رغم اختلافي معها في بعض الأمور، فإن حركةَ حماس الفلسطينية ودرعَها العسكري كتائب القسام يستحقان كل الاحترام والتقدير، في مواجهتهما للعدو الإسرائيلي الصهيوني. بل يستحقان أن تُرفعَ لهما القبَّغةُ عاليا لِما أبديانه من صمودٍ وجرأةٍ وبأس وشجاعةٍ واستماتةٍ ورجولةٍ في مواجهة عدو من طينة الجبابرة، لطالما ادعى أنه أقوى الأقوياء وقاهر لا يمكن قهرُه. بل إنه ادَّعى، ولا يزال يدَّعي، حكومةً وجيشاً، أنه يَهْزِمُ ولا يُهزَمُ، ينتصر ولا يُنتَصَر عليه، يغلِب ولا يُغلَب، يربح ولا يخسر، يسحق ولا يُسحَق، يتفوَّق ولا يُتَفَوَّقُ عليه، يُخِيف لكنه يخاف… لماذا يُخِيف لكنه يخاف؟
لأن العدو الصهيوني يعرف حق المعرفة أن وجودَه في قلب الوطن العربي مبني على باطل وعلى قوَّة السلاح وعلى دعمٍ لامشروطٍ من طرف القِوُى العُظمى superpuissances وعلى فكر سياسي متطرِّف، مُتعجرف، مُتغطرس وعنيف. فكرٌ فاق بكثير ما يُعرف باليمين المتطرِّف. بل فاقَ الفكر النازي la pensée naziste الذي اشتهر به أدولف هيتلر Adolf Hitler بألمانيا. كما فاق الفكر الفاشي la pensée fasciste الذي اشتهر به بينيتو موسوليني Benito Mussolini بإيطاليا.
خلافا للقضية الفلسطينية المبنية على الحق الذي يشهد به التاريخ وتشهد به قرارات الأمم المتحدة ويشهد به العالمُ بأسره، بعد الهجوم الوحشي الحالي على غزة. لكن، فهل بالإمكان أن يتساكنَ الحق مع الباطل؟
لا، أبدا، لا يمكن أن يتساكنا. وحتى إن استطاع الباطلُ أن يفرضَ باطلَه بالقوة على الحق، فإنه لم يستطع ولن يستطيعَ نزعَ هذا الحق من وِجدان الفلسطينيين. بل إنه حق ينتقل من جيلٍ لآخر، وأقوى المتشبثين به هم الصِّعارُ من شباب وأطفال. شبابٌ وأطفالٌ سكنهم حبُّ الوطن وتربَّوا عليه. بل رضعوه من ثُدِيِّ (جَمعُ ثَديٍ) أمهاتهم ومستعدُّون للدِّفاع عنه بالأمس، اليوم وغدا وإلى الأبد!
لا يمكن أن يتساكنا لأن الصهاينة يحوِّلون، على مرأى ومسمعٍ من المجتمع الدولي، ما هو باطل إلى حق وما هو حق إلى باطل بقوة القانون الخاص بهم. ألم يقل سبحانه وتعالى في سورة آل عِمران : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (آل عِمران، 71). إن كان في الوجود بَشَرٌ يُلْبِسُونَ الحقَّ بالباطل بمهارةٍ فائقة وبمباركةٍ من القِوى العظمى، فهم الصهاينة الذين يعلمون عِلمَ اليقين أنهم ليسوا على حق! ، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (الإسراء، 81) أو مصداقا لقولِه عزَّ وجلَّ : "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (الأنبياء، 18). فرقٌ شاسعٌ بين مَن هم إيمانُهم بقضيتهم مبنيٌّ على الحق ومَن هم مُتشبِّثُون بقضيةٍ مبنية على باطلٍ وتزويرٍ وتحريفٍ للثوراة والإنجيل مصداقا لقولِه سبحانه وتعالى : "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ… (النساء، 46). فمهما انتصر الباطلُ على الحق، فإنه، بإذن اللهِ زائلٌ، لا محالة، طال الزمانُ أم قصُرَ مصداقا لقولِه سبحانه وتعالى : "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (فاطر، 44).
هذا هو ما نستشِفُّه من تصريحات قادة إسرائيل حكومةً وجيشاً، في الماضي والحاضر، وبالأخص، هده الأيام أثناء هجوم هذا الكِيان الغاشم، الوحشي، الغادر واللاإنساني على قطاع غزة. إن هؤلاء القادة يعرفون حق المعرفة أن وجودَهم في قلب الوطن العربي وكلامَهم مبنيان على باطلٍ، ومع ذلك، فإنهم مُصِرُّون على فرض هذا الوجود على الوطن العربي، وبالأخص، على الفلسطنيين والتَّشبُّث به، أبى مَن أبى وكرِه مَن كرِه!
بل إن هذا العدو يعرف حق المعرفة أنه دخيلٌ على العالم العربي ومفروض عليه من طرف الاستعمار البريطاني، من خلال وعْد بلفور déclaration de Balfour الذي يُعتبَر، سنة 1917، أول خطوة ستقود، مستقبلاً، إلى إنشاء الكِيان الصهيوني (دولة إسرائيل) سنة 1948. ومع ذلك ورغم كل هذه المعطيات التي يتبيَّن، من خلالِها، أن الشعبَ الفلسطيني صاحبُ حق، فإن إسرائيل مستمرَّةٌ في اعتدائها على الشعب الفلسطيني، رغبةً منها في الاستلاء على جميع أراضي فلسطين ولو أدى ذلك إلى إبادتهم جميعا.
لكن هيهات! لقد وجدت أمامها أبطالاً لا يفرٍّقون بين الحياة والاستشهاد. إما أن يَحْيَوا وتُحرَّرُ فلسطين، وإما أن يستشهِدوا وتُحرَّرُ فلسطين! وهنا يكمن الفرقُ الشاسع بين كِيانٍ يبني وجودَه على دعمِ قِوَى ظالٍمة مثله وعلى رأسِها الولايات المتَّحدة والعالم الغربي بصفة عامة، وبين مقاومةٍ تؤمن، حتى النخاع، بقضية عادلة لا غُبارَ عليها. ولولا هذا الدعم، لكانت إسرائيل، رغم ما تتوفَّر عليه من اسلحة دمار، في خبر كان لأن هذا الِكِيان لم يستطع ولن بستطيعَ أن يصمدَ، على الدوام، أمامَ إصرار المقاومة الفلسطينية على عدالة قضيتِها. وهذا يعني أن إسرائيل لن تعيشَ، أبدا، في أمنٍ وأمان، ما دامت مُصرَّة على عدم الاستجابة للحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه. طال الزمان أم قصُرَ، فعلى إسرائيل أن تختارَ إما الاستجابة للحق وإما العيشُ في الرُّعب والخوف الأبديين! وهذا ليس شيئا غريبا على هذا الِكِيان الذي عُرِفَ بنفاقه وكذبِه وبُهتانِه منذ القِدم مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (المائدة، 70).
والغريب في الأمر أن حكَّامَ إسرائيل، بدون استثناء، يدَّعون أنهم أول وآخِر ديمقراطية في الشرق الأوسط. قد يكون هذا الكلامُ صحيحا، وهو صحيح، لكن فقط على مستوى الواجهة. لماذا؟ لأنه، إذا كان الحُكمُ، في إسرائيل وبين الإسرائليين، مبنيا على الديمقراطية، فإن ممارسات هذا الحكم، على أرض الواقع، متناقِضة مع ما تفرِضه هذه الديمقراطية، كونياً، من عدالة واحترامٍ لحقوق الإنسان وحسن جوارٍ…
وهو ما يحدث فعلا عندما يتعلَّق الأمرُ بتهديد وجود هذا الكِيان في قلب الوطن العربي، أذ سرعان ما تنقلب الديمقراطية إلى همجيةٍ لا مثيلَ لها في تاريخ البشرية. بل لا مثيلَ لها حتى عند النازيين وجنوب إفريقيا لما كانت ترزح تحت وطأة الأبارتايد apartheid (الميز العنصري). كل ممارسات الكِيان الصهيوني على أرض فلسطين تتناقض تناقُضا صارِخا مع الديمقراطية : بناء المستوطنات، قمعُ الفلسطينيين فقط لأنهم فلسطينيون، تهديم المنازل، السَّطو على أراضي الفلسطينيين، اعتداء المستوطنين على الأهالي الفمسطينيين، اقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين، القتل العَمدُ للفلسطينيين المتظاهرين، إقامة الحواجز، حصارٌ لاإنساني على غزة، طردُ الفلسطنيين من ديارهم، التّدخٌُّلات الوحشية للشرطة الإسرائلية،…
لأن العدو الصهيوني يعرف حق المعرفة أن وجودَه في قلب الوطن العربي مبني على باطل وعلى قوَّة السلاح وعلى دعمٍ لامشروطٍ من طرف القِوُى العُظمى superpuissances وعلى فكر سياسي متطرِّف، مُتعجرف، مُتغطرس وعنيف. فكرٌ فاق بكثير ما يُعرف باليمين المتطرِّف. بل فاقَ الفكر النازي la pensée naziste الذي اشتهر به أدولف هيتلر Adolf Hitler بألمانيا. كما فاق الفكر الفاشي la pensée fasciste الذي اشتهر به بينيتو موسوليني Benito Mussolini بإيطاليا.
خلافا للقضية الفلسطينية المبنية على الحق الذي يشهد به التاريخ وتشهد به قرارات الأمم المتحدة ويشهد به العالمُ بأسره، بعد الهجوم الوحشي الحالي على غزة. لكن، فهل بالإمكان أن يتساكنَ الحق مع الباطل؟
لا، أبدا، لا يمكن أن يتساكنا. وحتى إن استطاع الباطلُ أن يفرضَ باطلَه بالقوة على الحق، فإنه لم يستطع ولن يستطيعَ نزعَ هذا الحق من وِجدان الفلسطينيين. بل إنه حق ينتقل من جيلٍ لآخر، وأقوى المتشبثين به هم الصِّعارُ من شباب وأطفال. شبابٌ وأطفالٌ سكنهم حبُّ الوطن وتربَّوا عليه. بل رضعوه من ثُدِيِّ (جَمعُ ثَديٍ) أمهاتهم ومستعدُّون للدِّفاع عنه بالأمس، اليوم وغدا وإلى الأبد!
لا يمكن أن يتساكنا لأن الصهاينة يحوِّلون، على مرأى ومسمعٍ من المجتمع الدولي، ما هو باطل إلى حق وما هو حق إلى باطل بقوة القانون الخاص بهم. ألم يقل سبحانه وتعالى في سورة آل عِمران : "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (آل عِمران، 71). إن كان في الوجود بَشَرٌ يُلْبِسُونَ الحقَّ بالباطل بمهارةٍ فائقة وبمباركةٍ من القِوى العظمى، فهم الصهاينة الذين يعلمون عِلمَ اليقين أنهم ليسوا على حق! ، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (الإسراء، 81) أو مصداقا لقولِه عزَّ وجلَّ : "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (الأنبياء، 18). فرقٌ شاسعٌ بين مَن هم إيمانُهم بقضيتهم مبنيٌّ على الحق ومَن هم مُتشبِّثُون بقضيةٍ مبنية على باطلٍ وتزويرٍ وتحريفٍ للثوراة والإنجيل مصداقا لقولِه سبحانه وتعالى : "مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ… (النساء، 46). فمهما انتصر الباطلُ على الحق، فإنه، بإذن اللهِ زائلٌ، لا محالة، طال الزمانُ أم قصُرَ مصداقا لقولِه سبحانه وتعالى : "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (فاطر، 44).
هذا هو ما نستشِفُّه من تصريحات قادة إسرائيل حكومةً وجيشاً، في الماضي والحاضر، وبالأخص، هده الأيام أثناء هجوم هذا الكِيان الغاشم، الوحشي، الغادر واللاإنساني على قطاع غزة. إن هؤلاء القادة يعرفون حق المعرفة أن وجودَهم في قلب الوطن العربي وكلامَهم مبنيان على باطلٍ، ومع ذلك، فإنهم مُصِرُّون على فرض هذا الوجود على الوطن العربي، وبالأخص، على الفلسطنيين والتَّشبُّث به، أبى مَن أبى وكرِه مَن كرِه!
