المحامي علي ابوحبله - تصريحات اردغان هل ترتقي لموقف استراتيجي من إسرائيل؟؟؟

شهدنا تغير في الخطاب الرسمي التركي بعدما انبرى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الدفاع عن حركة المقاومة الفلسطينية واعتبرها حق مشروع وهاجم العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.

هذا الموقف تبعه عدة مواقف أخرى للدولة التركية منها تعليق خطط التعاون مع "إسرائيل" في مجال الطاقة، وألغى وزير الطاقة التركي زيارة مجدولة لـ"تل أبيب"، بعدما أعلن أردوغان إلغاء زيارته لـ"إسرائيل" هو الآخر، في خطوات تصعيديه من أنقرة.

وربما جاءت هذه الخطوات المتأخرة على وقع الضغط الشعبي المطالب بقطع العلاقات مع "إسرائيل"، ووقوع الجانب الرسمي التركي عرضة لانتقادات من الفلسطينيين الذين كانوا يطمحون إلى مواقف أكثر قوة، فهل يتشكل موقف مختلف لتركيا عما كان بداية الحرب في غزة؟

وقال الرئيس التركي: إن "الدموع التي يذرفها الغرب من أجل إسرائيل نوع من الاحتيال"، وأكد أن بلاده ستواصل استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية اللازمة، وحث "إسرائيل على الاستجابة لدعوات السلام".

وترجمة لهذه التصريحات، قالت وسائل إعلام تركية إنه بُعيد خطاب أردوغان، اجتمع وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بقيادات من حركة حماس في إسطنبول، لتأكيد الموقف التركي من الدفاع عن الحركة، بعدما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية أن أنقرة طالبت، في 7 أكتوبر، قيادات حماس بمغادرة أراضيها "كي لا يتم وضع أنقرة في موقع حرج".

كما كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن تركيا قررت تعليق خطط التعاون مع "إسرائيل" في مجال الطاقة، وأن وزير الطاقة التركي قرر إلغاء زيارة مجدولة إليها، بعدما أعلن أردوغان إلغاء زيارته المفترضة أيضاً.

وكان أحد الخيارات التي بحثتها "إسرائيل" هو إنشاء خط أنابيب تحت الماء من تركيا إلى أكبر حقل بحري للغاز الطبيعي في دولة الاحتلال "ليفياثان". وتتضمن الخطة نقل الغاز إلى تركيا، ومن ثم إلى دول جنوب أوروبا، لتقليل اعتماد تلك الدول على خط الأنابيب الروسي.

ويرمي خط الأنابيب المقترح إلى ربط خط الأنابيب التركي الأوروبي الرئيسي باحتياطيات الغاز في "إسرائيل"، والدول المجاورة؛ مثل مصر والإمارات.

موقف شعبي وحزبي اتسم بالزخم والقوه في دعم الفلسطينيين ضد حرب الاباده على غزه وقد تكون تلك المواقف هي التي دفعت أردغان للتغيير في مواقفه بعد التزامه جانب من الهدوء لما يقارب أسبوعين من الحرب ، ، فإن التصعيد كان من نصيب حليفه المقرب، زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهتشلي، الذي طالب الدولة في تدوينة مفاجئة على موقع "X"، يوم 21 أكتوبر، بأن "تُسرع بالتدخل والقيام بكل ما هو ضروري من منطلق مسؤولياتها التاريخية والإنسانية والدينية"، مؤكداً أن إرث الدولة التركية هو "القيام بمهمة حماية غزة ومؤازرتها".

وفي الـ24 من أكتوبر، التقى الرئيس التركي ببهتشلي، حيث ذكرت وسائل إعلام تركية أنهما ناقشا آخر المستجدات في غزة، والخطوات التي ستقوم بها تركيا من أجل وقف الهجمات الإسرائيلية على غزة والمساعدات الإنسانية التي ستقدمها لسكان القطاع.

وعلى مدار معظم أيام الحرب، شهدت معظم مدن تركيا احتجاجات واسعة، كان أبرزها في الـ18 من أكتوبر، عقب تظاهرات أمام قنصلية "إسرائيل" في إسطنبول وسفارتها في أنقرة، اللتين شهدتا محاولات غاضبة لاقتحامها رداً على مجزرة مستشفى "المعمداني"، قبل أن تتدخل الشرطة باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

وعقب ذلك طلبت "إسرائيل" من مواطنيها مغادرة تركيا في أسرع وقت ممكن، في وقتٍ كشفت قناة "إن.تي.في" التركية التلفزيونية ووسائل إعلام أخرى (20 أكتوبر)، أن سفيرة "إسرائيل" لدى أنقرة، إيريت ليليان، غادرت تركيا مع الدبلوماسيين الإسرائيليين الآخرين.

ربما هي المرة الأولى في تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، الذي تجد فيه تركيا نفسها في قلب الصراع، بل على مسافة قريبة للغاية من تداعيات الجولة الحالية، التي بدأت من غزة بعملية "طوفان الأقصى"، والمرشحة للتوسع إلى بلدان أخرى في مقدمتها لبنان.

وتلقت تركيا ورئيسها أردوغان انتقادات كبيرة بسبب عدم تجاوب أنقرة مع الحرب الدائرة في غزة، قياساً على مواقف سابقة، أبرزها ما حدث عام 2018، حين تم طرد السفير الإسرائيلي من أنقرة، والقنصل العام من إسطنبول.

التصريحات للرئيس التركي أردغان هل ترقى لموقف استراتيجي من إسرائيل خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ، أن تركيا أردغان تعتبر الشريك التجاري الأول لإسرائيل في الشرق الأوسط الجديد ، وهي الشريك السياحي الأول لها، وترتبط تركيا ب12 اتفاقية أمنية معها، وتبلغ حجم الصادرات الاسرائيليه لتركيا تقريبا 2،1 مليار وهي أضعاف عن حجم صادراتها لمصر والأردن ودول عربيه أخرى

شهدنا مواقف للرئيس التركي أردغان سرعان ما تبين أنها تكتيكيه وليست استراتجيه وهو ما تجسد في غضبته على السلوك الإسرائيلي مع سفينة المساعدات لغزة في عام 2010، او انتفاضه المسرحي على شيمون بيريز في ملتقى دافوس 2015 وانسحابه من الجلسة الحوارية، لكن تبين فيما بعد أن العلاقة الإسرائيلية التركية بقيت متواصلة ومتطورة رغم انقطاع تكتيكي ، فالمسار العام للعلاقة يتطور بغض النظر عن " لحظات نزق " عابرة.

تبقى تصريحات ومواقف أردغان تكتيكيه وهي بسبب الضغط الشعبي والحزبي ما لم يتبعها أردغان بموقف استراتيجي يحدد من خلاله دور تركيا في حلف الناتو وتحديد علاقاته مع إسرائيل وما إذا كان سيقدم على طرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير التركي وتجميد كافة العلاقات مع إسرائيل لحين الاستجابة والإذعان لكافة قرارات الشرعية الدولية والتي بموجبها تنهي احتلالها للاراضي الفلسطينية بما فيها القدس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى