( القاهرة - 1952)
قبل أسابيع - وربما أيام - من ثورة يوليو 1952 أرسل الشاب - حينذاك - أحمد بهاء الدين (توفي في 24 أغسطس - 1996 ) إلى مجلة روزاليوسف مقالاَ كان قد هاجم فيه ميزانية الدولة المصرية - فى وزارة الهلالى باشا - وفوجىء بالمقال على الصفحة الأولى بعناوين ومانشتات مكان افتتاحية المجلة الرئيسية
•••
( المجلة بعد أسبوع)
ذهب أحمد بهاء الدين إلى المجلة - وهو لا يعرف أى أحد فيها - ليترك مقال آخر كان قد كتبه.
وعند البواب - مكتب الاستعلامات - قابل بالصدفة سكرتير تحرير المجلة وكان اسمه ( عميد الإمام) وهنا سأله:
- أنت أحمد بهاء الدين
- آه!
- أنت فين يا راجل - كان عمره تقريباَ 19 سنة - ده احنا بنقول للبواب دائماَ إنك عندما تيجي يبلغنا علشان عازينك "!
- عايزين أنا؟
- آه...يله بينا
- على فين؟
على مكتب السيدة روز اليوسف والأستاذ أحسان عبد القدوس.
- طيب...اتفضل
•••
(المجلة - بعد شهور)
كان عند السيدة روزاليوسف ترخيص سابق لمجلة باسم (صباح الخير) وقررت - قبل أن ترحل - أو كان هذا حلمها - أن تصدر هذه المجلة فى حياتها.. وبالفعل صدرت وجاء أحمد بهاء الدين - ومعه - حسن فؤاد وزهدي - لإدارة تحريرها ومعهم صلاح جاهين - لتوضيب الصفحات فقط ( أحمد بهاء الدين لرئاسة التحرير).
•••
( المجلة - بعد أيام )
لفت نظر أحمد بهاء الدين - منذ العدد الأول - الذى رسم غلافه الفنان زهدى - موهبة صلاح جاهين الجبارة فى رسم الكاريكاتير - وهو الذي حتى هذه اللحظة كان يكتب أغاني فقط.. فقال له بهاء الدين:
- يا صلاح:" لماذا لا ترسم كاريكاتير؟
- رد:" لا أحد يرضي أن يجعلنى أرسم"
- لماذا وأنت موهوب موهبة كبيرة"
- يقولون لى :" وضب ..شيل..حط " فقط!
ضحك أحمد بهاء الدين وهو ينفث دخان سيجارته ثم قال بهدوء:
" طيب..هل أنت مستعد ترسم كاريكاتير للمجلة؟
- طبعاً
- "اتفضل الصفحات تحت أمر موهبتك"؟
ومنذ تلك اللحظة التى اكتشف فيها بهاء الدين - كما اكتشفت السيدة روزاليوسف موهبته هو فى الكتابة - موهبة صلاح جاهين فى رسم الكاريكاتير وانفجرت إبداعاته - وانطلقت كالقنبلة - بحسب وصف بهاء الدين نفسه - يرسم لنا الحياة بكل ما فيها من حب ومرح، وحزن وفرح، وعودة وسفر، وصحة ومرض، وأشياء أخرى جميلة، وعظيمة تجعل الحياة - بكل ما فيها - (حلوة وتتحب)!
طالما كان فيها - أى الحياة - قلوب، وعقول، ونفوس، مثل السيدة روزاليوسف، وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين!
يحبون الموهبة.. ويحبون الحياة!
خيري حسن
--- ------- ------
الأحداث حقيقية...والسيناريو من خيال الكاتب.
المصادر:
كتاب (الصحافة .. والثورة. ذكريات ومذكرات) للكاتب الكبير - رشاد كامل.- مكتبة الأسرة - طبعة 2002
الصورة:
الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين.
قبل أسابيع - وربما أيام - من ثورة يوليو 1952 أرسل الشاب - حينذاك - أحمد بهاء الدين (توفي في 24 أغسطس - 1996 ) إلى مجلة روزاليوسف مقالاَ كان قد هاجم فيه ميزانية الدولة المصرية - فى وزارة الهلالى باشا - وفوجىء بالمقال على الصفحة الأولى بعناوين ومانشتات مكان افتتاحية المجلة الرئيسية
•••
( المجلة بعد أسبوع)
ذهب أحمد بهاء الدين إلى المجلة - وهو لا يعرف أى أحد فيها - ليترك مقال آخر كان قد كتبه.
وعند البواب - مكتب الاستعلامات - قابل بالصدفة سكرتير تحرير المجلة وكان اسمه ( عميد الإمام) وهنا سأله:
- أنت أحمد بهاء الدين
- آه!
- أنت فين يا راجل - كان عمره تقريباَ 19 سنة - ده احنا بنقول للبواب دائماَ إنك عندما تيجي يبلغنا علشان عازينك "!
- عايزين أنا؟
- آه...يله بينا
- على فين؟
على مكتب السيدة روز اليوسف والأستاذ أحسان عبد القدوس.
- طيب...اتفضل
•••
(المجلة - بعد شهور)
كان عند السيدة روزاليوسف ترخيص سابق لمجلة باسم (صباح الخير) وقررت - قبل أن ترحل - أو كان هذا حلمها - أن تصدر هذه المجلة فى حياتها.. وبالفعل صدرت وجاء أحمد بهاء الدين - ومعه - حسن فؤاد وزهدي - لإدارة تحريرها ومعهم صلاح جاهين - لتوضيب الصفحات فقط ( أحمد بهاء الدين لرئاسة التحرير).
•••
( المجلة - بعد أيام )
لفت نظر أحمد بهاء الدين - منذ العدد الأول - الذى رسم غلافه الفنان زهدى - موهبة صلاح جاهين الجبارة فى رسم الكاريكاتير - وهو الذي حتى هذه اللحظة كان يكتب أغاني فقط.. فقال له بهاء الدين:
- يا صلاح:" لماذا لا ترسم كاريكاتير؟
- رد:" لا أحد يرضي أن يجعلنى أرسم"
- لماذا وأنت موهوب موهبة كبيرة"
- يقولون لى :" وضب ..شيل..حط " فقط!
ضحك أحمد بهاء الدين وهو ينفث دخان سيجارته ثم قال بهدوء:
" طيب..هل أنت مستعد ترسم كاريكاتير للمجلة؟
- طبعاً
- "اتفضل الصفحات تحت أمر موهبتك"؟
ومنذ تلك اللحظة التى اكتشف فيها بهاء الدين - كما اكتشفت السيدة روزاليوسف موهبته هو فى الكتابة - موهبة صلاح جاهين فى رسم الكاريكاتير وانفجرت إبداعاته - وانطلقت كالقنبلة - بحسب وصف بهاء الدين نفسه - يرسم لنا الحياة بكل ما فيها من حب ومرح، وحزن وفرح، وعودة وسفر، وصحة ومرض، وأشياء أخرى جميلة، وعظيمة تجعل الحياة - بكل ما فيها - (حلوة وتتحب)!
طالما كان فيها - أى الحياة - قلوب، وعقول، ونفوس، مثل السيدة روزاليوسف، وأحمد بهاء الدين وصلاح جاهين!
يحبون الموهبة.. ويحبون الحياة!
خيري حسن
--- ------- ------
الأحداث حقيقية...والسيناريو من خيال الكاتب.
المصادر:
كتاب (الصحافة .. والثورة. ذكريات ومذكرات) للكاتب الكبير - رشاد كامل.- مكتبة الأسرة - طبعة 2002
الصورة:
الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين.