مقدمة لنظرية الخبر عند الجاحظ
التعريف والتأسيس 2
د. الأخضر السوامي
مقدمة:
تسعى هذه الدراسة إلى تناول الخبر ونقده في فكر الجاحظ ومنظومته. لا يتعلق الأمر هنا بدراسة أفكار الجاحظ ونظرياته في كل مظاهرها وأشكال تطورها، بل إننا سنحدد هدفنا بشكل متواضع في النظرة الشاملة إلى الخبر، وتتبعه نحو المقصد الذي يقودنا إليه، ثم تحديد بعض النتائج النظرية والتطبيقية المترتبة على ذلك في منهج الجاحظ. إن هدفنا تحديدا هو فحص بعض الاقتراحات التي غالبا ما تسند إلى الجاحظ، وذلك من خلال دراستنا لمجال مخصوص هو مجال الأخبار حتى نتأكد من مدى وجود انسجام منطقي في فكر الجاحظ ووحدته.
هناك حكم متفق عليه قديما وحديثا يقر بافتقار الجاحظ إلى الانسجام، ولعل حكم رجيس بلاشير أن يكون أكثر وضوحا ودلالة في هذا السياق. يقول: " في كل الأحوال، يظهر لنا الجاحظ في كتاب ابن الفقيه جماعا للنوادر المزيفة والمزورة في الغالب، وجماعا للحكايات الغريبة، والقصص التافهة والسخيفة التي أتيح له جمعها كيفما اتفق، وبشكل عشوائي يفتقر إلى النظام. إن هذه الخطة في التأليف -إذا أمكننا قول ذلك- هي الخطة المتبعة عند الجاحظ"1.
مكانة الخبر في البحوث والدراسات.
إن فحص عدد معين من الدراسات والمؤلفات القديمة في الفكر الإسلامي، حيث يشكل الخبر مجالا في تنظيم المعرفة، يمكن أن يساعدنا على تكوين فكرة أدق عن بنية الخبر ووظيفته في إبستمولوجيا علماء الإسلام.
لقد اقتصرنا على سبعة عناوين لمؤلفات كانت تمثل بصفة عامة مجال علم الكلام، وعنوانين في مجال أصول الفقه. وقد اعتمدنا في ترتيبها المعيار الزمني:
أ- بحوث في علم الكلام.
1- كتاب "التوحيد" للماتوريدي (توفي 333هـ/ 944م) يتناول الأخبار في فصلين:
أ ـ فصل عن »السبل المؤدية إلى المعرفة« أي العيان والأخبار والنظر.
ب ـ فصل يتناول النبوة.
2- كتاب "التمهيد" للباقلاني (توفي 403 هـ/ 1013م)، في فصل عن الإمامة.
3- "المغني" للقاضي عبد الجبار (ت 415هـ/ 1025م)، ج 16، وقد خصص في مجمله لإعجاز القرآن.
4- كتاب "أصول الدين" لعبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ/1039 م): المسألة السابعة، والثامنة، والعاشرة، والحادية عشرة، من الأصل الأول لكتابه "بيان الحقيقة والعلوم"، وهو في نظرية المعرفة؛ المسألة التاسعة من الأصل الثاني المتعلق بالتكليف. وقد أتاحت المجموعة الأولى من الأسئلة للبغدادي مهاجمة النظَّام، ونظرية العلم المكتسب بواسطة الأنبياء؛ وتتعلق المجموعة الثانية من الإشكالات بمبدأي الأمر والنهي، أي إشكال الإمامة في المقام الأول.
5- كتاب "الفصل" لابن حزم (456هـ/1064م)؛ في الفصل المعنون ب »صفات وجوه النقل« خاص بالنبوة، وفيه هجوم بشكل خاص ضد المسيحيين والشيعة الرافضة.
6- كتاب "الإرشاد" للجويني (ت 478 هـ/ 1085م):
وفيه قسم من الأخبار المدروسة في إطار الإمامة، وقام بترجمتها لوسياني.
7- كتاب "نهاية الإقدام" للشهرستاني (ت: 548 هـ/ 1153م)؛في فصل بعنوان: «في إثبات النبوة».
ب. دراسات في أصول الفقه.
1- "المعتمد في أصول الفقه" لأبي الحسين البصري (ت: 436 هـ/ 1044 م) في فصل طويل جدا من الجزء الثاني بعنوان: »الكلام في الأخبار«.
2- "الإحكام في أصول الأحكام" لابن حزم (456 هـ/ 1046): وفيه يعرض الخبر ويعلله من بداية المؤلَّف إلى نهايته. وتدخل الدراسات الفقهية بالضرورة في منظور هذا المقال، وذلك بسبب أن الخبر من جهة مكانة هامة في هذا المجال، ومن جهة ثانية لأن آليات التأسيس، والفحص، والاستعمال، والتوظيف هي نفسها في علم الكلام وفي المنهج الأصولي، مع فارق طفيف يظهر أصول الفقه مجالا متميزا (مخصوصا كما يقول عبد الجبار في كتابه "المغني"، الجزء 16، ص. 40) يمثل فروعا لمبادئ أصول الدين الأكثر عمومية.
وتختص أربعة مؤلفات في علم الكلام المذكورة سابقا بالنبوة، بينما تتعلق المؤلفات الباقية بالإمامة. وإذا استثنينا كتاب " أصول الدين" للبغدادي الذي يتسم بنوع من التعقيد في العرض، فإن المؤلفات الأخرى، على العكس من ذلك، واضحة جدا في ترتيبها للمسائل. والحق أن العلاقة بين النبوة والإمامة علاقة رئيسة في الفكر الإسلامي. إن إقامة النبوة وبناءها على حجة عقلية أو نقلية يقينية، تعني منح الشرعية، أو على العكس من ذلك الاعتراض على زعيم الجماعة. ونفهم الآن التكامل والتداخل في مجموعة من مؤلفات الجاحظ التي سنعالجها. إن مؤلفاته: كتاب النبوة، وكتاب العثمانية، ورسالة في الفضل هاشم، ومؤلفات أخرى لا يمكن فهمها إلا من خلال صلتها الحميمة والوظيفية وروابطها المتعاضدة.
الخبر: التعريف والتكوين.
شروط التكوين أو التأليف:
لكي يعد الكلام، والخطاب، والتواصل خبرا، لابد من توفر شروط معينة، نادرا ما تطرح. وهي شروط تتولى بنفسها إثارة قضايا مختلفة يستحسن وضعها بطريقة صحيحة، ومن ثم محاولة معالجتها وحلها.
من الطبيعي أنه يجب اعتبار الكلام سواء كان بشريا أو إلهيا ذا معنى، وأنه يحمل دلالة. ويبدو هذا الاقتراح بدهيا، غير أن نصا من كتاب "المغني" للقاضي عبد الجبار (الجزء الرابع عشر، ص: 345) يكشف أن الأمر لا يجري على هذا النحو دائما. من بين الهجومات المتعددة للملحدين، يستخرج منها واحدة هي الآتية: «إن القرآن يحمل معنى غير أنه لا يدل عليه، وينجم عن ذلك، في نظرنا، أن القرآن لا يمكنه أن يزودنا بالمعرفة الحق». ويختمون بما يأتي: «وإن حق الكلام لا يحمل معنى».
وأما الجاحظ فإنه لا يرى في الكلام مجرد حامل للمعنى فقط، ولكنه يرى فيه دليلا. وبناء عليه، يجب أن نعرف كيف نقرأ هذه الدلالة ونفهمها أما فيما يخص الخبر، فإن أحد عناصر بنيته هي الإرادة والقصد من التعبير عنه ونقله إلى مخاطب معين. ويمنحنا مقطع من كتاب "البيان والتبيين" مثالا حافلا بالفكاهة والظرف:" اعلم أنك لو اعترضت أحاديث الناس وخطبهم ورسائلهم.لوجدت فيها مثل مستفعلن مستفعلن كثيرا، ومستفعلن مفاعلن. وليس أحدٌ في الأرض يجعل ذلك المقدار شعرا. ولو أن رجلا من الباعة صاح: من يشتري باذنجان؟ لقد كان تكلم بكلام في وزن مستفعلن مفعولات. وكيف يكون هذا شعرا وصاحبه لم بقصد إلى الشعر؟ ومثل هذا المقدار من الوزن قد يتهيَّأ في جميع الكلام."
الخبر والحقل الدلالي.
ترتكز الطريقة المضبوطة والملائمة لتحديد مفهوم الخبر على مقارنته ومعارضته بمختلف الألفاظ القريبة منه في المعنى والاستعمال. إن نمط «الحقل الدلالي» المستعمل هنا يجد شرعيته في المدى الذي يعلل تقاربات يمكن أن تبدو بشكل غير منتظر، (مثلا علاقة الخبر بالفعل). وباعتماد هذه الطريقة لاحظنا أن المحتوى الدلالي للخبر يبدو واضحا كما هو الشأن بالنسبة إلى القضايا التي تتعلق به. ويمثل الخبر في الواقع جوهرا أو وحدة يمكننا اعتبارها عنصرا مستقلا ومجردا أو بنية بتعبير البنيويين.
إن هذا الجوهر يعمل في دراستنا هاته، باعتباره وحدة مستقلة في بداية الأمر، وثانيا باعتباره مدمجا في منظومته، سيجسد ويكتسب معنى أكثر اتساعا وأكثر حسية. وباعتماد طريقة التجميع على مستوى المعنى، سنحاول استخراج المفهوم الشكلي للخبر انطلاقا من الاختلافات الموجودة. وفضلا عن ذلك، فإن المؤلفين المسلمين درسوا الخبر بوصفه جوهرا مجردا وباعتباره عنصرا يدخل ضمن منبع من منابع المعرفة.
التعريف والتأسيس 2
د. الأخضر السوامي
مقدمة:
تسعى هذه الدراسة إلى تناول الخبر ونقده في فكر الجاحظ ومنظومته. لا يتعلق الأمر هنا بدراسة أفكار الجاحظ ونظرياته في كل مظاهرها وأشكال تطورها، بل إننا سنحدد هدفنا بشكل متواضع في النظرة الشاملة إلى الخبر، وتتبعه نحو المقصد الذي يقودنا إليه، ثم تحديد بعض النتائج النظرية والتطبيقية المترتبة على ذلك في منهج الجاحظ. إن هدفنا تحديدا هو فحص بعض الاقتراحات التي غالبا ما تسند إلى الجاحظ، وذلك من خلال دراستنا لمجال مخصوص هو مجال الأخبار حتى نتأكد من مدى وجود انسجام منطقي في فكر الجاحظ ووحدته.
هناك حكم متفق عليه قديما وحديثا يقر بافتقار الجاحظ إلى الانسجام، ولعل حكم رجيس بلاشير أن يكون أكثر وضوحا ودلالة في هذا السياق. يقول: " في كل الأحوال، يظهر لنا الجاحظ في كتاب ابن الفقيه جماعا للنوادر المزيفة والمزورة في الغالب، وجماعا للحكايات الغريبة، والقصص التافهة والسخيفة التي أتيح له جمعها كيفما اتفق، وبشكل عشوائي يفتقر إلى النظام. إن هذه الخطة في التأليف -إذا أمكننا قول ذلك- هي الخطة المتبعة عند الجاحظ"1.
مكانة الخبر في البحوث والدراسات.
إن فحص عدد معين من الدراسات والمؤلفات القديمة في الفكر الإسلامي، حيث يشكل الخبر مجالا في تنظيم المعرفة، يمكن أن يساعدنا على تكوين فكرة أدق عن بنية الخبر ووظيفته في إبستمولوجيا علماء الإسلام.
لقد اقتصرنا على سبعة عناوين لمؤلفات كانت تمثل بصفة عامة مجال علم الكلام، وعنوانين في مجال أصول الفقه. وقد اعتمدنا في ترتيبها المعيار الزمني:
أ- بحوث في علم الكلام.
1- كتاب "التوحيد" للماتوريدي (توفي 333هـ/ 944م) يتناول الأخبار في فصلين:
أ ـ فصل عن »السبل المؤدية إلى المعرفة« أي العيان والأخبار والنظر.
ب ـ فصل يتناول النبوة.
2- كتاب "التمهيد" للباقلاني (توفي 403 هـ/ 1013م)، في فصل عن الإمامة.
3- "المغني" للقاضي عبد الجبار (ت 415هـ/ 1025م)، ج 16، وقد خصص في مجمله لإعجاز القرآن.
4- كتاب "أصول الدين" لعبد القاهر البغدادي (ت 429 هـ/1039 م): المسألة السابعة، والثامنة، والعاشرة، والحادية عشرة، من الأصل الأول لكتابه "بيان الحقيقة والعلوم"، وهو في نظرية المعرفة؛ المسألة التاسعة من الأصل الثاني المتعلق بالتكليف. وقد أتاحت المجموعة الأولى من الأسئلة للبغدادي مهاجمة النظَّام، ونظرية العلم المكتسب بواسطة الأنبياء؛ وتتعلق المجموعة الثانية من الإشكالات بمبدأي الأمر والنهي، أي إشكال الإمامة في المقام الأول.
5- كتاب "الفصل" لابن حزم (456هـ/1064م)؛ في الفصل المعنون ب »صفات وجوه النقل« خاص بالنبوة، وفيه هجوم بشكل خاص ضد المسيحيين والشيعة الرافضة.
6- كتاب "الإرشاد" للجويني (ت 478 هـ/ 1085م):
وفيه قسم من الأخبار المدروسة في إطار الإمامة، وقام بترجمتها لوسياني.
7- كتاب "نهاية الإقدام" للشهرستاني (ت: 548 هـ/ 1153م)؛في فصل بعنوان: «في إثبات النبوة».
ب. دراسات في أصول الفقه.
1- "المعتمد في أصول الفقه" لأبي الحسين البصري (ت: 436 هـ/ 1044 م) في فصل طويل جدا من الجزء الثاني بعنوان: »الكلام في الأخبار«.
2- "الإحكام في أصول الأحكام" لابن حزم (456 هـ/ 1046): وفيه يعرض الخبر ويعلله من بداية المؤلَّف إلى نهايته. وتدخل الدراسات الفقهية بالضرورة في منظور هذا المقال، وذلك بسبب أن الخبر من جهة مكانة هامة في هذا المجال، ومن جهة ثانية لأن آليات التأسيس، والفحص، والاستعمال، والتوظيف هي نفسها في علم الكلام وفي المنهج الأصولي، مع فارق طفيف يظهر أصول الفقه مجالا متميزا (مخصوصا كما يقول عبد الجبار في كتابه "المغني"، الجزء 16، ص. 40) يمثل فروعا لمبادئ أصول الدين الأكثر عمومية.
وتختص أربعة مؤلفات في علم الكلام المذكورة سابقا بالنبوة، بينما تتعلق المؤلفات الباقية بالإمامة. وإذا استثنينا كتاب " أصول الدين" للبغدادي الذي يتسم بنوع من التعقيد في العرض، فإن المؤلفات الأخرى، على العكس من ذلك، واضحة جدا في ترتيبها للمسائل. والحق أن العلاقة بين النبوة والإمامة علاقة رئيسة في الفكر الإسلامي. إن إقامة النبوة وبناءها على حجة عقلية أو نقلية يقينية، تعني منح الشرعية، أو على العكس من ذلك الاعتراض على زعيم الجماعة. ونفهم الآن التكامل والتداخل في مجموعة من مؤلفات الجاحظ التي سنعالجها. إن مؤلفاته: كتاب النبوة، وكتاب العثمانية، ورسالة في الفضل هاشم، ومؤلفات أخرى لا يمكن فهمها إلا من خلال صلتها الحميمة والوظيفية وروابطها المتعاضدة.
الخبر: التعريف والتكوين.
شروط التكوين أو التأليف:
لكي يعد الكلام، والخطاب، والتواصل خبرا، لابد من توفر شروط معينة، نادرا ما تطرح. وهي شروط تتولى بنفسها إثارة قضايا مختلفة يستحسن وضعها بطريقة صحيحة، ومن ثم محاولة معالجتها وحلها.
من الطبيعي أنه يجب اعتبار الكلام سواء كان بشريا أو إلهيا ذا معنى، وأنه يحمل دلالة. ويبدو هذا الاقتراح بدهيا، غير أن نصا من كتاب "المغني" للقاضي عبد الجبار (الجزء الرابع عشر، ص: 345) يكشف أن الأمر لا يجري على هذا النحو دائما. من بين الهجومات المتعددة للملحدين، يستخرج منها واحدة هي الآتية: «إن القرآن يحمل معنى غير أنه لا يدل عليه، وينجم عن ذلك، في نظرنا، أن القرآن لا يمكنه أن يزودنا بالمعرفة الحق». ويختمون بما يأتي: «وإن حق الكلام لا يحمل معنى».
وأما الجاحظ فإنه لا يرى في الكلام مجرد حامل للمعنى فقط، ولكنه يرى فيه دليلا. وبناء عليه، يجب أن نعرف كيف نقرأ هذه الدلالة ونفهمها أما فيما يخص الخبر، فإن أحد عناصر بنيته هي الإرادة والقصد من التعبير عنه ونقله إلى مخاطب معين. ويمنحنا مقطع من كتاب "البيان والتبيين" مثالا حافلا بالفكاهة والظرف:" اعلم أنك لو اعترضت أحاديث الناس وخطبهم ورسائلهم.لوجدت فيها مثل مستفعلن مستفعلن كثيرا، ومستفعلن مفاعلن. وليس أحدٌ في الأرض يجعل ذلك المقدار شعرا. ولو أن رجلا من الباعة صاح: من يشتري باذنجان؟ لقد كان تكلم بكلام في وزن مستفعلن مفعولات. وكيف يكون هذا شعرا وصاحبه لم بقصد إلى الشعر؟ ومثل هذا المقدار من الوزن قد يتهيَّأ في جميع الكلام."
الخبر والحقل الدلالي.
ترتكز الطريقة المضبوطة والملائمة لتحديد مفهوم الخبر على مقارنته ومعارضته بمختلف الألفاظ القريبة منه في المعنى والاستعمال. إن نمط «الحقل الدلالي» المستعمل هنا يجد شرعيته في المدى الذي يعلل تقاربات يمكن أن تبدو بشكل غير منتظر، (مثلا علاقة الخبر بالفعل). وباعتماد هذه الطريقة لاحظنا أن المحتوى الدلالي للخبر يبدو واضحا كما هو الشأن بالنسبة إلى القضايا التي تتعلق به. ويمثل الخبر في الواقع جوهرا أو وحدة يمكننا اعتبارها عنصرا مستقلا ومجردا أو بنية بتعبير البنيويين.
إن هذا الجوهر يعمل في دراستنا هاته، باعتباره وحدة مستقلة في بداية الأمر، وثانيا باعتباره مدمجا في منظومته، سيجسد ويكتسب معنى أكثر اتساعا وأكثر حسية. وباعتماد طريقة التجميع على مستوى المعنى، سنحاول استخراج المفهوم الشكلي للخبر انطلاقا من الاختلافات الموجودة. وفضلا عن ذلك، فإن المؤلفين المسلمين درسوا الخبر بوصفه جوهرا مجردا وباعتباره عنصرا يدخل ضمن منبع من منابع المعرفة.