انطلقَتْ الزغاريد في أرجاء البَيت مُعلنةً قُدوم ولىِّ عهد ذلك الشاب الوحيد، وهزَّت أهازيج المواليد أرجاء القرية حبًا في والد المولود وجَدَّته لأبيه.
تَناقَل الناسُ الخبَر، تَوافدَ المُهنئون، تَحامَلت الجَدةُ العجوزُ على رَعَشات أطرافها وحاولت الوقوفُ بين النساء، أتت بحركات ظنَّتها رقصًا، ضحكَ الناس وبَكوا لفَرحتها، بل غلبتهم الدموع فانحدرت على خدودهم، وهم يشاهدون حركاتها.
حان مَوعد السُّبوع، قررت الجدة إقامة حفل كبير غير مسبوق، يحضره جميع أهل القرية لا سيما الفقراء، استقلَّ الشاب سَيارته وغادَر إلى المدينة المُتاخمة لقريته، قابَل أصدقائه، زَفُّ إليهم الخَبَر، احتفوا به إلى وقتٍ مُتأخر من الليل، مَلأَ سيارته بما لذَّ وطاب من متطلبات حفل السبوع، وانطلقَ عائدًا بعد منتصف الليل، راح يُردِّد مع "شادية" من خلال "كاسيت" السيارة وابتسامة عريضة على شَفتيه: "سِيد الحَبايب يا ضَنايا انتَ" يَشعر بأنَّ السيارة لا تمشى على الأرض بل يَحملها بُسَاط الريح.
جِذع شجرة يَقطع الطريق، يتوقف، يَخرج عليه أربعة مُلثمون يحرزون بنادق آلية، يَقتربُ منه أحدهم، يُصدِر إليه أوامره: دَع السيارة وأعطني المفتاح، الشابُ قويِّ البنية، يُقاوم، يَتبادلان اللكمات، صُورة وليده ومَراسم السبُّوع تَنتصبُ أمام عينيه، يَشتدَّ في المقاومة، يعود إلى سيارته، يَتشبَّث بمِقوَدِها، يَجذبه المُجرم فلا يستطيع، يرجع إلى الوراء، يشدُ أجزاء بندقيته، يُفرغ عبوتها من الذخيرة في صدره، يتركونه جُثةً هامدةً في سيارته ويهربون.
تَتوافَد الأهالي القريبة من مكان الحادث على صَوت الطلقات، يَنتشرون بحثًا عن دليل، يُوالى المُجرمون الفَرار عكس اتجاه سيارة القتيل، تُقابلهم سيارة نقل عملاقة، يَتريثون حتى يَنفسح الطريق، تلتقط كاميرات أحد المقاهي الواقعة على الطريق صورة لوحات السيارة بوضوح.
يهرع رجال الشرطة إلى المكان، يُفرغون الكاميرات، سيارة يَستقلها أربعة ملثمون، يحرزون بنادق آلية في أيديهم، يَقبضُونَ على صاحبها، يُرشد عن الباقين وعن السلاح، يَعترفون أمام النيابة.
ينتهي النبأ إلى أهل القتيل، تَسقطُ الأمُّ العَجوز، تفقد النُطق، وتنقلُ الزَّوجة الشابَّة إلى العناية المُركَّزة، انقلبت الأفراح في لحظة إلى أتراح، وصارت القرية مأتمًا كبيرا.
يُحالُ المتهمون إلى المُحاكمة، تُعقَد الجلسة وسَطَ زحام شديد، تُشدِّد الشرطة الحِراسة على القفص الحديدي، مقعد مُتحرِّك أمام المنصة تَعتليه الأم الثّكلى، الزوجة الشابة تلتحفُ السَّوادَ وتَضُمُ رضيعها إلى صدرها، تقبض عليه بقوة، جسدها يَرتعد، تُحاول إخفاء حركة جسمها اللاَّإرادية من دون جدوى، تتَّسع عيناها، وتروح رَغمًا عنها إلى القفص، ثم تعود في استكانة لتتعلق بالمنصَّة، تبدأ الإجراءات، يَنهض بالوقوف كوكبة من المُحامين، يتقدم كبيرهم إلى المنصَّة، صار إلى جوار الثكلى والمَكلومة، يستميتُ في التماس القضاء ببراءة المتهمين، يَخلوا القضاةُ إلى أنفسهم، تُحالُ أوراق الدعوى إلى فضيلة المفتي.
تَناقَل الناسُ الخبَر، تَوافدَ المُهنئون، تَحامَلت الجَدةُ العجوزُ على رَعَشات أطرافها وحاولت الوقوفُ بين النساء، أتت بحركات ظنَّتها رقصًا، ضحكَ الناس وبَكوا لفَرحتها، بل غلبتهم الدموع فانحدرت على خدودهم، وهم يشاهدون حركاتها.
حان مَوعد السُّبوع، قررت الجدة إقامة حفل كبير غير مسبوق، يحضره جميع أهل القرية لا سيما الفقراء، استقلَّ الشاب سَيارته وغادَر إلى المدينة المُتاخمة لقريته، قابَل أصدقائه، زَفُّ إليهم الخَبَر، احتفوا به إلى وقتٍ مُتأخر من الليل، مَلأَ سيارته بما لذَّ وطاب من متطلبات حفل السبوع، وانطلقَ عائدًا بعد منتصف الليل، راح يُردِّد مع "شادية" من خلال "كاسيت" السيارة وابتسامة عريضة على شَفتيه: "سِيد الحَبايب يا ضَنايا انتَ" يَشعر بأنَّ السيارة لا تمشى على الأرض بل يَحملها بُسَاط الريح.
جِذع شجرة يَقطع الطريق، يتوقف، يَخرج عليه أربعة مُلثمون يحرزون بنادق آلية، يَقتربُ منه أحدهم، يُصدِر إليه أوامره: دَع السيارة وأعطني المفتاح، الشابُ قويِّ البنية، يُقاوم، يَتبادلان اللكمات، صُورة وليده ومَراسم السبُّوع تَنتصبُ أمام عينيه، يَشتدَّ في المقاومة، يعود إلى سيارته، يَتشبَّث بمِقوَدِها، يَجذبه المُجرم فلا يستطيع، يرجع إلى الوراء، يشدُ أجزاء بندقيته، يُفرغ عبوتها من الذخيرة في صدره، يتركونه جُثةً هامدةً في سيارته ويهربون.
تَتوافَد الأهالي القريبة من مكان الحادث على صَوت الطلقات، يَنتشرون بحثًا عن دليل، يُوالى المُجرمون الفَرار عكس اتجاه سيارة القتيل، تُقابلهم سيارة نقل عملاقة، يَتريثون حتى يَنفسح الطريق، تلتقط كاميرات أحد المقاهي الواقعة على الطريق صورة لوحات السيارة بوضوح.
يهرع رجال الشرطة إلى المكان، يُفرغون الكاميرات، سيارة يَستقلها أربعة ملثمون، يحرزون بنادق آلية في أيديهم، يَقبضُونَ على صاحبها، يُرشد عن الباقين وعن السلاح، يَعترفون أمام النيابة.
ينتهي النبأ إلى أهل القتيل، تَسقطُ الأمُّ العَجوز، تفقد النُطق، وتنقلُ الزَّوجة الشابَّة إلى العناية المُركَّزة، انقلبت الأفراح في لحظة إلى أتراح، وصارت القرية مأتمًا كبيرا.
يُحالُ المتهمون إلى المُحاكمة، تُعقَد الجلسة وسَطَ زحام شديد، تُشدِّد الشرطة الحِراسة على القفص الحديدي، مقعد مُتحرِّك أمام المنصة تَعتليه الأم الثّكلى، الزوجة الشابة تلتحفُ السَّوادَ وتَضُمُ رضيعها إلى صدرها، تقبض عليه بقوة، جسدها يَرتعد، تُحاول إخفاء حركة جسمها اللاَّإرادية من دون جدوى، تتَّسع عيناها، وتروح رَغمًا عنها إلى القفص، ثم تعود في استكانة لتتعلق بالمنصَّة، تبدأ الإجراءات، يَنهض بالوقوف كوكبة من المُحامين، يتقدم كبيرهم إلى المنصَّة، صار إلى جوار الثكلى والمَكلومة، يستميتُ في التماس القضاء ببراءة المتهمين، يَخلوا القضاةُ إلى أنفسهم، تُحالُ أوراق الدعوى إلى فضيلة المفتي.