المحامي علي ابوحبله - خريطة الدم ضمن مفهوم الشرق الأوسط الجديد ( ح1 )

إعداد وتقرير المحامي علي ابوحبله

منذ تاريخ اغتصاب فلسطين وإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين بموجب وعد بلفور والمنطقة العربي تعيش الصراعات فيما بينهما وفق رؤيا واستراتجيه مشتركه أمريكية صهيونيه وغربيه

أول خطوات الكيان الصهيوني منذ إنشائه والإعلان عنه ، وضع بن غوريون ، أول رئيس وزراء لحكومة الاحتلال الصهيوني ، عام 1953 بالتعاون مع أمريكا وبريطانيا مشروع تفتيت الوطن العربي ، حتى يتسنى إخضاعه للمشيئة الصهيونية وحتى تتمكن إسرائيل من ترسيخ وجودها وأقدامها في الشروق الأوسط وفق ما بات يعرف لاحقا الشرق الأوسط الجديد ؟؟؟؟

خارطة الدم.. وتقسيم الأرض العربية الاسلاميه ؟

"وثيقة كامبل" (نسبة إلى رئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بانرمان)، الصادرة عن "المؤتمر الذي عُقد في لندن عام 1905م، لوضع تصور موحد للدول الاستعمارية من أجل اقتسام الغنائم بالعالم، بدعوة سرية من حزب المحافظين البريطانيين، وهدف هذا المؤتمر إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية في ذاك الوقت وهي: بريطانيا، فرنسا، هولندا، بلجيكا، إسبانيا، إيطاليا".

ثم أتبعها بذكر اتفاقية سيكس بيكو المشهورة في 16 أيار/ مايو 1916 بين بريطانيا وفرنسا، نتيجة محادثات سرية دارت بين ممثل بريطانيا (مارك سايكس)، وممثل فرنسا (جورج بيكون)، اللذين عرضا نتائج محادثاتهما السرية على روسيا القيصرية، فوافقت عليها في مقابل اتفاق تعترف فيه بريطانيا وفرنسا بحقها في ضم مناطق معينة من آسيا الصغرى بعد الحرب، وبموجب معاهدة سيكس بيكو قسمت بريطانيا وفرنسا المشرق العربي إلى خمس مناطق...

إعلان أتاتورك عن إلغاء الخلافة العثمانية عام 1924م، وإعلانه عن قيام الدولة التركية الحديثة، "كان الحدث إعلانا مروّعا لسقوط العالم الإسلامي بين براثن المستعمر الغربي، وتمزق الأمة بين دويلات ونظم تستمد أسباب بقائها ومشروعيتها من الاستعمار.. وهنا نذكر بالمشروع القومي الناصري الذي تعلقت به آمال الأمة ثم مُني بالفشل السريع، والسقوط المريع بعد هزيمة حزيران 67.

مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، وتعني استحداث كيان شرق أوسطي كبديل عن العالم العربي والإسلامي ليمكن من خلاله إدماج إسرائيل في المنظومة الشرق أوسطية وتطبيع دول المنطقة مع الكيان الصهيوني .

فكرة الشرق الأوسط الجديد ليست فكرة جديدة ظهرت بعد 2001م، فقد سبق أن تم طرح الفكرة من قبل الرئيس الصهيوني "شمعون بيريز" عام 1993م في كتابه "الشرق الأوسط الجديد"، حيث دعا فيه لفكرة شرق أوسط جديد قائم على التنمية والرفاهية كما يزعم، وتُبنى فيه العلاقات بين الدول بناء تعاقديا قائما على المصالح المادية فحسب، وبهذا يمكن تحييد الهوية الدينية والثقافية من تعامل الدول العربية مع الصهاينة..".

وأشار المؤلف إلى أن "هذا المصطلح ظهر بشكل فاعل عندما تبناه الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بعد ضربات 11 سبتمبر، وكانت وزيرة خارجيته كونداليزا رايس المبشر الأشهر لمشروع الشرق الأوسط الكبير ومصطلح "الفوضى الخلاقة"، وقد أصبح لدى الإدارة الأمريكية يقين بأن نشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هو الترياق المضاد للإرهاب، وأن العالم العربي يعيش أوضاعا شبيهة بدول أوروبا الشرقية، وبموجب هذه المقارنة فالحرب مع العالم الإسلامي ليست حربا عسكرية، بل حرب أفكار في المقام الأول، ونشر قيم الحرية..".

في شباط/ فبراير 2004، قدم الرئيس بوش إلى مجموعة الثمانية مبادرة مشروع الشرق الأوسط الكبير، ففي مقدمة مبادرته حذر بوش "من اقتراب الشرق الأوسط من الانفجار بسبب التدهور الاقتصادي والاستبداد السياسي، وخطورة ذلك على الغرب ومصالحه في المنطقة، وتلخص الورقة إصلاح النواقص التي حددتها تقارير الأمم المتحدة عن التنمية البشرية العربية عبر محاور ثلاثة: تشجيع الديمقراطية والحكم الصالح، بناء مجتمع معرفي، توسيع الفرص الاقتصادية. وتقول ورقة المشروع ما نصه: "فالديمقراطية والحكم الصالح يشكلان الإطار الذي تتحقق فيه التنمية".

ورأى الهويريني أن "من نافلة القول لمن خبر السياسة الأمريكية أن يدرك أن هذه شعارات يراد تحقيقها بحسب الفهم الغربي لها، وفي باطنها الأهداف الحقيقة للمشروع، والتي يمكن إيجاز أبرزها في ثلاث نقاط:

أولا :- إعادة تشكيل وترتيب أوضاع المنطقة لتقبل النموذج الليبرالي عبر الديمقراطية الغربية.

ثانيا :- تهيئة المنطقة للعولمة، وهيمنة الشركات الأمريكية والأوروبية العابرة للقارات على اقتصاد المنطقة.

ثالثا:- دمج وتطبيع دولة الصهاينة مع العالم العربي في كيان شرق أوسطي.



عقب المؤلف على ذلك بقوله: "فالحديث الغربي عن نشر الديمقراطية والحريات في العالم العربي لا يعدو أن يكون سوى أداة لتحقيق الأطماع الاستعمارية الجديدة، ولهذا فهي تخضع في حجم توظيفها للأجندة الغربية، فالغرب عندما أراد الانقضاض على النفط الليبي قام بتوظيف شعارات الديمقراطية للتدخل العسكري في ليبيا وإسقاط القذافي، ولكنه الغرب نفسه لا يريد التدخل في سوريا لأجل الحريات والديمقراطية... فالمصلحة الغربية الاستعمارية لم تكن مع نشر الحريات، فتم وضعها في الأدراج مع تزويد كافة الأطراف المتحاربة بالسلاح بما يتيح تدمير سوريا – وهي إحدى دول الطوق – والتمهيد لتقسيمها، وهو الهدف الاستراتيجي".

وأورد المؤلف في سياق إبرازه لمخططات التقسيم المقترحة، مقالا نشرته مجلة آرمد فورسس (القوات المسلحة الأمريكية) في حزيران/ يونيو 2006م، للجنرال المتقاعد رالف بيترز بعنوان (حدود الدم، كيف يبدو الشرق الأوسط بصورته الأفضل)، واصفا ذلك المقال بأنه "طبعة حديثة لمشروع تقسيم العالم الإسلامي الذي نظّر له المفكر الصهيوني برنارد لويس الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية..".

واستشهد المؤلف لإثبات نظرية تقسيم العالم العربي، بآراء باحثين ومحللين أمريكيين وإسرائيليين، كرئيس تحرير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية "ألوف بن"، والباحثين الأمريكيين فرانك جاكوبس وباراج خانا التي تتضمن شواهد كإرهاصات بين يدي تقسيم المنطقة.. وقد اعتنى المؤلف كثيرا بشرح نظرية "الفوضى الخلاقة" باعتبارها دليلا قويا على تقسيم المنطقة، معرفا لها بأنها "حالة جيوبوليتيكية تعمل على إيجاد نظام سياسي جديد وفعال بعد تدمير النظام القائم أو تحييده".

وأشار المؤلف إلى أن "شواهد الواقع تجلي إرهاصات التقسيم"، موضحا أن "تعثر الثورة السورية والانقلاب العسكري في مصر على الحكومة المنتخبة أدى لإزالة الغشاوة عن أعين الكثيرين، والمأمول أن يؤدي هذا لإعادتنا لنقطة متوازنة في تحليل الواقع، واستشراف تحديات المستقبل، دون أن نبالغ في الأمنيات، كما حدث بعد نجاح ثورة 25 يناير، أو نوغل في السودواية والإحباط، كما حدث بعد الانقلاب عليها، والذي يظهر لي أن معطيات التقسيم بدت واضحة اليوم أكثر من ذي قبل..".

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الأردنية، الدكتور أحمد سعيد نوفل، أن مشاريع تقسيم العالم العربي، قديمة حديثة، وأن ما يجري هذه الأيام في سوريا والعراق واليمن وليبيا هو امتداد لتلك المشروعات، مؤكدا أن تلك المشاريع تأتي لتصب في صالح "دولة إسرائيل" التي زرعت في قلب العالم العربي عنوة واغتصابا.

وفي تعقيبه على فكرة الكتاب المركزية (إعادة تقسيم الوطن العربي من جديد)، فقد أوضح نوفل في حديثه لـ"عربي21" أن ما جرى من مشاريع التقسيم القديمة، سواء في سايكس بيكو، أم غيرها من المشاريع التالية، وما يجري حاليا، هو مؤامرات حقيقية، ولا يمكن تسميتها إلا بذلك، وقد خططت لها الدول الغربية، لإبقاء المشرق العربي ضعيفا، وتحت السيطرة، لتحقيق مصالحه من جهة، وللمحافظة على أمن إسرائيل واستقرارها من جهة أخرى. [/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى