يولد الإنسان بفطرة الإنتماء للوطن الكبير.. ويظل عالقاً بوجدانه بكل تفاصيله- (التي قد يراها البعض قبيحة وبائسة)- ولو عاش في أجمل بقعة في العالم..! يعاوده الحنين دوماً لترابه إذا كان مقيماً بالخارج، وتبقى الأمكنة برحيقها وشخوصها منحوتة في ذاكرته لا تبرحها قط.. فللوطن إنتماء على وجه العموم، وللقرية أو المدينة التي عاش فيها الإنسان داخل الوطن ارتباط أوثق، وأمتن، وأخص، فمما لا شك فيه أننا نحب السودان لكن بعضنا يرى الحب كله في الشمال بنخيله ورطبه وكل إرثه وتاريخه... والبعض يردد.. كوستي العريقة.. الدويم الجميلة.. الجزيرة الخضراء.. كردفان الغرة.. وكسلا الوريفة.. (فكل يغنى على ليلاه).. ولا يرى في الدنيا ما يضاهيها.
قبل أن يكتب الأديب العالمي (الطيب صالح) روايته الخالدة موسم الهجرة إلى الشمال وهو في بلاد (تموت فيها من البرد حيتانها)، لم يكن أحد يعرف شيئاً عن(كرمكول) بلدته الصغيرة، وإن كان مؤشر الاسم يدل على مواسم هجرته المتكررة نحو شماله الحبيب، الذي ما عرف بوصلة إلا في اتجاهه.. وكان لتأثير بيئته أبلغ المعاني في وصفه وسرده، مما جعل (الفرنجة) يهتمون برسم تفصيلي لمنطقة شمال السودان بدراسات مستفيضة بلغت حوالي (المائة) في جامعات أوربية (فأضاءت هياكل بيوت الطين المتداعية).. ولونت شجيرت النخيل باخضرار زاهٍ.. وجملت بنات الحارة فجلعتهن حسانا.. يخطفن القلوب.. كل ذلك (وكرمكول) لا تدري بأن أحد أبنائها لونها بهالة تحفها!.
عظماء من هذه الأمة.. نحتوا على صخر الابداع بأحرف وهاجة.. على سجل الخلود.. وخلدوا أماكن كانت مجهولة أو ربما منسية.. بروفيسور عبد الله الطيب.. (حُجة لغة الضاد) ودامر المجذوب.. د. عون الشريف قاسم حلفاية الملوك وإرث العبدلاب.. الإمام المهدي.. كردفان وجزيرة لبب.. العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعي وقرية الزريبة.. وغيرهم كُثر.. اليوم بعد اسحق الحلنقي.. تغنى الشاب النابغة (طه يعقوب) بظلال كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة. واكتسح كل الولايات وسجل لكسلا هدفاً في الزمن الحاسم.. وقال لطلاب الخرطوم والولايات الأخرى.. انتبهوا فالقاش قادم..! كأول الشهادة السودانية نسبة بلغت 98.4%!.
زاوية أخيرة:
تحية لكسلا أكتبها بقلم المرحوم عمر الحاج موسى، الذي قال.. الأيام لا تزيدها إلا حسناً على حسنها، وجمالاً على جمالها.. أولها جبل التاكا حلية كسلا وعقدها المطل عليها، مشرئبة للحراسة عالية كأنها ترضع القمر.. وثانيها القاش وقد لف بالساعد خصر كسلا عفيفاً عنيفاً.. وثالثها أهل كسلا سماحتهم عبث ونجدتهم غوث!.
ما أجمل الأسماء التي تضيء الأماكن بثريات من النيون بعد أن أعتمها النسيان!.
قبل أن يكتب الأديب العالمي (الطيب صالح) روايته الخالدة موسم الهجرة إلى الشمال وهو في بلاد (تموت فيها من البرد حيتانها)، لم يكن أحد يعرف شيئاً عن(كرمكول) بلدته الصغيرة، وإن كان مؤشر الاسم يدل على مواسم هجرته المتكررة نحو شماله الحبيب، الذي ما عرف بوصلة إلا في اتجاهه.. وكان لتأثير بيئته أبلغ المعاني في وصفه وسرده، مما جعل (الفرنجة) يهتمون برسم تفصيلي لمنطقة شمال السودان بدراسات مستفيضة بلغت حوالي (المائة) في جامعات أوربية (فأضاءت هياكل بيوت الطين المتداعية).. ولونت شجيرت النخيل باخضرار زاهٍ.. وجملت بنات الحارة فجلعتهن حسانا.. يخطفن القلوب.. كل ذلك (وكرمكول) لا تدري بأن أحد أبنائها لونها بهالة تحفها!.
عظماء من هذه الأمة.. نحتوا على صخر الابداع بأحرف وهاجة.. على سجل الخلود.. وخلدوا أماكن كانت مجهولة أو ربما منسية.. بروفيسور عبد الله الطيب.. (حُجة لغة الضاد) ودامر المجذوب.. د. عون الشريف قاسم حلفاية الملوك وإرث العبدلاب.. الإمام المهدي.. كردفان وجزيرة لبب.. العارف بالله الشيخ عبد الرحيم البرعي وقرية الزريبة.. وغيرهم كُثر.. اليوم بعد اسحق الحلنقي.. تغنى الشاب النابغة (طه يعقوب) بظلال كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمة. واكتسح كل الولايات وسجل لكسلا هدفاً في الزمن الحاسم.. وقال لطلاب الخرطوم والولايات الأخرى.. انتبهوا فالقاش قادم..! كأول الشهادة السودانية نسبة بلغت 98.4%!.
زاوية أخيرة:
تحية لكسلا أكتبها بقلم المرحوم عمر الحاج موسى، الذي قال.. الأيام لا تزيدها إلا حسناً على حسنها، وجمالاً على جمالها.. أولها جبل التاكا حلية كسلا وعقدها المطل عليها، مشرئبة للحراسة عالية كأنها ترضع القمر.. وثانيها القاش وقد لف بالساعد خصر كسلا عفيفاً عنيفاً.. وثالثها أهل كسلا سماحتهم عبث ونجدتهم غوث!.
ما أجمل الأسماء التي تضيء الأماكن بثريات من النيون بعد أن أعتمها النسيان!.