كثر الحديث عن المؤسسة الزواجية واعتبارها معيق أساسي للكتابة الإبداعية لدى النساء المبدعات، وأصبح هذا الشمعدان هو ما يعلق عليه كثير من الكتاب بل والكاتبات حتى غدا وكأنه المعوق الأساس والوحيد، إن ما دفعني للكتابة هو النظرة السطحية والهامشية لواقع المراة الكاتبة أو المبدعة فمن يعلق المسألة برمتها على المؤسسة الزواجية إنما يهتم بشعار عريض يريحه من الغوص في واقع المراة الكاتبة بل ويسلب المسألة جوهرها الحقيقي، فالمرأة المبدعة تواجه العديد من الصعوبات والمعوقات التي تبدأ منذ نعومة أظافرها وحتى قبل أن تبدأ مشوارها الكتابي وهي معوقات قد يشاركها به الرجل المبدع إلا أنها من يعاني الأمرين بفضل ثقافة المجتمع ونظرته المسبقة للأنثى فكيف إذا كان الحديث عن المراة المبدعة.
وربما أتمكن في السطور القليلة التالية أن أحصر بعضا من هذه المعيقات والتي تبدأ منذ اكتشاف ملكة الكتابة لدى الكاتبة، فهنالك الأسرة وهنالك الأصدقاء، وهنالك المعلم وغيرهم فإذا لم تتلق الكاتبة أيد أمينة تتفهم كتاباتها وتدعمها منذ البدء فإنها ربما ستؤد محاولاتها منذ الصغر.
الثالوث المقدس في الكتابة والتابوهات التي يفرضها المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر على الكاتب/ة وقد تتغير هذه التابوهات وتتبدل حسب رؤية المجتمع.
- اتهام البعض للكاتبات بكتابة سيرهن الذاتية وكأن الكاتبة لا ترى إلا من خلال أسوار بيتها الذي فرضه عليها المجتمع، لا أدرى كيف يريد النقاد تجزئة المرأة الإنسان، و المرأة الكاتبة فهي جزء من المجتمع تؤثر وتتأثر ومن هنا تأتي كتاباتها. فالنقد يجب أن يوجه للعمل الأدبي وليس لجنس صاحبه.
- الحكم المسبق على كتابات المرأة
- المؤسسات الثقافية غائبة عن الكاتبات والكتاب، وإذا وجدت فهي مهلهلة لا تخطيط ولا استراتيجية عمل ولا استمرارية فهي أشبه بالمشروع التجاري الذي لا يحقق ربحا فيذوي كأنه لم يكن، إنها المؤسسات التي من المفترض أن تأخذ بيد الكتاب والكاتبات في بداية طريقهم تصقل موهبتهم وتنمي قدراتهم والأجدر أن يكون القائمين عليها أيضا أهلا لمنح خبراتهم وتجاربهم للكتاب الناشئين.
- المؤسسات الأهلية والنسوية تجدها تهتم لفترة ما بالكتاب والكاتبات ثم يزول اهتمامها، فهي قد تعقد دورات أو ورش عمل أو تنشر بعضا من الإبداعات لكن الاهتمام بشريحة المبدعات والمبدعين هو اهتمام من وجهة نظري شكلي ووقتي مرتبط بتمويل لمشروع أو سلسلة ورش وليس هدفا من أهداف المؤسسة.
- النظر للكتابة الإبداعية وكأنها ترفا بالنسبة للمرأة الكاتبة، وهي لديها الكثير الأهم لتقوم به وبالتالي نظرة الاستخفاف التي تلقاها المبدعة من المجتمع تشكل معوقا إضافيا، فالكتابة رسالة وهدف وقضية وليست مجرد كلمات تتناثر.
- الإحباط الذي يصيب المبدعين والمبدعات من استخفاف الآخرين بالكتابة بشكل عام واعتبارها ترفا وليس أمرا جوهريا أو رسالة، فإذا لم يتذرع المبدع بقوة الإرادة والعزيمة لتوقف حتما.
- رغم أني لا أحبذ هذا المعيق أو ذكره إلا أنه أمر لابد منه إذ تشكل الحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال قطاع غزة بشكل خاص أزمة حقيقة للمبدعين وتواصلهم فالمركزية في كل المؤسسات والاهتمامات متواجدة في غزة، وهنالك الكثير من المبدعين من سكان الجنوب ويصبح الخيار إما الهجرة إلى غزة والاندماج أو العزلة والغياب عن الساحة الأدبية، فسواء لحضور ورش عمل أو مؤتمرات أو ندوات فهي غالبا ما تكون عصرا أو مسائية وهذا الأمر صعب على الكاتبات تحديدا من الجنوب.
- تعقيدات المجتمع وتحكم الثقافة الذكورية فيه لا تساعد المبدعات بل تشكل معيقا إضافيا في محاولتهن للاستمرارية، والدور التقليدي المنوط بالمرأة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.
إن الكتابة هي الروح التي تجعل الحياة أكثر جمالا وهي صوت الحقيقة الصارخ في زمن كثرت فيه الشعارات.
بقلم: هداية شمعون
وربما أتمكن في السطور القليلة التالية أن أحصر بعضا من هذه المعيقات والتي تبدأ منذ اكتشاف ملكة الكتابة لدى الكاتبة، فهنالك الأسرة وهنالك الأصدقاء، وهنالك المعلم وغيرهم فإذا لم تتلق الكاتبة أيد أمينة تتفهم كتاباتها وتدعمها منذ البدء فإنها ربما ستؤد محاولاتها منذ الصغر.
الثالوث المقدس في الكتابة والتابوهات التي يفرضها المجتمع بشكل مباشر وغير مباشر على الكاتب/ة وقد تتغير هذه التابوهات وتتبدل حسب رؤية المجتمع.
- اتهام البعض للكاتبات بكتابة سيرهن الذاتية وكأن الكاتبة لا ترى إلا من خلال أسوار بيتها الذي فرضه عليها المجتمع، لا أدرى كيف يريد النقاد تجزئة المرأة الإنسان، و المرأة الكاتبة فهي جزء من المجتمع تؤثر وتتأثر ومن هنا تأتي كتاباتها. فالنقد يجب أن يوجه للعمل الأدبي وليس لجنس صاحبه.
- الحكم المسبق على كتابات المرأة
- المؤسسات الثقافية غائبة عن الكاتبات والكتاب، وإذا وجدت فهي مهلهلة لا تخطيط ولا استراتيجية عمل ولا استمرارية فهي أشبه بالمشروع التجاري الذي لا يحقق ربحا فيذوي كأنه لم يكن، إنها المؤسسات التي من المفترض أن تأخذ بيد الكتاب والكاتبات في بداية طريقهم تصقل موهبتهم وتنمي قدراتهم والأجدر أن يكون القائمين عليها أيضا أهلا لمنح خبراتهم وتجاربهم للكتاب الناشئين.
- المؤسسات الأهلية والنسوية تجدها تهتم لفترة ما بالكتاب والكاتبات ثم يزول اهتمامها، فهي قد تعقد دورات أو ورش عمل أو تنشر بعضا من الإبداعات لكن الاهتمام بشريحة المبدعات والمبدعين هو اهتمام من وجهة نظري شكلي ووقتي مرتبط بتمويل لمشروع أو سلسلة ورش وليس هدفا من أهداف المؤسسة.
- النظر للكتابة الإبداعية وكأنها ترفا بالنسبة للمرأة الكاتبة، وهي لديها الكثير الأهم لتقوم به وبالتالي نظرة الاستخفاف التي تلقاها المبدعة من المجتمع تشكل معوقا إضافيا، فالكتابة رسالة وهدف وقضية وليست مجرد كلمات تتناثر.
- الإحباط الذي يصيب المبدعين والمبدعات من استخفاف الآخرين بالكتابة بشكل عام واعتبارها ترفا وليس أمرا جوهريا أو رسالة، فإذا لم يتذرع المبدع بقوة الإرادة والعزيمة لتوقف حتما.
- رغم أني لا أحبذ هذا المعيق أو ذكره إلا أنه أمر لابد منه إذ تشكل الحواجز الإسرائيلية التي تقطع أوصال قطاع غزة بشكل خاص أزمة حقيقة للمبدعين وتواصلهم فالمركزية في كل المؤسسات والاهتمامات متواجدة في غزة، وهنالك الكثير من المبدعين من سكان الجنوب ويصبح الخيار إما الهجرة إلى غزة والاندماج أو العزلة والغياب عن الساحة الأدبية، فسواء لحضور ورش عمل أو مؤتمرات أو ندوات فهي غالبا ما تكون عصرا أو مسائية وهذا الأمر صعب على الكاتبات تحديدا من الجنوب.
- تعقيدات المجتمع وتحكم الثقافة الذكورية فيه لا تساعد المبدعات بل تشكل معيقا إضافيا في محاولتهن للاستمرارية، والدور التقليدي المنوط بالمرأة والمسؤوليات الملقاة على عاتقها.
إن الكتابة هي الروح التي تجعل الحياة أكثر جمالا وهي صوت الحقيقة الصارخ في زمن كثرت فيه الشعارات.
بقلم: هداية شمعون
معوقات الكتابة الإبداعية لدى النساء
بقلم: هداية شمعون كثر الحديث عن المؤسسة الزواجية واعتبارها معيق أساسي للكتابة الإبداعية لدى النساء المبدعات، وأصبح هذا الشمعدان هو ما يع...
hedaya.blogspot.com