المستشار بهاء المري - هل تقوم جريمة هتك العرض بتجريد شخص من ملابسه وإلباسه قميص نوم حريمي؟

لما كان من المقرر قانونا أن الفعل الذي يُعد هتكا للعِرض هو الفعل الذي يقع على جسم المجني عليه ويخدش عاطفة الحياء العِرضي له. فإنه بناء على هذا يكون من قبيل هتك العرض كل فِعل عَمد مُخل بالحياء يستطيل إلى جسم المَرء ويخدش عاطفة الحياء عنده من هذه الناحية ويكون من قبيلِه الأفعال الأخرى التي تصيب جسمه على هذا النحو لمَبلغ ما يصاحبها من فُحش، خاصة وأنَّ نص العقاب على هتك العرض لم يرد به حصر للحالات التي يصح أن تندرج تحت هذه الجريمة.
ذلك أن مثل هذا المساس يجب حَتما وفي كل الأحوال أن يُعد من قبيل هتك العِرض لما فيه من الإخلال بحياء المجني عليه على النحو مار الإيضاح حتى وإنْ تَصوَّرَ العقل في أحوال قد تكون في ذاتها نادرة أو قليلة الوقوع إمكان الإخلال بحياء المجني عليه العِرضي بأفعال لا تصيب من جسمه مَوضعا يعد عورة ولا يجوز مع ذلك التردد في اعتبارها من قبيل هتك العرض نظرا لمبلغ ما يُصاحبها من فُحش.
فإذا كان الثابت في الأوراق أنَّ المتهمَين خطفا المجني عليه بتوك توك وانتحيا به مكانا قصيا غير آهل بالناس وقيداه بحبل من مِعصمَيه وجرداه تمامًا من ملابسه وألبساه قميص نوم حريمي وعادا به إلى البلدة وأنزلاه من التوك توك على هذه الهيئة الخادشة لحيائه أمام الناس، فإن هذا السلوك - وقد بلغ من الفُحش مَبلغا - من المؤكد في عقيدة المحكمة أنه يخدش عاطفة الحياء العِرضي لديه حتى وإن لم يقع مساس بعورته وهو ما يقوم به الركن المادي لجريمة هتك العرض بالقوة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

ملف
الأدب القضائي - المحاكمات والمحاكمات الأدبية
المشاهدات
600
آخر تحديث
أعلى