أحمد عنتر مصطفى - الحلول في جماجم الأشياء.. شعر

حبيبتي تقولُ :
" إنَّ مَن يُطأْطِىءُ العيونَ ؛
أو يَغُضَّ وَعْيَهُ تمُرُّ فوق راسِهِ السيوفْ
و عُمرُهُ يطول "
حبيبتي تريد أنْ يطولَ عمرُ حُبِّها ؛
و خَفْقُ قلبِها
و لا تريدُ أن تراني ثائرا .. أقول:
" إنَّ من يريدُ أن يُعانِقَ الربيع‘ْ عليه أن يُطاردَ الذبولْ "
هامش :
يظلُّ ذلك الظلامُ سَيِّدا
إنْ لم يُرصِّع المساءُ أنْجُمَهْ
و دَرْبُنا يضلُّ فوقه الهدى
إن لمْ تُنَوِّرْ الطريقَ جمجمَه ْ
**
لأنني أكونُ ضائعا
إذا قنعت بالكساءِ و الحذاءِ و الدخانِ و الرغيفْ
و إنْ جلستُ فوق حافةِ الرصيفْ
ألوكُ إغنياتنا الكسيرةَ الملحنةْ
أكونُ عارِيا
إن صِرتُ أغزلُ الحروفَ من ضبابنا الكثيفْ
و لم أَقُمْ
و في يدَيَّ سَوْسَنَةْ
لأفْتِلَ الرصاصَ من سخونةِ النزيفْ !!
**
يمتَصُّني الربيع ُوالخريفُ
و المساء و الشروقُ و الأصائلُ
تلبسُني الأشجارُ و الظلالُ و الأعشابُ و الجداولْ
أجوسُ في الرياحِ و البروقِ و المطرْ
أبحر في ارتعاشةِ النسيمِ و السنابلْ
أسجو كموجِ البحرِ في السَّحَرْ
أغيبُ في سواعدِ القدرْ
أذوب في ترنيمة الدعاءِ شاهقًا مع امتداد مئذنةْ
أعود في عروق الصخرِ
في حجارةِ الصبيِّ .. في قذيفة المقاتلْ
أحلُّ في عيونِ طفلةٍ رَخِيّةِ الجدائلْ
فتستحيلُ ماردًا يُقاتِلْ
يُقاتِلْ..
يُقاتِلْ ..
يُقاتِلْ ..

أحمد عنتر مصطفى/ مصر
أعلى