توفي أبي ـ الشيخ فؤاد ـ وأنا مسافر خارج مصر، وبعدها بسنوات تزوجت في الزقازيق، ولحقت بي زوجتي عروسا بعد سفري مرة أخرى.
أُجهضَ أولُ حملٍ لنا، وتأثرنا بطبيعة الحال، مثل أي زوجين ينتظران طفلهما الأول.
أجرت زوجتي عملية curettage بعد الإجهاض، وقالت لي الطبيبة التي أجرت العملية وهي "يوغسلافية" باللغة الإنجليزية No pregnancy before six months فهمت منها أنه لن يحدث حمل قبل ستة أشهر من تاريخ العملية.
غير أنه وبعد شهر من العملية، رأيت أبي في الرؤيا، يدخل على غرفة الضيافة في شقتي، بطلته وهيئته وحضوره الطاغي بالكاريزما التي لا تقاوم: عمامته البيضاء، بوسامته وجماله وبعينه الزرقاوين، والخدين اللذين يضجان بعناقيد الفراولة.. أحتضنني وأنا أسأله مذهولا: منذ متى يا أبي وأنت هنا؟!.. لم ينطق بكلمة فيما لم تفارق ضحكته النورانية مساحة وجهه الجميل بالكامل.
بعد الرؤيا بأيام.. كانت المفاجاة التي خالفت توقعات الطبيبة اليوغسلافية، وكان حمل زوجتي في ابنتي "نهى".. طبيبة الأسنان المرموقة حاليا والحاصلة على ماجسستير جراحة وتجميل الأسنان والتركيبات الثابتة من كلية طب أسنان جامعة القاهرة. وأهداني الله بها حفيدتين رائعتين: "رُبىَ" و"هَيَا" جعلهن الله جميعا قرة عين لي ولزوجها ولزوجتي.
لذا عادة ما أقول للدكتور "نهى محمود".. أنت بشارة جدك لي والتي جاءتني على غير توقع علم طب النساء.
بعض الشعر:
يَا وَردَ حُبٍ عَلَى عُشْبِ الَهَوىْ نَبَتَا
مُذْ ذَاكَ وَالعُشْبُ مَجذُوبٌ ومَا سَكَتا
فَالحُبُّ يَأتيْ وقَدْ يَمْضيْ بِلا سَبَبٍ
وَوَرْدُ بيتيْ عَلَى سُورِ الحَشَا ثَبَتَا
نُهَيْ.. رُبَيْ وَهَيَا في دَاَرِنَا رِئَةٌ
وَصَحْنُ فَاكِهَةٍ مِنْ جَنّةٍ نُحِتَا
يَمْلَأَنَ جَيبيْ بِبرقُوقٍ عَلي عِنَبٍ
والخَوْخُ يُشْبِه خَدّاً جَاورَ الشّفةَ
يُشْبِهنَ "زَاهِيَةً " أُمّي عَلَي أبتي
"فؤادُ" يَلْهَجُ بِالقرَآنِ مَا خَفَتَا
وَكَنّ بُشْري لَهُ في نَومِهِ جُمِعَتْ
يُهْدي عَمَائِمَهُ.. طِيباً ومَسَبَحَةَ
محمود سلطان
أُجهضَ أولُ حملٍ لنا، وتأثرنا بطبيعة الحال، مثل أي زوجين ينتظران طفلهما الأول.
أجرت زوجتي عملية curettage بعد الإجهاض، وقالت لي الطبيبة التي أجرت العملية وهي "يوغسلافية" باللغة الإنجليزية No pregnancy before six months فهمت منها أنه لن يحدث حمل قبل ستة أشهر من تاريخ العملية.
غير أنه وبعد شهر من العملية، رأيت أبي في الرؤيا، يدخل على غرفة الضيافة في شقتي، بطلته وهيئته وحضوره الطاغي بالكاريزما التي لا تقاوم: عمامته البيضاء، بوسامته وجماله وبعينه الزرقاوين، والخدين اللذين يضجان بعناقيد الفراولة.. أحتضنني وأنا أسأله مذهولا: منذ متى يا أبي وأنت هنا؟!.. لم ينطق بكلمة فيما لم تفارق ضحكته النورانية مساحة وجهه الجميل بالكامل.
بعد الرؤيا بأيام.. كانت المفاجاة التي خالفت توقعات الطبيبة اليوغسلافية، وكان حمل زوجتي في ابنتي "نهى".. طبيبة الأسنان المرموقة حاليا والحاصلة على ماجسستير جراحة وتجميل الأسنان والتركيبات الثابتة من كلية طب أسنان جامعة القاهرة. وأهداني الله بها حفيدتين رائعتين: "رُبىَ" و"هَيَا" جعلهن الله جميعا قرة عين لي ولزوجها ولزوجتي.
لذا عادة ما أقول للدكتور "نهى محمود".. أنت بشارة جدك لي والتي جاءتني على غير توقع علم طب النساء.
بعض الشعر:
يَا وَردَ حُبٍ عَلَى عُشْبِ الَهَوىْ نَبَتَا
مُذْ ذَاكَ وَالعُشْبُ مَجذُوبٌ ومَا سَكَتا
فَالحُبُّ يَأتيْ وقَدْ يَمْضيْ بِلا سَبَبٍ
وَوَرْدُ بيتيْ عَلَى سُورِ الحَشَا ثَبَتَا
نُهَيْ.. رُبَيْ وَهَيَا في دَاَرِنَا رِئَةٌ
وَصَحْنُ فَاكِهَةٍ مِنْ جَنّةٍ نُحِتَا
يَمْلَأَنَ جَيبيْ بِبرقُوقٍ عَلي عِنَبٍ
والخَوْخُ يُشْبِه خَدّاً جَاورَ الشّفةَ
يُشْبِهنَ "زَاهِيَةً " أُمّي عَلَي أبتي
"فؤادُ" يَلْهَجُ بِالقرَآنِ مَا خَفَتَا
وَكَنّ بُشْري لَهُ في نَومِهِ جُمِعَتْ
يُهْدي عَمَائِمَهُ.. طِيباً ومَسَبَحَةَ
محمود سلطان