بل إن هذا العدو يعرف حق المعرفة أنه دخيلٌ على العالم العربي ومفروض عليه من طرف الاستعمار البريطاني، من خلال وعْد بلفور déclaration de Balfour الذي يُعتبَر، سنة 1917، أول خطوة ستقود، مستقبلاً، إلى إنشاء الكِيان الصهيوني (دولة إسرائيل) سنة 1948. ومع ذلك ورغم كل هذه المعطيات التي يتبيَّن، من خلالِها، أن الشعبَ الفلسطيني صاحبُ حق، فإن إسرائيل مستمرَّةٌ في اعتدائها على الشعب الفلسطيني، رغبةً منها في الاستلاء على جميع أراضي فلسطين ولو أدى ذلك إلى إبادتهم جميعا.
لكن هيهات! لقد وجدت أمامها أبطالاً لا يفرٍّقون بين الحياة والاستشهاد. إما أن يَحْيَوا وتُحرَّرُ فلسطين، وإما أن يستشهِدوا وتُحرَّرُ فلسطين! وهنا يكمن الفرقُ الشاسع بين كِيانٍ يبني وجودَه على دعمِ قِوَى ظالٍمة مثله وعلى رأسِها الولايات المتَّحدة والعالم الغربي بصفة عامة، وبين مقاومةٍ تؤمن، حتى النخاع، بقضية عادلة لا غُبارَ عليها. ولولا هذا الدعم، لكانت إسرائيل، رغم ما تتوفَّر عليه من اسلحة دمار، في خبر كان لأن هذا الِكِيان لم يستطع ولن بستطيعَ أن يصمدَ، على الدوام، أمامَ إصرار المقاومة الفلسطينية على عدالة قضيتِها. وهذا يعني أن إسرائيل لن تعيشَ، أبدا، في أمنٍ وأمان، ما دامت مُصرَّة على عدم الاستجابة للحق الذي يعلو ولا يُعلى عليه. طال الزمان أم قصُرَ، فعلى إسرائيل أن تختارَ إما الاستجابة للحق وإما العيشُ في الرُّعب والخوف الأبديين! وهذا ليس شيئا غريبا على هذا الِكِيان الذي عُرِفَ بنفاقه وكذبِه وبُهتانِه منذ القِدم مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (المائدة، 70).
والغريب في الأمر أن حكَّامَ إسرائيل، بدون استثناء، يدَّعون أنهم أول وآخِر ديمقراطية في الشرق الأوسط. قد يكون هذا الكلامُ صحيحا، وهو صحيح، لكن فقط على مستوى الواجهة. لماذا؟ لأنه، إذا كان الحُكمُ، في إسرائيل وبين الإسرائليين، مبنيا على الديمقراطية، فإن ممارسات هذا الحكم، على أرض الواقع، متناقِضة مع ما تفرِضه هذه الديمقراطية، كونياً، من عدالة واحترامٍ لحقوق الإنسان وحسن جوارٍ…
وهو ما يحدث فعلا عندما يتعلَّق الأمرُ بتهديد وجود هذا الكِيان في قلب الوطن العربي، أذ سرعان ما تنقلب الديمقراطية إلى همجيةٍ لا مثيلَ لها في تاريخ البشرية. بل لا مثيلَ لها حتى عند النازيين وجنوب إفريقيا لما كانت ترزح تحت وطأة الأبارتايد apartheid (الميز العنصري). كل ممارسات الكِيان الصهيوني على أرض فلسطين تتناقض تناقُضا صارِخا مع الديمقراطية : بناء المستوطنات، قمعُ الفلسطينيين فقط لأنهم فلسطينيون، تهديم المنازل، السَّطو على أراضي الفلسطينيين، اعتداء المستوطنين على الأهالي الفمسطينيين، اقتحام المسجد الأقصى أولى القبلتين، القتل العَمدُ للفلسطينيين المتظاهرين، إقامة الحواجز، حصارٌ لاإنساني على غزة، طردُ الفلسطنيين من ديارهم، التّدخٌُّلات الوحشية للشرطة الإسرائلية،…