أ. د. عادل الأسطة - أفكار وموضوعات في الأدب الفلسطيني و"العربي"

تمهيد :
وأنا في ألمانيا اقتنيت المعجمين الآتيين :
- Motive der Weltliteratur
و
Stoffe der Weltliteratur
للباحثة
Elisabeth Frenzel
ومعجم
- Themen und Motive in der Literatur
ل
Horst S. und Ingrid Daemmrich
وقد أفدت منها في الاطلاع على صورة اليهود في الأدب العالمي ، وصرت لاحقا إذا ما أردت أن أكتب عن موضوع ما أو فكرة ما في الأدب الفلسطيني أو لدى كاتب ما ، صرت أعود إليها وإلى غيرها من المعاجم مثل معجم الرموز
Woerterbuch der Symbloik
ل
Manfred Lurker
ومعجم مصطلحات الأدب
Sachwoerterbuch der literatur
ل
Gero von Wilpert
ومن يراجع دراساتي بعد الدكتوراه يلحظ العديد من الإشارات إلى هذه المعاجم والاقتباسات منها .
عندما كتبت دراستي " الوطن في شعر إبراهيم طوقان " ( ١٩٩٤ ) لم أتتبع دال الوطن فيه فقط ، فقد تتبعته في الشعر العربي القديم أيضا لأبني عليه ، وهكذا صار منهحي في الكتابة ، وعندما أخذت أكتب مقالاتي في جريدة الأيام الفلسطينية وأتتبع فكرة في المقالة نهجت النهج نفسه .
مؤخرا خطرت لي فكرة أن أجمع بعض موتيفات وأفكار الأدب الفلسطيني ( والعربي أحيانا ) في كتاب القصد منه لفت النظر إلى معجم ينجزه الباحثون والدارسون العرب يكون أساسا للدارسين الذين يعالجون موضوعا أو فكرة في الأدب العربي يبنون عليه دراستهم .
مثلا حين يكتب دارس بحثا عن دال الوطن في شعر مظفر النواب أو في شعر محمود درويش تكون دراسته أعمق وأفضل حين يتتبع هذا الدال في الشعر العربي القديم والحديث الذي كتب قبل أن يكتب الشاعران فيه .
عندما كتب طه حسين عن شعر الغزل وشعر الخمر في كتابه " حديث الأربعاء " سار وفق المنهج التاريخي الذي يدرس الموضوع أو الظاهرة دراسة تعاقبية متتبعا أصولها والجديد الذي طرأ عليها وما أضافه اللاحق للسابق .
وعندما كتب شاكر النابلسي كتابه " مجنون التراب : دراسة في شعر وفكر محمود درويش " ( ١٩٨٧ ) نهج هذا النهج وسمى منهجه النقدي " المنهج الملحمي " . عندما درس دال القمر مثلا في شعر الشاعر تناول توظيف الشعراء العرب القدامى له . وقد أصدر حسين حمزة في العام ٢٠١٢ معجم الموتيفات المركزية في شعر محمود درويش ، وهو معجم تجد بذور فكرته في كتاب النابلسي وفي دراستي " محمود درويش ولغة الظلال " .
لا أزعم أنني في أثناء الكتابة التزمت التزاما صارما في تناول كل دال أو كل موضوع ، فثمة اختلاف بين أحيانا ، وأحيانا لا تخلو الكتابة من توظيف ضمير المتكلم / الأنا لتبيان كيف جاءتني الفكرة أو للإشارة إلى أنني اعتمدت على الذاكرة ، فالذات حاضرة ، بخاصة أن أكثر ما كتب كتب للنشر في الصحيفة ، وهناك كتابات كتبت لمؤتمرات أو ندوات جاءت المعالجة فيها أرحب وأوسع ، مثل ما كتب عن اليهود في الأدب الفلسطيني وعن سؤال الهوية في الرواية العربية ، وهناك مقالات توسعت فيها في أبحاث ونشرتها في كتب مثل موضوع القدس في الرواية العربية وموضوع الشحاد في الأدب الفلسطيني وفي الأخير كتبت عن فكرة الشحاد في الأدب العالمي ؛ بدايتها وتطورها وظهورها في الأدب معتمدا على كتاب ( إليزابيث فرنزل ) ، وقد قمت بالشيء نفسه في دراستي " محمود درويش ولغة الظلال " حيث تتبعت دوال الفراشة والقمر والأخضر وغيرها .
لعل إذن طريقة الكتابة والمعالجة هي ما يوحد بين ما تضمه صفحات الكتاب ، لا الموضوع ولا وحدة الأفكار أو تشابهها .
قد تكون هناك اعتراضات و مآخذ عديدة للدارسين . لا بأس واعتراضاتهم ستقرأ بصدر رحب وبشكر وافر .
١٢ تشرين الثاني ٢٠٢٢ .
عادل الاسطة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى