تقديم على عبدالعظيم لكتاب الفتاوى الذي حققه العلامة الدكتور السيد الجميلي

مقدمة بقلم الأستاذ على عبد العظيم لكتاب الفتاوى الشيخ الشعراوى التى رتب إليها العلامة الدكتور السيد الجميلي رحمه الله باقناع المخرج أحمد فراج على إذاعتها فى حلقات بعد صلاة الجمعة حتى يتم الإستفادة بها على نطاق أوسع من المشاهدين .. وكان الشيخ غير موفق فى بعض الفتاوى مثل جواز قتل المسيحيين وتحريم نقل الأعضاء وغيرها .. فتدخل الدكتور السيد الجميلي لتصحيح ما حدث من الشيخ ووضعه فى كتاب أسماه "الفتاوى" وقام فيه بمجهود جبار وكان الكتاب يحتوى على أكثر من ألف فتوى

الإبنة البارة الدكتورة دينا السيد الجميلي


3.jpg


*****


التأليف فن من أصعب وأعقد وأدق الفنون الفكرية .. فليست كل الأفکار صالحة للعرض التأليفى.
وإذا كانت الأفكار هي غذاء العقول كما أن الأطعمة غذاء الجسوم فليس كل غذاء صالحا للأجسام، وإنما لابد من تيسير شروط خاصة تجعله صالحا لأداء هذه المهمة ومن أهم هذه الشروط :
أولاً : أن يسدَ حاجة العقول كما تسد الأطعمة حاجة الأجساد، فتنوع الطعام ما بين بروتينات ونشويات ومعادن وفيتامينان يجعلك صالحا لأداء هذه المهمة، وكذلك الأفكار يجب أن تشمل البراهين العقلية والعواطف الوجدانية لتسدّ حاجة العقول، كما ينبغى أن يكون فيها عنصر التشويق لإثارة شهية القارئ للانتفاع بهذه الافكار.
ولمَّا سُئل الخليل بن أحمد لماذا لم يقل الشعر وهو الذي استنبط علم العروض والقوافي لضبط موازين الشعر وقوافيه أجاب :
يأبي علىَّ جيِّده وآبي على نفسي رديئه.
ولمَّا سُئل الأستاذ العقاد لماذا لم يتزوج وهو بحاجة إلى من يؤنس وحشته وحياته أجاب بما أجاب به الخليل أحمد :
يأبي علىَّ جيِّده وآبي على نفسي رديئه.
تانياً : التشويق بإثارة الشهية لإفراز المواد الهضمية، فإن الطاهى للطعام يحتاج مع تنويعه لسدّ حاجة الأجسام، إلى حسن عرضه وتنسيقة وتنويع ألوانه وطعومه، فيضيف إليه من الألوان والتوابل ما يثير شهية الطعام ويحرك أعضاء جهازك الهاضم.
ولهذا كان مصمموا الأزياء فى أشد الحاجة إلى عارضات للأزياء يعرضن هذه التصميمات فيثير الإشتياق إلى اقتنائها بحسن العرض وقوة التشويق.
ثالثاً : الإقناع الفكرى، ولهذا كان لا بد للمؤلف أو كاتب البحث أن يذكر مراجعه ويبرز أهيتها، لأن الإقناع الفكرى من أهم أهداف المؤلفين أو الباحثين، ولهذا كان من لطف الله ان يقيض لبعض الباحثين من يجيدون عرض آرائهم العقلية في أسلوب دقيق مشوق جذَّاب يیسر الانتفاع بهذه الآراء.
فإذا استعرضنا الثقافة الإغريقية العريقة وجدنا أننا ما كنا لننتفع بآراء سقراط الفيلسوف لو لم تسعفنا الأقدار بتلميذه النابغة أفلاطون الذي حفظ آراء سقراط و أجاد عرضها علينا بأسلوبه المشوق المقنع الجذاب.
وما كنا لتنتفع بآراء أفلاطون لو لم تسعفنا الأقدار بتلميذه النابغة أرسطور الذي حفظ لنا آراء أستاذه وصانها من الضياع وأجاد عرضها بأسلوبه المشوق المقنع الجذاب، ونستطيع أن نستشهد فى هذا المجال بابن تيمية المصلح الإسلامي الكبير وتلميذه النابغة ابن قيم الجوزية الذي حفظ لنا آراء أستاذه وتابع خطواته في النهضة الإسلامية القوية التي نجني ثمارها الآن.
ونستطيع أن نستشهد فى هذا المجال بالمفكر الإسلامي العظيم جمال الدين الأفغانى وتلميذه النابغة الشيخ محمد عبده .. وقل مثل هذا فى الشيخ محمد عبده وتلميذه النابغة السيد محمد رشید رضا فلولاه لاندثرت آثار أستاذه ولم تأخذ طريقها المرسوم للنهضة الإصلاحية الشاملة التي أنتجت أطيب الثمرات ولا نزال نجنى غراسها حتى الآن.
آثارت هذه الخواطر في ذهني ما قرأته من أجزاء كتاب الفتاوى للإمام الشيخ الشعراوى وتلميذه النابغة الدكتور السيد الجميلي .. فإن الشيخ الشعراوى مع ذكائه ومواهبه ليس لديه الجلد والصبر على المراجعة والتحقيق والتنسيق ولولا الدكتور السيد الجميلي من جهة والأستاذ أحمد فراج من جهة أخرى لاندثرت آثار الشعراوى وانطمست آراؤه وخسرنا خساره فادحة لا يستطاع تعويضها بجال.
ولفت نظرى فيما قرأته للدكتور الجميلي، خبرته الصحافية العميقة التي تضفى لأسلوبه التشويق والجاذبية، وعكوفه على الدراسات الإسلامية في قوة ودقة وعمق، وتنوع ثقافته ما بين طبيّة وعلميّه وأدبيّه، وصبره على البحث والجمع وروعة التنسيق وعمق التحقيق، فكان نعمة من الله أتاحها للشيخ الشعراوى حفظت لنا آثاره الفكرية وصانتها من الضياع وأجاد عرضها فى أسلوب شائق جذاب.


1.jpg

2.jpg


وصانها من الضياع وأجاد عرضها بأسلوبه المشوق المقنع الجذاب ونستطيع أن نستشهد فى هذا المجال بابن تيمية المصلح الإسلامي الكبير وتلميذه النابغة ابن قيم الجوزية الذي حفظ لنا آراء أستاذه وتابع خطواته في النهضة الإسلامية القوية التي نجني ثمارها الآن.
ونستطيع أن نستشهد فى هذا المجال بالمفكر الإسلامي العظيم جمال الدين الأفغانى وتلميذه النابغة الشيخ محمد عبده .. وقل مثل هذا فى الشيخ محمد عبده وتلميذه النابغة السيد محمد رشید رضا فلولاه لاندثرت آثار أستاذه ولم تأخذ طريقها المرسوم للنهضة الإصلاحية الشاملة التي أنتجت أطيب الثمرات ولا نزال نجنى غراسها حتى الآن.
آثارت هذه الخواطر في ذهني ما قرأته من أجزاء كتاب الفتاوى للإمام الشيخ الشعراوى وتلميذه النابغة الدكتور السيد الجميلي .. فإن الشيخ الشعراوى مع ذكائه ومواهبه ليس لديه الجلد والصبر على المراجعة والتحقيق والتنسيق ولولا الدكتور السيد الجميلي من جهة والأستاذ أحمد فراج من جهة أخرى لاندثرت آثار الشعراوى وانطمست آراؤه وخسرنا خساره فادحة لا يستطاع تعويضها بجال.
ولفت نظرى فيما قرأته للدكتور الجميلي، خبرته الصحافية العميقة التي تضفى لأسلوبه التشويق والجاذبية، وعكوفه على الدراسات الإسلامية في قوة ودقة وعمق، وتنوع ثقافته ما بين طبيّة وعلميّه وأدبيّه، وصبره على البحث والجمع وروعة التنسيق وعمق التحقيق، فكان نعمة من الله أتاحها للشيخ الشعراوى حفظت لنا آثاره الفكرية وصانتها من الضياع وأجاد عرضها فى أسلوب شائق جذاب.


على عبد العظيم
المستشار والخبير الفني بمجمع البحوث الإسلامية
القاهرة في ٧ شوال سنة ١٤٠٢هـ
٢٨ يوليو سنة ١٩٨٢م.

اللهم تقبل من أبى صلاته، وصيامه لك، وسائر طاعاته، وصالح أعماله، وأثقل بها ميزانه يوم القيامة، وثبِّته على الصراط يوم تزل الأقدام، واجعله من الفائزين، وأسكِنه في أعلى الجنات في جوار نبيِّك ومصطفاك محمد ﷺ .. يا رب العالمين 🤲


4.jpg



----------------------------

الشاعر علي عبد العظيم (١٩٠٩م - ١٩٨٤م)
تخرج في دار العلوم سنة ١٩٣٢م، وحصل على درجة الماجستير سنة ١٩٥٤م، عنوانها "ابن زيدون عصره وحياته وأدبه".
عمل رئيسًا للقسم الأدبي بدار الكتب، ثم تفرغ للدعوة إلى الإسلام في كثير من بلدان العالم.
حقق ديوان ابن زيدون ورسائله
وله عدد من المؤلفات الأدبية والإسلامية منها :
- مسرحية ولادة، وهي مسرحية شعرية.
- أقلام مسمومة في الأدب العربي
- إن الدين عند الله الإسلام

1.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى