في الماضي (خصوصا أثناء الخمسينيات والستينيات)، كانت مهنةُ مدرس profession d'enseignant تعني التَّمَتُّع بوضع اجتماعي يتساكن فيه الاحترام والاعتبار والكرامة dignité. كان المدرس، فضلا عن دوره في التعليم والتَّربية والتَّعلُّم، مرجعا أخلاقيا une référence morale، أي كان له نصيب في تربية المتعلم. وكان هذا المرجع لا يقتصر مفعولُه على مجرَّد الممارسة التعليمية، أي عملُه داخلَ القسم. كان له امتدادٌ إلى ما بعد الفصل تَتَبُّعاُ للمتعلم خارج الفضاء المدرسي وحتى داخل الأسرة. كان المدرس، في نفس الوقت، مربيا من خلال تعليمه ومن خلال تصرفه وسلوكه داخل وخارج القسم. ورغم محدودية الوسائل البيداغوجية الموضوعة رهن إشارته (هيمنة السبورة والطباشير والكتاب المدرسي)، استطاع أن ينجحَ في الجمع بين وظيفة التعليم ومهمة التربية. كان، بكل بساطة، مواطنا مُشبَّعا بخُلُق المصلحة العامة.
ما يُلاحَظ اليوم هو أن هذه المواصفات statut ou profil تتَّجه نحو الاضمحلال إن لم نقل نحو الزوال لتترك المكان لمواصفات حيث يَحُلُّ محل المصلحة العامة فردانيةٌ individualisme مبالغ فيها، أو بالأحرى، تحُلُّ محلَّ المصلحة العامة الأنانيةُ. وما يثير الاستغرابَ، هو أنه، في زمان غَزَتْ فيه تكنولوجياتُ الإعلام والاتصال جميعَ مظاهر الحياة وحيث عرفت تكنولوجيات التربية تقدما صارخا، فإننا نشاهد بالتدريج فصلاً séparation (تفكيكا décomposition) بين وظيفة التعليم ومهمة التربية.
تَصَلَّبت وظيفة التعليم تحت تأثير الرتابة routine والتَّنميط stéréotypie وتبوأت مهمةُ التربية مرتبات دنيا جاعلةً من المدرسة مصنعا يُداوِل معرفة لا تصلح إلا للامتحانات ومتجاهلةً المجتمعَ وحاجياته.
بالفعل، لقد عرف المجتمعُ تقلُّباتٍ كبرى نتيجةَ تأثير تكنولوجيات متعددة الأنواع. من المفروض أن تتكيَّف المدرسةُ مع هذه التَّقلُّبات وتأخذها بعين الاعتبار لتجديد القيام بمهمتها التي اُنشئت من أجلها من طرف، في ولصالح المجتمع. في غياب كل هذه الاعتبارات، فإنها تصبح عبارةً عن جسم غريب داخل هذا المجتمع. حينها، قد تتحوَّل إلى عبء وهُوةً مالية gouffre financier عوض أن تكون رافعة للتنمية levier de développement.
أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تتغير مهمة المدرسة. وأول الفاعلين الذين سيكونون وراء هذا التغيير هم المدرسون علما أن هذا الأخير يجب أن يتحقق حتما من خلال تكوين من مستوى عالي يخضع له هؤلاء المدرسون. وهذا التكوينُ يجب أن يؤدي إلى تعليم ذي جودة يُسهِّل تساكن التعليم والتربية والتَّعلم خدمةً لمصلحة المتعلم والأسرة والمجتمع والبلاد.
