تحت أديم الآفاق الشاحبة للمستقبل البائس للنقد ينعي لنا الأستاذ الأكاديمي البريطاني رونان ماكدونالد من خلال دراسته التأبينية خبر الموت الإفتراضي للناقد الأكاديمي المتخصص .
وفي غياب تام لمظاهر العزاء والحزن والأسى لكأن الناقد اندثر كسقط متاع غير مأسوف عليه يرفع ماكدونالد دراسته كحجاج متين وجدل صارم رفيع حول مستقبل النقد برصده الحثيث لعمليات الإنفصال الني وقعت بين الناقد الأكاديمي والجمهور العام .
متطرقا لأدق تفاصيل مأساة التراجع الكبير للنقد الأكاديمي في المكانة العامة .
وإلى حيثيات تطور النظرية النقدية من بعد الحرب العالمية الأولى وإلى أصول النقد التاريخية معرجا على التعريف بمبادئ النقد الأدبي .
إن إعلان ماكدونالد المدوي عن موت الناقد وفقده مكانته ودوره الثقافي وأفول سلطته جاء عقب إرهاصات مابعد الثورة الطلابية في أوروبا عام 1968م وما تمخض عنها من مولد وظهور التيارات الثقافية المناهضة للسلطة والمعادية للهرمية الإجتماعية والثقافية أيضا وسعيها الحثيث لدمقرطة الفنون والآداب وتخليصها من آيادي أساتذة الجامعات وتحريرها من قبضة المتأنقين من الطبقة العليا.
بينما كان أرباب النقد الأدبي الأكاديمي يبحثون له عن إمكانية تأسيسه على مبادئ علمية راسخة وإرسائه على أساسات ومعايير علمية صلبة ومصداقية راسخة تقيه من حمية التسخيف والتحقير المتعاظمة التي ضربت أطنابها في الثقافة الجماهيرية الإستهلاكية بقضها وقضيضها المتسمة بالإنطباعية والذاتية في أحكامها .
ورغم كل مابذله أولئك النقاد الأفذاذ من جهد فكري جبار وتعطشهم الطويل إلى تحقيق الحياد والنزاهة المنهجيين في الحكم والقيمة ورغم تعدد وتقارب طرائق مناهجهم النقدية فإنهم لم يتوصلوا إلى تبني وإقرار معايير ومبادئ موحدة في حكم القيمة الأدبية ما أدى إلى ظهور معضلة أحكام الذوق الشائكة حول مفهوم القيمة الجمالية وقيمة الخيال الأدبية .
وهو مازاد من اتساع الهوة المهولة السحيقة وصراع التراتبية الملتبسة بين الثقافة الرفيعة للنخب والثقافة الدونية للشعب .
إن العداء القديم والحقد الدفين على النخبوية الفنية الإبداعية الخلاقة لم يكن وليد الأمس فجذور الإلتباس بين المنهجية العلمية والأساس الروحي للنقد الأدبي ضاربة في أعماق التاريخ .
بين نخبة تنشد تصليب عود الدراسة الأدبية من خلال التحليل الدقيق للنصوص بناء على حكم القيمة .
وجمهرة عريضة تعمل على إهمال المعايير النقدية ونسفها بناء على إنطباعاتها وأحكامها العاطفية لصالح أهوائها الشخصية تروم تهجين النقد .
تعاظمت معضلة عمليات التقويم وإصدار الأحكام دون التوصل إلى توافق على معادل موضوعي ومرجعية نقد علمية ما أسفر عن قطيعة تامة وبينونة كبرى بينهما حيث مضى كل طرف منهما في طرق خاص سبيله دون احتكاك ولا وصال وتفاعل مع الجهة الأخرى و دون وفاق على حل جدلية الأخلاق والعلم في النقد الأدبي .
لقد إنسحب النقاد الأكاديميون خلف أسوار جامعاتهم السامقة وهم ينظرون من عل برجهم العاجي باحتقار لمراجعي الكتب باعتبارهم هواة شعبويون .
وبقوا متمسكين بالمعايير الناظمة للعملية النقدية دون تحمس ولا انحياز .
تاركين من خلفهم حقل النقد والأدب لغير المتخصصين من كتاب مراجعات يفتقرون إلى المعرفة وحس المسؤلية أولئك الذين وفرت لهم الشبكة العنكبوتية أرحب الفضاءات وأكبر عدد ممكن من المنابر الخطابية فكانت من بين أكبر الأسباب التي ساهمت في خلق هذا السجال الثقافي المحتدم .
بينما يتمسك النقاد الاكاديميون بيقينهم بأن قراءة غير الأكاديميين تشكل خطرا على الأدب باعتبارها نقدا إنطباعيا يعتمد على ذائقة المتلقي العشوائية وهرطقة ذاتية وجعجعة وثرثرة أدبية تعمل في الفراغ .
عمل الطرف النقيض مز غير المتخصصين على تحقير الناقد وذمه وازدرائه .
باعتباره شخصا كسولا ووسم تخصصه الأكاديمي بالسلبية .
حتى بات النقد أكثر الأشكال الأدبية تعرضا للنبذ وتبخيس القدر والقيمة باعتباره نوعا ثانويا تابعا لغيره .
فعملت تلك الثقافة الشعبوية السمجة على التقليل من قيمة الناقد وإضعاف تداول إبداعه حتى بات منجزه لا يعامل كشكل إبداعي مستقل بذاته .
حتى قال أحدهم في إحدى مسرحياته : ( إحذروا من النقاد.إنهم مثل الأسماك تعض كل شيئ خاصة الكتب.)
وشبه آخر عمل الناقد بعمل الخصي في القصر العامر بالحريم والجواري .
واعتبر آخر الناقد متطفلا يعتاش على إبداعات غيره أو مجرد شارح تافه فقير معدم من الأصالة والموهبة .
ويرى آخر أن الناقد جرذ مجاري وقسيس معاق عقليا وأن النقد ليس إبداعا وأنه مجرد عمل عادي لا يحتاج إلى تخصص يمكن القيام به دون بذل ولو القليل من الجهد المتواضع .
على إثر المتضادات والثنائيات المتقابلة وفي ظل توسع وتغول إمبراطورية غوغل وحصدها دونما شبع المزيد من رؤوس عبيدها الفارغة فسد الذوق العام بإحالة النقد الأكاديمي على هوامش حياتنا الفكرية
وحينما انسحب نقادنا الأفذاذ من مشهدنا الثقافي الموبوء مثقلين بالحسرة والأسى و الألم
بسبب غوغائية متكالبة وحشرات طفيلية لاذعة مجهضة الذائقة الجمالية وضفادع لم تساهم في حقل النقد بغير ضجيج نقيقها لاعتبارها الأخرق بأن ماهية النقد ماهي إلا هواية او مجرد تسلية طفولية .
رغم الحقيقة الصارخة بأن النقد.الأدبي النبيل هو أقرب مايكون في روحه إلى الفنون الإبداعية المثلى وشكل من الأشكال الأدبية وصناعة إبداعية حقة .
ومهما قيل ومهما جرى سيظل النقد الجيد المؤسس على عدم التحيز والحياد ممارسة عقلانية أكثر مما هي ميولات فردية .. وأن المتعة العقلية صناعة نقدية .
ولارتباط تطور النقد إرتباطا وثيقا بنمو فلسفة الجمال سيظل هو المالك الأوحد لمفاتيح أبواب الفلسفة الجمالية المغلقة .
وسيظل من بين سائر العلوم المولد الأكبر لتيار الافكار الصحيحة الصائبة و الرؤى الحية الناضجة .
إذا كانت مهمة النقد توجيه الرأي العام وتحسين تمييزه بما في ذلك من تثقيف للفرد والمجتمع وتهذيبهما فإن نقادنا الأكاديميون الأفذاذ:وعباقرتنا العصاميون هم قضاة الذوق وموجهوا جمهرة المتلقين ولا أقول المستهلكين إلى كل ماهو قيم يستحق الإهتمام في الأدب والفنون .
وبما أن غاية النقد بلوغ ذروة الذوق والثقافة والتحضر سيظل النور الذي يهدينا إلى معرفة أفضل مافكر به .
لأن النقد بمنتهى البساطة هو رؤية الشيئ كما هو في جوهر ذاته شفيفا بلوريا على حقيقته بكامل صفائه وتمام نقائه .
إذا كان الناقد على حد تعبير العبقري ماكدونالد قد مات فعليه أن يبعث حيا كطائر فينيق من رماده .
وإن كان قد تنحى جانبا عن طواعية أو مكرها فعليه أن يعود معززا مكرما .
إذ لا أحد جدير بالحضور في غيابه ولا ملأ فراغ مكانه .
إن موت الناقد للملهم ماكدونالد دراسة تعارض دعوة التخلص من فكرة القيمة النوعية ومن النصوص المعيارية .
ودفاع متين ومرافعة راقية قوية عن البراعة واللباقة في التأويل .
إنها دراسة جادة تسعى للنهوض بمستوى الذوق العام وصيانة الأدب من التفاهة والتسخيف .
موت الناقد دراسة أيقونة بترجمة الأستاذ فخري صالح التحفة وطبعة منشورات الساقي الفخمة .
انصح بها كل من كانت له ميول نقدية .
لن انصفها مهما قلت عنها ومهما كتبت .
وما انا إلا مجرد قارئ أبسط من بسيط ظل مسمرا طوال ثلاث ليال شتوية طويلة أمام مكتبه العتيق حيث يرفل هذا العنوان الفخم الأنيق في محاولة متواضعة لإنصافها وإعطائها حقها .
جمعي شايبي.
موت الناقد رونان ماكدونالد ٢٤٧ صفحة . ترجمة : فخري صالح.
وفي غياب تام لمظاهر العزاء والحزن والأسى لكأن الناقد اندثر كسقط متاع غير مأسوف عليه يرفع ماكدونالد دراسته كحجاج متين وجدل صارم رفيع حول مستقبل النقد برصده الحثيث لعمليات الإنفصال الني وقعت بين الناقد الأكاديمي والجمهور العام .
متطرقا لأدق تفاصيل مأساة التراجع الكبير للنقد الأكاديمي في المكانة العامة .
وإلى حيثيات تطور النظرية النقدية من بعد الحرب العالمية الأولى وإلى أصول النقد التاريخية معرجا على التعريف بمبادئ النقد الأدبي .
إن إعلان ماكدونالد المدوي عن موت الناقد وفقده مكانته ودوره الثقافي وأفول سلطته جاء عقب إرهاصات مابعد الثورة الطلابية في أوروبا عام 1968م وما تمخض عنها من مولد وظهور التيارات الثقافية المناهضة للسلطة والمعادية للهرمية الإجتماعية والثقافية أيضا وسعيها الحثيث لدمقرطة الفنون والآداب وتخليصها من آيادي أساتذة الجامعات وتحريرها من قبضة المتأنقين من الطبقة العليا.
بينما كان أرباب النقد الأدبي الأكاديمي يبحثون له عن إمكانية تأسيسه على مبادئ علمية راسخة وإرسائه على أساسات ومعايير علمية صلبة ومصداقية راسخة تقيه من حمية التسخيف والتحقير المتعاظمة التي ضربت أطنابها في الثقافة الجماهيرية الإستهلاكية بقضها وقضيضها المتسمة بالإنطباعية والذاتية في أحكامها .
ورغم كل مابذله أولئك النقاد الأفذاذ من جهد فكري جبار وتعطشهم الطويل إلى تحقيق الحياد والنزاهة المنهجيين في الحكم والقيمة ورغم تعدد وتقارب طرائق مناهجهم النقدية فإنهم لم يتوصلوا إلى تبني وإقرار معايير ومبادئ موحدة في حكم القيمة الأدبية ما أدى إلى ظهور معضلة أحكام الذوق الشائكة حول مفهوم القيمة الجمالية وقيمة الخيال الأدبية .
وهو مازاد من اتساع الهوة المهولة السحيقة وصراع التراتبية الملتبسة بين الثقافة الرفيعة للنخب والثقافة الدونية للشعب .
إن العداء القديم والحقد الدفين على النخبوية الفنية الإبداعية الخلاقة لم يكن وليد الأمس فجذور الإلتباس بين المنهجية العلمية والأساس الروحي للنقد الأدبي ضاربة في أعماق التاريخ .
بين نخبة تنشد تصليب عود الدراسة الأدبية من خلال التحليل الدقيق للنصوص بناء على حكم القيمة .
وجمهرة عريضة تعمل على إهمال المعايير النقدية ونسفها بناء على إنطباعاتها وأحكامها العاطفية لصالح أهوائها الشخصية تروم تهجين النقد .
تعاظمت معضلة عمليات التقويم وإصدار الأحكام دون التوصل إلى توافق على معادل موضوعي ومرجعية نقد علمية ما أسفر عن قطيعة تامة وبينونة كبرى بينهما حيث مضى كل طرف منهما في طرق خاص سبيله دون احتكاك ولا وصال وتفاعل مع الجهة الأخرى و دون وفاق على حل جدلية الأخلاق والعلم في النقد الأدبي .
لقد إنسحب النقاد الأكاديميون خلف أسوار جامعاتهم السامقة وهم ينظرون من عل برجهم العاجي باحتقار لمراجعي الكتب باعتبارهم هواة شعبويون .
وبقوا متمسكين بالمعايير الناظمة للعملية النقدية دون تحمس ولا انحياز .
تاركين من خلفهم حقل النقد والأدب لغير المتخصصين من كتاب مراجعات يفتقرون إلى المعرفة وحس المسؤلية أولئك الذين وفرت لهم الشبكة العنكبوتية أرحب الفضاءات وأكبر عدد ممكن من المنابر الخطابية فكانت من بين أكبر الأسباب التي ساهمت في خلق هذا السجال الثقافي المحتدم .
بينما يتمسك النقاد الاكاديميون بيقينهم بأن قراءة غير الأكاديميين تشكل خطرا على الأدب باعتبارها نقدا إنطباعيا يعتمد على ذائقة المتلقي العشوائية وهرطقة ذاتية وجعجعة وثرثرة أدبية تعمل في الفراغ .
عمل الطرف النقيض مز غير المتخصصين على تحقير الناقد وذمه وازدرائه .
باعتباره شخصا كسولا ووسم تخصصه الأكاديمي بالسلبية .
حتى بات النقد أكثر الأشكال الأدبية تعرضا للنبذ وتبخيس القدر والقيمة باعتباره نوعا ثانويا تابعا لغيره .
فعملت تلك الثقافة الشعبوية السمجة على التقليل من قيمة الناقد وإضعاف تداول إبداعه حتى بات منجزه لا يعامل كشكل إبداعي مستقل بذاته .
حتى قال أحدهم في إحدى مسرحياته : ( إحذروا من النقاد.إنهم مثل الأسماك تعض كل شيئ خاصة الكتب.)
وشبه آخر عمل الناقد بعمل الخصي في القصر العامر بالحريم والجواري .
واعتبر آخر الناقد متطفلا يعتاش على إبداعات غيره أو مجرد شارح تافه فقير معدم من الأصالة والموهبة .
ويرى آخر أن الناقد جرذ مجاري وقسيس معاق عقليا وأن النقد ليس إبداعا وأنه مجرد عمل عادي لا يحتاج إلى تخصص يمكن القيام به دون بذل ولو القليل من الجهد المتواضع .
على إثر المتضادات والثنائيات المتقابلة وفي ظل توسع وتغول إمبراطورية غوغل وحصدها دونما شبع المزيد من رؤوس عبيدها الفارغة فسد الذوق العام بإحالة النقد الأكاديمي على هوامش حياتنا الفكرية
وحينما انسحب نقادنا الأفذاذ من مشهدنا الثقافي الموبوء مثقلين بالحسرة والأسى و الألم
بسبب غوغائية متكالبة وحشرات طفيلية لاذعة مجهضة الذائقة الجمالية وضفادع لم تساهم في حقل النقد بغير ضجيج نقيقها لاعتبارها الأخرق بأن ماهية النقد ماهي إلا هواية او مجرد تسلية طفولية .
رغم الحقيقة الصارخة بأن النقد.الأدبي النبيل هو أقرب مايكون في روحه إلى الفنون الإبداعية المثلى وشكل من الأشكال الأدبية وصناعة إبداعية حقة .
ومهما قيل ومهما جرى سيظل النقد الجيد المؤسس على عدم التحيز والحياد ممارسة عقلانية أكثر مما هي ميولات فردية .. وأن المتعة العقلية صناعة نقدية .
ولارتباط تطور النقد إرتباطا وثيقا بنمو فلسفة الجمال سيظل هو المالك الأوحد لمفاتيح أبواب الفلسفة الجمالية المغلقة .
وسيظل من بين سائر العلوم المولد الأكبر لتيار الافكار الصحيحة الصائبة و الرؤى الحية الناضجة .
إذا كانت مهمة النقد توجيه الرأي العام وتحسين تمييزه بما في ذلك من تثقيف للفرد والمجتمع وتهذيبهما فإن نقادنا الأكاديميون الأفذاذ:وعباقرتنا العصاميون هم قضاة الذوق وموجهوا جمهرة المتلقين ولا أقول المستهلكين إلى كل ماهو قيم يستحق الإهتمام في الأدب والفنون .
وبما أن غاية النقد بلوغ ذروة الذوق والثقافة والتحضر سيظل النور الذي يهدينا إلى معرفة أفضل مافكر به .
لأن النقد بمنتهى البساطة هو رؤية الشيئ كما هو في جوهر ذاته شفيفا بلوريا على حقيقته بكامل صفائه وتمام نقائه .
إذا كان الناقد على حد تعبير العبقري ماكدونالد قد مات فعليه أن يبعث حيا كطائر فينيق من رماده .
وإن كان قد تنحى جانبا عن طواعية أو مكرها فعليه أن يعود معززا مكرما .
إذ لا أحد جدير بالحضور في غيابه ولا ملأ فراغ مكانه .
إن موت الناقد للملهم ماكدونالد دراسة تعارض دعوة التخلص من فكرة القيمة النوعية ومن النصوص المعيارية .
ودفاع متين ومرافعة راقية قوية عن البراعة واللباقة في التأويل .
إنها دراسة جادة تسعى للنهوض بمستوى الذوق العام وصيانة الأدب من التفاهة والتسخيف .
موت الناقد دراسة أيقونة بترجمة الأستاذ فخري صالح التحفة وطبعة منشورات الساقي الفخمة .
انصح بها كل من كانت له ميول نقدية .
لن انصفها مهما قلت عنها ومهما كتبت .
وما انا إلا مجرد قارئ أبسط من بسيط ظل مسمرا طوال ثلاث ليال شتوية طويلة أمام مكتبه العتيق حيث يرفل هذا العنوان الفخم الأنيق في محاولة متواضعة لإنصافها وإعطائها حقها .
جمعي شايبي.
موت الناقد رونان ماكدونالد ٢٤٧ صفحة . ترجمة : فخري صالح.