د. أيمن دراوشة - تداعيات حرب غزة

تداعيات حرب غزة

أيمن دراوشة – ناقد أدبي أردني​

تمثلت حرب غزة في سلسلة من الصراعات والتوترات المسلحة بين إسرائيل وحركة حماس، هذه الحرب المسعورة التي أسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح البشرية والبنية التحتية، وتركت آثارًا مدمرة طويلة الأمد على السكان المدنيين.

لقد تسببت حرب غزة في أثر إنساني كبير ومدمر شملت العديد من الجوانب المأساوية على السكان المدنيين ومن ذلك: الخسائر البشرية حيث أسفرت حرب غزة عن استشهاد وجرح الآلاف من الأبرياء، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، وما ترتب عنها من آلام وجراح وأثر نفسي شديد المفعول خاصة على الأطفال حين مشاهدتهم تلك الفظائع الهمجية، إضافة إلى تدمير البنية التحتية من خلال الضربات الجوية العشوائية التي لم يسلم منها لا بيت ولا مدرسة ولا حتى مستشفى أو مقبرة.

كما أضطر العديد من السكان المدنيين إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن مأوى آمن، مما أدى ذلك إلى النزوح والشتات والقتل في الطرقات حيث لم يرحم العدو لا صغيرًا ولا كبيرًا ولا حتى حجرًا أو حيوانًا.

وأيضًا معاناة أهل غزة من نقص الإمدادات الضرورية والوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الصحية، فالمستشفيات دمرت مع أجهزتها، واستشهاد عدد كبير من كوادرها الطبية...

ومن أهم الآثار المدمرة تلك الآثار النفسية حيث يعاني الكثيرون من الصدمات النفسية والعقلية نتيجة الخوف المستمر والضغط النفسي الناجم عن القصف والتهديدات المستمرة.

لقد كان الأطفال من أكثر الفئات عرضة للتأثيرات النفسية والعقلية للحروب، مما يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية، وقد يعانون من صدمات نفسية تدوم لسنوات هذا إن بقي منهم أحياء بعد استشهاد الألوف منهم.

كما لا ننسى أثرها على التعليم حيث أقفل الصراع المدارس وأجبر الطلاب على التوقف عن التعليم، مما يؤثر على مستقبل الأجيال القادمة.

وكذلك التدمير الاقتصادي حيث يُصعب استعادة الاقتصاد الذي يحتاج لعشرات السنوات لإعادة بنائه.

هذه الآثار تُظهر التداعيات البشعة لهذه الحرب على السكان المدنيين، وتحتاج إلى جهود دولية ومحلية للتخفيف من آثارها وإعادة الاستقرار والأمان إلى قطاع غزة المنكوب.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى