السياسة، كما هي مُمارسةٌ اليوم، لا دينَ لها، وبالأخص، ليس لها مرجعيات لا أخلاقية ولا إنسانية! إنها تتميَّز بعجرفةٍ لا حدودَ لها. إنها تتلوَّن كالحرباء تمشِّيا مع الزمان والظروف. إنها بالمِرصاد الدائم للفُرص لاصطيادها دون أدنى وازعٍ خُلُقي.
أما إذا كانت هذه الفُرص متزامنة مع ظروف كارثية، مأساوية أو لا يمكن تحمُّلُها إنسانيا، السياسة لا تتردَّدُ في استغلالها لتتقيَّأَ طموحَها المرَضي وغير اللائق ولو تطلَّبَ ذلك خرقَ الدساتير والقانون والأعراف الأخلاقية، الاجتماعية والثقافية، وفوق هذا وذاك، إرادةَ وكرامةَ المواطنين.
بالنسبة للسياسيين، هؤلاء المواطنون ليسوا إلا أرقاما على بطاقة وطنية يمكن تضليلُها، خِداعُها، التَّلاعب بحقوقها، شِرأءُها…
فليتأكَّد السياسويون أن المواطنين (حتى أولائك الذين هم ضحية هشاشتهم) أدركوا أن السياسةَ أودعت، منذ زمان، أوراقَ نُبلها في الدواليب الشنيعة للأحزاب السياسية التي لم تعد تُنتِج إلا الرداءة والقلق والبؤس والريبة واسمئزازَ المواطنين.
أحزاب سياسية لم تُشرِّف السَّلفَ الرَّائد الذي كان يتألَّف فعلا من رجال ونساء دولة لهم كاريزما عالية، مُنَظِّرون و قريبون من الشعب.
وهنا، أتذكَّر الجائحة، التي عانت منها البشريةُ جمعاء، والتي كانت تُنبِىء، وهذا ما أتمناه، بتغييرات جذرية في الوسط البشري، فالسياسة لا ترى فيها إلا فرصةً يمكن امتطاءُها لبلوغ مآرب دنيئة بطرق مُبهمة، غير شفافة ولا إنسانية!
هذه هي السياسة في هذا البلد السعيد. سقطت في أيادي غاشمة، ظالمة وجشِعة. فحوَّّلتها من عِلم له أسُسُه وقواعدُه يُعتَمَدُ عليه لتولِّي أمور البلاد والعباد وتسييرها، إلى رعونةٍ هدفها الأول والأخير هو الوصول إلى السلطة والعُثُوِّ فيها فسادا وإفسادا. رعونةُ أصبح لها أولياء ومُرِيدُون كُثُرٌ.
السياسة التي هجرها الشرفاء والأحرار والنبلاء وأصبح لها تُجَّارٌ لا يتردَّدون في التلاعب بها بالمزاد العلَني وغير العلني. السياسة التي أجْبِرَتْ على إفرازِ سِلَعٍ تُباع وتُشترى : فهذه التَّزكيات التي لا يقدر على شرائها إلا الأعيان وأصحاب الشكارة. وهذا شِراءُ الأصوات والضمائر. وهذا إسكات الأفواه بالمال أو بالتَّخويف أو بالتَّهديد أو بالتَّسويف أو بالوعود الكاذبة وهذا/هذه…
وبصفة عامة، انحرفت السياسة عن معناها النبيل وأصبحت عبارةً عن دكتاتوريات أفرادٍ يمارسونها مختبئين وراء أقنِعة الأحزاب السياسية وما هو مبالَغٌ في تسميتِه ب"الديمقراطية". دكتاتوريات محرِّكُها الأساسي، "هَاكْ وَرَا" كما يُقالُ بالدارجة. وهاجسًها الأول والأخير هو تبادلُ المصالح الشخصية وجَعلُ الصالح العام في الدَّرَكِ الأسفل من الاهتمامات.
قد لا أبالغ إذا قلتُ إن لكل حزبٍ دكتاتورِييه الذين قد يشكلون حزبا داخل حزب يتحكَّمون فيه وينشرون بداخله مفهومَهم الغريب للسياسة. وهذا هو ما يحدث عندما تكون الأحزاب السياسية مملوءةً بالأعيان الذين هم قادرون على شراء كل شيء. بل قادرون على نشر أفكارهم المتعفِّنة داخل وخارج الأحزاب.
فمن أين ستأتي الديمقراطية في ظل هذا الإدراك اللاأخلاقي واللإنساني للسياسة؟ ومن أين ستأتي التنمية البشرية والاجتماعية في ظل ممارسةٍ سياسية متعفِّنة؟ ومن أين ستأتي كرامة المواطن وطموحُه وتطلُّعُه إلى غد أفضل؟
فلا غرابة أن لا تأتيَ هذه الأمور منذ عشرات السنين! وأنا شخصيا، أقول إنها لن تأتيَ بعد أية استحقاقات! لا شيءَ يبشِّر بإِتيانِها!
أما إذا كانت هذه الفُرص متزامنة مع ظروف كارثية، مأساوية أو لا يمكن تحمُّلُها إنسانيا، السياسة لا تتردَّدُ في استغلالها لتتقيَّأَ طموحَها المرَضي وغير اللائق ولو تطلَّبَ ذلك خرقَ الدساتير والقانون والأعراف الأخلاقية، الاجتماعية والثقافية، وفوق هذا وذاك، إرادةَ وكرامةَ المواطنين.
بالنسبة للسياسيين، هؤلاء المواطنون ليسوا إلا أرقاما على بطاقة وطنية يمكن تضليلُها، خِداعُها، التَّلاعب بحقوقها، شِرأءُها…
فليتأكَّد السياسويون أن المواطنين (حتى أولائك الذين هم ضحية هشاشتهم) أدركوا أن السياسةَ أودعت، منذ زمان، أوراقَ نُبلها في الدواليب الشنيعة للأحزاب السياسية التي لم تعد تُنتِج إلا الرداءة والقلق والبؤس والريبة واسمئزازَ المواطنين.
أحزاب سياسية لم تُشرِّف السَّلفَ الرَّائد الذي كان يتألَّف فعلا من رجال ونساء دولة لهم كاريزما عالية، مُنَظِّرون و قريبون من الشعب.
وهنا، أتذكَّر الجائحة، التي عانت منها البشريةُ جمعاء، والتي كانت تُنبِىء، وهذا ما أتمناه، بتغييرات جذرية في الوسط البشري، فالسياسة لا ترى فيها إلا فرصةً يمكن امتطاءُها لبلوغ مآرب دنيئة بطرق مُبهمة، غير شفافة ولا إنسانية!
هذه هي السياسة في هذا البلد السعيد. سقطت في أيادي غاشمة، ظالمة وجشِعة. فحوَّّلتها من عِلم له أسُسُه وقواعدُه يُعتَمَدُ عليه لتولِّي أمور البلاد والعباد وتسييرها، إلى رعونةٍ هدفها الأول والأخير هو الوصول إلى السلطة والعُثُوِّ فيها فسادا وإفسادا. رعونةُ أصبح لها أولياء ومُرِيدُون كُثُرٌ.
السياسة التي هجرها الشرفاء والأحرار والنبلاء وأصبح لها تُجَّارٌ لا يتردَّدون في التلاعب بها بالمزاد العلَني وغير العلني. السياسة التي أجْبِرَتْ على إفرازِ سِلَعٍ تُباع وتُشترى : فهذه التَّزكيات التي لا يقدر على شرائها إلا الأعيان وأصحاب الشكارة. وهذا شِراءُ الأصوات والضمائر. وهذا إسكات الأفواه بالمال أو بالتَّخويف أو بالتَّهديد أو بالتَّسويف أو بالوعود الكاذبة وهذا/هذه…
وبصفة عامة، انحرفت السياسة عن معناها النبيل وأصبحت عبارةً عن دكتاتوريات أفرادٍ يمارسونها مختبئين وراء أقنِعة الأحزاب السياسية وما هو مبالَغٌ في تسميتِه ب"الديمقراطية". دكتاتوريات محرِّكُها الأساسي، "هَاكْ وَرَا" كما يُقالُ بالدارجة. وهاجسًها الأول والأخير هو تبادلُ المصالح الشخصية وجَعلُ الصالح العام في الدَّرَكِ الأسفل من الاهتمامات.
قد لا أبالغ إذا قلتُ إن لكل حزبٍ دكتاتورِييه الذين قد يشكلون حزبا داخل حزب يتحكَّمون فيه وينشرون بداخله مفهومَهم الغريب للسياسة. وهذا هو ما يحدث عندما تكون الأحزاب السياسية مملوءةً بالأعيان الذين هم قادرون على شراء كل شيء. بل قادرون على نشر أفكارهم المتعفِّنة داخل وخارج الأحزاب.
فمن أين ستأتي الديمقراطية في ظل هذا الإدراك اللاأخلاقي واللإنساني للسياسة؟ ومن أين ستأتي التنمية البشرية والاجتماعية في ظل ممارسةٍ سياسية متعفِّنة؟ ومن أين ستأتي كرامة المواطن وطموحُه وتطلُّعُه إلى غد أفضل؟
فلا غرابة أن لا تأتيَ هذه الأمور منذ عشرات السنين! وأنا شخصيا، أقول إنها لن تأتيَ بعد أية استحقاقات! لا شيءَ يبشِّر بإِتيانِها!