من اشهر مناظرات التاريخ ما دار بين ابن عباس رضى الله عنه والخوارج

فى يوم أتى ابن عباس قائلا للإمام على كرم الله وجهه "اخر عنا صلاة الظهر فإنى اتى القوم - يقصد الخوارج -فناظر فى امرهم" فقال له على " ناظرهم بالسنة فالقران حمال وجوه " يعنى القران يتحمل فيه النص الواحد اكثر من معنى
فذهب ابن عباس للخوارج وفى مناظرة علنية حضرها 6000 من الخوارج
فدخل عليهم بن عباس وعليه حلة يمنية فقالوا يا ابن عباس ما هذه الحلة " بيعترضوا عليه يعنى انت ايه البهرجة اللى لابسها دى انت المفروض زاهد" فقال بن عباس " لقد رأيت على رسول الله حلة خير منها " يشير ابن عباس الى ان الزهد من اعمال القلوب لا من اعمال الجوارح يعنى الزهد فى قلبك مش فى هدوم مقطعة بتلبسها
يقول بن عباس " كانت مناظرهم عجيبة من شدة العبادة وعليهم ثياب بليت "
فقال بن عباس قال لهم ما تنقمون على ابن عم رسول الله يقصد عليا
فقالوا ننقم عليه ثلاث
اولا حكم الرجال فى دين الله وان الحكم الا لله " سيدنا على لما سمع الجملة دى قال كلمة حق اريد بها باطل"
ثانيا قاتل فلم يسب ولم يغنم من اعدائه فإن كان من قاتل كفار حل سبيهم وان كانوا مؤمنين فلا يحل قتالهم
ثالثا محى نفسه من امير المؤمنين اذا فهو امير الكافرين " انت واخد بالك من المنطق اذاى معوج وملتبس"
فقال بن عباس ارأيتم ان خرجت من هذا ترجعون معى قالوا اللهم نعم
قال بن عباس اما قولكم حكم الرجال فى دين الله فقد قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ ۚ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ " اسالكم بالله اتحكيم الرجال فى ارنب بربع درهم اولا ام تحكيم الرجال فى دمائهم وصلاح ذات بينهم فسكتوا فقال خرجت من هذه ؟ قالوا نعم
قال واما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم اتريدون ات تسبوا عائشة امكم وتصيبوا منها ما تصيبون من النساء فإن قلتم نعم كفرتم لانها امكم وإن قلتم ليست بامنا كفرتم بنص كتاب الله قال تعالى " وازوجه امهاتهم" فنظر القوم الى بعضهم فقال خرجت من هذه قالوا اللهم نعم
قال وقلتم محى نفسه من امير المؤمنين الا تعلمون ان رسول الله فى صلح الحديبيبة حين صالح سهيل بن عمر محى عنه رسول الله نزولا عن رغبة قريش فهل نقص هذا من نبوته قالوا لا قال اللهم هكذا فعل على فهل خرجت من هذه قالوا نعم فرجع ومعه 2000 من القوم وابى 4000 إلا ما كانوا عليه



المصادر: الهيثمى فى مجمع الزوائد
البداية والنهاية لابن كثير
تاريخ الرسل والملوك لابن جرير الطبرى

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى