دكتور /محمد عباس محمد عرابي - اللوحة الوصفية في المجموعة القصصية "حديقة الزهور"للقاص والكاتب سامي أبو بدر

- القاص والكاتب سامي أبو بدر



1.jpg

الأديب الشاعر و القاص سامي أبو بدر(عضو اتحاد كتاب مصر)
يهتم الأديب القاص سامي أبو بدر (عضو اتحاد كتاب مصر) في نصوصه
القصصية بمراعاة السمات الفنية لكتابة القصة بطريقة إبداعية؛ ومن أبرز هذه
السمات الاهتمام بالوصف فهو يهتم به لأهميته في تقديم العمل الفني في صورة
حسية ملموسة للأطفال، وقد دفعه حبه للوصف، والتأمل إلى تقديم لوحة قصصية
للطفل قائمة على الوصف الحسي، والتي تتيح له التحرر من قيود القص، وتترك
لقلمه مجال الحركة الحرة.
وبيانًا لذلك كان هذا المقال:" اللوحة الوصفية في المجموعة القصصية "حديقة
الزهور "للقاص والكاتب سامي أبو بدر" وقد صدرت الطبعة الثانية من هذه

المجموعة في عام 2023م عن دار واو للنشر والتوزيع – مؤسسة هبة بنداري
للتنمية، وقد اشتملت هذه المجموعة القصصية على ثلاث قصص شيقة هي: نرجس
وياسمين، حديقة مريم، رد الجميل، وهي كما قال عنها مؤلفها: تثري الخيال
والإدراك بأسلوب علمي وشيق.
وقد استفاد كاتبنا سامي أبو بدر من الوصف الحسي في تصوير الحدث،
وتطويره، واهتم في قصصه للأطفال بالكائنات الضعيفة، فالتقط ببصره وبصيرته
والتقط في ذكاء وحب دقائقها وتفصيلاتها، وسجل همومها في لوحات وصفية حسية
مفعمة بالحيوية والحياة.
فقد قدم كاتبنا لوحات وصفية من خلال قصص مجموعته القصصية "حديقة
الزهور " التي كتبها للأطفال (7-12) سنة الإنسان، والنباتات (الزهور)، ووظف
حواسه الخمس في استيعاب هذه الكائنات تثير دهشة وإعجاب المتلقي.
فقد سجل سامي أبو بدر كل صوت، وإن خفت، وكل حس وإن مر لا يلحظه أحد،
وكل خلجة فؤاد يظنها صاحبها مستورة.
ففي قصة نرجس وياسمين يصف أبو بدر في مستهل القصة حالة الزهور وفرحتها
وسعادتها عند شروق الشمس بصفة عامة وواصفا الزهرة نرجس وما تتصف به
من صفات نفسية سلبية حيث يقول في وصف الزهور " أشرقت الشمس، تداعب
أشعتها الذهبية أشجار الحديقة، واستيقظت الزهور بعد نوم هانئ في ليل ربيعي
دافئ تتبادل الابتسامات والتحيات في فرح وسرور إلا زهرة واحدة لا تشاركهم
فرحتهم! الزهرة نرجس.)
ويقول كاتبنا في وصف الزهرة نرجس " الزهرة نرجس، زهرة مغرورة متكبرة،
تتباهى بجمالها، وعطرها، زاعمة أنها ملكة جمال الحديقة "
وهذا الوصف من كاتبنا القدير سامي أبو بدر يجسد الجوانب النفسية للشخصية،
ومن ثم ارتباط الجوانب الجسمية، بالجوانب النفسية.
وفي قصة حديقة مريم وصف لنا كاتبنا العم حافظ مبينا نشاطه وإخلاصه في عمله
وذكاءه في تحفيز الأطفال للمحافظة على الحديقة وزهورها فيقول "...لمحت عم
حافظ يُمهد قطعة من أرض الحديقة، ويجهزها للزراعة ...ولما انتهى من تجهيز
الأحواض، قال: هيا يا أبنائي الأعزاء؛ ليختر كل منكم حوضًا يسميه باسمه،
ويساعدني في غرس بذوره، وليكن الحوض حديقته الصغيرة يتابعها كلما زار
الحديقة "

ووصف أبو بدر هذا للعم حافظ وأفعاله لم يأت عبثا أو حشوا، وإنما يكشف عن
السمات الدقيقة لشخصية عم حافظ وبراعته في اللجوء لطرق إبداعية يجعل الأطفال
من خلالها يحافظون على الحديقة.
وفي قصة "رد الجميل "استطاع أبو بد وصف قيم نفسية حميدة لدى طالبات
المدرسة وخاصة مريم التي أرادت رد الجميل لـ (عم سعيد) الذي كان يهدى
الطالبات الزهور الجميلة مجانًا –حيث زرنه الطالبات عند مرضه، فرد هو لهن
الجميل عند شفائه فيصف كاتبنا أبو بدر في غلقه للقصة بقوله "ذات صباح، فوجئت
التلميذات بعم سعيد يقف في مكانه أمام المدرسة حاملا الكثير من الورود المختلفة
الألوان، يوزعها مجانًا على كل من يدخل المدرسة، وهو مبتسم، حتى إذا رأى
مريم قادمة؛ أقبل عليها فرحًا وأعطاها وردتين "
وخلاصة القول: لقد نجح القاص سامي أبو بدر في سرده الوصفي (اللوحة
القصصية) في قصص " نرجس وياسمين، حديقة مريم، رد الجميل"، والتقاط
الجزئيات والتركيز عليها، ومال إلى التأمل والوصف وهو ما يناسب الأطفال
ويشوقهم لمتابعة أحداث القصة.
المراجع:
سامي أبو بدر: المجموعة القصصية "حديقة الزهور "، الطبعة الثانية، دار واو
للنشر والتوزيع – مؤسسة هبة بنداري للتنمية،2023م
عبد الفتاح عثمان: الأسلوب القصصي عند يحي حقي، القاهرة، مكتبة الشباب
،1990م

2.jpg

الأعمال الشعرية والقصصية والتراثية للكاتب سامي أبو بدر (عضو اتحاد كتاب
مصر)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى