جزء من مقال للدكتور محمد مندور عن اللجنة الوطنية للطلبة والعمال
"حدث خطير اتصال المثقفين بالعمال
لقد بدت بمصر في هذه الأيام ظاهرة تعتبر نقطة تحول خطيرة في تاريخنا الحديث، ويظهر هذا التحول من المقارنة بين الحركة الوطنية في سنة 1919 والحركة الوطنية الحالية؛ ففي سنة 1919 كانت الامة لا تتحرك الا إذا طلب اليها الزعماء الحركة. وخطبوا في جموع الشعب وساروا في المظاهرات، اما اليوم، فقد نضج التفكير السياسي حتى رأينا جموع الشباب من «طلبة وعمال» يقررون بأنفسهم خطوات الجهاد العملي وينفذونها وتستجيب الامة لنداءاتهم.
وفي سنة 1919 كانت الحركة سياسية بحتة فليس لها الا هدف واحد هو الغاء الحماية وتحقيق الاستقلال. واما اليوم فقد أصبح من الواضح ان الحركة القائمة لا تعتبر تحقيق الاستقلال نفسه الغاية النهائية التي يقف عندها الجهاد، وذلك لأن الفرد قد اصبح يدرك ادراكا واضحا انه لا خير في الغاء الرق الخارجي اذا دام الرق الداخلي جاثما علي صدره ، وانه لا جدوي من أن يصبح الوطن عزيزا اذا ظل الفرد ذليلا بل ان التخلص من الاستعمار نفسه ليس الا وسيلة لرفع مستوي الحياة بين طبقات الشعب وذلك بمنع الاجنبي من ان يستغل مصادر الثروة في بلادنا.
وليس بكاف ان ندافع عن قوتنا وقوت ابنائنا ومواطنينا ضد الأجنبي، بل لابد من أن ندافع عنه ايضا ضد المستغلين من المصريين والأثرياء الجشعين حتى تتحقق العدالة بين الناس وتتاح الفرص لكافة المواهب؛ ويفسح المجال لكل نشاط انساني منتج."
فهل أصاب محمد مندور ؟
نعم لقد أصاب وأخطأ ، أصاب حين حدد هدفا للحركة لوطنية حين أوضح اهداف الشعب فى الاستقلال والعدل ، واصاب حين حدد موقفا أجتماعيا واضحا من القوى الاجتماعية ، وأصاب فى رؤيتة للطابع الاجتماعى للحركة الجماهيرة سنة 1946 ، لكنة أخطأ فى تقديراتة للطابع الاجتماعى لثورة 1919 وفى كيف قامت ، وقد يكون معزورا فى توفر المعلومات التى نمتلكها الان لكن هذة الثورة انطلقت دون طلب من أحد واعلنت الجمهورية فى زفتا وهاجمت الجماهير املاك كبار ملاك الارض وشكلت الاتحاد العام الاول للعمال ، حراك أجتماعى هائل لم تنجح فى السيطرة علية اللجان القيادية الا بعد أن تخلصت من ممثلى الطبقات الاجتماعية المتهادنة .
وها هو الامر يتكرر فى النهوض الشعبى فى عام 1946 ولكن يتوفر لة تيار واسع من القادة الجدد للديمقراطية الثورية ، تيار أبرزه الى المقدمة الفعل الشعبى ذاته ، متجاوزا القادة التقليديين بما فيهم حزب الوفد ذاتة الذى أستعاد ، تحت التأثير الغلاب للحركة الجماهيرية جزءا كبيرا من طابعه المزدوج ، طابع المنظمة الجماهيرية ، الذى كان قد تأكل عبر الزمان بتغلب الطابع الحزبى.
تبقى أحيرا ملاحظة صغيرة ، هل الامر هو عود على ذى بدء ؟!
"حدث خطير اتصال المثقفين بالعمال
لقد بدت بمصر في هذه الأيام ظاهرة تعتبر نقطة تحول خطيرة في تاريخنا الحديث، ويظهر هذا التحول من المقارنة بين الحركة الوطنية في سنة 1919 والحركة الوطنية الحالية؛ ففي سنة 1919 كانت الامة لا تتحرك الا إذا طلب اليها الزعماء الحركة. وخطبوا في جموع الشعب وساروا في المظاهرات، اما اليوم، فقد نضج التفكير السياسي حتى رأينا جموع الشباب من «طلبة وعمال» يقررون بأنفسهم خطوات الجهاد العملي وينفذونها وتستجيب الامة لنداءاتهم.
وفي سنة 1919 كانت الحركة سياسية بحتة فليس لها الا هدف واحد هو الغاء الحماية وتحقيق الاستقلال. واما اليوم فقد أصبح من الواضح ان الحركة القائمة لا تعتبر تحقيق الاستقلال نفسه الغاية النهائية التي يقف عندها الجهاد، وذلك لأن الفرد قد اصبح يدرك ادراكا واضحا انه لا خير في الغاء الرق الخارجي اذا دام الرق الداخلي جاثما علي صدره ، وانه لا جدوي من أن يصبح الوطن عزيزا اذا ظل الفرد ذليلا بل ان التخلص من الاستعمار نفسه ليس الا وسيلة لرفع مستوي الحياة بين طبقات الشعب وذلك بمنع الاجنبي من ان يستغل مصادر الثروة في بلادنا.
وليس بكاف ان ندافع عن قوتنا وقوت ابنائنا ومواطنينا ضد الأجنبي، بل لابد من أن ندافع عنه ايضا ضد المستغلين من المصريين والأثرياء الجشعين حتى تتحقق العدالة بين الناس وتتاح الفرص لكافة المواهب؛ ويفسح المجال لكل نشاط انساني منتج."
فهل أصاب محمد مندور ؟
نعم لقد أصاب وأخطأ ، أصاب حين حدد هدفا للحركة لوطنية حين أوضح اهداف الشعب فى الاستقلال والعدل ، واصاب حين حدد موقفا أجتماعيا واضحا من القوى الاجتماعية ، وأصاب فى رؤيتة للطابع الاجتماعى للحركة الجماهيرة سنة 1946 ، لكنة أخطأ فى تقديراتة للطابع الاجتماعى لثورة 1919 وفى كيف قامت ، وقد يكون معزورا فى توفر المعلومات التى نمتلكها الان لكن هذة الثورة انطلقت دون طلب من أحد واعلنت الجمهورية فى زفتا وهاجمت الجماهير املاك كبار ملاك الارض وشكلت الاتحاد العام الاول للعمال ، حراك أجتماعى هائل لم تنجح فى السيطرة علية اللجان القيادية الا بعد أن تخلصت من ممثلى الطبقات الاجتماعية المتهادنة .
وها هو الامر يتكرر فى النهوض الشعبى فى عام 1946 ولكن يتوفر لة تيار واسع من القادة الجدد للديمقراطية الثورية ، تيار أبرزه الى المقدمة الفعل الشعبى ذاته ، متجاوزا القادة التقليديين بما فيهم حزب الوفد ذاتة الذى أستعاد ، تحت التأثير الغلاب للحركة الجماهيرية جزءا كبيرا من طابعه المزدوج ، طابع المنظمة الجماهيرية ، الذى كان قد تأكل عبر الزمان بتغلب الطابع الحزبى.
تبقى أحيرا ملاحظة صغيرة ، هل الامر هو عود على ذى بدء ؟!