الطالبة سلمى الخناتي - (لوحة إيفان).. القصة القصيرة الفائزة بالمرتبة الثانية في مسابقة القصة الخاصة بطلبة الجامعات لجمعية التواصل والثقافة والإبداع

حلّ تِشْرين الثَّاني، الشَّهْر اَلذِي تَكثُر فِيه الأمْطار وتتجَمَّد البحيْرات فِي نِهايَته وتتغَيَّر الأجْواء بِمدينة سويسْترْلانْد . . . لَكِن هُنَاك شَخْص لَا يروقه تَغيُّر الأجْواء . . . إِنَّه الرَّسَّام إِيفَان ، كان رسَّامًا مَشهُورا وَناجِحا قَبْل أن يَفقِد زوْجته وابْنه بِسَبب فَيرُوس كُرُونَا . . . عَانَى مِن الاكْتئاب طِيلة فَصْل اَلخرِيف وهَا هُو الآن مُحبَط مِن الشِّتَاء أيْضًا . . . يَمكُث فِي مَنزلِه وحيدًا ، فِي أحد الصَّباحات اِسْتيْقظ وكعادته تَحسّس السِّتارة وأبْعدهَا ، ثُمَّ قام بِفَتح النَّافذة فَتَبيَّن لَه أَنَّه يَوْم مُمْطِر كالعادة . . . لَكِن هَذِه المرَّة قرر اَلخُروج لِلتَّنَزُّه فقد اِحْتلَّه الملل بعْدمَا فَشِل فِي مُمَارسَة الرَّسْم ، اِرتدَى السُّتْرة اَلتِي أخْبرَتْه زوْجته ذات مَرَّة أَنهَا تليق بِه . . . فِيمَا بَعْد نزل لِلشَّارع مُتأفِّفًا ، وبعْد بُرهَة بدَأ فِي تَأمُل الأجْواء ، ، فَقال في نفسه: "كَيْف لَم أَبحَث عن هذَا الجمَال مِن قَبِل؟" لِيذْكره هذَا اَلجَو بِطفولته عِنْدمَا كان صغيرًا ، حيث كان مَا إن يَتَوقَّف المطر . . . حتى يَهرَع هُو والْأطْفال لِلاسْتمْتاع بِرائِحة التُّرْبة ونسائم اَلجَو الهادئة وببرَك الميَاه الصَّغيرة وأحْيانًا بِالثَّلْج المنْدثر على أَرضِية الحدائق . . . وهَا هُو الآن مِن جديد يَكتَشِف جَمَال الطَّبيعة وَرعَة الألْوان اَلتِي تَتَحوَّل إِليْهَا الأشْجار والْأَرْض . . . شيْئًا فشيْئًا يَتَغيَّر مِزاجه ويشْعر بِالسَّعادة والتَّفاؤل . . . وَيدرِك أنَّ الأيَّام الممْطرة يُمْكِن أن تُمْسِي جَمِيلَة وَملهِمة بِطريقة مَا . . .
وبعْد أن عاد الرَّسَّام إِيفَان مِن نُزْهته الممْتعة فِي الطَّبيعة الماطرة ، قَرَّر أن يُعيد الرَّسْم، يعود إلى الرسم مَرَّة أُخرَى . وَلكِن هَذِه المرَّة ، قَرَّر أن يَرسُم لَوحَة تُعبِّر عن جَمَال الحيَاة والْأَمل ، وليْس فقط عن الطَّبيعة الماطرة . وَبدَأ يَرسُم بِشَغف وَحَماس ، وكانتْ الألْوان تَتَدفَّق مِن فُرْشاته بِشَكل جميل وَمدهِش . وبعْد الانْتهاء مِن الرَّسْم ، قَرَّر إِيفَان عَرْض لَوحَتِه فِي مَعرِض فَنِّي محلِّيٍّ . وكانتْ اللَّوْحة مَلِيئَة بِالْألْوان الزَّاهية والتَّفاصيل الرَّائعة ، وكانتْ تُعبِّر عن الأمل والْجمال والْحياة . وعنْدَمَا وصل إِيفَان إِلى اَلمعْرِض ، كَانَت اللَّوْحة محطَّ اِهتِمام اَلجمِيع ، وتمَّ بَيعُها بِسعْر عالٍ جِدًّا . وكانتْ هَذِه اللَّوْحة هِي بِداية عَودَة إِيفَان إِلى النَّجَاح والسَّعادة


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* القصة القصيرة المرتبة الثانية : للطالبة سلمى الخناتي جامعة القاضي عياض/ كلية اللغة العربية مراكش شعبة اللغات التطبيقية




1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.

هذا النص

أعلى