تختلف الآراء حول أصل احتفالات عشوراء بين من يقول أن أصلها امازيغي، وهناك من يشبهها بالزار المصري ، و احتفالات الشيعة في جنوب لبنان وكذا السودان... ، لكن ألأصل الحقيقي لهذه الاحتفالات ليس شيعيا ولا يهوديا ولا أمازيغيا بل يونانيا، حيث تعتبر اليونان مهد الاحتفالات المأسوية أو الطراغوديا باليونانية ، وهي احتفالات يقبل عليها الشعب ببساطة وعفوية وصدق ليُغرق فيها أحزانه والمه من الصدمات ومخاوفة من الموت وخبايا المصير ...، وهذا ما نجذه مثلا في احتفالات الشيعة في اليوم العاشر من شهر محرم الذي يعد يوم الم ولطم وضرب و حزن على المقتول (الحسين بن علي ) ، فالنواح وتجسيد مأساة موته في شكل مسرح تراجيدي ليس نواحا على فقد الحسين بن علي فقط بل يمتد ليصبح الما كونيا ، وهذه الاحتفالات لا تقام بغرض اللهو بل بدافع ايصال الألم الى ذروته من أجل التطهر منه ، فالفرد لا يتعاطف مع المقتول الا لأنه يرى فيه نفسه وموته يعني موته وانتصاره هو انتصار له ايضا.
وبالعودة الى "بابا عيشور" فهو بطل أو اله وهمي لا وجود له أبدعه المغاربة لكي يسقطوا عليه المهم واحزانهم... ، ورغم ان احتفالات عشوراء في المغرب تتميز عن احتفالات الشيعة بكونها تحمل معها نوعا من الفرحة والبهجة من خلال طقوس زمزم وشراء الفواكه الجافة وكذا الرقص والغناء ...، الا انها تنطوي على أحزان دفينة لا يدركها المغاربة لأنهم لا يملكون الوعي بالمأساة ، ولا يفهمون حتى ما تعنيه الطقوس التي يقومون بها ، لذلك نجد النساء مثلا تردد في بعض أغانيها في هذه المناسبة : هذا عيشور.. ما علينا الحكام ا لالة سيد الميلود كا يحكموه ا رجال الالة..” ، وهو تعبير منهن على الخلاص من سلطة الرجال عليهن ، وبابا عيشور هو منقدهن ، وتستمر حمايته لهن حتى سيد الميلود أو عيد الميلود حيث سيعود الرجال الى سيطرتهم عليهن وتحكمهم بهن...، كما أن النساء تقوم في هذه المناسبة بطقوس كثيرة كالتمائم والشعودة للحصول على زوج .. ،وكذا التمسح بالقبور والأضرحة لأن هدا كفيل بتخليصهن من الاَمهن وتحقيق مطامحن بمباركة بابا عيشور ، كما يقمن بالتخلص من هذه الألام والأحزان بدفنها تحت اسم بابا عيشور ، وهذه الاحتفالات كما قلت شبيهة بالاحتفالات اليونانية كأعياد اوزريس وأدون ومأتم أدراست ...، وغيرها من الاحتفالات التي تقوم على تمثيل الألم تمثيلا وجدانيا عميقا . وهذه دلالتها العميقة ، فلو لم يقتل الحسين بن علي ، ولو لم يعتبره الشيعة وسيلة لتطهر من الامهم ومخاوفهم لبحثوا عن اله وهمي ليخلصهم منه وأشد هذه الالام الخوف من الموت.
___________________
زينة اقللوش
وبالعودة الى "بابا عيشور" فهو بطل أو اله وهمي لا وجود له أبدعه المغاربة لكي يسقطوا عليه المهم واحزانهم... ، ورغم ان احتفالات عشوراء في المغرب تتميز عن احتفالات الشيعة بكونها تحمل معها نوعا من الفرحة والبهجة من خلال طقوس زمزم وشراء الفواكه الجافة وكذا الرقص والغناء ...، الا انها تنطوي على أحزان دفينة لا يدركها المغاربة لأنهم لا يملكون الوعي بالمأساة ، ولا يفهمون حتى ما تعنيه الطقوس التي يقومون بها ، لذلك نجد النساء مثلا تردد في بعض أغانيها في هذه المناسبة : هذا عيشور.. ما علينا الحكام ا لالة سيد الميلود كا يحكموه ا رجال الالة..” ، وهو تعبير منهن على الخلاص من سلطة الرجال عليهن ، وبابا عيشور هو منقدهن ، وتستمر حمايته لهن حتى سيد الميلود أو عيد الميلود حيث سيعود الرجال الى سيطرتهم عليهن وتحكمهم بهن...، كما أن النساء تقوم في هذه المناسبة بطقوس كثيرة كالتمائم والشعودة للحصول على زوج .. ،وكذا التمسح بالقبور والأضرحة لأن هدا كفيل بتخليصهن من الاَمهن وتحقيق مطامحن بمباركة بابا عيشور ، كما يقمن بالتخلص من هذه الألام والأحزان بدفنها تحت اسم بابا عيشور ، وهذه الاحتفالات كما قلت شبيهة بالاحتفالات اليونانية كأعياد اوزريس وأدون ومأتم أدراست ...، وغيرها من الاحتفالات التي تقوم على تمثيل الألم تمثيلا وجدانيا عميقا . وهذه دلالتها العميقة ، فلو لم يقتل الحسين بن علي ، ولو لم يعتبره الشيعة وسيلة لتطهر من الامهم ومخاوفهم لبحثوا عن اله وهمي ليخلصهم منه وأشد هذه الالام الخوف من الموت.
___________________
زينة اقللوش