الهولوكوست كلمة يونانية تعني “الكل” أو “محروق” أو “شواء” وبالعبرية تعني “هشواء” أي الكارثة أو إبادة جماعية، ويقصد بها الإبادة الجماعية التي تعرض لها يهود ألمانيا على يد النازيين في ألمانيا ما بين فترة عام 1933- 1945م حيث قتل خلالها عدد كبير من اليهود.
ومن أجل تسويقها وتخليدها أنشئوا لها عدة متاحف، وصنعوا من أجلها أفلاماً عدة تجسد معاناتهم وآلامهم وما حل بهم من مصائب مروعة، وألفوا لأجلها كتباً وقصصاً وروايات،
ونتيجة لهذا الزخم الإعلامي التعبوي تعاطف الجميع مع اليهود وأصبح مجرد ذكر هذا المصطلح (الهولوكوست) يعني تأييد اليهود والتعاطف معهم والدفاع عنهم ومعاداة ومعاقبة كل من يشذ عن ذلك ، بل إن مجرد التقليل من حجم هذه الكارثة تعرض صاحبها للعقاب الشديد ويصبح من المنبوذين كما حدث للمفكر والفيلسوف الفرنسي (روجيه جارودي).
ووفق القوانين الغربية يسمح لكل إنسان انتقاد كل شيء بما في ذلك طعن الأنبياء والكتب المقدسة إلى غير ذلك، بينما يمنع منعاً باتاً نقد جرائم اليهود أو التشكيك بالهولوكوست أو ذكر أسباب معاداة النازيين لليهود والتي ذكرها أحد حاخاماتهم، الحاخام (يارون روثين) حيث لخص أسباب معاداة النازيين لليهود بسبب خيانة اليهود للألمان ووقوفهم بجانب أعداء ألمانيا مما تسببوا بهزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى.
لهذا أصدر هتلر قانونين وفق قول الحاخام اليهودي روثين:
القانون الأول: منع الأنشطة والشذوذ الجنسي وجميع القاذورات في ألمانيا والتي روجها اليهود، حيث كانت برلين شبيهة بقرية قوم لوط بارتكاب الفاحشة، كما قام هتلر بإغلاق جميع البارات ونوادي المثليين والتي يدير جميعها اليهود.
أما القانون الثاني: فتمثل بمنع تحصيل الربا الذي فرضه اليهود على الناس وسبب لهم إفلاساً ودمر اقتصاد ألمانيا.
ووفق ذلك السرد التاريخي فان ، ما تعرض له اليهود الأوروبيين وما أطلق عليه " الهولوكوست " لا علاقة لشعب فلسطين به ولا العرب والمسلمين حيث أنهم يستنكرون ويرفضون ما جرى جملة وتفصيلاً ، فحق الإنسان في الحياة والمواطنة مقدس ومشروع ، ولا يجوز لأحد أن يعتدي على آخر في وطنه بدوافع عدوانية وأطماع وحب سيطرة وفرض إرادة ، كما لا يجوز لأي كان الاعتداء على وطن واغتصابه .
ما يجري في غزه والضفة الغربية والقدس وبخاصة ما تتعرض له غزه من حرب أباده وحصار وسياسة تجويع يفوق الوصف ويتماثل مع جريمة الهول وكست كما يصفه العديد من الباحثين والمحللين اليوم . شعب اعزل يقارب عدد سكانه ما يزيد على مليوني نسمه في بقعه جغرافيه لا تتعدى ٣٦٠ كيلو متر مربع تتعرض لهجمة عسكريه غير مسبوقه بالتاريخ البشري وما القي على غزه من القنابل تفوق ما القي على هيروشيما من قنبلة نوويه خمسة أضعاف القوه التفجيرية .
غزه تعيش مذبحه حقيقية قل نظيرها في التاريخ الحديث ما يزيد على 32 ألف شهيد ومائة ألف جريح حصيلة الهول وكست في فلسطين ، اغتصاب بالقوة ومس بكرامة المواطن الفلسطيني واعتقالات وممارسات تتسم بالشذوذ والساديه تمارس بحق المعتقلين بحسب تقارير إسرائيليه وغير إسرائيليه .
ورغم ما مر به اليهود في وقت ألمانيا النازية من إبادة واضطهاد وتمييز بحقهم، فإن إسرائيل الآن ترتكب بحق الفلسطينيين، جرائم إبادة مشابهة في عمليات الاستهداف الجماعي وقصف المدنيين والأماكن المحمية بحق القوانين الدولية مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة كما قال عدد من الناجين من محرقة الهولوكست
تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في 27 يناير/كانون الثاني من كل عام ذكرى ضحايا الهولوكوست (الإبادة النازية لليهود)، لتأكيد مكافحة معاداة السامية والعنصرية وكل أشكال التعصب والعنف واستهداف الجماعات.
وتحرص إسرائيل في كل عام على إحياء ذكرى ضحايا المحرقة، ولكن صادف عام 2023 أنها تقف أمام محكمة العدل الدولية مُتّهَمة بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية إثر الفظائع التي ارتُكبت ضد اليهود خلال الهولوكوست.
وفي اليوم 165 للعدوان الإسرائيلي على غزة بلغت حصيلة الضحايا ما يقارب على 32الف شهيداً ويزيد هذا عدا عن المفقودين وما يزيد على مائة الف جريح ومصاب، وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأمرت محكمة العدل الدولية الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2023 إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع ومعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة لكن لم يلمس العالم ما يفيد بوقف المجازر التي ما زالت إسرائيل ممعنة بارتكابها بغطاء ودعم أمريكي وغربي
جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين هي تاريخ ممتد منذ أكثر من 75 عاماً منذ النكبة عام 1948، يأتي في آخرها العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ، أذ ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب ومجازر، إضافة إلى الانتهاكات وعمليات القتل والاعتقال واستهداف المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة.
ولم تختلف الحال بالنسبة إلى الأطفال بين النازية الألمانية وما تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ دعم كلاهما قتل الأطفال بوحشية، فـ70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء.
وأشارت إحصاءات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، في بداية الحرب إلى أنّ طفلاً يُقتل كل 10 دقائق جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل.
على الرغم من أنّ الاضطهاد النازي لم يكن مقتصراً على اليهود فقط، بل امتدّ إلى كل من ليس من "العرق الآري" الصافي، فإن أستاذ الدراسات الإسرائيلية الدكتور أشرف الشرقاوي يرى أنّ "بين فكر وتصرفات إسرائيل وألمانيا النازية أوجه تشابه، إذ إنّ كلتا الدولتين ارتكبت فظائع وإبادة جماعية، وتزعم إسرائيل أنّها تفعل هذا دفاعاً عن شعبها".
ويقول الشرقاوي لـTRT عربي إنّ "كلتيهما لجأت إلى قتل المدنيين دون تمييز، وزعمتا أنّ المدنيين يُقتلون لأنّ الطرف الآخر يستخدمهم دروعاً بشرية، كما استخدم جيشا الدولتين (ألمانيا وإسرائيل) مدنيي المنطقة التي يحتلانها دروعاً بشرية، وقيّد كل من الجيشين بعض المدنيين على مقدمة دباباته حتى يتلافى المقاومة".
ويضيف أنّ "النظام في كلتا الدولتين لجأ إلى فكرة التمكين، ألمانيا النازية بتشريع قانون التمكين، وإسرائيل بتشريع تعديلات قضائية تقيّد المحكمة العليا، وتمنعها من نقض قوانين جائرة تصدرها السلطة التشريعية، بحيث يمكن للسلطة التشريعية أن تتغول على السلطة القضائية".
ويشير الشرقاوي إلى أنّ "النظامين قصفا المؤسسات المدنية بادعاء وجود نشاط عسكري يجري فيها، كما تعمّد جيشا الدولتين استهداف النساء والأطفال للضغط على الطرف الآخر".
ويبيّن أنّ الدولتين تعمّدتا استخدام القوة المفرطة بشكل لا يتناسب مع مستوى المقاومة التي يلقونها، ويلفت إلى أنّ "إسرائيل فاقت مستوى النازية الألمانية بتعمّدها استهداف المستشفيات والمدارس ومهاجمة النازحين في أثناء نزوحهم".
ووفقاً لأستاذ الدراسات الإسرائيلية فقد "فاقت إسرائيل نازيّة ألمانيا في التدني الأخلاقي بتعمّدها تدمير البنية التحتية، بتجريف الطرق وخطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء في المناطق التي تغزوها"، فضلاً عن تعمّد تهجير المدنيين من بيوتهم وأحيائهم ومُدنهم، بل وبالضغط عليهم للرحيل خارج البلاد باعتباره هدفاً معلناً، وإطلاق جنودها النار على مدنيين غير مسلحين في ظهورهم، إضافة إلى نبش القبور وسرقة أعضاء بشريّة من الجرحى وقتلهم، والاستفادة من هذه الأعضاء سواء لعلاج مصابيها أو بالاتجار في الأعضاء البشرية على مستوى دولي برعاية مؤسساتها الأمنية.
هل تُحاكَم إسرائيل؟
في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1946 قضت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجريم الإبادة الجماعية، بموجب القانون الدولي.
بعد انتحار هتلر وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، جرت محاكمة عدد من الشخصيات النازية التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
أحد الناجين من الهولوكوست، وهو أهارون باراك، اختارته إسرائيل للانضمام إلى لجنة القضاة الدوليين للدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية في قضية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدوليّة في لاهاي بهولندا في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، تطالب فيها بوقف عاجل لحملتها العسكرية.
تضمنت عريضة الدعوى أنّ ما يحدث في غزة الآن يرقى إلى درجة "الإبادة الجماعية"، وأنه جزء من القمع الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين على مدار عقود طويلة.
في حين تمحور دفاع إسرائيل أمام محكمة العدل، ومقرها لاهاي، حول أنّ "إسرائيل منخرطة في حرب دفاعية ضد حماس لا ضد الشعب الفلسطيني".
وعلى غرار جنوب إفريقيا، تقدّمت إندونيسيا أيضاً في 19 يناير/كانون الثاني الجاري بدعوى قضائية جديدة ضد إسرائيل لمحكمة العدل، بسبب استمرار الاحتلال غير القانوني لفلسطين منذ أكثر من 70 عاماً.
ولكنّ ألمانيا التي تحاول عبر السنين التكفير عمّا اقترفه النازيون، رفضت الاعتراف بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وأعلنت في 12 يناير/كانون الثاني أنّها ستتدخل "طرفاً ثالثاً" أمام المحكمة في جلسة الاستماع الرئيسية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبستريت إنّ إسرائيل "تدافع عن نفسها" بعد الهجوم "اللا إنساني".
بدوره يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد الليثي أنّ دعم ألمانيا لإسرائيل منطقي لسببين، الأول للتعاون الكبير بين ألمانيا وإسرائيل باعتبارهما دولتين، موضحاً لـTRT عربي أنّ "إسرائيل تقع في الشرق الأوسط لكنها تُعتبر دولة غربية، ويأتي دعم ألمانيا في إطار عدم الرغبة في إحراج الهيمنة الأوروبية الغربية".
والسبب الثاني، وفق الليثي، هو أنّ "دعم ألمانيا لإسرائيل نوع من إظهار الندم على الهولوكوست، وتحسين الصورة".
من جهته يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور خبير الشؤون الإسرائيلية إنّ النظام النازي جرت محاكمته لأنه انهزم في الحرب، والتاريخ يكتبه المنتصرون.
ويقول في حديثه مع TRT عربي إنّ "نتائج الحرب الحالية ستحدد كثيراً من الأمور، ليس على مستوى قطاع غزة أو القضية الفلسطينية فقط، لكن ستعيد ترتيب أمور كثيرة في الإقليم".
ويؤكد خبير الشؤون الإسرائيلية أنّ "المعركة ليست قانونية فقط، بل معركة وعي وإعلام وإرادة سياسية واستخباراتية وضغط اقتصادي".
وينوّه بأنّ "رواية تصدير إسرائيل نفسها ضحية النازية قد اهتزت بعدما فاقت جرائمها جرائم النازية، وهو ما لن يغفره التاريخ"
ان الخروج من هذه المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تتطلب من المجتمع الدولي تحقيق وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والزام اسرائيل للتقيد بهذه القرارات وتحت بند الفصل السابع وغير ذلك فان المجتمع الدولي مسائل عن استمرار جرائم الاباده الجماعية بحق الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل وترقى لمستوى جرائم الهول وكست
ومن أجل تسويقها وتخليدها أنشئوا لها عدة متاحف، وصنعوا من أجلها أفلاماً عدة تجسد معاناتهم وآلامهم وما حل بهم من مصائب مروعة، وألفوا لأجلها كتباً وقصصاً وروايات،
ونتيجة لهذا الزخم الإعلامي التعبوي تعاطف الجميع مع اليهود وأصبح مجرد ذكر هذا المصطلح (الهولوكوست) يعني تأييد اليهود والتعاطف معهم والدفاع عنهم ومعاداة ومعاقبة كل من يشذ عن ذلك ، بل إن مجرد التقليل من حجم هذه الكارثة تعرض صاحبها للعقاب الشديد ويصبح من المنبوذين كما حدث للمفكر والفيلسوف الفرنسي (روجيه جارودي).
ووفق القوانين الغربية يسمح لكل إنسان انتقاد كل شيء بما في ذلك طعن الأنبياء والكتب المقدسة إلى غير ذلك، بينما يمنع منعاً باتاً نقد جرائم اليهود أو التشكيك بالهولوكوست أو ذكر أسباب معاداة النازيين لليهود والتي ذكرها أحد حاخاماتهم، الحاخام (يارون روثين) حيث لخص أسباب معاداة النازيين لليهود بسبب خيانة اليهود للألمان ووقوفهم بجانب أعداء ألمانيا مما تسببوا بهزيمة الألمان في الحرب العالمية الأولى.
لهذا أصدر هتلر قانونين وفق قول الحاخام اليهودي روثين:
القانون الأول: منع الأنشطة والشذوذ الجنسي وجميع القاذورات في ألمانيا والتي روجها اليهود، حيث كانت برلين شبيهة بقرية قوم لوط بارتكاب الفاحشة، كما قام هتلر بإغلاق جميع البارات ونوادي المثليين والتي يدير جميعها اليهود.
أما القانون الثاني: فتمثل بمنع تحصيل الربا الذي فرضه اليهود على الناس وسبب لهم إفلاساً ودمر اقتصاد ألمانيا.
ووفق ذلك السرد التاريخي فان ، ما تعرض له اليهود الأوروبيين وما أطلق عليه " الهولوكوست " لا علاقة لشعب فلسطين به ولا العرب والمسلمين حيث أنهم يستنكرون ويرفضون ما جرى جملة وتفصيلاً ، فحق الإنسان في الحياة والمواطنة مقدس ومشروع ، ولا يجوز لأحد أن يعتدي على آخر في وطنه بدوافع عدوانية وأطماع وحب سيطرة وفرض إرادة ، كما لا يجوز لأي كان الاعتداء على وطن واغتصابه .
ما يجري في غزه والضفة الغربية والقدس وبخاصة ما تتعرض له غزه من حرب أباده وحصار وسياسة تجويع يفوق الوصف ويتماثل مع جريمة الهول وكست كما يصفه العديد من الباحثين والمحللين اليوم . شعب اعزل يقارب عدد سكانه ما يزيد على مليوني نسمه في بقعه جغرافيه لا تتعدى ٣٦٠ كيلو متر مربع تتعرض لهجمة عسكريه غير مسبوقه بالتاريخ البشري وما القي على غزه من القنابل تفوق ما القي على هيروشيما من قنبلة نوويه خمسة أضعاف القوه التفجيرية .
غزه تعيش مذبحه حقيقية قل نظيرها في التاريخ الحديث ما يزيد على 32 ألف شهيد ومائة ألف جريح حصيلة الهول وكست في فلسطين ، اغتصاب بالقوة ومس بكرامة المواطن الفلسطيني واعتقالات وممارسات تتسم بالشذوذ والساديه تمارس بحق المعتقلين بحسب تقارير إسرائيليه وغير إسرائيليه .
ورغم ما مر به اليهود في وقت ألمانيا النازية من إبادة واضطهاد وتمييز بحقهم، فإن إسرائيل الآن ترتكب بحق الفلسطينيين، جرائم إبادة مشابهة في عمليات الاستهداف الجماعي وقصف المدنيين والأماكن المحمية بحق القوانين الدولية مثل المستشفيات والمدارس ودور العبادة كما قال عدد من الناجين من محرقة الهولوكست
تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في 27 يناير/كانون الثاني من كل عام ذكرى ضحايا الهولوكوست (الإبادة النازية لليهود)، لتأكيد مكافحة معاداة السامية والعنصرية وكل أشكال التعصب والعنف واستهداف الجماعات.
وتحرص إسرائيل في كل عام على إحياء ذكرى ضحايا المحرقة، ولكن صادف عام 2023 أنها تقف أمام محكمة العدل الدولية مُتّهَمة بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة، بموجب اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية، التي وُضعت بعد الحرب العالمية الثانية إثر الفظائع التي ارتُكبت ضد اليهود خلال الهولوكوست.
وفي اليوم 165 للعدوان الإسرائيلي على غزة بلغت حصيلة الضحايا ما يقارب على 32الف شهيداً ويزيد هذا عدا عن المفقودين وما يزيد على مائة الف جريح ومصاب، وفق إحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأمرت محكمة العدل الدولية الجمعة 26 يناير/كانون الثاني 2023 إسرائيل باتخاذ إجراءات لمنع ومعاقبة التحريض المباشر على الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة لكن لم يلمس العالم ما يفيد بوقف المجازر التي ما زالت إسرائيل ممعنة بارتكابها بغطاء ودعم أمريكي وغربي
جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين هي تاريخ ممتد منذ أكثر من 75 عاماً منذ النكبة عام 1948، يأتي في آخرها العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ، أذ ترتكب قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائم حرب ومجازر، إضافة إلى الانتهاكات وعمليات القتل والاعتقال واستهداف المسجد الأقصى والضفة الغربية المحتلة.
ولم تختلف الحال بالنسبة إلى الأطفال بين النازية الألمانية وما تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي، إذ دعم كلاهما قتل الأطفال بوحشية، فـ70% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء.
وأشارت إحصاءات الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، في بداية الحرب إلى أنّ طفلاً يُقتل كل 10 دقائق جراء الهجمات التي تشنها إسرائيل.
على الرغم من أنّ الاضطهاد النازي لم يكن مقتصراً على اليهود فقط، بل امتدّ إلى كل من ليس من "العرق الآري" الصافي، فإن أستاذ الدراسات الإسرائيلية الدكتور أشرف الشرقاوي يرى أنّ "بين فكر وتصرفات إسرائيل وألمانيا النازية أوجه تشابه، إذ إنّ كلتا الدولتين ارتكبت فظائع وإبادة جماعية، وتزعم إسرائيل أنّها تفعل هذا دفاعاً عن شعبها".
ويقول الشرقاوي لـTRT عربي إنّ "كلتيهما لجأت إلى قتل المدنيين دون تمييز، وزعمتا أنّ المدنيين يُقتلون لأنّ الطرف الآخر يستخدمهم دروعاً بشرية، كما استخدم جيشا الدولتين (ألمانيا وإسرائيل) مدنيي المنطقة التي يحتلانها دروعاً بشرية، وقيّد كل من الجيشين بعض المدنيين على مقدمة دباباته حتى يتلافى المقاومة".
ويضيف أنّ "النظام في كلتا الدولتين لجأ إلى فكرة التمكين، ألمانيا النازية بتشريع قانون التمكين، وإسرائيل بتشريع تعديلات قضائية تقيّد المحكمة العليا، وتمنعها من نقض قوانين جائرة تصدرها السلطة التشريعية، بحيث يمكن للسلطة التشريعية أن تتغول على السلطة القضائية".
ويشير الشرقاوي إلى أنّ "النظامين قصفا المؤسسات المدنية بادعاء وجود نشاط عسكري يجري فيها، كما تعمّد جيشا الدولتين استهداف النساء والأطفال للضغط على الطرف الآخر".
ويبيّن أنّ الدولتين تعمّدتا استخدام القوة المفرطة بشكل لا يتناسب مع مستوى المقاومة التي يلقونها، ويلفت إلى أنّ "إسرائيل فاقت مستوى النازية الألمانية بتعمّدها استهداف المستشفيات والمدارس ومهاجمة النازحين في أثناء نزوحهم".
ووفقاً لأستاذ الدراسات الإسرائيلية فقد "فاقت إسرائيل نازيّة ألمانيا في التدني الأخلاقي بتعمّدها تدمير البنية التحتية، بتجريف الطرق وخطوط المياه والصرف الصحي والكهرباء في المناطق التي تغزوها"، فضلاً عن تعمّد تهجير المدنيين من بيوتهم وأحيائهم ومُدنهم، بل وبالضغط عليهم للرحيل خارج البلاد باعتباره هدفاً معلناً، وإطلاق جنودها النار على مدنيين غير مسلحين في ظهورهم، إضافة إلى نبش القبور وسرقة أعضاء بشريّة من الجرحى وقتلهم، والاستفادة من هذه الأعضاء سواء لعلاج مصابيها أو بالاتجار في الأعضاء البشرية على مستوى دولي برعاية مؤسساتها الأمنية.
هل تُحاكَم إسرائيل؟
في 11 ديسمبر/كانون الأول عام 1946 قضت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجريم الإبادة الجماعية، بموجب القانون الدولي.
بعد انتحار هتلر وخلال السنوات التي تلت الحرب العالمية الثانية، جرت محاكمة عدد من الشخصيات النازية التي ارتكبت جرائم ضد الإنسانية.
أحد الناجين من الهولوكوست، وهو أهارون باراك، اختارته إسرائيل للانضمام إلى لجنة القضاة الدوليين للدفاع عنها أمام محكمة العدل الدولية في قضية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدوليّة في لاهاي بهولندا في 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، تطالب فيها بوقف عاجل لحملتها العسكرية.
تضمنت عريضة الدعوى أنّ ما يحدث في غزة الآن يرقى إلى درجة "الإبادة الجماعية"، وأنه جزء من القمع الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين على مدار عقود طويلة.
في حين تمحور دفاع إسرائيل أمام محكمة العدل، ومقرها لاهاي، حول أنّ "إسرائيل منخرطة في حرب دفاعية ضد حماس لا ضد الشعب الفلسطيني".
وعلى غرار جنوب إفريقيا، تقدّمت إندونيسيا أيضاً في 19 يناير/كانون الثاني الجاري بدعوى قضائية جديدة ضد إسرائيل لمحكمة العدل، بسبب استمرار الاحتلال غير القانوني لفلسطين منذ أكثر من 70 عاماً.
ولكنّ ألمانيا التي تحاول عبر السنين التكفير عمّا اقترفه النازيون، رفضت الاعتراف بارتكاب إسرائيل إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وأعلنت في 12 يناير/كانون الثاني أنّها ستتدخل "طرفاً ثالثاً" أمام المحكمة في جلسة الاستماع الرئيسية.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبستريت إنّ إسرائيل "تدافع عن نفسها" بعد الهجوم "اللا إنساني".
بدوره يرى الباحث في الشؤون الإسرائيلية محمد الليثي أنّ دعم ألمانيا لإسرائيل منطقي لسببين، الأول للتعاون الكبير بين ألمانيا وإسرائيل باعتبارهما دولتين، موضحاً لـTRT عربي أنّ "إسرائيل تقع في الشرق الأوسط لكنها تُعتبر دولة غربية، ويأتي دعم ألمانيا في إطار عدم الرغبة في إحراج الهيمنة الأوروبية الغربية".
والسبب الثاني، وفق الليثي، هو أنّ "دعم ألمانيا لإسرائيل نوع من إظهار الندم على الهولوكوست، وتحسين الصورة".
من جهته يقول الدكتور أحمد فؤاد أنور خبير الشؤون الإسرائيلية إنّ النظام النازي جرت محاكمته لأنه انهزم في الحرب، والتاريخ يكتبه المنتصرون.
ويقول في حديثه مع TRT عربي إنّ "نتائج الحرب الحالية ستحدد كثيراً من الأمور، ليس على مستوى قطاع غزة أو القضية الفلسطينية فقط، لكن ستعيد ترتيب أمور كثيرة في الإقليم".
ويؤكد خبير الشؤون الإسرائيلية أنّ "المعركة ليست قانونية فقط، بل معركة وعي وإعلام وإرادة سياسية واستخباراتية وضغط اقتصادي".
وينوّه بأنّ "رواية تصدير إسرائيل نفسها ضحية النازية قد اهتزت بعدما فاقت جرائمها جرائم النازية، وهو ما لن يغفره التاريخ"
ان الخروج من هذه المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني تتطلب من المجتمع الدولي تحقيق وتطبيق قرارات الشرعية الدولية والزام اسرائيل للتقيد بهذه القرارات وتحت بند الفصل السابع وغير ذلك فان المجتمع الدولي مسائل عن استمرار جرائم الاباده الجماعية بحق الشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل وترقى لمستوى جرائم الهول وكست