يوسف إدريس أحد كتاب القصة القصيرة العربية المجيدين الذين يحسبون في أدبنا على رؤوس الأصابع مشرقا ومغربا ، باعتبارها فنًّا صعبَ المراس مثلَ صنوه الشعر الصعب الطويل سلمُه . لكن الكاتب لم يقتصر في مسيرته الأدبية على كتابة القصة القصيرة رغم إجادته الكتابة فيها، بل كتبَ في مختلف الأجناس الأدبية. نذكر من أعماله القصصية على سبيل التمثيل لا الحصر : "أرخص ليالي" التي كانت باكورة أعماله القصصية، بتقديم الدكتور طه حسين ـ "النداهة " ـ حادثة شرف "ـ " آخر الدنيا "ـ لغة الآي آي" ـ " قاع المدينة"ـ "بيت من لحم " ؛ ومن كتاباته الروائية الشهيرة " الحرام " ـ " العيب " ـ البيضاء ـ " قصة حب " ـ رجال وثيران " ، وأغلب هذه الروايات حُوِّلَتْ إلى أفلام مصرية ناجحة؛ كما نذكر من أعماله المسرحية أشهرَها وهي : " " الفرافير " والمخططين و" اللحظة الحرجة ". وأذكر أن الناقد المغربي إبراهيم الخطيب، قد كتب عن المسرحيتين الأوليين زمنَ صدورهما وتشخيصهما في مسرح الطليعة بالقاهرة. وهذا الصنيع يعكس مدى اهتمام المغاربة بما ينتجه إخوانهم في المشرق من إنتاجات أدبية في مختلف الأجناس، ومدى الحرص على التواصل الثقافي بين هذين الجناحين من الوطن العربي. وقد ازدادت أواصر التواصل بيننا بفضل جهود الطرفين وبفضل وسائط التواصل الاجتماعي والوسائل الإليكترونية الحديثة. أما المقالات الأدبية فقد جمع الكاتبُ ما كان يكتبه في جرائد مصر الكبرى مثل الأهرام في كتب عديدة نذكر منها هنا : " شاهد عصره " و"جبرتي زمانه" و" فكر الفقر وفقر الفكر" .. وقد عَمِلت مؤسسة الهيئة المصرية العامة للكتاب بإشراف د.سمير سرحان رحمه الله، وإعداد الأستاذة الأكاديمية الدكتورة اعتدال عثمان بمساعدة طاقم مؤهل من المساهمين في هذا العمل، على إخراج كتاب موسوعي عن أعمال يوسف إدريس المتنوعة الأجناس، ليصير مصدراً لا غنى عنه لمن يتصدى لدراسة المنجز الإبداعي والثقافي ليوسف إدريس سواء في القصة القصيرة أو الرواية أو المسرحية أو المقالة الأدبية، ومن الكتب القيمة التي أصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب في أدب يوسف إدريس. هو سِفر ضخم تبلغ صفحاته 1056 صفحة من القطع الكبير، وكانت مناسبة إصداره، أربعينية وفاة يوسف إدريس سنة 1991م.
ومن الجدير بالذكر هنا، أن الهيئة المصرية العامة للكتاب، قد أصدرتْ أعداداً خاصَّةً من مجلة "فصول" ببعضِ الشُّعَراء والكُتَّاب، نَذْكُرُ منها: العددَ الخاص بصلاح عبد الصبور ، (المجلد الثاني ، العدد الأول ، أكتوبر 1981 م), والعددين اللذين خصصتْهما المجلةُ أيام كان رئيس تحريرها الدكتور عز الدين إسماعيل ونائبه الدكتور جابر عصفور لشاعرين كبيرين هما: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم. لقد أعادت هذه المجلة بهذا العمل الجليل، الاعتبار المستحق لهذين الشاعرين الكبيرين، بعد أن سادتْ النظرة الدونية إليهما طويلاً، باعتبارهما ينتميان إلى المدرسة (التقليدية) ( ) من لدن الأجيال التالية المتشبعة ببعض نظريات النقد الأنجلوساكسوني الحديث، ونتيجة طغيان الإيديولوجيات والنزعات التجديدية التي كانت تحمل معول الهدم لتحطيم رموز هذه المدرسة
(تحطيم الأصنام الباقية)،() حسب تعبير عباس محمود العقاد في كتاب " الديوان " سنة 1921 . جاء العددان المنوه إليهما أعلاه، حافلين بالدراسات الأكاديمية التي يتبنى معظمها مناهج نقدية حديثة في الدرس والتحليل، ( الجزء الأول، المجلد الثالث ، العدد الأول ، 1982 م؛ الجزء الثاني، المجلد الثالث، العدد الثاني، 1983م.)
أما الكتاب الباذخ الخاص بيوسف إدريس الذي سنحاول هنا أن نقدم عرضاً موجزا لهً، فيشتملُ على مقدمة لسمير سرحان و أجزاء تضم مجموعة من الدراسات لنقاد وباحثين وأدباء للأنواع الأدبية التي كتب فيها، وهي : القصة القصيرة - المسرحية - الرواية ـ المقالة ، كما يضم العديد من الشهادات التي قيلتْ في حق تجربته الأدبية الخِصْبة وكتاباته المتنوعة.
القصة القصيرة عند يوسف إدريس :
من أهم الدراسات في القصة القصيرة دراسة بعنوان " قصص يوسف إدريس القصيرة / تحليل مضموني للمستشرق ( ب. م. كربرشويك )؛ " البعد الخامس للإنسان والاتصال بالموجودات .. ؛"التحضير لعملية الكتابة" للدكتور ناجي نجيب، وفي هذه الدراسة العميقة المطولة، لا يكتفي الكاتب بدراسة هذه الموضوعة في القصة القصيرة في مختلف مجاميعه القصصية، بل يتناولها في بعض روايات الكاتب : "الحرام" و"العيب ". وتتوالى دراسة القصة القصيرة في فصل يضم دراسات حول المجموعات القصصية التالية : " أرخص ليالي " ( 1954 ) للدكتور سمير سرحان؛ "حادثة شرف " ( 1958 ) للدكتور لويس عوض ؛ " آخر الدنيا" (1961 ) للدكتور رشاد رشدي؛ " لغة الآي أي " (1965 ) للدكتور شكري عياد ؛ " بيت من لحم " ( 1971 ) للدكتور صبري حافظ ؛ " عن اللغة والتكنيك في القصة والرواية / نموذج تحليلي من يوسف إدريس ( 1984 ) لحسن البنا ، وهي دراسة تقوم على التحليل اللغوي والأسلوبي للقصة القصيرة والرواية/ " بيت من لحم "بين الجنس والدين ( 1988 ) لفريدة النقاش/ العتب على النظر( 1990 ) " للدكتور صلاح فضل . يلي هذه المجموعة من الدراسات القيمة الغنية عن فن القصة القصيرة، الجزء الخاص بالمسرح .
المسرح عند يوسف إدريس : ويفتتح بشهادة يوسف إدريس من خلال حوار شيق / تقديمه للنصوص الكاملة لمسرحياته بعنوان "نحو مسرح مصري" . بعد هذا الجزء الخاص بالمسرح الذي يدعو فيه يوسف إدريس إلى تحريره وغيره من الفنون والآداب من التبعية لأوربا ، ولكي يستمتع به شعبنا أولاً ، ثم ليأخذ بعد هذا مكانه بين فنون بقية العالم وذلك بالعمل على تطويره لنحقق ذاتنا وشخصيتنا نحن، يقول : "علينا أن نكون تلامذة في دراستنا ومصريين في خلق علومنا وفنوننا وآدابنا "( ص : 346 ). ثم نصادف في هذا السفر الضخم دراسات عامة حول أدب يوسف إدريس هي كما يلي :
الدراسات العامة : وتضم مجموعة من الدراسات حول الأجناس التي كتب فيها :
1 ـ "يوسف إدرس في المسرح "، للدكتور علي الراعي ، وهي مقدمة لكتاب " نحو مسرح عربي ، النصوص الكاملة لمسرحيات يوسف إدريس ، بيروت 1974 .
2 ـ " الجوانب النظرية لمسرحيات يوسف إدريس " للدكتورة نادية رؤوف فرج .وتخص الكاتبة بدراستها هذه، مسرحتي الفرافير( 1964) والمخططين (1969) من حيث البناء الفني والجوانب الإيديولوجية : أ ـ التحليل السياسي / ب ـ التحليل الاجتماعي. وهذا اللون من المسرح يدخل في إطار "التراجيكوميديا " ( الهجاء والسخرية والفكاهة ) .
3 ـ "مسرح يوسف إدريس " للدكتور محمد عناني ، وقد تحدث الكاتب في دراسته عن بعض القضايا المضمونية والفنية مثل : دراما الرجل العادي ، حيث " كان هدف يوسف إدريس منذ البداية إعطاء الأهمية والبطولة المسرحية للإنسان العادي الذي تجاهله كتاب الدراما الكلاسيكية قديما ، ولم يظهر إلا في الكوميديا " ( ص : 416 ) ـ المفارقة الدرامية ـ المفارقة الفكرية ـ بين التجريب والتجريد ، وقد اشتغل محمد عناني على مجموعة من المسرحيات هي " ملك القطن" ـ جمهورية فرحات " اللحظة الحرجة " ـ "الفرافير" و"المخططين " ،لكن بشكل يتميز بالإيجاز والتركيز بخلاف بعض الدراسات السابقة ( الدراسة منشورة في مجلة الهلال ، أغسطس 1991 ، ص : 42ِ ـ 49)
يلي هذه الفصول، فصل بعنوان: "دراسات حول مسرحيات": ويضم مسرحيات عديدة هي كالتالي :
1 ـ "جمهورية فرحات"، ويدرسها ناقدان، الأول: الدكتور محمد مندور بعنوان " جمهورية فرحات بين المسرحية والأقصوصة "، وقد كان أصلُها قصة حَّوَّلَها صاحِبُها إلى مسرحية قصيرة عُرِضتْ هي ومسرحية "ملك القطن" في مسرح الطليعة بالأزبكية . أما الثاني فهو الدكتور فاروق عبد القادر ، حيث علق عليها بقوله : " جمهورية فرحات " حلم يقظة ، وحنين إلى مدينة فاضلة، وهرب من واقع جاف إلى واقعٍ مشرق " ( ص : 432 )
2 ـ " اللَّحظة الحَرجة " التي قدمتها الفرقة القومية على خشبة مسرح محمد فريد. وقد درسَها د, محمد مندور ود. محمود أمين العالم كلٌّ من زاويته وطريقته. فإذا كان محمد مندور يقدم لنا تلخيصاً لأحداث المسرحية مع بعض الانتقادات الموجهة للإخراج المسرحي الذي كان يقوم به المخرج نور الدمرداش، فإن محمود العالم ، يركز على الدلالات الإيديولوجية التي يستشفها من المسرحية : البطولة ليست دائماً بطولة فرد، مجرد فرد معزول يعيش في نفسه ولنفسه، وإنما هي بطولة جموع بشرية تعيش وتَبْني وتتطلع وتجاهد..." ( ص : 449 )
3 ـ " تجربتان نحو البطل الثوري " عنوان لدراسة مسرحيتي "اللحظة الحرجة" ليوسف إدريس ، و"شقة للإيجار" لفتحي رضوان بقلم الدكتور شكري عياد ، وهي دراسة مقارنة، يركز فيها على "البطل" في كل من المسرحيتين: يبدأ من نقطة " البطل " ، وهي عنده النقطة التي ينبغي البدء بها ، " فالمسرح ـ منذ كان ـ يصور الإنسان، أي أنه يركز إحساس البشرية بنفسها في صور أبطال ، وعمليةُ التَّركيز هذه هي أخطرُ ما يواجِهُ الفنانَ المسرحي ( ص : 471 ), ويلاحظ د. شكري عيَّاد أنَّ نموذجَ البطل في هاتين المسرحيتين واحد : "هو البطل الذي يخرج من السلبية والتسليم بالحياة كما هي، إلى الثورة عليها ومحاولة تغييرها ". ومن الجدير بالملاحظة أن شكري عياد سبق أن نشر دراسته هذه سنة 1961 في عز المد القومي والثوري في مصر أيام تمجيد البطل الفرد ، قبل أن يبدأ تهديد الاستعمار بالعدوان المسلح على مصر . ( ص : 472)
4 ـ مسرحية الفرافير، دراسة لعبد الفتاح البارودي وإخراج كرم مطاوع :يرى الباحث أن هذه المسرحية تدور حول مشكلة ( السيد والمسود ) ، والفرفور هو المَسُود، وقد أراد يوسف إدريس في عمله المسرحي إثارة التفكير للبحث عن حل لهذه المشكلة المستعصية على الحل التي عاصرت الإنسان منذ القدم ، وظلت بلا حل عبر العصور واختلاف الفلسفات والمجتمعات ( ص : 478)
5 ـ دراسة بعنوان "يوسف إدريس" لجلال العشري: يرى كاتب الدراسة أن يوسف إدريس يرى أن المسرح المصري ، ينبغي أن يصدر عن أشكال المسرح المصري البدائية المتمثلة في الأراجوز وخيال الظل وغيرهما ثم يمتدُّ بها ، مطوراً إياها إلى المستوى الذوقي والجمالي والمفاهيم العالمية . ( ص : 485 ) ، وذلك لأنه يرى "أن المسرح المصري ليس مصرياً على الحقيقة وإنما هو حفيد غير شرعي للمسرح الغربي في القرنين 18 و19 ... يتراوح بين الاقتباس والترجمة والتعريب " ( ص : 484 )
6 ـ "الفرافير والمسرح الغاضب " لرجاء النقاش: في هذه الدراسة يحلل الكاتب هذه المسرحية من حيث المضمون الفكري والبناء الفني. "المشكلة التي تعالجها المسرحية هي مشكلة العلاقة بين الإنسان والإنسان" يقول :" لماذا يحتاج النظام الإنساني إلى وجود سيد وفرفور ( مَسُود ) ؟ " ويرى الناقد أن هذه هي المشكلة الفلسفية والإنسانية التي تعالجها " "الفرافير" ( ص : 495 )
7 ـ " إعادة ترتيب البشر " لصلاح عبدالصبور : يتناول الشاعر الناقد في دراسته مسرحية "الفرافير" ، حيث يعتبرها تراجيكوميديا ( مزيج من الضحك والبكاء) ، وأشار إلى تأثره بالمسرح العالمي الحديث ، خاصة بيونيسكو في مشاهد كثيرة من المسرحية ، وببريخت لاسيما "في خطاب الجمهور ومحاولة إدماجه في العمل المسرحي" ( ص : 525 ) . ويرى الكاتب أن يوسف إدريس قد وقف بمسرحيته "الفرافير" على مشارف المسرح العالمي ،واستفاد استفادة ذكية من بريخت ويونسكو وبيكيت " ( ص : 523 )
وتتوالى الدراسات عن هذه المسرحية التي وُصِفت بالعالمية ، وهي كما يلي : ـ "فرفور يريد أن يوقف حركة الأفلاك" للدكتور لويس عوض ، وهو يتفق مع صلاح عبدالصبور في مسألة اقتراب فن المسرح في مصر إلى صفة العالمية. يقول : " إننا قد اقتربنا أو أوشكنا أن نقترب من تصدير فننا إلى العالم" ( ص : 529) ـ " الفرافير بين المسرح والميتامسرح " للدكتورة نهاد صليحة ، والباحثة في هذه الدراسة، تحاول تقديم قراءة تحليلية للمسرحية "في ضوء الدراسات السيميولوجية الحديثة في مجال المسرح " ، فتعالج المسرحية سواء على المستوى النظري أو التطبيقي ، وترى أن مصطلح الميتامسرح أو الميتاتياتر لم يظهر إلا في ستينيات القرن الماضي ، إلا أن هذا العنصر الفني عرف في المسرح اليوناني ، واستخدم في المسرح الإليزيازبيثي ، وتشير الباحثة إلى أن هاملت كان يتحدث عن التمثيل في المسرحية ( انظر هاملت وحديثه عن التمثيل ) ص : 547 .
وبعد أن تناول النقاد والدارسون السابقون مسرحية " الفرافير " من جوانب فنية متعددة ومتنوعة، يُختم القسم الخاص بالمسرح بدراسة ثلاث مسرحيات ، الأولى : " المهزلة الأرضية " بعنوان " مهزلة النقاد غير الأرضية " للقاص الروائي بهاء طاهر ، يوجه فيها نقده للنقاد على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم النقدية والإيديولوجية ، الذين رآهم متشددين في نقدهم هذه المسرحية: الخطابة والمباشرة ـ انعدام الدرامية ـ الخلط بين المناهج وهو أمر" غير فني".. والدراسة الثانية عن مسرحية " المخططين " بعنوان : " في مسرحية المخططين / ضد النظم الشمولية لا الاشتراكية للدكتور صبري حافظ . وفي دراسته يؤكد أن "يوسف إدريس من الكتاب الذين اعتادوا مفاجأة القراء والنقاد معاً كلَّ حين من الزمن ، بعملٍ يثير دهشتهم ويوقظ رغبتهم في النقاش والجدال .. لا يكرر نفسه ، ويرتاد آفاقاً جديدة لم يسمع فيها وقعٌ لقدم عربية من قبل" ( ص : 574 ). أما الدراسة الثالثة ، فهي بعنوان : " علامة القناع ومستويات الدلالة " لحازم شحاتة ، وقد رصدها لمسرحية " البهلوان "، ويرى الكاتب أن " التمثيل هو فن ارتداء الأقنعة... وإن استبدله الممثلُ بقناع من تعبيرات الوجه. "( ص: 591 )
الرواية عند يوسف إدريس :
يبدأ هذا القسم بشهادة ليوسف إدريس حول القصة والرواية، وقد جاءت ضمن حوار نشر في مجلة " فصول ، المجلد : 2 ـ ع.2 ، 1982 ، في محور بعنوان " الرواية وفن القص ". في هذه الشهادة، يقدم يوسف إدريس تجربته مع الفن القصصي قراءة وكتابة، واهتمامه بفن السرد قصة ورواية ودوافع هذا الاهتمام . وفي هذه الشهادة سنتعرف على مدى اطلاعه على الفن القصصي والروائي في شرق العالم وغربه. وأنه يرى " أن منبع الفن هو اختلاط الواقع باللاَّواقع ، والصدق بغير الصدق ، ومن الممكن مثلاً أن أبدأ من فرضية مستحيلة، كأن أقول نظرتُ فوجدتُ نفسي واقفاً فوق قمة (إفرست) ولا رأيتها ولا عرفتها , ولكن المشكلة هي القدرةُ على الإقناع ، وموهبة الكاتبُ هي أنْ يقنعك بتمرير الْجَمَلِ من ثقب الإبرة " ( 617 )
بعد هذه الشهادة المركزة ، نصل إلى باب خاص بدراسة الرواية " دراسات حول الروايات " : ـ "قصة حب " (1957) / "الحرام" ( 1959) / "العيب" ( 1962 ) /" رجلٌ وثيران "
( 1964 ) / " البيضاء " ( 1970 ) ، وقد تناولها على التوالي بالدرس والتحليل : سامي خشبة ، حيث ركز على موضوعة ( الحب والثورة ) ، والبطل الثوري "حمزة " الذي يمثل ذلك الجيل من الثوار الذين توصلوا إلى الوعي بأن " الثورة هي علم تغيير المجتمع ، وأن الحرية هي ليست مجرد الاستقلال السياسي وطرد المستعمِر" ( ص : 663 ) ؛ والدكتور غالي شكري في دراسته " فلسفة الحرام عند يوسف إدريس " ، وقد عالج الباحث فيها الاتجاه الواقعي في الفن ، معتبراً يوسف إدريس أديباً واقعياً ممتازاً ، خاصة وأنه كان واعياً بعدم التخلي عن الجوانب الفنية في العمل الأدبي ( ص : 643 )؛ ومن الجدير بالملاحظة أن رواية " العيب " حظيت بثلاث دراسات، الأولى هي : دراسة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد التي ركزت فيها على عالم الموظفين في الإدارات العمومية في المدينة بخلاف رواية الحرام التي تصور معاناة عمال التراحيل في الريف المصري. تقول الناقدة إن الرجل عنده " الشرف في بيته غير الشرف في عمله، والحرام في الليل غير الحرام في النهار "، وبعد تحليل مستفيض لنفسية الرجل ونفسية المرأة .. جاء الحكم من لدن المرأة المتمثلة في جماعة الموظفات كما يلي : " هؤلاء الرجال وإن كانوا أكثر منهن قذارةً أيضاً ، فإنهن بعالمهن قد يكن أكثر تخلفاً وضيقَ أفق إلا أنهن أكثر نظافةً " ( ص : 665 )، وحين تنتقل الكاتبة إلى دراسة الأسلوب والجوانب الفنية ، ترى " أننا أمام كاتب فنان يرسم صوراً للمجتمع الذي يعيش فيه .. صوراً تحمل معنى الدعوة إلى الإصلاح دون أن تلقي خطبةً منبرية " ( 672 ) / الدراسة الثانية للسيد ياسين بعنوان " التصوير الأدبي للانحراف الاجتماعي / تحليل سوسيولوجي لرواية " العيب " . إن هذه الدراسة كما يصرح صاحبها محاولة سريعة لتحليل رواية العيب تحليلاً سوسيولوجياً ، ويعقد الباحث مقارنة بين رواية " الحرام "التي تصورُ المجتمع الريفي ، وبين " العيب " التي ترصد المجتمع الحضري ، فهما متكاملتان وعلى جانب كبير من الأهمية من الناحية السوسيولوجية" ( 674 ) ، ويرى السيد ياسين أنه إذا كانت " الحرام" تعد دراما عن السقوط في مجتمعِ الأرياف ، فإن " العيبَ "، تُعَدُّ دراما السقوط في مجتمع حضري. "إنها تحلل هذا المجتمع ، وتكشف عن طبيعته وعن ضروب الاختلال الاجتماعي السائدة فيه "( 675 ). أما الدراسة الثالثة التي رُصِدت لهذه الرواية فهي قراءة مركزة للدكتورة لطيفة الزيات. وقد تناولتها من الناحية الإيديولوجية، حيث تتسلل رؤية المرأة باعتبارها شيئاً لا إنساناً، إلى هذه الرواية .. ويختزل الكاتبُ الوجود الحي للمرأة إلى بعد أحادي واحد هو الجنس " ( 686 ) .
بقيت دراسة روايتين اختُتِمَ بهما الملف الخاص بالرواية هما : "رجال وثيران "للدكتور صبري حافظ ، و" البيضاء " ليوسف الشاروني. أما الرواية الأولى، فقد أشار الناقد إلى أنها رواية لا ترقى إلى مستوى أعمال يوسف إدريس السابقة. يقول: أين يوسف إدريس ( أرخص ليالي " و( جمهورية فرحات ) و( الحرام ) و(آخر الدنيا ) ؟ ويتساءل الكاتب هل الأمر يعود إلى العمل الصحافي الذي التهمه ؟ أم أن الامتيازات والمراكز المرموقة امتصت الفنانَ في أعماقه؟ أم غابت روح الفنان فيه بعدما انفصل عن كل ما وهب أعماله الأدبية الأولى الدفء والخصب والثراء؟ ( انظر ص: 694 ), يوجه الناقد صبري حافظ إلى هذه "النوفيل " نقداً موضوعياً يخلو من المجاملة ، ويضع يد القارئ على نقاط الضعف فيها منها : النبرة الخطابية التي نجدها في القصة المتمثلة في نقد يوسف إدريس للنظام الرأسمالي الإسباني الذي يهمه الربح المادي من دخل لعبة مصارعة الثيران على حساب مصارعي الثيران من الفقراء الذين يُقْتلون وسط حلبة الصراع ومنهم شخصية أنطونيو ـ الشخصيات التي تقدمها القصة باهتة غير واضحة الملامح ـ من حيث التجنيس ، لا يعتبر صبري حافظ " رجال وثيران " رواية ، بل إنها تظل " محوِّمة بالقرب من التحقيق الفني ، والرحلة ، والقصة القصيرة الطويلة (Novela ) "( ص : 701 ) ـ " إقحام الراوي ، معلقاً ، وسط الكثير من الأحداث التي ينبغي عندها الاستمرار في عرض الحدث وتركه هو ليشي وحده بما ينبغي أن يستخلص منه " ( 702 ) ـ اكتظاظ القصة : بـ (صورة مزعجة) على حد تعبير الناقد ، بالأحكام والتأملات ( ص : 702 )...
الرواية الثانية في نهاية الملف الروائي هي " البيضاء " ، وقد تصدى لها الناقد القاص يوسف الشاروني بالدرس والتحليل ، مفتتحاً مقالتَه بقوله: " صحيح أن الأدب ليس تاريخاُ ، كما أنه ليس علم النفس ولا علم الاجتماع ـ بل هو بناء فني أساسه اللغة ، لكنه ليس بناء مفرغاً، بل يستوحي موضوعاته من كل هذه العلوم الإنسانية مجتمعة " ، وذلك ليقول لنا إن الرواية يمكن أن تكون وثيقة صادقة من وثائق المؤرخ التي يعتمد عليها في رصد حركة المجتمع المصري المعاصر التاريخية والاجتماعية. والحقيقة أن لنا في روايات نجيب محفوظ خير مثال على ذلك ، فهي تواكب تطور المجتمع المصري عبر تاريخ طويل من ثورة 1919 إلى عهدي عبد الناصر والسادات وما بعدهما. ورواية "البيضاء" تدخل في هذا الإطار من خلال علائق متشابكة بين الرجل والمرأة في مجتمع ذكوري قاهر, ويغلب على دراسة الشاروني التكيز على المتن الحكائي .
شهادات:
ويضم هذا الباب شهادات عديدة لنقاد ومبدعين مصريين معروفين في الوسط الأدبي والنقدي، ويقع بين صفحتي (717 إلى 954 )، وسنكتفي بذكر أصحاب هذه الشهادات، لأن المقام لا يسمح بذكر ما ورد فيها هنا ، بالنظر إلى غزارة هذه المادة وغناها ، تحتاج وحدها إلى عرض خاص. وهؤلاء هم حسب ترتيبهم في هذا الباب :
ـ إبراهيم أصلان ـ إبراهيم عبدالمجيد ـ إبراهيم فتحي ـ أبو المعاطي أبو النجا ـ أحمد الشيخ ـ أحمد عباس صالح ـ إدوار الخراط ـ اعتدال عثمان ـ ألفرد فرج ـ بهاء طاهر ـ ثروت أباظة ـ حمد السكوت ـ خيري شلبي ـ سامي خشبة ـ سعد الدين وهبة ـ سيد حامد النساج ـ شكري محمد عياد ـ شمس الدين موسى ـ عبدالرحمن أبو عوف ـ عبدالعال الحمامصي ـ عبدالفتاح رزق ـ عبدالله خيرت ـ عبدالله الطوخي ـ عز الدين إسماعيل ـ علي سالم ـ غالي شكري ـ فاطمة موسى محمود ـ فتحي غانم ـ فريدة النقاش ـ فؤاد قنديل ـ مجيد طوبيا ـ محمد جبريل ـ محمد جلال ـ محمد المخزنجي ـ محمد مستجاب ـ محمد المنسي قنديل ـ محمود أمين العالم ـ محمود الورداني ـ نجيب محفوظ ـ يوسف أبو رية ـ يوسف القعيد.
ويُخْتتم الكِتابُ بوثائقَ بخطِّ الكاتب وصور فوتوغرافية وبيبليوغرافيا من إعداد الدكتورين حمدي السكوت ومارسدن جونز . وتنقسم إلى الأقسام التالية : أـ أعمال يوسف إدريس في جميع الأجناس الأدبية التي كتب فيها : 1 - مجاميع قصصية – 2 ـ مسرحيات ـ 3 – روايات ـ 4ـ كتب ـ 5 ـ كتب بالاشتراك ومقدمات كتب – 6 ـ قصص قصيرة نشرت في دوريات ـ دراسات ومقالات نشرت في الأهرام في باب بعنوان من مفكرة يوسف إدريس ( 12 / 01 / 1987 إلى 16 / 11 / 1990 ) أحاديث صحفية واستفتاءات وندوات. بـ : أعمال عن يوسف إدريس ، وهي كما يلي : 1 - كتب كاملة .2 - كتب تناولته في فصول - 3 - مقالات ودراسات نقدية عن يوسف إدريس لأبرز النقاد و الباحثين المصريين لا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم لكثرة أصحابها ذائعي الصيت في المشهد الأدبي والثقافي في عصر الكاتب ، وقد نشرت في صحف ومجلات مصرية وغيرها - أعمال عن يوسف إدريس بلغات أخرى. والكتابُ يعدُّ أهمَّ مرجعٍ لكل من يتصدى لدراسة جانبٍ من جوانبِ تجربةِ يوسف إدريس الأدبية من الباحثين والدارسين سواء على المستوى الجامعي الأكاديمي أو غيره.
يبقى أن نقول في الأخير : إن القراءة في هذا الكتاب الرفيع تعتبر سَفراً مُمتعاً مفيداً، ونزهةً في كنز مليء بالجواهر والآلىء من أبحاث و دراسات وشهادات ومقالات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرض كتاب موسوعي حول الكاتب المصري يوسف إدريس المنشور يوم الخميس 5 شتنبر 2023 في "الملحق الثقافي" لجريدة العلم ،
ومن الجدير بالذكر هنا، أن الهيئة المصرية العامة للكتاب، قد أصدرتْ أعداداً خاصَّةً من مجلة "فصول" ببعضِ الشُّعَراء والكُتَّاب، نَذْكُرُ منها: العددَ الخاص بصلاح عبد الصبور ، (المجلد الثاني ، العدد الأول ، أكتوبر 1981 م), والعددين اللذين خصصتْهما المجلةُ أيام كان رئيس تحريرها الدكتور عز الدين إسماعيل ونائبه الدكتور جابر عصفور لشاعرين كبيرين هما: أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم. لقد أعادت هذه المجلة بهذا العمل الجليل، الاعتبار المستحق لهذين الشاعرين الكبيرين، بعد أن سادتْ النظرة الدونية إليهما طويلاً، باعتبارهما ينتميان إلى المدرسة (التقليدية) ( ) من لدن الأجيال التالية المتشبعة ببعض نظريات النقد الأنجلوساكسوني الحديث، ونتيجة طغيان الإيديولوجيات والنزعات التجديدية التي كانت تحمل معول الهدم لتحطيم رموز هذه المدرسة
(تحطيم الأصنام الباقية)،() حسب تعبير عباس محمود العقاد في كتاب " الديوان " سنة 1921 . جاء العددان المنوه إليهما أعلاه، حافلين بالدراسات الأكاديمية التي يتبنى معظمها مناهج نقدية حديثة في الدرس والتحليل، ( الجزء الأول، المجلد الثالث ، العدد الأول ، 1982 م؛ الجزء الثاني، المجلد الثالث، العدد الثاني، 1983م.)
أما الكتاب الباذخ الخاص بيوسف إدريس الذي سنحاول هنا أن نقدم عرضاً موجزا لهً، فيشتملُ على مقدمة لسمير سرحان و أجزاء تضم مجموعة من الدراسات لنقاد وباحثين وأدباء للأنواع الأدبية التي كتب فيها، وهي : القصة القصيرة - المسرحية - الرواية ـ المقالة ، كما يضم العديد من الشهادات التي قيلتْ في حق تجربته الأدبية الخِصْبة وكتاباته المتنوعة.
القصة القصيرة عند يوسف إدريس :
من أهم الدراسات في القصة القصيرة دراسة بعنوان " قصص يوسف إدريس القصيرة / تحليل مضموني للمستشرق ( ب. م. كربرشويك )؛ " البعد الخامس للإنسان والاتصال بالموجودات .. ؛"التحضير لعملية الكتابة" للدكتور ناجي نجيب، وفي هذه الدراسة العميقة المطولة، لا يكتفي الكاتب بدراسة هذه الموضوعة في القصة القصيرة في مختلف مجاميعه القصصية، بل يتناولها في بعض روايات الكاتب : "الحرام" و"العيب ". وتتوالى دراسة القصة القصيرة في فصل يضم دراسات حول المجموعات القصصية التالية : " أرخص ليالي " ( 1954 ) للدكتور سمير سرحان؛ "حادثة شرف " ( 1958 ) للدكتور لويس عوض ؛ " آخر الدنيا" (1961 ) للدكتور رشاد رشدي؛ " لغة الآي أي " (1965 ) للدكتور شكري عياد ؛ " بيت من لحم " ( 1971 ) للدكتور صبري حافظ ؛ " عن اللغة والتكنيك في القصة والرواية / نموذج تحليلي من يوسف إدريس ( 1984 ) لحسن البنا ، وهي دراسة تقوم على التحليل اللغوي والأسلوبي للقصة القصيرة والرواية/ " بيت من لحم "بين الجنس والدين ( 1988 ) لفريدة النقاش/ العتب على النظر( 1990 ) " للدكتور صلاح فضل . يلي هذه المجموعة من الدراسات القيمة الغنية عن فن القصة القصيرة، الجزء الخاص بالمسرح .
المسرح عند يوسف إدريس : ويفتتح بشهادة يوسف إدريس من خلال حوار شيق / تقديمه للنصوص الكاملة لمسرحياته بعنوان "نحو مسرح مصري" . بعد هذا الجزء الخاص بالمسرح الذي يدعو فيه يوسف إدريس إلى تحريره وغيره من الفنون والآداب من التبعية لأوربا ، ولكي يستمتع به شعبنا أولاً ، ثم ليأخذ بعد هذا مكانه بين فنون بقية العالم وذلك بالعمل على تطويره لنحقق ذاتنا وشخصيتنا نحن، يقول : "علينا أن نكون تلامذة في دراستنا ومصريين في خلق علومنا وفنوننا وآدابنا "( ص : 346 ). ثم نصادف في هذا السفر الضخم دراسات عامة حول أدب يوسف إدريس هي كما يلي :
الدراسات العامة : وتضم مجموعة من الدراسات حول الأجناس التي كتب فيها :
1 ـ "يوسف إدرس في المسرح "، للدكتور علي الراعي ، وهي مقدمة لكتاب " نحو مسرح عربي ، النصوص الكاملة لمسرحيات يوسف إدريس ، بيروت 1974 .
2 ـ " الجوانب النظرية لمسرحيات يوسف إدريس " للدكتورة نادية رؤوف فرج .وتخص الكاتبة بدراستها هذه، مسرحتي الفرافير( 1964) والمخططين (1969) من حيث البناء الفني والجوانب الإيديولوجية : أ ـ التحليل السياسي / ب ـ التحليل الاجتماعي. وهذا اللون من المسرح يدخل في إطار "التراجيكوميديا " ( الهجاء والسخرية والفكاهة ) .
3 ـ "مسرح يوسف إدريس " للدكتور محمد عناني ، وقد تحدث الكاتب في دراسته عن بعض القضايا المضمونية والفنية مثل : دراما الرجل العادي ، حيث " كان هدف يوسف إدريس منذ البداية إعطاء الأهمية والبطولة المسرحية للإنسان العادي الذي تجاهله كتاب الدراما الكلاسيكية قديما ، ولم يظهر إلا في الكوميديا " ( ص : 416 ) ـ المفارقة الدرامية ـ المفارقة الفكرية ـ بين التجريب والتجريد ، وقد اشتغل محمد عناني على مجموعة من المسرحيات هي " ملك القطن" ـ جمهورية فرحات " اللحظة الحرجة " ـ "الفرافير" و"المخططين " ،لكن بشكل يتميز بالإيجاز والتركيز بخلاف بعض الدراسات السابقة ( الدراسة منشورة في مجلة الهلال ، أغسطس 1991 ، ص : 42ِ ـ 49)
يلي هذه الفصول، فصل بعنوان: "دراسات حول مسرحيات": ويضم مسرحيات عديدة هي كالتالي :
1 ـ "جمهورية فرحات"، ويدرسها ناقدان، الأول: الدكتور محمد مندور بعنوان " جمهورية فرحات بين المسرحية والأقصوصة "، وقد كان أصلُها قصة حَّوَّلَها صاحِبُها إلى مسرحية قصيرة عُرِضتْ هي ومسرحية "ملك القطن" في مسرح الطليعة بالأزبكية . أما الثاني فهو الدكتور فاروق عبد القادر ، حيث علق عليها بقوله : " جمهورية فرحات " حلم يقظة ، وحنين إلى مدينة فاضلة، وهرب من واقع جاف إلى واقعٍ مشرق " ( ص : 432 )
2 ـ " اللَّحظة الحَرجة " التي قدمتها الفرقة القومية على خشبة مسرح محمد فريد. وقد درسَها د, محمد مندور ود. محمود أمين العالم كلٌّ من زاويته وطريقته. فإذا كان محمد مندور يقدم لنا تلخيصاً لأحداث المسرحية مع بعض الانتقادات الموجهة للإخراج المسرحي الذي كان يقوم به المخرج نور الدمرداش، فإن محمود العالم ، يركز على الدلالات الإيديولوجية التي يستشفها من المسرحية : البطولة ليست دائماً بطولة فرد، مجرد فرد معزول يعيش في نفسه ولنفسه، وإنما هي بطولة جموع بشرية تعيش وتَبْني وتتطلع وتجاهد..." ( ص : 449 )
3 ـ " تجربتان نحو البطل الثوري " عنوان لدراسة مسرحيتي "اللحظة الحرجة" ليوسف إدريس ، و"شقة للإيجار" لفتحي رضوان بقلم الدكتور شكري عياد ، وهي دراسة مقارنة، يركز فيها على "البطل" في كل من المسرحيتين: يبدأ من نقطة " البطل " ، وهي عنده النقطة التي ينبغي البدء بها ، " فالمسرح ـ منذ كان ـ يصور الإنسان، أي أنه يركز إحساس البشرية بنفسها في صور أبطال ، وعمليةُ التَّركيز هذه هي أخطرُ ما يواجِهُ الفنانَ المسرحي ( ص : 471 ), ويلاحظ د. شكري عيَّاد أنَّ نموذجَ البطل في هاتين المسرحيتين واحد : "هو البطل الذي يخرج من السلبية والتسليم بالحياة كما هي، إلى الثورة عليها ومحاولة تغييرها ". ومن الجدير بالملاحظة أن شكري عياد سبق أن نشر دراسته هذه سنة 1961 في عز المد القومي والثوري في مصر أيام تمجيد البطل الفرد ، قبل أن يبدأ تهديد الاستعمار بالعدوان المسلح على مصر . ( ص : 472)
4 ـ مسرحية الفرافير، دراسة لعبد الفتاح البارودي وإخراج كرم مطاوع :يرى الباحث أن هذه المسرحية تدور حول مشكلة ( السيد والمسود ) ، والفرفور هو المَسُود، وقد أراد يوسف إدريس في عمله المسرحي إثارة التفكير للبحث عن حل لهذه المشكلة المستعصية على الحل التي عاصرت الإنسان منذ القدم ، وظلت بلا حل عبر العصور واختلاف الفلسفات والمجتمعات ( ص : 478)
5 ـ دراسة بعنوان "يوسف إدريس" لجلال العشري: يرى كاتب الدراسة أن يوسف إدريس يرى أن المسرح المصري ، ينبغي أن يصدر عن أشكال المسرح المصري البدائية المتمثلة في الأراجوز وخيال الظل وغيرهما ثم يمتدُّ بها ، مطوراً إياها إلى المستوى الذوقي والجمالي والمفاهيم العالمية . ( ص : 485 ) ، وذلك لأنه يرى "أن المسرح المصري ليس مصرياً على الحقيقة وإنما هو حفيد غير شرعي للمسرح الغربي في القرنين 18 و19 ... يتراوح بين الاقتباس والترجمة والتعريب " ( ص : 484 )
6 ـ "الفرافير والمسرح الغاضب " لرجاء النقاش: في هذه الدراسة يحلل الكاتب هذه المسرحية من حيث المضمون الفكري والبناء الفني. "المشكلة التي تعالجها المسرحية هي مشكلة العلاقة بين الإنسان والإنسان" يقول :" لماذا يحتاج النظام الإنساني إلى وجود سيد وفرفور ( مَسُود ) ؟ " ويرى الناقد أن هذه هي المشكلة الفلسفية والإنسانية التي تعالجها " "الفرافير" ( ص : 495 )
7 ـ " إعادة ترتيب البشر " لصلاح عبدالصبور : يتناول الشاعر الناقد في دراسته مسرحية "الفرافير" ، حيث يعتبرها تراجيكوميديا ( مزيج من الضحك والبكاء) ، وأشار إلى تأثره بالمسرح العالمي الحديث ، خاصة بيونيسكو في مشاهد كثيرة من المسرحية ، وببريخت لاسيما "في خطاب الجمهور ومحاولة إدماجه في العمل المسرحي" ( ص : 525 ) . ويرى الكاتب أن يوسف إدريس قد وقف بمسرحيته "الفرافير" على مشارف المسرح العالمي ،واستفاد استفادة ذكية من بريخت ويونسكو وبيكيت " ( ص : 523 )
وتتوالى الدراسات عن هذه المسرحية التي وُصِفت بالعالمية ، وهي كما يلي : ـ "فرفور يريد أن يوقف حركة الأفلاك" للدكتور لويس عوض ، وهو يتفق مع صلاح عبدالصبور في مسألة اقتراب فن المسرح في مصر إلى صفة العالمية. يقول : " إننا قد اقتربنا أو أوشكنا أن نقترب من تصدير فننا إلى العالم" ( ص : 529) ـ " الفرافير بين المسرح والميتامسرح " للدكتورة نهاد صليحة ، والباحثة في هذه الدراسة، تحاول تقديم قراءة تحليلية للمسرحية "في ضوء الدراسات السيميولوجية الحديثة في مجال المسرح " ، فتعالج المسرحية سواء على المستوى النظري أو التطبيقي ، وترى أن مصطلح الميتامسرح أو الميتاتياتر لم يظهر إلا في ستينيات القرن الماضي ، إلا أن هذا العنصر الفني عرف في المسرح اليوناني ، واستخدم في المسرح الإليزيازبيثي ، وتشير الباحثة إلى أن هاملت كان يتحدث عن التمثيل في المسرحية ( انظر هاملت وحديثه عن التمثيل ) ص : 547 .
وبعد أن تناول النقاد والدارسون السابقون مسرحية " الفرافير " من جوانب فنية متعددة ومتنوعة، يُختم القسم الخاص بالمسرح بدراسة ثلاث مسرحيات ، الأولى : " المهزلة الأرضية " بعنوان " مهزلة النقاد غير الأرضية " للقاص الروائي بهاء طاهر ، يوجه فيها نقده للنقاد على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم النقدية والإيديولوجية ، الذين رآهم متشددين في نقدهم هذه المسرحية: الخطابة والمباشرة ـ انعدام الدرامية ـ الخلط بين المناهج وهو أمر" غير فني".. والدراسة الثانية عن مسرحية " المخططين " بعنوان : " في مسرحية المخططين / ضد النظم الشمولية لا الاشتراكية للدكتور صبري حافظ . وفي دراسته يؤكد أن "يوسف إدريس من الكتاب الذين اعتادوا مفاجأة القراء والنقاد معاً كلَّ حين من الزمن ، بعملٍ يثير دهشتهم ويوقظ رغبتهم في النقاش والجدال .. لا يكرر نفسه ، ويرتاد آفاقاً جديدة لم يسمع فيها وقعٌ لقدم عربية من قبل" ( ص : 574 ). أما الدراسة الثالثة ، فهي بعنوان : " علامة القناع ومستويات الدلالة " لحازم شحاتة ، وقد رصدها لمسرحية " البهلوان "، ويرى الكاتب أن " التمثيل هو فن ارتداء الأقنعة... وإن استبدله الممثلُ بقناع من تعبيرات الوجه. "( ص: 591 )
الرواية عند يوسف إدريس :
يبدأ هذا القسم بشهادة ليوسف إدريس حول القصة والرواية، وقد جاءت ضمن حوار نشر في مجلة " فصول ، المجلد : 2 ـ ع.2 ، 1982 ، في محور بعنوان " الرواية وفن القص ". في هذه الشهادة، يقدم يوسف إدريس تجربته مع الفن القصصي قراءة وكتابة، واهتمامه بفن السرد قصة ورواية ودوافع هذا الاهتمام . وفي هذه الشهادة سنتعرف على مدى اطلاعه على الفن القصصي والروائي في شرق العالم وغربه. وأنه يرى " أن منبع الفن هو اختلاط الواقع باللاَّواقع ، والصدق بغير الصدق ، ومن الممكن مثلاً أن أبدأ من فرضية مستحيلة، كأن أقول نظرتُ فوجدتُ نفسي واقفاً فوق قمة (إفرست) ولا رأيتها ولا عرفتها , ولكن المشكلة هي القدرةُ على الإقناع ، وموهبة الكاتبُ هي أنْ يقنعك بتمرير الْجَمَلِ من ثقب الإبرة " ( 617 )
بعد هذه الشهادة المركزة ، نصل إلى باب خاص بدراسة الرواية " دراسات حول الروايات " : ـ "قصة حب " (1957) / "الحرام" ( 1959) / "العيب" ( 1962 ) /" رجلٌ وثيران "
( 1964 ) / " البيضاء " ( 1970 ) ، وقد تناولها على التوالي بالدرس والتحليل : سامي خشبة ، حيث ركز على موضوعة ( الحب والثورة ) ، والبطل الثوري "حمزة " الذي يمثل ذلك الجيل من الثوار الذين توصلوا إلى الوعي بأن " الثورة هي علم تغيير المجتمع ، وأن الحرية هي ليست مجرد الاستقلال السياسي وطرد المستعمِر" ( ص : 663 ) ؛ والدكتور غالي شكري في دراسته " فلسفة الحرام عند يوسف إدريس " ، وقد عالج الباحث فيها الاتجاه الواقعي في الفن ، معتبراً يوسف إدريس أديباً واقعياً ممتازاً ، خاصة وأنه كان واعياً بعدم التخلي عن الجوانب الفنية في العمل الأدبي ( ص : 643 )؛ ومن الجدير بالملاحظة أن رواية " العيب " حظيت بثلاث دراسات، الأولى هي : دراسة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد التي ركزت فيها على عالم الموظفين في الإدارات العمومية في المدينة بخلاف رواية الحرام التي تصور معاناة عمال التراحيل في الريف المصري. تقول الناقدة إن الرجل عنده " الشرف في بيته غير الشرف في عمله، والحرام في الليل غير الحرام في النهار "، وبعد تحليل مستفيض لنفسية الرجل ونفسية المرأة .. جاء الحكم من لدن المرأة المتمثلة في جماعة الموظفات كما يلي : " هؤلاء الرجال وإن كانوا أكثر منهن قذارةً أيضاً ، فإنهن بعالمهن قد يكن أكثر تخلفاً وضيقَ أفق إلا أنهن أكثر نظافةً " ( ص : 665 )، وحين تنتقل الكاتبة إلى دراسة الأسلوب والجوانب الفنية ، ترى " أننا أمام كاتب فنان يرسم صوراً للمجتمع الذي يعيش فيه .. صوراً تحمل معنى الدعوة إلى الإصلاح دون أن تلقي خطبةً منبرية " ( 672 ) / الدراسة الثانية للسيد ياسين بعنوان " التصوير الأدبي للانحراف الاجتماعي / تحليل سوسيولوجي لرواية " العيب " . إن هذه الدراسة كما يصرح صاحبها محاولة سريعة لتحليل رواية العيب تحليلاً سوسيولوجياً ، ويعقد الباحث مقارنة بين رواية " الحرام "التي تصورُ المجتمع الريفي ، وبين " العيب " التي ترصد المجتمع الحضري ، فهما متكاملتان وعلى جانب كبير من الأهمية من الناحية السوسيولوجية" ( 674 ) ، ويرى السيد ياسين أنه إذا كانت " الحرام" تعد دراما عن السقوط في مجتمعِ الأرياف ، فإن " العيبَ "، تُعَدُّ دراما السقوط في مجتمع حضري. "إنها تحلل هذا المجتمع ، وتكشف عن طبيعته وعن ضروب الاختلال الاجتماعي السائدة فيه "( 675 ). أما الدراسة الثالثة التي رُصِدت لهذه الرواية فهي قراءة مركزة للدكتورة لطيفة الزيات. وقد تناولتها من الناحية الإيديولوجية، حيث تتسلل رؤية المرأة باعتبارها شيئاً لا إنساناً، إلى هذه الرواية .. ويختزل الكاتبُ الوجود الحي للمرأة إلى بعد أحادي واحد هو الجنس " ( 686 ) .
بقيت دراسة روايتين اختُتِمَ بهما الملف الخاص بالرواية هما : "رجال وثيران "للدكتور صبري حافظ ، و" البيضاء " ليوسف الشاروني. أما الرواية الأولى، فقد أشار الناقد إلى أنها رواية لا ترقى إلى مستوى أعمال يوسف إدريس السابقة. يقول: أين يوسف إدريس ( أرخص ليالي " و( جمهورية فرحات ) و( الحرام ) و(آخر الدنيا ) ؟ ويتساءل الكاتب هل الأمر يعود إلى العمل الصحافي الذي التهمه ؟ أم أن الامتيازات والمراكز المرموقة امتصت الفنانَ في أعماقه؟ أم غابت روح الفنان فيه بعدما انفصل عن كل ما وهب أعماله الأدبية الأولى الدفء والخصب والثراء؟ ( انظر ص: 694 ), يوجه الناقد صبري حافظ إلى هذه "النوفيل " نقداً موضوعياً يخلو من المجاملة ، ويضع يد القارئ على نقاط الضعف فيها منها : النبرة الخطابية التي نجدها في القصة المتمثلة في نقد يوسف إدريس للنظام الرأسمالي الإسباني الذي يهمه الربح المادي من دخل لعبة مصارعة الثيران على حساب مصارعي الثيران من الفقراء الذين يُقْتلون وسط حلبة الصراع ومنهم شخصية أنطونيو ـ الشخصيات التي تقدمها القصة باهتة غير واضحة الملامح ـ من حيث التجنيس ، لا يعتبر صبري حافظ " رجال وثيران " رواية ، بل إنها تظل " محوِّمة بالقرب من التحقيق الفني ، والرحلة ، والقصة القصيرة الطويلة (Novela ) "( ص : 701 ) ـ " إقحام الراوي ، معلقاً ، وسط الكثير من الأحداث التي ينبغي عندها الاستمرار في عرض الحدث وتركه هو ليشي وحده بما ينبغي أن يستخلص منه " ( 702 ) ـ اكتظاظ القصة : بـ (صورة مزعجة) على حد تعبير الناقد ، بالأحكام والتأملات ( ص : 702 )...
الرواية الثانية في نهاية الملف الروائي هي " البيضاء " ، وقد تصدى لها الناقد القاص يوسف الشاروني بالدرس والتحليل ، مفتتحاً مقالتَه بقوله: " صحيح أن الأدب ليس تاريخاُ ، كما أنه ليس علم النفس ولا علم الاجتماع ـ بل هو بناء فني أساسه اللغة ، لكنه ليس بناء مفرغاً، بل يستوحي موضوعاته من كل هذه العلوم الإنسانية مجتمعة " ، وذلك ليقول لنا إن الرواية يمكن أن تكون وثيقة صادقة من وثائق المؤرخ التي يعتمد عليها في رصد حركة المجتمع المصري المعاصر التاريخية والاجتماعية. والحقيقة أن لنا في روايات نجيب محفوظ خير مثال على ذلك ، فهي تواكب تطور المجتمع المصري عبر تاريخ طويل من ثورة 1919 إلى عهدي عبد الناصر والسادات وما بعدهما. ورواية "البيضاء" تدخل في هذا الإطار من خلال علائق متشابكة بين الرجل والمرأة في مجتمع ذكوري قاهر, ويغلب على دراسة الشاروني التكيز على المتن الحكائي .
شهادات:
ويضم هذا الباب شهادات عديدة لنقاد ومبدعين مصريين معروفين في الوسط الأدبي والنقدي، ويقع بين صفحتي (717 إلى 954 )، وسنكتفي بذكر أصحاب هذه الشهادات، لأن المقام لا يسمح بذكر ما ورد فيها هنا ، بالنظر إلى غزارة هذه المادة وغناها ، تحتاج وحدها إلى عرض خاص. وهؤلاء هم حسب ترتيبهم في هذا الباب :
ـ إبراهيم أصلان ـ إبراهيم عبدالمجيد ـ إبراهيم فتحي ـ أبو المعاطي أبو النجا ـ أحمد الشيخ ـ أحمد عباس صالح ـ إدوار الخراط ـ اعتدال عثمان ـ ألفرد فرج ـ بهاء طاهر ـ ثروت أباظة ـ حمد السكوت ـ خيري شلبي ـ سامي خشبة ـ سعد الدين وهبة ـ سيد حامد النساج ـ شكري محمد عياد ـ شمس الدين موسى ـ عبدالرحمن أبو عوف ـ عبدالعال الحمامصي ـ عبدالفتاح رزق ـ عبدالله خيرت ـ عبدالله الطوخي ـ عز الدين إسماعيل ـ علي سالم ـ غالي شكري ـ فاطمة موسى محمود ـ فتحي غانم ـ فريدة النقاش ـ فؤاد قنديل ـ مجيد طوبيا ـ محمد جبريل ـ محمد جلال ـ محمد المخزنجي ـ محمد مستجاب ـ محمد المنسي قنديل ـ محمود أمين العالم ـ محمود الورداني ـ نجيب محفوظ ـ يوسف أبو رية ـ يوسف القعيد.
ويُخْتتم الكِتابُ بوثائقَ بخطِّ الكاتب وصور فوتوغرافية وبيبليوغرافيا من إعداد الدكتورين حمدي السكوت ومارسدن جونز . وتنقسم إلى الأقسام التالية : أـ أعمال يوسف إدريس في جميع الأجناس الأدبية التي كتب فيها : 1 - مجاميع قصصية – 2 ـ مسرحيات ـ 3 – روايات ـ 4ـ كتب ـ 5 ـ كتب بالاشتراك ومقدمات كتب – 6 ـ قصص قصيرة نشرت في دوريات ـ دراسات ومقالات نشرت في الأهرام في باب بعنوان من مفكرة يوسف إدريس ( 12 / 01 / 1987 إلى 16 / 11 / 1990 ) أحاديث صحفية واستفتاءات وندوات. بـ : أعمال عن يوسف إدريس ، وهي كما يلي : 1 - كتب كاملة .2 - كتب تناولته في فصول - 3 - مقالات ودراسات نقدية عن يوسف إدريس لأبرز النقاد و الباحثين المصريين لا يتسع المجال هنا لذكر أسمائهم لكثرة أصحابها ذائعي الصيت في المشهد الأدبي والثقافي في عصر الكاتب ، وقد نشرت في صحف ومجلات مصرية وغيرها - أعمال عن يوسف إدريس بلغات أخرى. والكتابُ يعدُّ أهمَّ مرجعٍ لكل من يتصدى لدراسة جانبٍ من جوانبِ تجربةِ يوسف إدريس الأدبية من الباحثين والدارسين سواء على المستوى الجامعي الأكاديمي أو غيره.
يبقى أن نقول في الأخير : إن القراءة في هذا الكتاب الرفيع تعتبر سَفراً مُمتعاً مفيداً، ونزهةً في كنز مليء بالجواهر والآلىء من أبحاث و دراسات وشهادات ومقالات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرض كتاب موسوعي حول الكاتب المصري يوسف إدريس المنشور يوم الخميس 5 شتنبر 2023 في "الملحق الثقافي" لجريدة العلم ،