المحامي علي ابوحبله - صهيونية بإيدن تدفعه للتعامل بازدواجية أميركية بالتعاطي مع إسرائيل ؟؟؟ واجتياح رفح مقامرة بمصالح أمريكا

أكد الرئيس الأميركي جو بإيدن (الاثنين)، دعمه لإسرائيل وللشعب اليهودي، واصفاً نفسه بأنه «صهيوني». وفي خطاب ألقاه في البيت الأبيض أثناء احتفاله بـ"عيد الأنوار» (الحانوكا) اليهودي، قال بايدن: " ليس من الضروري أن تكون يهودياً لكي تكون صهيونياً، وأنا صهيوني»، مشيراً إلى أنه لطالما تعرض لانتقادات في السابق بسبب إطلاقه هذا التصريح أكثر من مرة، وفقاً لما نقلته صحيفة " بوليتيكو" الأميركية.

وقال بايدن: " نحن مستمرون في تقديم المساعدة العسكرية لإسرائيل حتى تتخلص من حماس، لكن عليها أن تكون حذرة نظراً لاحتمال حدوث تحول في الرأي العام العالمي عليها" ، في إشارة إلى الانتقادات التي تعرضت لها تل أبيب بسبب مقتل عدد هائل من المدنيين في غزة.

ويواجه بإيدن انتقادات شديدة لدعمه لإسرائيل في حربها على غزة، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 28 ألف فلسطيني وإصابة ما يقرب من 100ألف، وفقاً للإحصاءات الفلسطينية .

ويمهد رئيس حكومة الحرب الصهيونية الطريق أمام عملية عسكرية واسعة في منطقة رفح داخل قطاع غزة، رغم كل الانتقادات والتصريحات التي تداولنها وسائل إعلام أمريكية على لسان مسئولين في إدارة بإيدن ورغم الخلافات داخل الإدارة الأميركية لرفض هكذا عملية، ولكن من المعطيات في تناقض المواقف والتصريحات الامريكيه يبدو أن هناك موافقة أميركية، لان إدارة بإيدن شريك أساسي في الحرب على غزه وهي داعم لإسرائيل وتسعى لتحصيل انتصار سياسي لإسرائيل وإدارة بإيدن توظفه في صراعها في المنطقة ، وحتى تستطيع توظيف من أي إنجاز عسكري قد يحصل في رفح، رغم أن التوقعات والتحليلات لا تشير أو توحي بإمكانية تحقيق ذلك حيث تقارب الحرب على انتهاء شهرها الخامس ودون تحقيق إسرائيل أي انجاز على الأرض سوى القتل وسياسة الاباده الجماعية للسكان والتدمير ومحاصرة الفلسطينيين الذين يموتون جوعا ومرضا بسبب نقص الغذاء والادويه

منذ أيام كان الموقف الأمريكي قد شهد تراجعا في دعمه لاستمرار الحرب وهذا ما تناولته الصحافة الامريكيه وركزت على حنق الإدارة الامريكيه من رئيس الحكومة نتنياهو لحد اتهامه بالمماطلة للتجاوب مع مقترحات صفقة تبادل الأسرى ، لكن بعد محادثة الرئيس الصهيوني بإيدن مع نتنياهو، باتت الصورة أوضح فالأميركي لا يعارض العملية، ولا يرغب حتى بتوقف الحرب الآن، وهنا لا يمكن قراءة الموقف الأميركي الحالي إلا بالسياق القائم منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ألا وهو منح غطاء كامل لإسرائيل ودعم جرائمها في غزه والضفة الغربية تحت مقولة حق الدفاع عن النفس ، في مقابل إطلاق تصريحات ومواقف وكأنها توحي بأنها لا توافق على ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق المدنيين في غزة من أطفال ونساء ورجال لا علاقة لهم بالمقاومة الفلسطينية المسلحة.

هذه الازدواجية في الرؤية الأميركية، تعود بالدرجة الأولى إلى السعي الأميركي لتفادي التداعيات السلبية الناجمة عن هذه التغطية، خصوصاً بالنسبة إلى علاقاتها مع حلفائها التقليديين من الدول العربية، على رأسهم المملكة العربية السعودية التي تسعى أميركا لإعادتها على طريق التطبيع مع الإسرائيليين، إلى جانب خشية الإدارة الحالية برئاسة جو بايدن من تأثير كل الحرب الدائرة على غزة على أصوات الناخبين العرب والمسلمين في الانتخابات الرئاسية المقبلة

وعلى الرغم من الموقف الأمريكي الداعم لإسرائيل إلا أن هناك خشيه حقيقية مع اجتياح رفح وتوسع رقعة الصراع واشتداد المواجهات على كافة المحاور الإقليمية ، وتخشى واشنطن، بالرغم من دعمها المطلق لتل أبيب، أنها لا تريد الإنجرار إلى الحرب الشاملة، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعتبر، على ما يبدو، أن هذه الحرب هي طوق النجاة الوحيد المتاح أمامه، لذلك تجري الولايات المتحدة مفاوضات مع الإيرانيين لتجنب هذه الحرب، مع وجود رغبة لدى طهران أيضاَ بعدم الانجرار إليها.

وهناك تخوف من قبل دول حليفه لواشنطن من أن تشهد اضطرابات وتظاهرات على غرار احتجاجات الربيع العربي ضد إسرائيل وتقاعس الأنظمة العربية عن نصرتها للشعب الفلسطيني وأن اجتياح رفح يضع النظام المصري في موقف حرج وكذلك الأردن والسعودية والخليج العربي وكل الدول التي تدور في الفلك الأمريكي ، فكانت دعوة" الملك الأردني عبد الله الثاني الاثنين إلى وقف إطلاق نار فوري في قطاع غزة، وذلك في تصريح أدلى به في البيت الابيض بجانب الرئيس الأميركي جو بايدن " وقال الملك عبد الله الثاني “نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار مستدام وفوري”، مضيفاً أنّ أيّ هجوم برّي إسرائيلي على مدينة رفح المكتظة والواقعة في جنوب قطاع غزة “ستنتج عنه بالتأكيد كارثة إنسانية جديدة” رويترز

هذا التصريح بمثابة إنذار حقيقي وصرخة عربيه لضرورة تصويب للسياسة الامريكية وفرملة مواقفها وعدم انجرارها مع سياسة رئيس حكومة الحرب الذي يجر المنطقه لكارثة غير مسبوقة ، وبالتالي لم يعد السؤال في الولايات المتحدة الأميركية حول مدى خسارة الإدارة الحالية والمرشح للرئاسة بايدن في الحرب القائمة، بل عن خسارة أمريكا لمصالحها وتواجدها في الشرق الأوسط وحول ماذا يمكن أن تفعل الإدارة على الصعيد الداخلي لوقف الخسائر واستعادة بعض الأصوات، إذ لا يكفي ما تقوم به داخل أميركا من لقاءات للناخبين مع المسئولين في الحزب الديمقراطي، لأنهم لن يصدقوا الأقوال التي تدحضها الأفعال، لذلك قد تكون عملية رفح ضربة قاسية إضافية في مسيرة بايدن والحزب الديمقراطي الانتخابية ، ولعلها تكون ضربة قاضية لأمريكا وتواجدها ومصالحها اثر تدحرج هذه الحرب

هناك من يقول بأن نتانياهو تمكن من الوقوف بوجه الأميركيين وأفشل لهم كل المساعي، من التوصل الى هدنة وصفقة لتبادل الأسرى، مروراً بوقف الحرب والمجازر، وصولاً إلى الحديث عن اليوم التالي والذي يتضمن رؤية أميركية تُتيح للإسرائيليين الحصول على تطبيع مع أهم وأبرز دولة عربية مقابل الدولة الفلسطينية المستقلة، وهناك من يقول بأن كل هذا الرفض منسق بين الأميركيين والإسرائيليين لأن الأميركي لو أراد الضغط حقيقة لتمكّن من فعل ذلك خلال 24 ساعة من خلال وقف التسليح، ولكن الأكيد أن صهيونية بإيدن للتعامل بازدواجية أميركية بالتعاطي مع إسرائيل: واجتياح رفح مقامرة ومغامرة بمصالح أمريكا في الشرق الأوسط وكذلك وضع الأنظمة الحليفة لواشنطن بوضع لا يحسدون عليه إضافة لخسران الحزب الديمقراطي لمؤيديه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى