في محافظة ميسان أيام زمان كانت الحياة بسيطة وميسان على غير الاتساع الذي هي عليه ألان ومهنة الحلاقة هي مهنه عريقة توارثها الآباء عن الأجداد والحلاقة تعني إزالة الشعر والحلاق الذي يحلق الشعر يقال له(مزين)والحلاقون (مزاينه) وكانت الحلاقة في ميسان على أنماط وطرائق شتى بحسب أعمار المحلوقين والتقاليد الاجتماعية حيث حدثنا الحلاق الحاج هاشم عبد الحميد القيسي عن حلاقة الشعر في ميسان في قديم الزمان وفي الحاضر فقال ...إن إزالة شعر الرأس في بقع مختلفة من الرأس حسب رغبة الزبون والحلاقة أنواع عند حلاقه الشعر يترك مقدمة الرأس وتسمى (الكذله) وتزين الكذله بخضرمه زرقاء تلصق بالشعر وهذه تسمى (سجريه ) ونوع أخر يحلق الشعر ما عدى مرتفع الرأس فيبقى الشعر على وضعه وتسمى (حدريه)وطريقه أخرى تحلق الزلوف فقط وجوانب الشعر وهذا النوع يسمى(الحفر) وهناك حلاقه تسمى زيان(الحواف) حيث تتم الحلاقة على حافات الرأس بواسطة الموس وهناك زيان(ألمجيدي) وهو إن الحلاق يقوم بحلاقة وسط الرأس بحيث تكون محاطة بشعر دائري يقال له كعكوله نوع أخر يسمى زيان (التواليت )أو ما يعرف بسبورة وهو النمط الحديث الذي يمارسه الحلاقون الشباب والصبيان منذ العشرينات حيث تتم إزالة قسم من الشعر وإبقاء القسم الأخر وأضاف الحلاق هشام في وصفه لحلاق قديم قال كان الحلاق يتخذ دكه له في رأس الطرف أو شارع من الشوارع مكانا له لممارسة عمله أو يتخذ دكانا في الأسواق أو المحلات الماهوله بالناس وهناك الحلاق المتجول الذي يحلق الناس على قوارع الطرق باجر زهيد واحيانآ يتطلب الأمر قصد البيوت ليحلق رؤوس أصحابها وأشار الحاج هشام إن بعض الحلاقين كانوا يذهبون إلى القرى وأرياف المدينة كل شهر أو شهرين بعد اتفاق مسبق مع أهلها راكبين الحمير وحاملين عدة الزيان وما إن وصلوا إلى القرية ألمعينه حتى ينادي من أبناء تلك القرية بأعلى صوته (أجه المزين ...أجه المزين) أي أتى الحلاق فيهرع الفلاحون ليحلقوا رؤوسهم وأوجههم على مختلف الأنماط مقابل عينات من الحنطة والشعير وهناك أعمال أخرى والتي يقوم بها الحلاق هي ممارسة(الحجامة) وهي عملية تشريط الظهر بموس الحلاقة ثم تضع له الحجامة والتي هي أشبه بكأس صغير ولازلنا نمارسها بالاضافه إلى معالجة المريض من مرض عرق النسا ولديه خبره في هذا المجال حيث يأتي العديد من أبناء المحافظات للعلاج من هذا المرض وقد شفي الكثير منهم وكان الحلاق في قديم الزمان يقوم بقلع الأسنان بواسطة(الجلابتين) ومعالجة ألصره(الوكعه) وان الحلاق ايضآ كان يمارس عملية ختان الأطفال حيث يقوم الحلاق بمساعدة شخص في مسك الطفل وإجراء عملية الختان ومن المواقف الطريفة قال لي الحلاق هشام بان احد الشبان قد جاء للصالون لأحلق له وهو من خارج ألمحافظه فقال لي(زيني غرفتين وهول)حيث مودة جديدة تسمى بهذا الاسم في ذلك الوقت فأراد منه أن يبين حلاقة فأجابني أن احلق جوانب خفيفة ويترك قمة الشعر فوافقت على حلاقة بعد وضع المقص على شعره تكلم معه هل تريد غرفتين وهول شيلمان أو حديد فضحك وقال لي إني سامع حلاقة مودة غرفتين وهول وعن كثرة الزبائن في أي يوم فقال في أيام الخميس والجمعة والعطل الرسمية والأعياد الدينية واخيرآ كلمة(نعيما) نقولها للزبائن كانت ولا تزال هي ألمرادفه بإنهاء الحلاقة حيث الختام
سامي الشواي
سامي الشواي