تُستعملُ هذه العبارة (الكرة في ملعب فلان أو جهة معيَّنة) عندما يكون طرفان في مواجهة ويقوم أحدُ الطرفين بخطوةٍ أو مبادرةٍ يُرسِلها إلى الطرف الثاني. هذا هو المقصود ب "الكرة في ملعب…". و هذا يعني أن أحدَ الطرفين تحمَّل مسئوليتَه وقام بمبادرة أولى أو خطوة أولى. فما على الطرف الآخر، الذي علِمَ بالمبادرة أو الخطوة الأولى، إن يقومَ هو الآخر بمبادرةٍ قد تكون توضيحا أو تفسيرا أو تصرُّفا أو عملا…
وهذا هو ما قام به الملك محمد السادس، بمناسبة حلول الذكرى 22 لتربُّعه على عرش أسلافه الميامين، حيث خصَّص جزأً مهما من خطاب العرش للعلاقات المغربية الجزائرية.
بحكمة وتبصُّر وبُعد نظر، مدَّ جلالة الملك، من جديد، يدَ المغرب لحكام الجزائر وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الجزائرية للرجوع إلى الصواب، أولا، بفَتحِ الحدود بين البلدين، وثانيا، بالجلوس، بدون شروط مسبقة، حول طاولة مفاوضات لطرح المشاكل التي تفرِّق بين البلدين وشعبَيهما.
إنها خطوة مباركة وجرِّيئة لا يقدر على القيام بها إلا السياسيون الشجعان ورجالُ الدولة الحكماء والمحنَّكون، العارفون بمصلحة بلدانهم وشعوبهم. إنه فعلا من العار واللامعقول أن تفصلَ حدود مغلقة، منذ سنين، بين شعبين جارين، كل شيء مشترك بينهما : الدين، التقاليد، العادات، الثقافة، اللغة، المناخ، الجغرافية… وإنه كذلك من العار واللامعقول أن تفصلَ الحدودُ بين بلدين متكاملين اقتصاديا، بإمكانهما لوحدهما تشكيل قوة إقليمية يُقام لها ويُقعد.
وإنه أيضا من العار واللامعقول أن يتعثَّرَ بناء الاتحاد المغاربي بسبب توتُّر العلاقات بين بلدين شقيقين وتوأمين، كما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس. هذا الاتحاد الذي، إن تبلورَ على أرض الواقع، كان شيشكِّل قوة اقتصادية بشمال أفريقيا تكون قاطرةً لاقتصادات الدول الإفريقية الأخرى. وسيشكِّل كذلك الاتحاد المغاربي قوةً سياسيةً لها القدرة على التفاوض، نداًّ لندٍّ، مع التَّجمُّعات المماثلة كالاتحاد الأوروبي.
وما يثير الغرابة أن الدُّولَ الأفريقية نجحت في إنشاء هذه التَّكتُّلات الاقتصادية التي تلعب دورا هاما في تنمية وتطوُّر القارة الأفريقية، منها على سبيل المثال: السوق المشتركة لأفريقيا الشرقية والجنوبية (COMESA)، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (CEDEAO)...
إن غلقَ الحدود الناتج عن تشنُّج العلاقات بين البلدين أضاع عليهما فُرصا عديدةً كان بإمكانها الدفع بهما، من خلال التكامل، إلى مراتب عليا في التنمية بجميع تجلياتها وفي العديد من الاكتفاءات الذاتية. وخصوصا أن البلدين يتوفران على شريحة عريضة من الشباب بإمكانها أن تُبدعَ في شتى المجالات العلمية والتِّكنولوجية والصناعية.
إن نداءَ جلالة الملك محمد السادس الموجَّه لحكام الجزائر، نداء حكيم ومتبصِّر ويعبِّر عن نظرة استشرافية كلها خير للبلدين بل لجميع دول المنطقة. فعلى حكام الجزائر، إن كانوا يحبون الخير لبلدهم وللمنطقة ويريدون فعلا أن يعُمَّ هذا الخيرُ على الشعبين الشقيقين، أن يكون ردُّ فعلهم على هذا النداء وغيره إيجابيا وعقلانيا وآخذا بعين الاعتبار مصلحةَ وتطلُّعات الشعبين المغربي والجزائري.
أتمنى أن تتغلَّبَ، لدى الطرف الآخر، الحكمةُ والعقلُ والتَّبصُّر ُعلى التَّعنُّت والتَّعصُّب.
وهذا هو ما قام به الملك محمد السادس، بمناسبة حلول الذكرى 22 لتربُّعه على عرش أسلافه الميامين، حيث خصَّص جزأً مهما من خطاب العرش للعلاقات المغربية الجزائرية.
بحكمة وتبصُّر وبُعد نظر، مدَّ جلالة الملك، من جديد، يدَ المغرب لحكام الجزائر وعلى رأسهم رئيس الجمهورية الجزائرية للرجوع إلى الصواب، أولا، بفَتحِ الحدود بين البلدين، وثانيا، بالجلوس، بدون شروط مسبقة، حول طاولة مفاوضات لطرح المشاكل التي تفرِّق بين البلدين وشعبَيهما.
إنها خطوة مباركة وجرِّيئة لا يقدر على القيام بها إلا السياسيون الشجعان ورجالُ الدولة الحكماء والمحنَّكون، العارفون بمصلحة بلدانهم وشعوبهم. إنه فعلا من العار واللامعقول أن تفصلَ حدود مغلقة، منذ سنين، بين شعبين جارين، كل شيء مشترك بينهما : الدين، التقاليد، العادات، الثقافة، اللغة، المناخ، الجغرافية… وإنه كذلك من العار واللامعقول أن تفصلَ الحدودُ بين بلدين متكاملين اقتصاديا، بإمكانهما لوحدهما تشكيل قوة إقليمية يُقام لها ويُقعد.
وإنه أيضا من العار واللامعقول أن يتعثَّرَ بناء الاتحاد المغاربي بسبب توتُّر العلاقات بين بلدين شقيقين وتوأمين، كما جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس. هذا الاتحاد الذي، إن تبلورَ على أرض الواقع، كان شيشكِّل قوة اقتصادية بشمال أفريقيا تكون قاطرةً لاقتصادات الدول الإفريقية الأخرى. وسيشكِّل كذلك الاتحاد المغاربي قوةً سياسيةً لها القدرة على التفاوض، نداًّ لندٍّ، مع التَّجمُّعات المماثلة كالاتحاد الأوروبي.
وما يثير الغرابة أن الدُّولَ الأفريقية نجحت في إنشاء هذه التَّكتُّلات الاقتصادية التي تلعب دورا هاما في تنمية وتطوُّر القارة الأفريقية، منها على سبيل المثال: السوق المشتركة لأفريقيا الشرقية والجنوبية (COMESA)، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (CEDEAO)...
إن غلقَ الحدود الناتج عن تشنُّج العلاقات بين البلدين أضاع عليهما فُرصا عديدةً كان بإمكانها الدفع بهما، من خلال التكامل، إلى مراتب عليا في التنمية بجميع تجلياتها وفي العديد من الاكتفاءات الذاتية. وخصوصا أن البلدين يتوفران على شريحة عريضة من الشباب بإمكانها أن تُبدعَ في شتى المجالات العلمية والتِّكنولوجية والصناعية.
إن نداءَ جلالة الملك محمد السادس الموجَّه لحكام الجزائر، نداء حكيم ومتبصِّر ويعبِّر عن نظرة استشرافية كلها خير للبلدين بل لجميع دول المنطقة. فعلى حكام الجزائر، إن كانوا يحبون الخير لبلدهم وللمنطقة ويريدون فعلا أن يعُمَّ هذا الخيرُ على الشعبين الشقيقين، أن يكون ردُّ فعلهم على هذا النداء وغيره إيجابيا وعقلانيا وآخذا بعين الاعتبار مصلحةَ وتطلُّعات الشعبين المغربي والجزائري.
أتمنى أن تتغلَّبَ، لدى الطرف الآخر، الحكمةُ والعقلُ والتَّبصُّر ُعلى التَّعنُّت والتَّعصُّب.