عبدالمجيد يوسف - صمت الحسَاسين

ضجّت العصافير في الخارج
في اللحظة التي طـُرق فيها الباب
لم تكن الحساسين تحْدِث مثل هذه الصّخب
حتى عندما تأتي خِماصًا
فأنثرُ لها على العتبة حبّاتِ الأرز المسلوق
ولا تشدو بهذا الحماس بعد إذ تروح بـِطاناً
فحدستُ للتو أنكِ الطّارق
وأنكِ عمّا قليل تصعدين السّلم الصّغير الملتوي
حيث تعوّدنا أن نطيل العناق
وأنّ الحساسين الآن تقول لك ما تقول
فأنا قد يغيبُ عنّي منطق الطير
في حين تفهم معانيَّ الطيورُ
لعلها تحُضّكك على ألاّ تصدّقي الغضب
الذي سألقاك به بعد حين
أو تنذِرك من وقع الحزن عليّ
فيما لو جئتِ تزمعين الرّحيل...
وتجاوب حينئذ في أركان البيت شيء كالهزيم البعيد
ثم ما لبث أن همد الباب
وما عتّم أن خرست العصافير...
خرجتُ أستجلي أمرَ الصّخب والسّكون
فوجدتُ شارعنا الذي تعرفين
طريحا على جنبه،
مُغرقا في الوجوم،
وعلى شجرة السّرو سرب صغير من الحساسينِ
على غصنٍ ينوس.




1.jpg
أعلى