ولدتُ في كالف في بلاك فورست في الثاني من آب – 1877م. كان والدي ألمانيًّا من البلطيق، أتى من إستونيا؛ وأمي ابنة فرنسي – سويسري من منطقة شفابن. كان جدي طبيبا، وجدتي -أم أبي- مبشرة درست الثقافة والتاريخ واللغات الهندية (إندولوجي). كان والدي أيضا مبشرا في الهند مدة قصيرة، وقضت أمي بعض السنوات من شبابها في الهند وعملت في التبشير هناك. كانت طفولتي في كالف، تخللتها بعض السنوات في العيش في بازل (1880-1889). عائلتي مكونة من جنسيات مختلفة؛ الأمر الذي أضاف لي الكثير من الخبرات أثناء نشأتي مع أناس مختلفين في بلدين وتعلمَّ لهجاتهم المحلية المختلفة. قضيت أغلب سنوات دراستي في المدارس الداخلية في فورتمبيرغ وبعض الوقت في الدراسة اللاهوتية الإكليريكية في دير مالبورن. كنت تلميذا مجتهدا، جيدا في اللاتينية ومقبولا في الإغريقية، إلا أني فتًى غير مطيع أبدا، وهذه المشكلة الوحيدة التي واجهتها في مواجهة التعليم الديني الذي يهدف إلى إخضاعك وكسر الشخصية المتفردة. أردتُ بسن الثانية عشرة أن أكون شاعرا، بما أنه لم يكن هناك وسيلة معتادة أو رسمية لهذا الأمر، واجهت وقتا عصيبا في اتخاذ قرار ما الذي سأفعله بعد التخرج في المدرسة. تركت الدير ومدرسة النحو، وأصبحت ميكانيكيا مبتدئا، وبسن التاسع عشرة عملت في محل للكتب والتحف في توبنخين وبازل. نشرت في نهاية سنة 1899 مجموعة شعرية صغيرة، أُتبعت بمنشورات صغيرة لم تحظَ بملاحظة أحد، حتى عام 1904 وراية بيتر كامنيتسيند التي كُتبت في بازل ونشرت في سويسرا، وحضيت بنجاح سريع. اعتزلت بعدها بيع الكتب، وتزوجت امرأة من بازل، أم أبنائي، وانتقلت إلى الريف. في ذلك الوقت كانت حياة الريف بعيدة عن المدن والحضارة، وكان هذا هدفي. استقررت بعدها في الريف، أول الأمر حتى سنة 1912 في غاينهوفين بالقرب من بحيرة كونستانس، وبعدها بالقرب من بيرن، وفي الأخير في مونتانيولا بالقرب من لوغانو، حيث ما زلت أعيش حتى الآن. نشبت الحرب العالمية الأولى بعد أن استقررت في سويسرا سنة 1912، وكل سنة تأتي تجلب لي الكثير من الصراعات مع الجنسية الألمانية؛ ومنذ أول احتجاجاتي الخجولة ضد العنف، تعرضت للهجوم المستمر واستلمت فيضا من الرسائل المسيئة من ألمانيا. بلغت الكراهية الألمانية الرسمية ذروتها تحت حكم هتلر، عُوِّضت من خلال فوزي مع جيل من الشباب الذي آمن بقيم السلام والدولية، وبواسطة صداقة مع رومان رولان التي استمرّت حتى وفاته، ومع تعاطف مجموعة من الرجال الذين آمنوا وفكروا مثلي حتى أولئك الذين يسكنون بعيدا في الهند واليابان. اُعترف بي مجددا في ألمانيا بعد سقوط هتلر، لكن أعمالي التي مُنع بعضها من قبل النازيين والتي أحرقت خلال الحرب لم يُعد طبعها مجددا في ألمانيا. في سنة 1923، تخليت عن الجنسية الألمانية ونلت الجنسية السويسرية. بعد فسخ زواجي الأول عشت وحيدا لسنوات عديدة، وتزوجت بعدها مجددا. ووضع أصدقائي الأحمّاء منزلا في مونتانيولا تحت تصرفي. أحببت السفر حتى عام 1914 ، غالبا ما سافرت إلى إيطاليا وقضيت مرة بضعة أشهر في الهند، لأترك السفر بعدها تماما، ولم أخرج من سويسرا لما يقارب عشر سنوات. تمكنت من البقاء حيا في عهد هتلر والحرب العالمية الثانية إحدى عشرة سنة قضيتها في الكتابة والعمل على رواية “لعبة الكرات الزجاجية”، الرواية المكونة من مجلدين. بعد الانتهاء من هذا الكتاب الضخم، أصبت بمرض في العين وتفاقم أمراض كبر السن منعتني من الاستمرار في المشاريع الكبرى. من فلاسفة الغرب الذين تأثرت بهم كثيرا: (أفلاطون، وسبينوزا، وشوبنهاور، ونيتشه، وبالمؤرخ جاكوب بوركهارت). لكن هؤلاء لم يؤثروا فيَّ كما فعل الفلاسفة الهنود، وبعدها الفلسفة الصينية. كانت لي دائما علاقة حميمية وودودة مع الفنون الجميلة، لكن علاقتي مع الموسيقى كانت أكثر حميمية وإنتاجا، ووجدتُ تأثيرها واضحا في كتاباتي. وأفضل أعمالي المميزة في نظري هي القصائد (المجموعة المختارة، زيورخ 1942) وقصص كنولب (1915)، وديمان (1919)، وسيدهارتا (1922)، وذئب البراري (1927)، ونرجس وغولدمان (1930)، ورحلة إلى الشرق (1932)، ولعبة الكريات الزجاجية (1943)، ومجلد مذكرات يحوي الكثير من الأشياء الجميلة من سيرتي الذاتية الشخصية (كتب هيسه هذه المذكرات عن حياته منذ سنة 1937 حتى وفاته 1962)، ومقالاتي في المواضيع السياسية التي نشرت مؤخرا في زيورخ تحت عنوان الحرب والسلم (1946).
أسالكم أيها السادة الرضا عن هذا العرض السطحي، لكن حالتي الصحية لا تسمح أن أكون أكثر شمولية.
**********************
ملاحظات عن سيرة هيرمان هيسه:
هيرمان هيسه عاش ما بين سنوات (1877-1962)، حصل على جائزة غوته في فرانكفورت سنة 1946، وجائزة نوبل للآداب سنة 1946 وجائزة السلام لباعة الكتب الألمان سنة 1955. صدرت أعماله الكاملة في ستة مجلدات سنة 1952؛ وبسبعة مجلدات سنة 1957 واحتوت على مقالات وكتابات متنوعة. كتاب التداعيات وهو مجلد للنثر المتأخر الذي كتبه، ومراسلاته مع الروائي الفرنسي رومان رولان التي طبعت على حدة.
توفي هيسه في التاسع من آب/ أغسطس، سنة 1962.
فيسبوك
أسالكم أيها السادة الرضا عن هذا العرض السطحي، لكن حالتي الصحية لا تسمح أن أكون أكثر شمولية.
**********************
ملاحظات عن سيرة هيرمان هيسه:
هيرمان هيسه عاش ما بين سنوات (1877-1962)، حصل على جائزة غوته في فرانكفورت سنة 1946، وجائزة نوبل للآداب سنة 1946 وجائزة السلام لباعة الكتب الألمان سنة 1955. صدرت أعماله الكاملة في ستة مجلدات سنة 1952؛ وبسبعة مجلدات سنة 1957 واحتوت على مقالات وكتابات متنوعة. كتاب التداعيات وهو مجلد للنثر المتأخر الذي كتبه، ومراسلاته مع الروائي الفرنسي رومان رولان التي طبعت على حدة.
توفي هيسه في التاسع من آب/ أغسطس، سنة 1962.
فيسبوك