لم يقوَ والدها على إبداء شهادته حتى في جلسةٍ كان لابُدَّ أن تكون سِرِّية، وقف مُطأطئ الرأس يتحاشَى التقاء نظره بمن حوله، ولا برئيس المحكمة.
حلف اليمين وجاء لينطق؛ فانعقد لسانه، وراح في نَوبة بكاء مَرير، ترَفَّق به القاضي إلى حين، ثم عاد ليسأله عن معلوماته، نظر إليه بعينين زائغتين دامعتين وخفَضَ بعدها وجهه، ومدَّ يده في جيبه وأخرجها بعدد من الصفحات لمحادثة جرَت على تطبيق التواصل الاجتماعي "واتس آب".
كان والدها يرجو ذلك الشاب في المحادثة أن يتزوجها، أجابه في صفاقةٍ بالغة:
- لا أتزوج عاهرة.
يسأله وهو يَسترحمه:
- وماذا تريد مِنَّا يا ولدي؟
يستمر في عِناده:
- تعود لي كما كانت ولن أتزوجها.
يستعطفه، يتمسك الشاب بموقفه، بل ويتوعَّد:
- إنْ لم تُرسلها إليَّ غدا؛ نَشَرتُ على الملأ ما أرسلتُه لكَ من قبل.
لم تنجح المساومة، فأرسَل صورها العارية ومقاطع الفيديو الفاضحة إلى "إيميلات" وبرامج المحادثات "والفيس بوك" لجميع أصدقائها؛ سرَت الفضيحة بين أقرانها في كُليتها العملية المرموقة، وفي النادي الاجتماعي الشهير الذي ينتسبون إليه سريان النار في الهشيم، تسقط أمها مغشيًا عليها، ويُنقل الأب إثر ارتفاع ضغط الدم المفاجئ إلى المستشفى.
يُثْبت القاضي ما حَوته صفحات "الواتس آب" ويُعفيه من أن يُعيد بلسانه ما يُمزِّق قلبه، فإن باقي الأوراق تحمل كل ما كان.
وحيدةٌ هي لأبوين أستاذين في الجامعة، لم تَجد من جليس ولا أنيس وهما يَرمحان من تدريس إلى عمل في الصيدليات المتعددة المملوكة لهما، إلى إنشاء المزيد منها إلى... وإلى... وإلى... لا تُقابلهما نهارًا إلا مصادفةً في المصعد، وعندما يعودان فجرًا تكون قد خلدَت إلى نومها.
استعاضت عنهما بذلك المستهتر، جمعهما صف ثانوي واحد في مدرسة واحدة "إنترناشونال" لم يكن له راعيًا هو الآخر، والداه مُعاران للخارج ويعيش مع جدته، استمرَّا طيلة سنوات ثلاثة لا يفترقان، يَخرجان ويمرحان ويعودان كما يحلو لهما، لم يسألها أحد إلى أين تذهب، ولا متى عادت وفيمَ كان خُروجها. جَوامِح الغريزة لم تجد لها كَوابحًا ولا مُراقبًا، بلغ الأمر حَدّ تصوير لقاءاتهما الجنسية الكاملة بطريق الفيديو، ولما عادت لرُشدها فور دخول الجامعة قاطعَته ونأَت عنه، فكان ما كان من صَنيعهِ.
يَشْرَع الأطراف في الانصراف بعد انتهاء المرافعة. يستوقف القاضي والدها لبُرهة، يسأله:
- أين كنتما أنتَ وأمها؟
يخفِضُ نظره، تتحرَّك شفتاه كأنها ترتعش، يُجيب بصوتٍ متهدِّج فيه حشرجة: «المشَاغل».
حلف اليمين وجاء لينطق؛ فانعقد لسانه، وراح في نَوبة بكاء مَرير، ترَفَّق به القاضي إلى حين، ثم عاد ليسأله عن معلوماته، نظر إليه بعينين زائغتين دامعتين وخفَضَ بعدها وجهه، ومدَّ يده في جيبه وأخرجها بعدد من الصفحات لمحادثة جرَت على تطبيق التواصل الاجتماعي "واتس آب".
كان والدها يرجو ذلك الشاب في المحادثة أن يتزوجها، أجابه في صفاقةٍ بالغة:
- لا أتزوج عاهرة.
يسأله وهو يَسترحمه:
- وماذا تريد مِنَّا يا ولدي؟
يستمر في عِناده:
- تعود لي كما كانت ولن أتزوجها.
يستعطفه، يتمسك الشاب بموقفه، بل ويتوعَّد:
- إنْ لم تُرسلها إليَّ غدا؛ نَشَرتُ على الملأ ما أرسلتُه لكَ من قبل.
لم تنجح المساومة، فأرسَل صورها العارية ومقاطع الفيديو الفاضحة إلى "إيميلات" وبرامج المحادثات "والفيس بوك" لجميع أصدقائها؛ سرَت الفضيحة بين أقرانها في كُليتها العملية المرموقة، وفي النادي الاجتماعي الشهير الذي ينتسبون إليه سريان النار في الهشيم، تسقط أمها مغشيًا عليها، ويُنقل الأب إثر ارتفاع ضغط الدم المفاجئ إلى المستشفى.
يُثْبت القاضي ما حَوته صفحات "الواتس آب" ويُعفيه من أن يُعيد بلسانه ما يُمزِّق قلبه، فإن باقي الأوراق تحمل كل ما كان.
وحيدةٌ هي لأبوين أستاذين في الجامعة، لم تَجد من جليس ولا أنيس وهما يَرمحان من تدريس إلى عمل في الصيدليات المتعددة المملوكة لهما، إلى إنشاء المزيد منها إلى... وإلى... وإلى... لا تُقابلهما نهارًا إلا مصادفةً في المصعد، وعندما يعودان فجرًا تكون قد خلدَت إلى نومها.
استعاضت عنهما بذلك المستهتر، جمعهما صف ثانوي واحد في مدرسة واحدة "إنترناشونال" لم يكن له راعيًا هو الآخر، والداه مُعاران للخارج ويعيش مع جدته، استمرَّا طيلة سنوات ثلاثة لا يفترقان، يَخرجان ويمرحان ويعودان كما يحلو لهما، لم يسألها أحد إلى أين تذهب، ولا متى عادت وفيمَ كان خُروجها. جَوامِح الغريزة لم تجد لها كَوابحًا ولا مُراقبًا، بلغ الأمر حَدّ تصوير لقاءاتهما الجنسية الكاملة بطريق الفيديو، ولما عادت لرُشدها فور دخول الجامعة قاطعَته ونأَت عنه، فكان ما كان من صَنيعهِ.
يَشْرَع الأطراف في الانصراف بعد انتهاء المرافعة. يستوقف القاضي والدها لبُرهة، يسأله:
- أين كنتما أنتَ وأمها؟
يخفِضُ نظره، تتحرَّك شفتاه كأنها ترتعش، يُجيب بصوتٍ متهدِّج فيه حشرجة: «المشَاغل».