وحسب تقديري، من المفترض أن يَتوفَّر المدرسُ، الحامل للتغيير والمصدر الأول والأخير لجودة التَّعليم، على المواصفات التالية :
كعضو في مجتمع ينتظر الكثيرَ من المدرسة، المدرس هو:
-أولا وقبل كل شيء مواطن تتخلَّله أحاسيسُ حب الوطن والمصلحة العامة؛
-رافعة للتنمية (لأن النشاطَ والفعلَ البشريين هما اللذان يكونان وراء التنمية - إنه شيء يجب أن يبدأ من المدرسة)؛
-ناقل ثقافةٍ و قيمٍ؛
-مثال يُحتذى…
كعضو في المنظومة التربوية، على المدرِّس أن يعرفَ :
-أن مهنتَه هي حقا مترتِّبة عن تكوين formation ولكن كذلك عن موهبة vocation؛
-ماهيةَ المنظومة التربوية وبالأخص تركيبتَها والنصوص القانونية التي تنظمها؛
-المنظومة التربوية لبلده وسياستَه التربوية؛
-الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للتعليم والتربية؛
-كيفية اشتغالِ mode de fonctionnement مؤسسة مدرسية؛
-أنه عنصر مُهمٌّ في تنفيذ السياسة التربوية؛
-أن له دورا حاسما : الذهاب بالمتعلم إلى النجاح وإلى الاندماج الاجتماعي والمهني؛
-علاقةَ مهنته بالآداب déontologie وبالأخلاقيات éthique والمسؤولية؛
-تفاعلَ المدرسة والأسرة؛
-تفاعلَ المدرسة والمجتمع؛
-إسهاماتِ علوم التربية في تحسين وتطوير مهنته.
داخل الفصل، المدرس هو :
1.متخصص في مادة أو عدة مواد؛
2.مُثقِّف instructeur؛
3.مربى éducateur (يساهم في بناء شخصية المتعلم)؛
4.بيداغوجي pédagogue (البيداغوجيا كفن للتدريس)؛
5.مُلمّ بالديداكتيك initié en didactique؛
6.ملم بعلم النفس التربوي initié en psychopédagogie؛
7.مُحاور interlocuteur (بمعنى حلقة وصل)؛
8.خطيب orateur(بمعنى محيط باللغة)؛
9.مُنشِّط activateur؛
10.مُبدع créatif؛
11مُمْتَحِنٌ examinateur؛
12.ملم بالتقييم كوسيلة وليس كغاية initié à l'évaluation comme moyen et non pas comme finalité؛
13.نصير لتكافؤ الفرص défenseur du principe de l'égalité des chances ؛
14.واعٍ بالاختلاف الاجتماعي والثقافي للمتعلمين؛
15.عنصر يسعى لارتقاء الجودة في تعليمه (تحرُّر، تفتُّح فكري، حِس نقدي، استقلال، اتخاذ القرار، الخ.).
خارج الفصل، هو مَدْعُو :
1.بأن ينظرَ لمهنته وتعليمه وتدخلاته داخل الفصل من زوايا مختلفة (إعادة النظر فيما يقوم به، تقييم ذاتي auto évaluation)؛
2.للبحث باستمرار عن تحسين تعليمه وسُمعته؛
3.لتحديث معارفه المرتبطة بتخصصه؛
4.للتأقلم مع تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وبالأخص، تلك التي تُساهم في تقوية جودة ونجاعة الممارسة التعليمية التربوية.
ما يُلاحَظ اليوم هو أن هذه المواصفات statut ou profil تتَّجه نحو الاضمحلال إن لم نقل نحو الزوال لتترك المكان لمواصفات حيث يَحُلُّ محل المصلحة العامة فردانيةٌ individualisme مبالغ فيها، أو بالأحرى، تحُلُّ محلَّ المصلحة العامة الأنانيةُ. وما يثير الاستغرابَ، هو أنه، في زمان غَزَتْ فيه تكنولوجياتُ الإعلام والاتصال جميعَ مظاهر الحياة وحيث عرفت تكنولوجيات التربية تقدما صارخا، فإننا نشاهد بالتدريج فصلاً séparation (تفكيكا décomposition) بين وظيفة التعليم ومهمة التربية.
تَصَلَّبت وظيفة التعليم تحت تأثير الرتابة routine والتَّنميط stéréotypie وتبوأت مهمةُ التربية مرتبات دنيا جاعلةً من المدرسة مصنعا يُداوِل معرفة لا تصلح إلا للامتحانات ومتجاهلةً المجتمعَ وحاجياته.
بالفعل، لقد عرف المجتمعُ تقلُّباتٍ كبرى نتيجةَ تأثير تكنولوجيات متعددة الأنواع. من المفروض أن تتكيَّف المدرسةُ مع هذه التَّقلُّبات وتأخذها بعين الاعتبار لتجديد القيام بمهمتها التي اُنشئت من أجلها من طرف، في ولصالح المجتمع. في غياب كل هذه الاعتبارات، فإنها تصبح عبارةً عن جسم غريب داخل هذا المجتمع. حينها، قد تتحوَّل إلى عبء وهُوةً مالية gouffre financier عوض أن تكون رافعة للتنمية levier de développement.
أكثر من أي وقت مضى، يجب أن تتغير مهمة المدرسة. وأول الفاعلين الذين سيكونون وراء هذا التغيير هم المدرسون علما أن هذا الأخير يجب أن يتحقق حتما من خلال تكوين من مستوى عالي يخضع له هؤلاء المدرسون. وهذا التكوينُ يجب أن يؤدي إلى تعليم ذي جودة يُسهِّل تساكن التعليم والتربية والتَّعلم خدمةً لمصلحة المتعلم والأسرة والمجتمع والبلاد.
وحسب تقديري، من المفترض أن يَتوفَّر المدرسُ، الحامل للتغيير والمصدر الأول والأخير لجودة التَّعليم، على المواصفات التالية :
كعضو في مجتمع ينتظر الكثيرَ من المدرسة، المدرس هو:
-أولا وقبل كل شيء مواطن تتخلَّله أحاسيسُ حب الوطن والمصلحة العامة؛
-رافعة للتنمية (لأن النشاطَ والفعلَ البشريين هما اللذان يكونان وراء التنمية - إنه شيء يجب أن يبدأ من المدرسة)؛
-ناقل ثقافةٍ و قيمٍ؛
-مثال يُحتذى…
كعضو في المنظومة التربوية، على المدرِّس أن يعرفَ :
-أن مهنتَه هي حقا مترتِّبة عن تكوين formation ولكن كذلك عن موهبة vocation؛
-ماهيةَ المنظومة التربوية وبالأخص تركيبتَها والنصوص القانونية التي تنظمها؛
-المنظومة التربوية لبلده وسياستَه التربوية؛
-الوظيفة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للتعليم والتربية؛
-كيفية اشتغالِ mode de fonctionnement مؤسسة مدرسية؛
-أنه عنصر مُهمٌّ في تنفيذ السياسة التربوية؛
-أن له دورا حاسما : الذهاب بالمتعلم إلى النجاح وإلى الاندماج الاجتماعي والمهني؛
-علاقةَ مهنته بالآداب déontologie وبالأخلاقيات éthique والمسؤولية؛
-تفاعلَ المدرسة والأسرة؛
-تفاعلَ المدرسة والمجتمع؛
-إسهاماتِ علوم التربية في تحسين وتطوير مهنته.
داخل الفصل، المدرس هو :
1.متخصص في مادة أو عدة مواد؛
2.مُثقِّف instructeur؛
3.مربى éducateur (يساهم في بناء شخصية المتعلم)؛
4.بيداغوجي pédagogue (البيداغوجيا كفن للتدريس)؛
5.مُلمّ بالديداكتيك initié en didactique؛
6.ملم بعلم النفس التربوي initié en psychopédagogie؛
7.مُحاور interlocuteur (بمعنى حلقة وصل)؛
8.خطيب orateur(بمعنى محيط باللغة)؛
9.مُنشِّط activateur؛
10.مُبدع créatif؛
11مُمْتَحِنٌ examinateur؛
12.ملم بالتقييم كوسيلة وليس كغاية initié à l'évaluation comme moyen et non pas comme finalité؛
13.نصير لتكافؤ الفرص défenseur du principe de l'égalité des chances ؛
14.واعٍ بالاختلاف الاجتماعي والثقافي للمتعلمين؛
15.عنصر يسعى لارتقاء الجودة في تعليمه (تحرُّر، تفتُّح فكري، حِس نقدي، استقلال، اتخاذ القرار، الخ.).
خارج الفصل، هو مَدْعُو :
1.بأن ينظرَ لمهنته وتعليمه وتدخلاته داخل الفصل من زوايا مختلفة (إعادة النظر فيما يقوم به، تقييم ذاتي auto évaluation)؛
2.للبحث باستمرار عن تحسين تعليمه وسُمعته؛
3.لتحديث معارفه المرتبطة بتخصصه؛
4.للتأقلم مع تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وبالأخص، تلك التي تُساهم في تقوية جودة ونجاعة الممارسة التعليمية التربوية.