كلمة "شيخ" مستعملة في هذه المقالة بمعنى الشيخوخة، أي التَّقدُّم في العمر.
لقد بيَّنت الدلائلُ والبراهينُ المرئية بالعين المجرَّدة أن الإنسانَ العربي والإنسان المنتمي إلى العالم المتخلف، بصفة عامَّةً، والسياسي العربي أو السياسي المنتمي للعالم المتخلف، على الخصوص، يحبون السلطة، بل عددٌ كبيرٌ منهم، يُقدِّسونها. ولا نحتاج إلى مِجهر أو إلى أي مُكَبِّرٍ آخر لنقول إن السياسي العربي أو المنتمي للعالم المتخلف، إذا وصل إلى السلطة أو، بالأحرى، إلى منصب سلطة رفيع المستوى، فإنه يسعى جاهدا أن يخلُدََ فيه. وقد لا يفصله عن هذا المنصب إلا القبر. بل إنه مستعدٌّ للبقاء فيه ولو حل به مرض كيفما كانت حِدَّتُه. والأمثلة، في هذا الصدد كثيرة.
فبالنسبة للإنسان العربي أو الإنسان المنتمي للعالم المتخلف، فإنه حوَّل ولا يزال يحوِّل المجتمعَ إلى مجتمع ذكوري يبسط فيه سلطتَه داخل وخارجَ الأسرة باسم الذكورية أو، في غالب الأحيان، باسم الدين.
أما السياسي العربي أو السياسي المنتمي للعالم المتخلف، فإنه، بالنسبة لهما، حبَّ السلطة والتشبُّثَ بها أصبح إرثاً ينتقل من جيلٍ إلى آخر وكأنه "حق" من الحقوق غير المتنازع عليها. بل إنه "حقٌّ" يُتيح لأصحابِه اللجوءَ إلى كل الوسائل والمناورات للحِفاظ عليه. ومن ضمن هذه الوسائل، تزوير الانتخابات أو تغيير مضامين الدساتير ليبقى البابُ مفتوحا للخلود في السلطة.
ولا داعيَ للقول أن هذه الظاهرةَ منتشرةٌ عندنا ولها عُشَّاق كُثُرٌ إذ نجدها في جميع مناحي الحياة العامة التي تستلزم حضورَ مفهوم السلطة. ولعل أهمَّ المجالات التي ينشط فيها مُحِبُّو السلطة والمتشبِّثون بها هي مجالات السياسة والعمل النقابي.
ولا داعيَ للقول كذلك أن أحزابَنا السياسية ونِقاباتِنا ينتشر بداخلها هاجسُ حب السلطة والتَّشبُّث بها. ولهذا، فهذه الأحزاب والنقابات لها شيوخٌ عوض أن تكونَ لها قيادات. بل ولها خلفاء يقفون سدّاً منيعا ضد تداول السلطة. بل ويعملون ما في وُسعهم لعرقلة العمل بالديمقراطية الداخلية. إلى درجة أن المؤسسة الحزبية أو النقابية تكاد تصبح مِلكا لهم ولأَولادِهم وبناتهم وأحفادهم وأقاربهم.
وما يثير الانتباهَ، هو أن حب السلطة والتشبُّثَ بها إلى الأبد ينتقل انتقالَ أصحابه من مرتبة إلى أخرى. فمَن هو قياديٌّ حزبي يسعى ليبقى قياديا أبديا. و مَن هو برلماني يسعى ليَتَبَرْلَمَنَ إلى الأبد. ومَن هو مستشار أو رئيس في جماعة ترابية يسعى ليخلُدَ فيها.
وإذا بحثنا عن أسباب هذا الحب الشغوف للسلطة، فسنجد أنه مُبرَّر ليس خدمةً للصالح العام ولكن لخدمة المصالح الشخصية.
هذا هو حال السياسة وحال العمل النقابي في هذا البلد السعيد. جريٌ محمومٌ وراء السلطة وكراسيها لاقتسام الكعكة والغنائم. والدليل القاطع على هذا الجري هو شعورُ الأحزاب السياسية بانعزالها وابتعادها عن هموم الشعب وعدم اكثرات هذا الأخير بها، فراحت تبتكر القاسم الانتخابي لضمان وصولها إلى السلطة بأي حال من الأحوال.
والدليل القاطع الآخر الذي يوضّح ثبوتَ هذا الجري، هو عدمُ إقبال أي حزبٍ سياسي على القيام بنقد ذاتي والاعتراف أمام الملأ والعموم بفشله في أداء مهامه وتخاذله وتقاعسه، وخصوصا عندما يفشل في الوصول إلى السلطة.
كل الأحزاب السياسية والنقابات شاخت، وإن لم تَشِخِ اليوم، ستشيخ غدا بشيخوخة مَن يُسيِّرها ويقودها. فلا داعيَ أن نتساءل "لماذا لا يتم تَشبِيبُ قيادات الأحزاب والنقابات"؟ السبب واضحٌ وضوحَ الشمس : الشيخوخة تقف سدا مانِعا ضد هذا التَّشبيب! ولا داعيَ كذلك للقول أن عطاءَ الإنسان، كإنسان، لا يمكن أن يستمرَّ على ما هو عليه كيفما كان العُمر. فهذا العطاء، لا بدَّ أن يتأثَّرَ بتقدُّم سن الإنسان!
والغريب في الأمر أن التَّشبِيبَ تتشدَّق به الأحزاب السياسية والنقابات وتجعل منه واحدا من مبادئها وشِعارا يتسيَّد الخُطبَ والمؤتمرات. وعندما ننزل إلى الواقع، تتبخَّر المبادئ والشعارات وتغيب الديمقراطية الداخلية وتحلُّ محلَّها ما يريده شيوخُ الأحزاب السياسية والنقابات، وما حاكوا من مناورات ودسائس للخلود في القيادات.
وحتى إن تغيَّر شيخٌ من الشيوخ، فإما أن يحلَّ محلَّه شيخٌ آخر وإما شخصُ آخر يسير ويتحرَّك بفتاوي وبتعليمات وتوجيهات الشيخوخة الحزبية والنقابية.
لقد بيَّنت الدلائلُ والبراهينُ المرئية بالعين المجرَّدة أن الإنسانَ العربي والإنسان المنتمي إلى العالم المتخلف، بصفة عامَّةً، والسياسي العربي أو السياسي المنتمي للعالم المتخلف، على الخصوص، يحبون السلطة، بل عددٌ كبيرٌ منهم، يُقدِّسونها. ولا نحتاج إلى مِجهر أو إلى أي مُكَبِّرٍ آخر لنقول إن السياسي العربي أو المنتمي للعالم المتخلف، إذا وصل إلى السلطة أو، بالأحرى، إلى منصب سلطة رفيع المستوى، فإنه يسعى جاهدا أن يخلُدََ فيه. وقد لا يفصله عن هذا المنصب إلا القبر. بل إنه مستعدٌّ للبقاء فيه ولو حل به مرض كيفما كانت حِدَّتُه. والأمثلة، في هذا الصدد كثيرة.
فبالنسبة للإنسان العربي أو الإنسان المنتمي للعالم المتخلف، فإنه حوَّل ولا يزال يحوِّل المجتمعَ إلى مجتمع ذكوري يبسط فيه سلطتَه داخل وخارجَ الأسرة باسم الذكورية أو، في غالب الأحيان، باسم الدين.
أما السياسي العربي أو السياسي المنتمي للعالم المتخلف، فإنه، بالنسبة لهما، حبَّ السلطة والتشبُّثَ بها أصبح إرثاً ينتقل من جيلٍ إلى آخر وكأنه "حق" من الحقوق غير المتنازع عليها. بل إنه "حقٌّ" يُتيح لأصحابِه اللجوءَ إلى كل الوسائل والمناورات للحِفاظ عليه. ومن ضمن هذه الوسائل، تزوير الانتخابات أو تغيير مضامين الدساتير ليبقى البابُ مفتوحا للخلود في السلطة.
ولا داعيَ للقول أن هذه الظاهرةَ منتشرةٌ عندنا ولها عُشَّاق كُثُرٌ إذ نجدها في جميع مناحي الحياة العامة التي تستلزم حضورَ مفهوم السلطة. ولعل أهمَّ المجالات التي ينشط فيها مُحِبُّو السلطة والمتشبِّثون بها هي مجالات السياسة والعمل النقابي.
ولا داعيَ للقول كذلك أن أحزابَنا السياسية ونِقاباتِنا ينتشر بداخلها هاجسُ حب السلطة والتَّشبُّث بها. ولهذا، فهذه الأحزاب والنقابات لها شيوخٌ عوض أن تكونَ لها قيادات. بل ولها خلفاء يقفون سدّاً منيعا ضد تداول السلطة. بل ويعملون ما في وُسعهم لعرقلة العمل بالديمقراطية الداخلية. إلى درجة أن المؤسسة الحزبية أو النقابية تكاد تصبح مِلكا لهم ولأَولادِهم وبناتهم وأحفادهم وأقاربهم.
وما يثير الانتباهَ، هو أن حب السلطة والتشبُّثَ بها إلى الأبد ينتقل انتقالَ أصحابه من مرتبة إلى أخرى. فمَن هو قياديٌّ حزبي يسعى ليبقى قياديا أبديا. و مَن هو برلماني يسعى ليَتَبَرْلَمَنَ إلى الأبد. ومَن هو مستشار أو رئيس في جماعة ترابية يسعى ليخلُدَ فيها.
وإذا بحثنا عن أسباب هذا الحب الشغوف للسلطة، فسنجد أنه مُبرَّر ليس خدمةً للصالح العام ولكن لخدمة المصالح الشخصية.
هذا هو حال السياسة وحال العمل النقابي في هذا البلد السعيد. جريٌ محمومٌ وراء السلطة وكراسيها لاقتسام الكعكة والغنائم. والدليل القاطع على هذا الجري هو شعورُ الأحزاب السياسية بانعزالها وابتعادها عن هموم الشعب وعدم اكثرات هذا الأخير بها، فراحت تبتكر القاسم الانتخابي لضمان وصولها إلى السلطة بأي حال من الأحوال.
والدليل القاطع الآخر الذي يوضّح ثبوتَ هذا الجري، هو عدمُ إقبال أي حزبٍ سياسي على القيام بنقد ذاتي والاعتراف أمام الملأ والعموم بفشله في أداء مهامه وتخاذله وتقاعسه، وخصوصا عندما يفشل في الوصول إلى السلطة.
كل الأحزاب السياسية والنقابات شاخت، وإن لم تَشِخِ اليوم، ستشيخ غدا بشيخوخة مَن يُسيِّرها ويقودها. فلا داعيَ أن نتساءل "لماذا لا يتم تَشبِيبُ قيادات الأحزاب والنقابات"؟ السبب واضحٌ وضوحَ الشمس : الشيخوخة تقف سدا مانِعا ضد هذا التَّشبيب! ولا داعيَ كذلك للقول أن عطاءَ الإنسان، كإنسان، لا يمكن أن يستمرَّ على ما هو عليه كيفما كان العُمر. فهذا العطاء، لا بدَّ أن يتأثَّرَ بتقدُّم سن الإنسان!
والغريب في الأمر أن التَّشبِيبَ تتشدَّق به الأحزاب السياسية والنقابات وتجعل منه واحدا من مبادئها وشِعارا يتسيَّد الخُطبَ والمؤتمرات. وعندما ننزل إلى الواقع، تتبخَّر المبادئ والشعارات وتغيب الديمقراطية الداخلية وتحلُّ محلَّها ما يريده شيوخُ الأحزاب السياسية والنقابات، وما حاكوا من مناورات ودسائس للخلود في القيادات.
وحتى إن تغيَّر شيخٌ من الشيوخ، فإما أن يحلَّ محلَّه شيخٌ آخر وإما شخصُ آخر يسير ويتحرَّك بفتاوي وبتعليمات وتوجيهات الشيخوخة الحزبية والنقابية.