخلية حسن أبو باشا ورئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب وبعض ضباط ورجال الشرطة والجيش والمنشئات العسكرية بسيناء وغيرها ثم توسعت الدائرة إلى استهداف منشآت سياحية وتعليمية ووسائل المواصلات ثم استهداف محلات الذهب الخاصة بالأقباط ثم استهداف المواطنين في الميادين العامة مثل ميدان الأزهر وتوسع النشاط فشمل دور العبادة " الكنائس " في حادثة الإسكندرية وفي أعياد الميلاد عام 2010 تم الاعتداء على المصلين عند خروجهم من كنيسة نجع حمادي أو أثناء صلاة المسلمين بأحد مساجد سيناء عام 2018 لبث الرعب في المجتمع . الكتاب فيه قراءة مهمة وتفكيكية لتلك الظاهرة المشئومة التي أودت بملايين الضحايا بالعالم.
وقد كتب بعض فصوله - الفصل الأول )الحرب والسلام والإرهاب والعدوان) د. عزت عبدالعظيم الطويل - الفصل الثاني (جنس المعاق وشدة الإعاقة العقلية كمعدل لعلاقة عنف مقدم الرعاية نحو المعاق وتكيفه في السعودية)د. محمود أحمد خيال - الفصل الثالث (عناصر الصورة الذهنية للإرهابي لدى المراهقين ) د. خالد عبدالغني- الفصل الرابع (العنف وعلاقته بالاضطرابات السيكوسوماتية لدى المرأة المصرية) د. سامية سمير شحاتة - الفصل الخامس (الفروق في تقدير الذات والعنف بين الرياضيين وغير الرياضيين من طلبة المرحلة الثانوية بدمشق) د. فتون محمود خرنوب، وقد حلل الدكتور خالد عبدالغني في مقدمته (ص 8 ) تلك الشخصية غير السوية التي تمتهن وتحترف العنف غير المبرر بالقول :"شخصية الإرهابي إنما تعبر عن طبيعة خاصة لمكوناتها والتي قد تعود في جزء منها إلى عملية التنشئة الاجتماعية وإلى خبرات معينة تعرض لها الإرهابي في طفولته وصباه تركت بصماتها بصورة واضحة عليه. ولكن محاولة تبرير الفعل الإرهابي بأنه استجابة لحالة من الظلم الاجتماعي وعدم العدالة والإحباط ، أو أنه محاولة استعادة حقوق سليبة أو تغيير نظام سياسي أو اجتماعي إنما يقتضي إقامة تمايز بين الأفعال الإرهابية في ذاتها والسلوك الثوري أو ما يطلق عليه حرب العصابات ، ومن الوجهة العلمية فإن الأساس الذي يمكن من واقعه إقامة تمايز بين الأفعال الإرهابية وبين العنف الذي يستخدمه الثوار في حروب العصابات هو أساس أخلاقي باعتبار أن ما يجعل الإرهاب مختلفاً عن الثورية هو أن الأهداف التي يمارس الإرهاب ضدها صور العنف المختلفة ليست ميداناً للقتال وإذا كان التمايز يستند إلى قيم أخلاقية فمن المعروف أن النقاش الذي يستند على أسس أخلاقية هو نقاش ليست له نهاية. ومن الصعب إعطاء الإرهاب أي منطق أو صبغة أخلاقية مهما كانت أهداف الجماعات أو الدول الممارسة له ........ . وفى الدراسة الشهيرة التي قام بها " دونالد " و " ميللر " اعتبرا العدوان استجابة شائعة وعامة تترتب على شعور الفرد بالإحباط . وعلى ذلك لا يزال الخلاف بين العلماء عما إذا كان العدوان دافع أولى فطرى يدفع الكائن إلى التخريب والعدوان ، أم استجابة معينة في مواقف خاصة كمواقف الإحباط . كما يعرف بأنه هو سلوك يتسم بالكراهية أو العداء والهجوم ، ويمارسه في الغالب الأفراد المضطربون سلوكياً ، وقد يكون مؤذي أو مخرب . أو هو الشروع في التشاجر والتحفز للمهاجمة أو التعارك مع الآخر أو الميل للعدوان أو التدمير. أما هيلجارد فيعتبر العدوان نشاط هدام تخريبي من أي نوع ، أو أنه نشاط يقوم به الفرد لإلحاق الأذى بشخص آخر، إما عن الطريق المادي الحسي أو عن طريق الاستهزاء والسخرية .
ويستمر الدكتور عبد الغني بشروحاته عن تلك الظاهرة العدوانية المستفزة التي أشاعت الخراب في عالم اليوم وبثت الرعب بأرجاء المعمورة ومنطقتنا العربية بالأخص بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي هد الطغيان بمناطق عربية عدة فتدافعت التنظيمات والحركات الإرهابية لنشر الذعر والهلع والخراب بعموم عالمنا العربي يشير المؤلف إلى ( وتختلف أشكال التعبير عن العنف باختلاف السن والثقافة والوضع الطبقي والمستوى الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن أسلوب التربية والتنشئة والتكوين النفسي والنمط الخلقي الذي نشأ عليه الفرد ، وبذلك يتم التعبير عن العدوان من خلال قسمات الوجه والعيون والفم واليدين والقدمين والجسم كله . والصياح والصراخ , والألفاظ الجارحة والشتم والفحش والبذاءة في القول , والسخرية والتهكم والنكتة , والتمرد والعصيان , والمخالفة والعناد والتحدي والفشل في العمل , والإهمال - وهو صورة سلبية للتعبير عن العدوان - , والتجسس من أجل معرفة أشياء لاستخدامها في التهديد والإرهاب والابتزاز. بل يجب التفرقة بين درجات أفعال العنف من الفعل البسيط ( الصفع والدفع ) إلى الفعل القاسي ( الذي تنتج عنه إصابات ) . وهو يتضمن عدة أنواع : العنف البدني : ويتم من خلال السلوك البدني كالضرب والقتل والإيذاء البدني . والعنف الشفوي : ويكون بالتهديد باستخدام العنف دون استخدامه فعليا وغالبا ما يسبق العنف البدني هذا التهديد . والسلوك العدواني أو العنف قد يرجع في أساسه إلى الأسرة وما يجري فيها من فقدان الشعور بالاطمئنان والأمن أو خلال الحيلولة دون إشباع الحاجات،) كما وضح بالفصل الثاني من هذا الكتاب المهم أد. محمود أحمد محمد خيال - جنس المعاق وشدة الإعاقة العقلية كمعدل لعلاقة عنف مقدم الرعاية نحو المعاق وتكيفه - حيث أكد على قضايا مهمة في معالجة المشكلات الاجتماعية بالبدء من الطفولة صعودا إلى مرحلة الشباب والتغيرات النفسية التي تطرأ على الأطفال جراء العنف حيث كتب (ص37 ) يشكل العنف واحدة من أخطر الظواهر التي تعاني منها كثير من المجتمعات والشعوب وعبر التاريخ البشري يعد الأطفال من أبرز ضحايا جرائم العنف والقتل، وتفاقمت هذه المشكلة بسبب فشل الأسرة في أداء وظائفها في ظل التغيرات الاجتماعية والنفسية ، ويعد سوء معاملة الطفل من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر علي نموهم النفسي والبدني فضلا عما يحمله من مظاهر غير إنسانية وغير متحضرة . وهو ما استرعي اهتمام كثير من الباحثين في مجال علم النفس والطب والاجتماع بشكل عام وشكل موضوعا خاصا في الدراسات النفسية لما يمثله من انتهاك خطير لحقوق الطفل. وتشير الكتابات التاريخية إلى تعرض الأطفال لأشكال مختلفة من العنف عبر العصور فقد كانوا يقدمون كقرابين للآلهة أو يعذبون بالنار والماء البارد أو يتركون في العراء علي سفوح الجبال حتي الموت خصوصا إذا كانوا إناثا أو يعانون من عيب خلقي، وفي العصور الحديثة تعرضوا أيضا للرق والعبودية والقيام بالأعمال الشاقة لساعات طويلة مع قلة الرعاية والعناية بهم غذائيا وطبيا وبطبيعة الحال لم يسلم المعاقين عقليا من قسوة التعامل والسلوكيات العنيفة من قبل القائمين علي رعايتهم . بل أضحي العنف الموجه لهم يفوق بكثير ما يتعرض له الأطفال العاديين نظرا لطبيعة إعاقتهم ومشكلاتهم التكيفيه الناتجة عنها ، فتشير الدراسات الأنثروبولوجيه أن الإغريق والرومان عاملوا المعاقين عقليا معاملة قاسية واعتبروهم منبوذين من المجتمع ومكروهين من أسرهم كما اضطهدهم البروتستانتيون ونادوا بمسئولية الفرد عن أفعاله وسماهم مارتن لوثر "أعداء الله" وزعموا أن بهم أرواحا شريرة لبست أبدانهم فعاقبوهم بأبشع العقاب وعذبوهم وحرقوهم بالنار و في مطلع العشرينات بدأ الاهتمام بالطفل وحقوقه وظهرت قوانين لحمايته بصدور أول إعلان لحقوق الطفل في عام 1923 وتبلور عنه إعلان جنيف لحقوق الطفل ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرته إعلانا عالميا لحقوق الطفل، وفي عام 1989 صدرت اتفاقية حقوق الطفل التي تعهدت بحماية ).
ويستمر الكتاب بفصوله الشيقة ببحثه عن أبشع ظاهره يواجهها عالمنا المعاصر، وفي نهاية كل بحث خلاصة، ومعالجة ، وتوصيات ، وإجراءات لتلك الحالة التي اقل ما تصفه به الإنسانية عن الإرهابي بانعدام الضمير، والقيم، والأخلاق، فالتربية الصحيحة التي عرف بها العربي الذي يقتدي بدينه الذي يحث على السلام ،و المحبة بوصايا نبيه الخاتم رمز الإنسانية الذي وجه الأمة بالرحمة والعطف، وأئمة الهدى الذين علموا العالم الحكمة والصبر والبحث عن العلم والعدل بالحكم بالطبع تلك الخلاصات. .
جهد معرفي، وفكري، وتحليلي، وتنويري، أودعه في هذا الكتاب الدكتور خالد محمد عبد الغني ومن معه وهم ينيرون الشموع وسط عتمة الأجواء ليضيقوا فجوة الظلام ليعيش العالم بسلام.
سيكولوجية رسوم الأطفال ودور الأسرة بالتنشئة الناجحة – صباح محسن كاظم
لعلّ أكثر قضية يهتم بها علم النفس، والإجتماع.. كيفية التنشئة الأسرة الصحيحة كما عرفت الفلسفة المقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصحيحة وبالعكس ،لذلك الإعداد التربويّ والتعليميّ والذوقيّ السليم بالإهتمام بتنمية القابليات لدى الفتيات والفتيان بعمرهم المبكر لصقل مواهبهم ،وتحفيز الإبداع بكافة مجالات الحياة العلميّة ،الفنيّة ،الرياضيّة ..فالرسم وجد من طفولة الحضارة بالبشرية بالكهوف والمعابد والآثار وهو محاكاة للواقع .
من علماء النفس الذين إهتموا بعناية فائقة بالإشتغال المعرفيّ بتقصي كل الجوانب السايكولوجية بالتربية الأسرية الدكتور خالد عبد الغني بمؤلفات إتسمت بالعمق الفكريّ، والبيانات، والإحصائيات هذا ما يعزز تلك المؤلفات غير الإنشائية التي تمليء المكتبات العربيّة ،فالأمة بكل أقطارها بحاجة لثقافة نوعية تنتشل الطفولة، والشباب من الضياع وتعزز رصيد العائلة والبلدان بجيل يمتلك العلم والذائقة وليس تترك الطفولة بالطرقات والتقاطاعات بالتسوّل والضياع بعصر المخدرات والإنحرافات.. لقد ركز الدكتور خالد عبد الغني بكتبه ((سيكولوجية الألوان))
((سيكولوجية رسوم الأطفال والمراهقين العاديين والفئات الخاصة )) صدرت تلك المؤلفات عن دار الوراق – الأردن .لتعالج قضايا حيوية في التنشئة الأسرية الصائبة .يؤكد المؤلف بمقدمة كتابه سيكولوجية الألوان ص 13:
((اللون موسيقى الوجود وهبة الله فكل شيء فيها يأخذ لونا فالحب أحمر والنقاء أبيض والكراهية صفراء والظلم أسود والرومانسية بنفسجي، فما أروع العاشق حين يرى الكون متناغماً في ألوانه حين يعزف لحن الحياة والخلود ، حتى الإنسان يتلون أيضا فالحسود عينه صفراء والغاضب عينه حمراء والكريم يده بيضاء.......)).
لاريب تفاوت الأذواق بإختيار الألوان بالأعمار والبيئة الاجتماعية والأسرية ،وبحسب الإنفعالات السايكولوجية فكل لون له دلالاته وإنعكاساته بالمنبهات الإنفعالية لدى كل مرحلة عمريّة ، بيد أن الظروف التي يمر بها الإنسان والأسرة بكل فئاته العمرية تتحكم بإختيار اللون المناسب ..لقد إستطلع بكتابه عشرات علماء النفس والتربية بالغرب ونظرياتهم هامر- جونسون-مارزولف –كريتشنر –لويس مع إطروحات إكاديمية عربية تعالج علم النفس والتربية والأسرة ..
كما في ص20 : ((يثبت ذلك مارزولف وكريتشنر حيث وجدا أن استخدام الألوان في اختبار رسم المنزل والشجرة والشخص ، قد كشف لهما عن كل من العمليات اللاشعورية والانفعالات ومستوى القدرة العقلية ،وذلك بعد أن تم تحليل ومقارنة المؤشرات الكمية والكيفية لمرحلتي الرسم – الرسم بالقلم الرصاص والرسم بالألوان -......)).
بالطبع لدور الأسرة بصقل المواهب وتهيئة الظروف المناسبة تنجح برعاية الطفولة بتعزيز الرغبة بالتفوق العلمي والفني وبالتالي تخلق المجتمع السليم الذي يخلو من عقد الكراهية والعنف .. ثمة دلالات باللون تتباين من شعب لشعب يذكر الباحث ص 26 : (( في موزنبيق مثلاً يعبر اللون الأسود عن الفرح، وفي المجتمع المحلي يرمز اللون الأسود إلى الحزن والحداد .))... وفي دراسات ميدانية وبعينات إستبيانية مدعمة بتفاصيل بيانية دقيقة من خلال تطبيقات إجرائية وردت بكتابه الآخر : سيكولوجية رسوم الأطفال والمراهقين العاديين والفئات الخاصة ..عزز رؤاه العلمية بتحليل سايكولوجية الأطفال والمراهقين من خلال عشرات العينات التي جرى عليها الإستطلاع والإستبيان بشكل علميّ مدروس بعناية ومهارة وقد صنف لوكيه في ص20 المراحل لتطور رسوم الأطفال 1- المرحلة الحسية العضلية 2- مرحلة الرمز الأول 3- مرحلة التعبير 4- رحلة الواقعية وقسم المرحلة الرابعة إلى أ- الواقعية العقلية ب- الواقعية البصرية .
فيما أستعرض آراء علماء حول ذلك سيرل بيرت بمرحلة الشخبطة مرحلة التخطيط إلى المرحلة السابعة مرحلة الإنتعاش الفني التي تظهر أشكال الرسم المعبرة عن الجمال . وتكون في بواكير المراهقة حيث التجلي الواضح للفروق بين الجنسين .لقد بذل المؤلف الدكتور خالد عبد الغني بتلك المؤلفات أهمية دور الأسرة بصقل المواهب لدى الأطفال والمراهقين بشكل علمي.
قضايا الأسرة والتربية الخاص
أربعة مؤلفات صدرت للدكتور خالد عبدالغني تعالج قضايا التربية الخاصة إلى جانب كتابين حول رسوم وألوان ذوي الاحتياجات الخاصة وهنا سوف نناقش أحد أهم هذه الكتب.
يبدو إن العالم المعاصر أخذ يتجه صوب الدراسات النفسية .. والاجتماعية للأسرة..لأنها تشكل النواة بالمجتمع، حل مشكلاتها وما تواجهه من صعوبات داخل المجتمع بعصر العولمة الثقافية، والصحية بعد هذه الجائحة العالمية ،التي ألقت بظلالها على كل الشعوب بالعالم . ثمة ضرورة قصوى لتقصي المشاكل الأسرية لإيجاد الحلول النفسية لها بعد تفاقم تلك المشكلات نتيجة للظروف التي نعيشها ..وانشطار الأزمات التي تولد الضغوط على الآباء والأمهات ..فضلاً عن العلاقات الاجتماعية وما يحصل من احتكاك واختلاف ومشاكل للأسف تصل للقطيعة والعنف بين الأسر بمحيطها الإجتماعي ..
وهذا يُرهق أي بلد حين تتفاقم الأزمات الإجتماعية والحل لكل المعضلات ينطلق من التنشئة الأسرية الصحية فالمقدمات الصحيحة تٌنتج النتائج الصحيحة .. لذا دوائر البحث العلميّ ..والمعرفيّ ..إتجهت بوصلة الكتابة والتأليف والدراسة للتنشئة الأسرية بكل الأبعاد الثقافية –الصحية ..عربياً كان البحث، والكتابة عن الأسرة شحيحاً جداً ،فضلاً عن المؤلفات لاتذكر حتى أن كتاب فلسفة التربية لمحمد تقي فلسفي أخذ الدور الكبير لعقود وكذلك كتاب العلامة جواد الصافي الذي خصصت دراسات عن تلك الكتب وعشرات غيرها بأهم صفحة بالصحف العراقية –صفحة الأسرة بالصباح- ومن الإصدارات الحديثة كتاب (في التربية الخاصة مشكلات وحلول ) للدكتور خالد محمد عبد الغني /الوراق للنشر والتوزيع ب180 صفحة /ط1 -2018.. جاء الإهداء مُختلفاً : (إلى : العاملين في مجال ذوي الإحتياجات الخاصة ) ..حقاً هؤلاء يقدمون خدمات جليلة لهذا الصنف من المجتمع التي عجزت حتى الأسرة عن العناية بهم . تناول عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني موضوعات أسرية فائقة الأهمية بستة فصول 1- سيكولوجية الإعاقة البصرية التعريف والخصائص والتعليم والدمج 2- الإتجاهات الأسرية نحو الطفل المعاق .3- تدخل المبكر : مفهومه وكيفية تطبيقه ودور الأسرة والمجتمع .4- الضغوط والإحتياجات وسبل مواجهتها ودراسة حالة لإحدى الأمهات .5-أسرة الطفل المعوق سمعيا الضغوط –الاحتياجات 6- التأخر الدراسي مفهومه وأسبابه وتشخيصة وعلاجه.
ذكر المؤلف ص 9 بمقدمته: ( في التربية الخاصة مشكلات كثيرة تواجه الوالدين والأبناء والمعلمين والمؤسسات التربوية والمناهج الدراسية والخدمات العلاجية والتدريبية وطرق تشخيص وتقويم ذوي الاحتياجات الخاصة ومؤسسات الترفيه المختلفة وشبكات الدعم الإجتماعي .). تميز الكتاب بأهمية المعلومات الفائقة بالتربية الخاصة لما يتميز به عالم النفس الدكتور خالد عبد الغني من سعة الإطلاع..والتنوع التدوينيّ بمؤلفاته التي ناهزت الثلاثين كتاباً بعلم النفس والأسرة والنقد الأدبي ،الكتاب الذي أجد فيه: الحلول للمشكلات الأسرية ،وفهم العلاقات الإجتماعية، وحل المشكلات ..هذا أعده مايستحق الإطلاع والتبصير به بعالم اليوم ..أجد بكل فصل ومبحث هناك نقاط لمعالجة أي ظاهرة بالأسرة وهو الأهم فالسرديات اليوم بكافة المجالات قد تعالج الهم الشخصي ،والهواجس الشخصية الذاتية ،فيما تلك الدراسات تعوّد بالنفع الكونيّ بالبشريّة لأنها محصلة جهد علميّ رصين وهادف .
في ص13 :(بما أن الإنسان يعتمد على حواسه الخمس : السمع ،والبصر ،واللمس ،والشم ،والتذوق ،في الحصول على المعلمومات والتعرف على البيئة المحيطة به ،وأي إختلال أو فقدان لواحدة أو أكثر من تلك الحواس يعني اعتمادا أكبر على الحواس الأخرى المتبقية ،).لقد ركز بالفصل الأول على معالجة الأسرة لضعاف البصر من قصر النظر وبعده واللابؤرية والجلاكوما وعتامة العدسة والحول والرأرة وفقدان البصر ..وكيفية المعالجة لكل حالة من تلك الحالات ببرامج علمية فصلها تفصيلاً وفق أحدث المعلومات النفسية والطبية يذكر ص 26 :(إن مجرد الشعور بالإختلاف عن العاديين يسبب للفرد قلق نفسي ،لذا لايمكن الفصل عادة بين نواحي القصور الجسمي والشعور النفسي ،فالإرتباط بينهما وثيق . ويستمر المؤلف بنفس النسق العلميّ بحل كل المشكلات المرضية ،والنفسية بكل الأنواع التي يمر بها الفرد والأسرة بفصول تحليلية ..وعلاجية لكل حالة مرضية .في تأثير الإعاقة على الأسرة من ص106- 168
وضع المعالجات السايكولوجية والحلول الواقعية للأسرة (من المتفق عليه أن الأسرة منظومة تتكون من التفاعل الدينامي بين الآباء والأمهات والأولاد بهدف تحقيق أهداف معينةومن الجدير بالذكر أن الكتاب صدر عن مؤسسة الوراق الاردنية حديثا.
سيكولوجية العنف والإرهاب في عالمنا المعاصر- الصادر عن دار الوراق –ط1 -2018 - عمان الأردن أعده من الكتب المهمة عربيا في تفكيك الظاهرة ،ودراستها بعمق ،وتحليل ،وهو يتقصى الأسباب والنتائج والمعالجات ولم يكتف بالشروحات بل البيانات التي تخللت صفحات الكتاب الذي ساهم فيه نخبة من الباحثين بالآراء التحليلية المهمة جاء في التقديم كتب الدكتور خالد عبد الغني عالم النفس المصري المعروف ، والناقد الأدبي المهم المتابع للنشاط الثقافي والمنجز الإبداعي بمصر وغيرها (ص 13) ومن خلال التطبيق على الحالة المصرية نجد أن الإرهابيين بدأوا منذ المرحلة الأولى في السبعينيات والثمانينيات وحتى اليوم استهداف أفراد محددين مثل وزير الأوقاف الشيخ الذهبي ووزير الداخلية حسن أبو باشا ورئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب وبعض ضباط ورجال الشرطة والجيش والمنشئات العسكرية بسيناء وغيرها ثم توسعت الدائرة إلى استهداف منشآت سياحية وتعليمية ووسائل المواصلات ثم استهداف محلات الذهب الخاصة بالأقباط ثم استهداف المواطنين في الميادين العامة مثل ميدان الأزهر وتوسع النشاط فشمل دور العبادة " الكنائس " في حادثة الإسكندرية وفي أعياد الميلاد عام 2010 تم الاعتداء على المصلين عند خروجهم من كنيسة نجع حمادي أو أثناء صلاة المسلمين بأحد مساجد سيناء عام 2018 لبث الرعب في المجتمع . الكتاب فيه قراءة مهمة وتفكيكية لتلك الظاهرة المشئومة التي أودت بملايين الضحايا بالعالم.
وقد كتب بعض فصوله - الفصل الأول )الحرب والسلام والإرهاب والعدوان) د. عزت عبدالعظيم الطويل - الفصل الثاني (جنس المعاق وشدة الإعاقة العقلية كمعدل لعلاقة عنف مقدم الرعاية نحو المعاق وتكيفه في السعودية)د. محمود أحمد خيال - الفصل الثالث (عناصر الصورة الذهنية للإرهابي لدى المراهقين ) د. خالد عبدالغني- الفصل الرابع (العنف وعلاقته بالاضطرابات السيكوسوماتية لدى المرأة المصرية) د. سامية سمير شحاتة - الفصل الخامس (الفروق في تقدير الذات والعنف بين الرياضيين وغير الرياضيين من طلبة المرحلة الثانوية بدمشق) د. فتون محمود خرنوب، وقد حلل الدكتور خالد عبدالغني في مقدمته (ص 8 ) تلك الشخصية غير السوية التي تمتهن وتحترف العنف غير المبرر بالقول :"شخصية الإرهابي إنما تعبر عن طبيعة خاصة لمكوناتها والتي قد تعود في جزء منها إلى عملية التنشئة الاجتماعية وإلى خبرات معينة تعرض لها الإرهابي في طفولته وصباه تركت بصماتها بصورة واضحة عليه. ولكن محاولة تبرير الفعل الإرهابي بأنه استجابة لحالة من الظلم الاجتماعي وعدم العدالة والإحباط ، أو أنه محاولة استعادة حقوق سليبة أو تغيير نظام سياسي أو اجتماعي إنما يقتضي إقامة تمايز بين الأفعال الإرهابية في ذاتها والسلوك الثوري أو ما يطلق عليه حرب العصابات ، ومن الوجهة العلمية فإن الأساس الذي يمكن من واقعه إقامة تمايز بين الأفعال الإرهابية وبين العنف الذي يستخدمه الثوار في حروب العصابات هو أساس أخلاقي باعتبار أن ما يجعل الإرهاب مختلفاً عن الثورية هو أن الأهداف التي يمارس الإرهاب ضدها صور العنف المختلفة ليست ميداناً للقتال وإذا كان التمايز يستند إلى قيم أخلاقية فمن المعروف أن النقاش الذي يستند على أسس أخلاقية هو نقاش ليست له نهاية. ومن الصعب إعطاء الإرهاب أي منطق أو صبغة أخلاقية مهما كانت أهداف الجماعات أو الدول الممارسة له ........ . وفى الدراسة الشهيرة التي قام بها " دونالد " و " ميللر " اعتبرا العدوان استجابة شائعة وعامة تترتب على شعور الفرد بالإحباط . وعلى ذلك لا يزال الخلاف بين العلماء عما إذا كان العدوان دافع أولى فطرى يدفع الكائن إلى التخريب والعدوان ، أم استجابة معينة في مواقف خاصة كمواقف الإحباط . كما يعرف بأنه هو سلوك يتسم بالكراهية أو العداء والهجوم ، ويمارسه في الغالب الأفراد المضطربون سلوكياً ، وقد يكون مؤذي أو مخرب . أو هو الشروع في التشاجر والتحفز للمهاجمة أو التعارك مع الآخر أو الميل للعدوان أو التدمير. أما هيلجارد فيعتبر العدوان نشاط هدام تخريبي من أي نوع ، أو أنه نشاط يقوم به الفرد لإلحاق الأذى بشخص آخر، إما عن الطريق المادي الحسي أو عن طريق الاستهزاء والسخرية .
ويستمر الدكتور عبد الغني بشروحاته عن تلك الظاهرة العدوانية المستفزة التي أشاعت الخراب في عالم اليوم وبثت الرعب بأرجاء المعمورة ومنطقتنا العربية بالأخص بعد ما يسمى بالربيع العربي الذي هد الطغيان بمناطق عربية عدة فتدافعت التنظيمات والحركات الإرهابية لنشر الذعر والهلع والخراب بعموم عالمنا العربي يشير المؤلف إلى ( وتختلف أشكال التعبير عن العنف باختلاف السن والثقافة والوضع الطبقي والمستوى الاقتصادي والاجتماعي فضلا عن أسلوب التربية والتنشئة والتكوين النفسي والنمط الخلقي الذي نشأ عليه الفرد ، وبذلك يتم التعبير عن العدوان من خلال قسمات الوجه والعيون والفم واليدين والقدمين والجسم كله . والصياح والصراخ , والألفاظ الجارحة والشتم والفحش والبذاءة في القول , والسخرية والتهكم والنكتة , والتمرد والعصيان , والمخالفة والعناد والتحدي والفشل في العمل , والإهمال - وهو صورة سلبية للتعبير عن العدوان - , والتجسس من أجل معرفة أشياء لاستخدامها في التهديد والإرهاب والابتزاز. بل يجب التفرقة بين درجات أفعال العنف من الفعل البسيط ( الصفع والدفع ) إلى الفعل القاسي ( الذي تنتج عنه إصابات ) . وهو يتضمن عدة أنواع : العنف البدني : ويتم من خلال السلوك البدني كالضرب والقتل والإيذاء البدني . والعنف الشفوي : ويكون بالتهديد باستخدام العنف دون استخدامه فعليا وغالبا ما يسبق العنف البدني هذا التهديد . والسلوك العدواني أو العنف قد يرجع في أساسه إلى الأسرة وما يجري فيها من فقدان الشعور بالاطمئنان والأمن أو خلال الحيلولة دون إشباع الحاجات،) كما وضح بالفصل الثاني من هذا الكتاب المهم أد. محمود أحمد محمد خيال - جنس المعاق وشدة الإعاقة العقلية كمعدل لعلاقة عنف مقدم الرعاية نحو المعاق وتكيفه - حيث أكد على قضايا مهمة في معالجة المشكلات الاجتماعية بالبدء من الطفولة صعودا إلى مرحلة الشباب والتغيرات النفسية التي تطرأ على الأطفال جراء العنف حيث كتب (ص37 ) يشكل العنف واحدة من أخطر الظواهر التي تعاني منها كثير من المجتمعات والشعوب وعبر التاريخ البشري يعد الأطفال من أبرز ضحايا جرائم العنف والقتل، وتفاقمت هذه المشكلة بسبب فشل الأسرة في أداء وظائفها في ظل التغيرات الاجتماعية والنفسية ، ويعد سوء معاملة الطفل من المشكلات الاجتماعية التي تؤثر علي نموهم النفسي والبدني فضلا عما يحمله من مظاهر غير إنسانية وغير متحضرة . وهو ما استرعي اهتمام كثير من الباحثين في مجال علم النفس والطب والاجتماع بشكل عام وشكل موضوعا خاصا في الدراسات النفسية لما يمثله من انتهاك خطير لحقوق الطفل. وتشير الكتابات التاريخية إلى تعرض الأطفال لأشكال مختلفة من العنف عبر العصور فقد كانوا يقدمون كقرابين للآلهة أو يعذبون بالنار والماء البارد أو يتركون في العراء علي سفوح الجبال حتي الموت خصوصا إذا كانوا إناثا أو يعانون من عيب خلقي، وفي العصور الحديثة تعرضوا أيضا للرق والعبودية والقيام بالأعمال الشاقة لساعات طويلة مع قلة الرعاية والعناية بهم غذائيا وطبيا وبطبيعة الحال لم يسلم المعاقين عقليا من قسوة التعامل والسلوكيات العنيفة من قبل القائمين علي رعايتهم . بل أضحي العنف الموجه لهم يفوق بكثير ما يتعرض له الأطفال العاديين نظرا لطبيعة إعاقتهم ومشكلاتهم التكيفيه الناتجة عنها ، فتشير الدراسات الأنثروبولوجيه أن الإغريق والرومان عاملوا المعاقين عقليا معاملة قاسية واعتبروهم منبوذين من المجتمع ومكروهين من أسرهم كما اضطهدهم البروتستانتيون ونادوا بمسئولية الفرد عن أفعاله وسماهم مارتن لوثر "أعداء الله" وزعموا أن بهم أرواحا شريرة لبست أبدانهم فعاقبوهم بأبشع العقاب وعذبوهم وحرقوهم بالنار و في مطلع العشرينات بدأ الاهتمام بالطفل وحقوقه وظهرت قوانين لحمايته بصدور أول إعلان لحقوق الطفل في عام 1923 وتبلور عنه إعلان جنيف لحقوق الطفل ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة واعتبرته إعلانا عالميا لحقوق الطفل، وفي عام 1989 صدرت اتفاقية حقوق الطفل التي تعهدت بحماية ).
ويستمر الكتاب بفصوله الشيقة ببحثه عن أبشع ظاهره يواجهها عالمنا المعاصر، وفي نهاية كل بحث خلاصة، ومعالجة ، وتوصيات ، وإجراءات لتلك الحالة التي اقل ما تصفه به الإنسانية عن الإرهابي بانعدام الضمير، والقيم، والأخلاق، فالتربية الصحيحة التي عرف بها العربي الذي يقتدي بدينه الذي يحث على السلام ،و المحبة بوصايا نبيه الخاتم رمز الإنسانية الذي وجه الأمة بالرحمة والعطف، وأئمة الهدى الذين علموا العالم الحكمة والصبر والبحث عن العلم والعدل بالحكم بالطبع تلك الخلاصات. .
جهد معرفي، وفكري، وتحليلي، وتنويري، أودعه في هذا الكتاب الدكتور خالد محمد عبد الغني ومن معه وهم ينيرون الشموع وسط عتمة الأجواء ليضيقوا فجوة الظلام ليعيش العالم بسلام.