د. أيمن دراوشة - قراءة في قصة الأطفال "انتقام النّسر" لمنية الفداوي

النص:

تدور أحداث هذه القصة في الغابة وتجسدها حيوانات لكنها تحمل في طياتها معان كثيرة.

يحكى أنَّ في غابة كثيفة الأشجار كان هناك معسكرا من الثعالب وفي إحدى أشجار الباسقة بنى نسر كاسر عشه، وقد أتى لينتقم من أي ثعلب خبيث يجده أمامه؛ لأنه فقد ابنه الوحيد عن طريق ثعلب من الثعالب، وكان هذا النسر ينتهز فرصة من الفرص للأخذ بثأره. ومن بين الثعالب كان هناك ثعلبٌ ماكرٌ خبيثٌ مغرور جدّا، ومكروه من طرف أصدقائه الثعالب ﻻ يحبونه لأنه متكبر، كان يوميا يقول لأصدقائه الثعالب، من منكم أحسن مني، في ذكائي وقوتي وكان يردد كلماته اليومية أنا ثعلب الثعالب صائد الدجاج والأرانب ﻻ أحد يقدر علي ﻻ نسور ولا ذئاب، فينظر الثعالب لبعضهم البعض دون رد؛ لأنهم يعرفونه مغرور ومتكبر، ولسوء حظه كان النسر يستمع إليه وكله حقد وغضب، فقرر أن يأخذ بثأره من هذا المحتال المتكبر.

وفي يوم من الأيام وبينما كان الثعلب يستعد للخروج إلى الضيعة المجاورة للغابة كان يتبختر يمشي بخيلاء، وفي طريقه حلق النسر فوقه وقال له: عن ماذا تبحث هنا أراك يا ثعلب الثعالب تختبئ تارة وتركض تارة أخرى، فأجابه الثعلب أبحث عن فريسة أُسكت بها جوعي في تلك الضيعة.

ضحك النسر وقال له هذه الضيعة صغيرة لن تجد فيها ضالتك هل أدلك يا صديقي على ضيعة أكبر من هذه وفيها كل ما تحتاجه من دجاج وخرفان وديكة، وكل أنواع الحيوانات.

فكر برهة ثم هزَّ برأسه وقال له لِمَ ﻻ، هيَّا بنا يا صديقي النسر.

فرح الثعلب فرحًا شديدًا وظنَّ أن النسر سيحمله فعلا إلى ضيعة كبيرة، لكن هيهات هيهات يا ثعلب الثعالب هذه نهايتك!

وهكذا، عرف النسر كيف يستدرجه.

قال له: اتبعني، فحلق النسر عاليًا والثعلب يجري حتى ابتعد كثيرًا عن الغابة وكان الثعلب يلهث من شدة الجري تعب، ولم يعد يقدر على الجري أكثر حتى رفع رأسه وخاطب النسر هل ما زالت هذه الضيعة بعيدة؟!

ضحك النسر ضحكة استهزاء وقال له: ألست ثعلب الثعالب، أين قوتك؟ أين ذكاؤك؟ ألم تقل أنه لن يقدر عليك أحد ﻻ نسور ولا ذئاب! هههههههههههه ... فتقدم النسر نحوه وانقض عليه، وأخذه بين مخالبه، وطار به إلى أعلى قمة الجبل، ورمى به فأرداه قتيلا.

وهذه عاقبة كل مختال فخور

تأليف القصة: الأستاذة منية الفجري الفداوي

الرسوم: للفنان التشكيلي التونسي سفيان العوني

-------------------------------------------------------------

القراءة:

القصة تحمل رسالة هادفة عن الغرور والتكبر وكيف يمكن أن يؤديا إلى الانتقام والعواقب السلبية وقد استخدمت القصة شخصيات النسر والثعلب لتمثيل قيم ومواقف معينة كان بالإمكان تطويرها بمزيد من التفاصيل لزيادة تأثير الرسالة التي تحملها.

التشويق والتوتر: القصة تتضمن التشويق والتوتر بفضل استخدام الصراع بين النسر والثعلب، ولكن يمكن أن يتم تعزيز هذا الجانب أكثر عن طريق إضافة مزيد من التفاصيل والوصف لإبراز التوتر والإثارة أكثر.

تطوير الشخصيات: وكان ذلك التطور عن طريق تغير سلوك الثعلب للأسوأ وكذلك ازدياد النسر كراهية وحقدا على الثعلب مما جعل القارئ يشعر بمشاعر أكثر تجاههما ويفهم دوافعهم وسلوكهم.

الرسالة والدروس: القصة تحمل رسالة قوية حول الغرور والعواقب السلبية له، ولكن قد يكون من المفيد أن تكون النهاية أقل أثرًا من الموت.

البنية والتسلسل: تدفقت الأحداث باتساق ووضوح مع مراعاة الترتيب الزمني مما جعل من القصة أكثر جاذبية للقراءة.

اللغة والوصف: كان لاستخدام اللغة الوصفية المبسطة للمواقف والأحداث والمشاعر، أكبر الأثر في زيادة إحساس القارئ بالتوتر والإثارة.



تطوير الشخصيات: التوسع بالشخصيات النسر والثعلب أضفى على القصة المزيد من العمق على شخصيتيهما.

تفصيل الموقف: استخدم الموقف الوصفي بشكل جيد، مثل الغابة والمعسكر والمواقف التي جرت بين النسر والثعلب.

توجيه الرسالة: تم إبراز الدرس المستفاد من القصة بشكل واضح، وهو نبذ الغرور ونهايته وكذلك الدعوة للتواضع والاحترام.

النهاية: قد تكون النهاية بأن يندم الثعلب على أفعاله، وهذا أفضل من موته لأنه يكون قد تعلم من الدرس.









[/B]

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى