للمعارك الأدبية دور كبير في إثراء الحياة الفكرية في الأدب العربي، وكما أن لها أهمية كبيرةفي مجال النثر والشعر واللغة العربيةوالثقافة ونقد الكتب الأدبية.
وظاهرةالمعارك الأدبية والأزمات بين المثقفينليستظاهرة حديثة، منذ مطلع القرن الماضيوخاصة فترة ازدهار الأدب،حيث شكلت الخصومة بين كبار الأدباء والمثقفين وجها أدبيًا وإبداعيًا
وكانت تلك المعارك خيرا للأدب، فقد حثت على التجويد وفتحت السجال والنقد ومعارضة الآراء على نحو شيق، كشفت عن طبائعالنفوس، وأبان عن الزيف والصحيح.
ومن الدراسات التي تناولت المعارك الأدبية: دراسةالمعارك القلمية في الصحف المصرية في النصف الاول من القرن العشرين للباحث جاد المولى، رمضان حسانينالمنشورة في مجلة كلية اللغة العربية بأسيوطجامعة الأزهر -كلية اللغة العربية بأسيوطجاد المولى، رمضان حسانين العد25 ، ص ص 328-419،2006م
وتقول دراسة المعارك الأدبية في القرن العشرين:إن المعارك الأدبية تعكس الرغبة في فرض الرؤى الجديدة أو ترسيخ الرؤى الكلاسيكية تحت دعوى المحافظة على الذات. حيث اتصفت المعارك بالخصوبة والغني
وأثرت على مساحة النقد والفكر الإبداعي. ومن أشهر المعاركالأدبية : المعركة الأدبية بين عباس العقاد وأحمد شوقي، وبين زكي مبارك وطه حسين، وبين نجيب محفوظ وعباس العقاد، ومعارك أحمد زكي باشا، وبين سلامة موسى مع أحمد الحوفي وعباس محمود العقاد، ومعارك محمود محمد شاكر الأدبية وأثرها على الحركة الثقافية في مصر، ومعركة محمود شاكر مع لويس عوض. اختتم المقال بالإشارة إلى رد عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم على مقالة صورة الأدب ومادته لطه حسين.
ويتناول هذا المقال:"من معارك العقاد الأدبية:
معاركه مع طه حسين ونجيب محفوظ والرافعي والزهاوي "
بداية عباس العقاد: أديب كبير، وشاعر، وفيلسوف، وسياسي، ومؤرخ، وصحفي، وراهب محراب الأدب، والذي ذاع صيته فملأ الدنيا بأدبه، ومثَّل حالة فريدة في الأدب العربي الحديث ووصل فيه إلى مرتبة فريدة
يقول المفكر والكاتب الموسوعي [أنور الجندي] رحمه الله في كتابهالمعارك الأدبية الفصل السابع بين الغقاد وخصومه :ليست معارك العقاد الفكرية مما يمكن إحصاؤها، فهي متداخلة مع معاركه السياسية وخلافاته في الرأي. ولكنها كلها على وجه العموم لا تحمل صورة الدعوة إلى التغريب ولا العمالة الفكرية لحساب الاستعمار، وإذا جاز أن نذكر المقالات التي كتبها خلال الحرب العالمية الثانية في الهلال والصحف، فإن كل الكتاب قد اشتركوا في كتابة مثلها، وكان ظاهرها الدفاع عن الديمقراطية .
المعركةالأدبية بينالعقاد وطه حسين:
بدأت معركة العقاد مع طه حسين، من خلال رسالة الغفران، حول فلسفة أبي العلاء المعري، حين كتب العقاد عن الخيال في رسالة الغفران، "إن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ". واستفزت هذه الكلمة طه حسين، فكتب يقول: "ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال في رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد"، ثم أصدر بعدها "بواعث الصمت".
*معركة أدبية بين نجيب محفوظ وعباس العقاد:
فمن المعارك التيدارت،المعركة الأدبية بين الأديب العالمي نجيب محفوظ والأديب الكبير عباس العقاد، ودارت تلك المعركة في شهور عام 1945، حينما كتب المفكر الكبير العقاد، في كتاب "في بيتي"، بعضًا من آرائه، متصورًا أنه يجري حوارًا مع نفسه، وقد سألتْه نفسه عن سبب قلة الروايات في مكتبته، فقال لها: إن الشعر أنفس من الرواية بكثير، و“محصول خمسين صفحة من الشعر الرفيع أوفر من محصول هذه الصفحات من القصة الرفيعة"، وحينها ردّ الأديب الناشئ آنذاك نجيب محفوظ، في صرامة وحِدَّة، معتبرًا ما كتبه الكاتب الكبير في السن والمقام العقاد، اتهامًا موجهًا لما يكتبه شخصيًا، ويعتبره طريق حياة، حيث كتب مقالًا اسمه "القصة عند العقاد".
وفى النهاية لم يردَّ العقاد على نجيب محفوظ، واكتفى بالصمت، ربما عن تعال واستصغار لشأن أديب ناشئ.
كانت علاقة العقاد بالآخر المبدع عبارة عن سلسلة متوالية من العواصف التي تهب من تكوينه الإنساني الجاف، لتتحول إلى معارك إن كان منبتها فكرياً وسياسياً، فمنتهاها أحياناً خصومة إنسانية؟
معركة العقاد والرافعي
ومعركة العقاد والرافعي واحدة من أشهر المعارك الأدبية التي دارت في القرن العشرين، وأسفرت هذه المعركة عن كتاب للرافعي -السفود- هذا الكتاب كُتِبَ في فترة اتسمت باحتدام الصراعات الفكرية والأدبية، والتي أدّت بدورها إلى إثراء الحياة الفكرية والثقافية في مصر والعالم العربي، وقد أشار النقاد إلى الأسباب التي دفعته إلى نشر هذه المقالات؛ ومنها أنه أراد أن يحرر النقد من طَوْقِ عبودية الأشخاص، وقد رمى الرافعي من خلال هذه المقالات إلى الثأر لشخصه، ولكتابه إعجاز القرآن الذي رماه فيه العقاد بسهم الانتحال من كتاب سعد زغلول، وقد تباينت آراء النقاد حول الحكم على الأسلوب الذي انتهجه الرافعي في كتابة هذه المقالات؛ فمنهم مَنْ استهجن هذا الأسلوب ومنهم من استحسنه، واعتبره ضربًا من ضروب الإصابة في القول، وقد وفق الكاتب في استخدامه للفظ السفود، للإشارة إلى ما تضمنته هذه المقالات من نقد مؤلم لاذع.
معركته مع جميل صدقي الزهاوي:
تقول الأستاذة أمينة إسماعيل في مقالها :أبرز 5 معارك أدبية ساهمت في نجاح العقاد
معركة جميل صدقي الزهاوي وُصفت هذه المعركة الادبية بأغرب معارك العقاد، حيث خاضها مع خصم ظل مجهولًا له وللقراء، حتى مات الخصم ومات العقاد، بل والضحية الذي وجه له العقاد سهامه، ظنا منه أن هذا هو خصمه، وما كان بخصمه، لكن موضوع المعركة كان في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية. معركة الأب أنستاس الكرملي فوجئ العقاد بسلسلة مقالات في مجلة "لغة العرب" تنتقد ديوانًا له، وظن العقاد أن كاتب المقالات التي نشرت من دون اسم هو الأب أنستاس الكرملي صاحب المجلة، وبدأ يهاجمه كعادته إن وقع في خصومة بقسوة وشراسة، حتى أنه اتهمه في عربيته.
المراجع :
1- أمينة إسماعيل: أبرز 5 معارك أدبية ساهمت في نجاح العقاد،صحيفة الوطن
2- محمد عبد الرحمن:"وجه المعارك الأدبية الجميل".. مبارزة طه حسين والعقاد الأشهر،الأربعاء، 05 يونيو 2019، اليوم السابع
3- المعارك القلمية في الصحف المصرية في النصف الاول من القرن العشرين للباحث جاد المولى، رمضان حسانينالمنشورة في مجلة كلية اللغة العربية بأسيوطجامعة الأزهر -كلية اللغة العربية بأسيوطجاد المولى، رمضان حسانين العد25 ، ص ص 328-419،2006م
4- [أنور الجندي]: كتابهالمعارك الأدبية
5- المعارك الأدبية في القرن العشرين،مجلة فكر : مركز العبيكان للأبحاث والنشر،يناير 2022م ،ص ص 10-15https://search.mandumah.com/Record/1257110
مستخلصات المنظومة 2022
6- صلاح الشهاوي :معركة معارك القرن العشرين الأدبية.. العقاد والرافعي المنازعة الأدبية،صحيفة الجزيرة ،الجمعة 21أكتوبر 2022م
وظاهرةالمعارك الأدبية والأزمات بين المثقفينليستظاهرة حديثة، منذ مطلع القرن الماضيوخاصة فترة ازدهار الأدب،حيث شكلت الخصومة بين كبار الأدباء والمثقفين وجها أدبيًا وإبداعيًا
وكانت تلك المعارك خيرا للأدب، فقد حثت على التجويد وفتحت السجال والنقد ومعارضة الآراء على نحو شيق، كشفت عن طبائعالنفوس، وأبان عن الزيف والصحيح.
ومن الدراسات التي تناولت المعارك الأدبية: دراسةالمعارك القلمية في الصحف المصرية في النصف الاول من القرن العشرين للباحث جاد المولى، رمضان حسانينالمنشورة في مجلة كلية اللغة العربية بأسيوطجامعة الأزهر -كلية اللغة العربية بأسيوطجاد المولى، رمضان حسانين العد25 ، ص ص 328-419،2006م
وتقول دراسة المعارك الأدبية في القرن العشرين:إن المعارك الأدبية تعكس الرغبة في فرض الرؤى الجديدة أو ترسيخ الرؤى الكلاسيكية تحت دعوى المحافظة على الذات. حيث اتصفت المعارك بالخصوبة والغني
وأثرت على مساحة النقد والفكر الإبداعي. ومن أشهر المعاركالأدبية : المعركة الأدبية بين عباس العقاد وأحمد شوقي، وبين زكي مبارك وطه حسين، وبين نجيب محفوظ وعباس العقاد، ومعارك أحمد زكي باشا، وبين سلامة موسى مع أحمد الحوفي وعباس محمود العقاد، ومعارك محمود محمد شاكر الأدبية وأثرها على الحركة الثقافية في مصر، ومعركة محمود شاكر مع لويس عوض. اختتم المقال بالإشارة إلى رد عبد العظيم أنيس ومحمود أمين العالم على مقالة صورة الأدب ومادته لطه حسين.
ويتناول هذا المقال:"من معارك العقاد الأدبية:
معاركه مع طه حسين ونجيب محفوظ والرافعي والزهاوي "
بداية عباس العقاد: أديب كبير، وشاعر، وفيلسوف، وسياسي، ومؤرخ، وصحفي، وراهب محراب الأدب، والذي ذاع صيته فملأ الدنيا بأدبه، ومثَّل حالة فريدة في الأدب العربي الحديث ووصل فيه إلى مرتبة فريدة
يقول المفكر والكاتب الموسوعي [أنور الجندي] رحمه الله في كتابهالمعارك الأدبية الفصل السابع بين الغقاد وخصومه :ليست معارك العقاد الفكرية مما يمكن إحصاؤها، فهي متداخلة مع معاركه السياسية وخلافاته في الرأي. ولكنها كلها على وجه العموم لا تحمل صورة الدعوة إلى التغريب ولا العمالة الفكرية لحساب الاستعمار، وإذا جاز أن نذكر المقالات التي كتبها خلال الحرب العالمية الثانية في الهلال والصحف، فإن كل الكتاب قد اشتركوا في كتابة مثلها، وكان ظاهرها الدفاع عن الديمقراطية .
المعركةالأدبية بينالعقاد وطه حسين:
بدأت معركة العقاد مع طه حسين، من خلال رسالة الغفران، حول فلسفة أبي العلاء المعري، حين كتب العقاد عن الخيال في رسالة الغفران، "إن رسالة الغفران نمط وحدها في آدابنا العربية وأسلوب شائق ونسق طريف في النقد والرواية وفكرة لبقة لا نعلم أن أحدًا سبق المعري إليها، ". واستفزت هذه الكلمة طه حسين، فكتب يقول: "ولكن الذي أخالف العقاد فيه مخالفة شديدة هو زعمه في فصل آخر أن أبا العلاء لم يكن صاحب خيال في رسالة الغفران، هذا نُكر من القول لا أدري كيف تورط فيه كاتب كالعقاد"، ثم أصدر بعدها "بواعث الصمت".
*معركة أدبية بين نجيب محفوظ وعباس العقاد:
فمن المعارك التيدارت،المعركة الأدبية بين الأديب العالمي نجيب محفوظ والأديب الكبير عباس العقاد، ودارت تلك المعركة في شهور عام 1945، حينما كتب المفكر الكبير العقاد، في كتاب "في بيتي"، بعضًا من آرائه، متصورًا أنه يجري حوارًا مع نفسه، وقد سألتْه نفسه عن سبب قلة الروايات في مكتبته، فقال لها: إن الشعر أنفس من الرواية بكثير، و“محصول خمسين صفحة من الشعر الرفيع أوفر من محصول هذه الصفحات من القصة الرفيعة"، وحينها ردّ الأديب الناشئ آنذاك نجيب محفوظ، في صرامة وحِدَّة، معتبرًا ما كتبه الكاتب الكبير في السن والمقام العقاد، اتهامًا موجهًا لما يكتبه شخصيًا، ويعتبره طريق حياة، حيث كتب مقالًا اسمه "القصة عند العقاد".
وفى النهاية لم يردَّ العقاد على نجيب محفوظ، واكتفى بالصمت، ربما عن تعال واستصغار لشأن أديب ناشئ.
كانت علاقة العقاد بالآخر المبدع عبارة عن سلسلة متوالية من العواصف التي تهب من تكوينه الإنساني الجاف، لتتحول إلى معارك إن كان منبتها فكرياً وسياسياً، فمنتهاها أحياناً خصومة إنسانية؟
معركة العقاد والرافعي
ومعركة العقاد والرافعي واحدة من أشهر المعارك الأدبية التي دارت في القرن العشرين، وأسفرت هذه المعركة عن كتاب للرافعي -السفود- هذا الكتاب كُتِبَ في فترة اتسمت باحتدام الصراعات الفكرية والأدبية، والتي أدّت بدورها إلى إثراء الحياة الفكرية والثقافية في مصر والعالم العربي، وقد أشار النقاد إلى الأسباب التي دفعته إلى نشر هذه المقالات؛ ومنها أنه أراد أن يحرر النقد من طَوْقِ عبودية الأشخاص، وقد رمى الرافعي من خلال هذه المقالات إلى الثأر لشخصه، ولكتابه إعجاز القرآن الذي رماه فيه العقاد بسهم الانتحال من كتاب سعد زغلول، وقد تباينت آراء النقاد حول الحكم على الأسلوب الذي انتهجه الرافعي في كتابة هذه المقالات؛ فمنهم مَنْ استهجن هذا الأسلوب ومنهم من استحسنه، واعتبره ضربًا من ضروب الإصابة في القول، وقد وفق الكاتب في استخدامه للفظ السفود، للإشارة إلى ما تضمنته هذه المقالات من نقد مؤلم لاذع.
معركته مع جميل صدقي الزهاوي:
تقول الأستاذة أمينة إسماعيل في مقالها :أبرز 5 معارك أدبية ساهمت في نجاح العقاد
معركة جميل صدقي الزهاوي وُصفت هذه المعركة الادبية بأغرب معارك العقاد، حيث خاضها مع خصم ظل مجهولًا له وللقراء، حتى مات الخصم ومات العقاد، بل والضحية الذي وجه له العقاد سهامه، ظنا منه أن هذا هو خصمه، وما كان بخصمه، لكن موضوع المعركة كان في قضية الشاعر بين الملكة الفلسفية العلمية والملكة الشعرية. معركة الأب أنستاس الكرملي فوجئ العقاد بسلسلة مقالات في مجلة "لغة العرب" تنتقد ديوانًا له، وظن العقاد أن كاتب المقالات التي نشرت من دون اسم هو الأب أنستاس الكرملي صاحب المجلة، وبدأ يهاجمه كعادته إن وقع في خصومة بقسوة وشراسة، حتى أنه اتهمه في عربيته.
المراجع :
1- أمينة إسماعيل: أبرز 5 معارك أدبية ساهمت في نجاح العقاد،صحيفة الوطن
2- محمد عبد الرحمن:"وجه المعارك الأدبية الجميل".. مبارزة طه حسين والعقاد الأشهر،الأربعاء، 05 يونيو 2019، اليوم السابع
3- المعارك القلمية في الصحف المصرية في النصف الاول من القرن العشرين للباحث جاد المولى، رمضان حسانينالمنشورة في مجلة كلية اللغة العربية بأسيوطجامعة الأزهر -كلية اللغة العربية بأسيوطجاد المولى، رمضان حسانين العد25 ، ص ص 328-419،2006م
4- [أنور الجندي]: كتابهالمعارك الأدبية
5- المعارك الأدبية في القرن العشرين،مجلة فكر : مركز العبيكان للأبحاث والنشر،يناير 2022م ،ص ص 10-15https://search.mandumah.com/Record/1257110
مستخلصات المنظومة 2022
6- صلاح الشهاوي :معركة معارك القرن العشرين الأدبية.. العقاد والرافعي المنازعة الأدبية،صحيفة الجزيرة ،الجمعة 21أكتوبر 2022م
معركة معارك القرن العشرين الأدبية.. العقاد والرافعي المنازعة الأدبية
www.al-jazirah.com