د. أحمد الحطاب - سَاسَ/يَسُوسُ، الفعل الذي مصدرُه سياسة

في الأصل، نقول "ساسَ/يَسَاسُ الحبُّ أو النباتُ أو الخشبُ أو ساست الصوفُ…"، أي أصابهم عًفَنٌ أو تعفُّنٌ ناتج عن غزوِ هذه الأشياء من طرف حشرات أو فِطريات صغيرة. عَفَنٌ يؤدي، في نهاية المطاف، إلى نخرِها وتخريبِها. وهو الشيء الذي نسمِّيه بالدارجة "السُّوسَة" التي تُخرِّب، على الخصوص، الخشبَ والتيابَ والصوف.

وهذا يعني أن الحبَّ والنباتَ والخشبَ والصوف والتيابَ، عندما تُصاب بالسَّوسِ (السُّوسَة بالدارجة)، الذي هو مصدر ساسَ/يَسَاسُ، فإن هذه الأشياء تفسد ولم تعُد صالحة لأي شيء أو نقول قد أصابها الفسادُ.

لكن، عندما نقول "ساسَ/يسُوسُ أمورَ الناس، فالمقصود هو تدبير هذه الأمور وتسييرُها بما يلزم من مسئولية و واجب. وتسييرُ أو تدبيرُ أمورِ الناس بمسؤولية و واجب، هو، في الحقيقة، حمايةٌ لهذه الأمور كي لا يتسرَّبَ إلى تدبيرِها الفسادُ.

غير أن البشرَ، في أيامنا هذه، يبدو أنهم مُصِرُّون على إرجاعِ فعل "سَاسَ" إلى أصله المقترن بالسَّوْسِ (السوسة)، أي بالعَفَن أو التَّعفُّن أو الفساد. وهذا معناه أن الفسادَ أو العَفَن أو التَّعفُّن أصاب ويصيب الطريقة التي تُدًبَّر بها شؤونُ الناس، التي هي السياسة والتي هي، في الحقيقة، مصدر ساسَ/يسُوسُ.

وفسادُ السياسة من فساد السياسيين. وفساد السياسيين من فساد أحزابِهم السياسية. فما يَسَعُني إلا أن أقولَ للفاسدين والمُفسدين السياسيين "يا مُحترفي السياسة و التَّحزُّب" :

1.كُثِّرتم فتكاثرتم بدون فائدة.
2.بُلْقِنْتم فتبَلْقَنتم بلا فرق بينكم.
3.أُمِرْتم فتآمرتم على الشعب بأكمله.
4.سُيِّرْتم فتسايرتم إلى درجة فقدان استقلاليتِكم. 5.جُشِّعتم فتجاشَعتم نهباً وسرقةً وافتراساً. 6.عُمِيتم فتعامَيتم على الحق.
7.أُفسِدْتم و أفسَدتم كل شيء.
8.رأيتم فتغاضيتم على المنكر والظلم.
9.سمِعتم فأُبْكِمتم على قول الحق.
10.جُمِّدتم فتجمَّدت عقولُكم.
11.نِمْتم فتقادمتم ولن يُرجَ منكم خير.
12.انحَنَيْتم فانحرفتم عن مبادئكم.
13.تناسيتم فنُسِيتم من طرف الشعب.
14.خًدِعتم فخَدعتم أنفسَكم وكل الناس.
15.وَعَدْتم فأخلفتم كل وعودكم.
16.صُدِّقتم فنافقتم مَن وضع فبكم ثقتَه.
17.التَزَمتم فتخاذلتم في أداء مهامكم.
18.تحالفتم ففَشَلتم في كل شيء…

اتَّقوا اللهَ في وطنكم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى