د. محمد عباس محمد عرابي - أضواء على المعارك الأدبية بين الرافعي والعقاد كتاب "على السَّفُّود" (أنموذجا) بين الرأي والرأي الآخر

إعداد /محمد عباس محمد عرابي

1.jpg 2.jpg

خاض العقاد الكثير من المعارك الأدبية بينه وبين أدباء عصره ،من أشهر هذه المعارك معركته مع الرافعي ،التي تناولها كتاب "على السَّفُّود"،فكتاب "على السَّفُّود"يدور حول رد الرافعي على العقاد أو كيف ترد على خصمك بكل ذكاء ويدور هذا المقال كتاب "على السَّفُّود" أضواء على المعارك الأدبية بين الرافعي والعقادبين الرأي والرأي الآخر من خلال عرض ما كتبه الباحثون والنقاد حول هذا الموضوع

3.jpg

"على السَّفُّود" هو كتاب نقدي يجسدُ واحدةً من أشهر المعارك الأدبية التي دارت بين الرافعي والعقاد؛ فقد كُتِبَ في فترةٍ اتسمت باحتدام الصراعات الفكرية والأدبية؛ والتي أدَّت بدورها إلى إثراء الحياة الفكرية والثقافية في مصر والعالم العربي، وقد أشار النقاد إلى الأسباب التي دفعته إلى نشر هذه المقالات؛ ومنها أنه أراد أن يحرر النقد من طَوْقِ عبودية الأشخاص، وقد رمى الرافعي من خلال هذه المقالات إلى الثأر لشخصه، ولكتابه إعجاز القرآن الذي رماه فيه العقاد بسهم الانتحال من كتاب سعد زغلول، وقد تباينت آراء النقاد حول الحكم على الأسلوب الذي انتهجه الرافعي في كتابة هذه المقالات؛ فمنهم مَنْ استهجن هذا الأسلوب ومنهم من استحسنه، واعتبره ضربًا من ضروب الإصابة في القول، وقد وفق الكاتب في استخدامه للفظ السفود؛ للإشارة إلى ما تضمنته هذه المقالات من نقدٍ مؤلمٍ لاذع.
مقالات كتاب (على السفود):
وكتاب "على السَّفُّود" هو في الأصل عبارة عن مجموعة من المقالات نشرت في مجلة العصور بين شهري يوليو (تموز) 1929م، ويناير (كانون الثاني) 1930. جُمعت هذه المقالات في هذا الكتاب لتلقي الضوء على أسلوب من أساليب النقد الأدبي. تناول هذا الكتاب الكاتب العربي المصري "عباس محمود العقاد" على يد كاتب وشاعر وناقد مصري مشهود له هو مصطفى صادق الرافعي. في هذه المقالات التي تمّ جمعها مُثلٌ وعينات تؤول بك إلى حقيقة هذه الأديب من كل نواحيه، وفيها الكثير الكافي.
مقدمة الكتاب للرافعي ورأي الرافعي في العقاد:
يقول الرافعي "وقد يكون العقاد أستاذً ً ا عظيما، ونابغة عبقريٍا، وجبار ذهن كما يصفون، ولكنا
نحن لا نعرف فيه شيئًا من هذا، وما قلنا في الرجل إلا ما يقول فيه كلامه، وإنما ترجمنا حكم هذا الكلام، ونقلناه من لغة الأغلاط والسرقات والحماقات إلى لغة النقد، وبيناه كما
هو، لم نبعد ولم نتعسف، ولم نتمحل في شيء مما بنينا عليه النقد، ولكل قول أو عمل
حكم على قائله أو فاعله يجيء على قدره عاليً ً ا ونازلا وما بينهما.
والعقاد، وإن زور شأنه، وادعى، وتكذب، واغتر، ومشى أمره في ضعفاء الناس
بالتنطع والتلفيق والإيهام، فإن حقيقته صريحة لا تُ َّ زور، وغلطاته ظاهرة لن تُدعى،
وسرقاته مكشوفة لن تلفق، وما زدنا على أن قلنا هذا هذا، فإن يغضب الأسود على منيصف سواده فليغضب قبل ذلك على وجهه.
في هذه المقالات مثُل (وعينات) تؤول بك إلى حقيقة هذا الأديب من كل نواحيه،وفيها كاف، إذ لا يلزمنا أن نأتي على كل كلامه إذا كان كل كلامه سخيفا. وآثار هذاالمغرور في الأدب تنظمها كلها قضية واحدة من السرقة والانتحال في غباوة ذكية … ذكية
عند الطبقة النازلة من قراء جرائدنا، وعند أشباههم ممن ليست لهم موهبة التحقيقولا وسائله، ثم … ثم غبية فيما فوقها. وأولئك طائفة لا ميزان لها ولا وزن، فلا تَرفعولا تضع، وإنما العمل على أهل النظر والتأمل ومن فيهم قوة الصواب، وعندهم وسائل
الترجيح، ولهم قدرة الحكم، وبلاغة التصفح، ولطف الخاطر البعيد، والاستشفاف لماوراء الظاهر.
وسترى في أثناء ما تقرؤه ما يثبت لك أن هذا الذي وصفوه بأنه "جبار الذهن"…
ليس في نار (السفود) إلا أديبًا من الرصاص المصهور المذاب.
ونرجو أن تكون هذه المقالات قد وجهت النقد في الأدب العربي إلى وجهه الصحيح،وأقامته على الطريق المستوية، فإن النقد الأدبي في هذه الأيام ضرب من الثرثرة، وأكثرمن يكتبون فيه ينحون منحى العامة، فيجيئون بالصورة على جملتها، ولا يكون لهم قول
في تفصيلها، وإنما الفن كله في تشريح التفاصيل لا في وصف الجملة. وماذا في أن تقول:»هذا كلام نازل ومعنى مستغلق، وهذا استكراه وتكلف، وهذا ضعيف رديء، وهذا لم
أفهمه« وهي طريقة الدكتور طه حسين وألفافه ؟ ألا يقابل ذلك في الشاطئ الآخر
من المنطق هذا كلام عال ومعنى مكشوف، وطبع وطريقة وحذو جيد، وفهم وبيان …
وهكذا من جملة تُ ٍ قابل جملة، وكلمة تنقض كلمة، وأخذ َ ور ٍّد فيما لا يثبت ولا يتحصل؟
يقولون: إننا في دور انتقال بالأدب العربي، والحقيقة أننا من العقاد وأمثاله
الغارين المغرورين بآرائهم الطائشة وبيانهم المنحط — في دور انسلاخ ورجعة منقلبة.
هذا وقد كتبنا مقالات (على السفود)— كما نتحدث عادة — لهوا بالعقاد وأمثاله، إذكانوا أهون علينا وعلى الحقيقة من أن نتعب فيهم تعبًا، أو نصنع فيهم بيانًا، فهمهلاهيل لا تشد أحدهم حتى يتهتك وينفتق (وينفلق)…

4.jpg

مميزات كتاب (على السفود):
وفي الدراسةِ التي قدَّم بها الدكتور الطاهر مكي الكتاب (على السفود) يؤكد أنَّ الكتابَ نموذجٌ في النقدِ، يدلُّ على نفاذ الفكرة، ودقةِ النظرة، وسعة الإحاطة، وقوة البصر بالعربية وأساليبها، أما الأسلوب الذي حمل إلينا هذا كله فتختلف فيه الآراء أيما اختلاف، بعضهم يرى أن هذا كله يمكن الوصول إليه في غير هجوِ القول وفحش اللفظ ومر الهجاء، وآخرون يرون أنَّ الزمن يذهب بهذه الهوامش ويبقى الجوهر من هذه المقالاتِ لا يبليه الزمن، خاصةً مع غيرِ المعاصرين وهم بطبيعتهم على الحيادِ بين هذا وذاك



5.jpg

على السفود)) : من طرائف المؤلفات النادرة شكلاً وموضوعاً
من طرائف المؤلفات النادرة وهو كذلك شكلاً وموضوعاً كتاب ((على السفود)).
فمن الناحية الشكلية؛ فالكتاب غفل من اسم مؤلفه، حيث ظهرت بياناته على صفحة العنوان بهذه الصورة ((على السفود)) وتحت العنوان كتب اسم (عباس محمود العقاد) بخط عريض يوهم غير المطلع أنه المؤلف، مع ان الكتاب كله نقد عنيف وتجريح مسف في العقاد وتحت اسم العقاد كتب ببنط صغير عبارة (نقد تحليلي بقلم إمام من أئمة الأدب العربي) وهذان البيتان:
وللسفود نار لو تلقت ...... بجاحمها حديداً ظن شحماً
ويشوي الصخر يتركه رماداً ...... فكيف وقد رميتك فيه لحماً
وعلى الغلاف وبداية الفصول صورة شيخ عملاق الهيئة يشوي أقزاماً من البشر وقد نشر الكتاب بطبعته الأولى الوحيدة في دار العصور بالقاهرة سنة 1348ه/ 1930م في (120) صفحة . ومن المعروف أن الكتاب من تأليف مصطفى صادق الرافعي، ومع هذا لا تجد في الكتاب ما يدل على مؤلفه. ومن الناحية الموضوعية فالكتاب هجوم شخصي على العقاد وأعماله الفكرية. ولعل مما لفت نظري في نقد الرافعي للعقاد حول (ديوان ابن الرومي) قوله في صفحة (32): ((على غلاف الديوان كتب كلمة (أربعة أجزاء في مجلد واحد) والديوان ورقه لايساوي ثمن تجليده ولم يخرجه صاحبه مجلداً فما معنى (مجلٌد واحد) وكلمة مجلدة أو مجلد لاتستعمل إلا في الكتاب يغشى بالجلد لأنها من جلد، أي وضع الجلد عليه. وإذا صح ان كل مطبوع يسمى مجلداً جاز حينئذ ان يكون معنى العبارة (أربعة مجلدات في مجلد) هذا أيضا من جهل الجبار لأنه يريد في سفر واحد أو كتاب واحد أو مجموع واحد)). كما أن من الطريف حول تأليف ((على السفود)) وبداية الخصومة العنيفة بين العقاد والرافعي كما يرويها محمد سعيد العريان في كتابه ( حياة الرافعي. ط1.القاهرة: مطبعة الرسالة، 1358هـ / 1939 م، 303 ص ) أن الخصومة ترجع إلى التقريظ الذي كتبه سعد زغلول على الطبعة الملكية من كتاب الرافعي (إعجاز القرآن) بقوله ((كأنه تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم))، حيث ذكر الرافعي أن العقاد غار وغضب من تقريظ سعد زغلول وهو الأقرب له كما يروي العريان في صفحة (149). ثم انتشر كتاب (على السفود) ولم يعرف اسم مؤلفه الحقيقي إلا بعد سنوات.
* كلام عليالصوينع في جريدة ((ورّاق الجزيرة)) الالكترونية ضمن مقالٍ له بعنوان ((غرائب الكتب))، العدد (10692)، 22 شوال 1422 هـ.
عرض كتاب على السفود للرافعيللكاتب :أيمن ذو الغنى
يقول الكاتب أيمن ذو الغنى في مقاله كتاب على السفود للرافعي:
ولم يكن العقاد أول من سفده الرافعي، بل سفَّدَ قبله الشاعر عبد الله عفيفي الذي كان يطمح أن يكون شاعر الملك فؤاد بدلا من الرافعيِّ(5)، ونظم في مدح الملك عددا من القصائد، وكان الرافعي يراه لا يرقى أن يكون ندا له، بلهَ أن يحتل مكانه، فوجد عليه مَوجِدَةً عظيمة، وقرر أن يكتب في نقده، وحقا انقضَّ عليه بثلاث مقالات عنيفة نشرها بمجلة العُصور لصاحبها إسماعيل مظهر، وجعل عنوان مقالاته: (على السفود)، وصم فيها عبد الله عفيفي بالغفلة وضعف الرأي وقلة المعرفة وفساد الذوق، وقد اختار لمقالاته ذلك العنوان؛ إشارة إلى ما تضمنته من نقد مؤلم لاذع، أشبه بنار متأججة لا تذرُ من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرَّميم.

ولكنَّ الرافعيَّ لم يكن موفقا حين اختار في مقالاته الثلاث- نقد ثلاث قصائد لخصمه في مديح الملك؛ فقد جر ذلك عليه غضب القصر الملكيِّ، ومن ثم قُطعت حبال الود بينه وبين القصر، ليفوز العفيفيُّ بمكانه شاعرا للملك
ويقول الكاتب أيمن ذو الغنى في مقاله كتاب على السفود للرافعيأيضا :
عرض الأستاذ إسماعيل مظهر على الرافعي أن يكتب في نقد شعراء آخرين، فلاقى ذلك في نفسه هوى، وأسرع إلى ذاكرته لقاؤه بالعقاد في دار المقتطف، ولم يكن ناسيا مقالتيه: (فائدة من أفكوهة)، و(ما هذا يا أبا عمرو؟!)، فألفاها فرصة سانحة للانتقام من العقاد، وللثأر لكرامته، فافترسه بسبع مقالات طاحنة، نشرها تباعا في مجلة العُصور، مُغفَلَةَ النسبة، وجعل عنوانها أيضا: (على السفود). نقد فيها ديوان العقاد، وحشد فيها من مُرّ الهجاء، وقوارص القول، وصُنوف الذمِّ والقدح المُقْزِع، ما يمكن أن يستخرج منه معجم لألفاظ الثلب والشتم.
وإليكم عناوين السفافيد السبعة، مع ذكر تواريخ نشرها:
السفود الأول: عباس محمود العقاد، نشر في عدد شهر تموز/يوليو، 1929م.
السفود الثاني: عضلات من شراميط، نشر في عدد شهر آب/أغسطس، 1929م.
السفود الثالث: جبار الذهن المضحك، نشر في عدد شهرأيلول/سبتمبر، 1929م.
السفود الرابع: مفتاح نفسه وقُفْلُ نفسه، نشر في عدد شهر تشرين الأول/أكتوبر 1929م.
السفود الخامس: العقاد اللص، نشر في عدد شهر تشرين الثاني/نوفمبر، 1929م.
السفود السادس: الفيلسوف، نشر في عدد شهر كانون الأول/ديسمبر، 1929م.
السفود السابع: ذبابة لكن من طراز زِبْلِن، نشر في عدد شهر كانون الثاني/يناير، 1929م.
ذكر الكاتبأيمن ذو الغنى في مقاله كتاب على السفود للرافعي:
مجمل مآخذ الرافعي على العقاد:
تقدم فيها اقتبسنا من مقدمة الرافعي إشارة إلى شيء من مآخذه على العقاد، ونذكر هنا بإيجاز جملة من ذلك:
من أول مآخذه عليه: ما يراه فيه من ضعف في اللغة والأسلوب والصنعة البيانية، وقد صرح بذلك في (السفود الأول)(11) يقول: “ويدعي العقاد أنه إمام في الأدب، فخُذ معنا في تحليله: أما اللغة فهو من أجهل الناس بها وبعلومها، وقلَّما تخلو مقالة له من لحن، وأسلوبه الكتابي أحمق مثله، فهو مضطرب مختل، لا بلاغة فيه، وليست له قيمة، والعقاد يقر بذلك، ولكنه يعلل أنه لا يريد غيره، فنفهم نحن أنه لا يمكنه غيره”.
ويلح الرافعي أن أكثر شعر العقاد قائم على سرقة المعاني وانتحالها، من غير أن يضع لها تعليلا أو يزيد فيها زيادة، أو يجعل لها سياقا ومَعرضا، أو نحو ذلك مما يسوِّغ أخذه إياها، وقد استشهد الرافعي لذلك بغير قليل من شعره، يورد أبياته أولا، ثم يُتبعها بالشعر القديم الذي سطا عليه العقاد، مبيِّنا البَون البعيد ما بين الأصل الجيد والمسروق المزيف، في دقة المعاني ورُواء الأسلوب.
ويرى الرافعي أن للعقاد بضعة أبيات حسنة لا بأس بها، وألوفا من الأبيات السخيفة المخزية، التي لا قيمة لها في المعنى، ولا في الفن، ولا في البيان؛ وذلك دليل قاطع لاشد فيه أن الأبيات الحسنة مسروقة، جادت بها قريحة أخرى، هيهات أن يكون عند العقاد قليل منها. ولا يفوتنا التنبيه على أن السفود الخامس عنونه الرافعي بـ: (العقاد اللص).

ومما ينكره عليه أيضا: تكراره المعاني في الأبيات، وكثرة أخطائه في التشبيه وفي العروض، وأنه لا يفهم ما يكتبه، مما يجعل شعرَه ككلام الجرائد!
وأزرى به دمّعيا جهله باستعمال الألفاظ؛ اختيارا، ومزجا، وتركيبا، وملاءمة بينها، وإخراجا للألوان المعنوية من نظمها وتركيبها.
كما نفى الرافعي عن العقاد الخيال الشعري، وذوق الشعر، والقدرة على العبارة الصحيحة الشاعرة عنه، فيكون العقاد بذلك شاعرا بلا شاعرية!
ولعل من نافلة القول أن نذكِّر: أن الرافعي لم يكن محقا في كل ما نبز به العقاد، بل في مقالاته هذه غير قليل من التجني والتهويل والمبالغة!!
ويختتم الكاتب أيمن ذو الغنى مقالهكتاب على السفود للرافعي بقوله :
وبعد، فقد بلغنا الغاية من الحديث عن المعركة بين الرافعي والعقاد التي أثمرت كتاب (السفود)، ولقد “تنفس العمُر بالعقاد دهرا بعد الرافعي، وخرج من كثير مما كان يشغله في معترك الحياة العامة ومطالبها ونكدها أحيانا، وفرغ لجملة من مباحث الفكر والأدب العربيين، اقترب فيها أشواطا كثيرة مما كان الرافعيُّ أخلص له نفسَه، إلا أنه صنع ذلك بأسلوبه، وبانتحاءات فكره، وطريقته التي يُقبِل بها على الأشياء.
والرافعي والعقاد كل منهما عبقرية على حدة، وكلاهما بحر زاخر، وأفق من الفكر والأدب عظيم، وقد رجع الرجلان كلاهما تراثا من تراث الفكر والأدب العربيين، يعتد به المعاصر، ويشد به يده، ويحرص عليه
وإنا لنتفق فيما ذهب إليه الكاتب :أيمن ذو الغنى فيما ذهب إليه في عرضه وتحليله لكتاب كتاب على السفود للرافعي رحم الله الرافعي والعقاد جزاء ما قدما للأدب العربي
المرجع
كتاب على السفود للرافعيللكاتب :أيمن ذو الغنى
مصطفى صادق الرافعي :على السفود " نظرات في ديوان العقاد "
دار العلم والمعرفة - دار التقوى
كتاب على السفود للرافعيللكاتب :أيمن ذو الغنى


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى