بأية حال عدت ياعيد..
المحامي علي ابوحبله
عيدٌ.. بأية حال عدت يا عيد = بما مضى أم لأمـر فيك تجديد،
أما الأحبة فالبيـداء دونهــم = فلـــيت دونـك بيداً دونهـا بيـد.
(ابو الطيب المتنبي).
الفلسطينيون يستقبلون عيد الفطر السعيد بـ 33 ألف شهيد وما يقارب 120 ألف جريح و350 ألف منزل مدمر.. بيوت غير مزينة وأسواقها خالية من الملابس الجديدة.. لا مساجد لأداء صلاة العيد ولا حلوى تسعد الأطفال ولا مستشفيات وبني تحتية ومليوني ومائتي ألف تحت الحصار والجوع تفرضه عليهم قوات الاحتلال وبالقوة والعالم ساكن لا يتحرك إلا بمواقف خجولة وفي ظل موقف عربي أقل ما يقال عنه أنه مستسلم ولا يقوى على شيء
ستة أشهر من القصف الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً، والحصار المطبق على قطاع غزة أمنيات سكانه لعيد الفطر وهم يفتقدون الأحبة أن يحصلوا على لقمة عيش تسد رمقهم والبحث عن ملجأ أمن يمكنهم من البقاء على قيد الحياة
فغزة المنهك أهلها بعد 6 أشهر من الحرب التي تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تخلو اليوم من أي مظاهر للاحتفال أو ربما السعادة،.
ورحم الله الشيخ "محمد الغزالي" في موعظته بإحدى خطب العيد، تعرض لهموم ومشكلات ومعضلات العالم الإسلامي انطلاقا من: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". كان يصف العلل، ويحدد الأعراض، ويشخص الداء، ويصف الدواء. وكان يقول: كيف لنا أن نفرح وهذه الهموم متراكمة، وهذه المشكلات باقية، وتلكم المعضلات عصية علي الحل؟. مضت سنون.. "وما أشبه الليلة بالبارحة" وإن ازدادت سوادا، وأمست كالحة، وباتت الفرحة غائبة بفعل حالة الاستسلام وتحدي الاحتلال للعالم العربي والإسلامي بإخضاع غزه للمجاعة و بتهويد القدس والأماكن المقدس وسياسة التهويد والضم.
الانقسامات والتمحورات بين المسلمين وقد ابتعدوا عن دينهم فنخرت في جسمهم العليل كل الأمراض والعلل وجعلتهم عاجزين عن تلبية أدنى متطلبات شعوبهم وهم اعجز اليوم من الدفاع عن حقوقهم ونصرة المسلمين في غزة المحاصرة وأهلها يتضورون جوعا ، فاستسلموا وهانت عليهم أنفسهم و مقدساتهم في القدس وسلم البعض بسياسة فرض أمر واقع يفرضه الاحتلال، في حين أن مواقف الفلسطينيين ومعهم الشعوب الحرة ثابتة في التصدي لحرب الاباده وسياسة الحصار والتجويع والقتل والدمار والتصدي لهذه المخططات وباتت تتطلب مواقف عربيه أكثر حزما وداعمة للخروج من حالة الوهن والضعف العربي والتصدي للمخططات التوسعية الصهيونية نعم كيف نشعر أننا في عيد.. وأهل غزة يعيشون الموت في كل دقيقة ويحرمون من قوت ما يقينهم للحياة والقدس درة التاج في خطر التهويد والضم، بات العرب في واد إلا من قلة وباتت فلسطين لوحدها في مواجهة المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي، فهل لنا في فلسطين أن نشعر أننا في عيد وأبناءنا يواجهون الموت وبيوتنا تدمر وشعبنا محاصر في كافة أماكن تواجده وأقصانا، يُهّود بل وسيهدم، بأيدي عتاة المتطرفين المستوطنين المعتدين؟. ويستمر الكيان الإسرائيلي العنصري في غيه وصعوده وتهديده لضم أجزاء من الضفة الغربية، فيما يستمر العرب في هوانهم وصراعاتهم وابتعادهم عن ملامسة أولى أولويات قضاياهم وفي أولويات القضايا فلسطين –
كيف نفرح بالعيد.. والتفتت والتشرذم والتباغض والتآمر والحصار والتجويع يفرض على الفلسطينيين تحت مسمى الضغوط وباتت سياسة المقايضة المال مقابل التراجع عن المواقف الرافضة بمعنى مقايضة المال بالقرار السياسي وهو أمر يرفضه الفلسطينيون، - كيف نفرح بالعيد.. وحال امتنا العربية وقد اعتراها التمزق والتفرق وارض العرب باتت مستباحة من كل الوجوه وباتت أراضي العرب مستباحة من قبل أعدائها وقد استباحوا حرمات السيادة الوطنية. - كيف نفرح، وقد نهض غيرنا ولم ينجح العرب؟. مازلنا لا نجد أجوبة علي ذات الأسئلة: لماذا نجحت اليابان والصين و"نمور" جنوب شرق آسيا، وألمانيا، بل والبرازيل، والهند (بدأت الهند معنا مشروعها النووي في ستينيات القرن الماضي، دخلت الهند النادي النووي وجلسنا علي الباب) ودخلت كوريا الشمالية النادي النووي وحتى إيران على الطريق للنادي النووي ؟؟.
أخيرا نعلم يقيناً أن الخير في هذه الأمة، وأن النصر لها، لكنه مرهون بتغيير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا:".... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ" (الرعد:11). تلك من سنن الله تعالي في كونه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلا
ونسأل الله بكرمه ومنه علينا أن يرفع البلاء عن أبناء شعبنا وأن الظلم والضيم الذي لحق بأهلنا على غزه لا بد وأن يأتي اليوم الذي ينصرهم وينصر الفلسطينيين جميعا على أعدائهم وحتما أن الاحتلال على طريف الاندحار والنصر حليف الشعب الفلسطيني ، ونسأل الله أن يعيد العيد علينا وقد تحققت أمال شعبنا بالحرية والاستقلال والتحرر من الاحتلال وتحررت القدس من دنس الاحتلال
[/B]
المحامي علي ابوحبله
عيدٌ.. بأية حال عدت يا عيد = بما مضى أم لأمـر فيك تجديد،
أما الأحبة فالبيـداء دونهــم = فلـــيت دونـك بيداً دونهـا بيـد.
(ابو الطيب المتنبي).
الفلسطينيون يستقبلون عيد الفطر السعيد بـ 33 ألف شهيد وما يقارب 120 ألف جريح و350 ألف منزل مدمر.. بيوت غير مزينة وأسواقها خالية من الملابس الجديدة.. لا مساجد لأداء صلاة العيد ولا حلوى تسعد الأطفال ولا مستشفيات وبني تحتية ومليوني ومائتي ألف تحت الحصار والجوع تفرضه عليهم قوات الاحتلال وبالقوة والعالم ساكن لا يتحرك إلا بمواقف خجولة وفي ظل موقف عربي أقل ما يقال عنه أنه مستسلم ولا يقوى على شيء
ستة أشهر من القصف الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً، والحصار المطبق على قطاع غزة أمنيات سكانه لعيد الفطر وهم يفتقدون الأحبة أن يحصلوا على لقمة عيش تسد رمقهم والبحث عن ملجأ أمن يمكنهم من البقاء على قيد الحياة
فغزة المنهك أهلها بعد 6 أشهر من الحرب التي تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تخلو اليوم من أي مظاهر للاحتفال أو ربما السعادة،.
ورحم الله الشيخ "محمد الغزالي" في موعظته بإحدى خطب العيد، تعرض لهموم ومشكلات ومعضلات العالم الإسلامي انطلاقا من: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم". كان يصف العلل، ويحدد الأعراض، ويشخص الداء، ويصف الدواء. وكان يقول: كيف لنا أن نفرح وهذه الهموم متراكمة، وهذه المشكلات باقية، وتلكم المعضلات عصية علي الحل؟. مضت سنون.. "وما أشبه الليلة بالبارحة" وإن ازدادت سوادا، وأمست كالحة، وباتت الفرحة غائبة بفعل حالة الاستسلام وتحدي الاحتلال للعالم العربي والإسلامي بإخضاع غزه للمجاعة و بتهويد القدس والأماكن المقدس وسياسة التهويد والضم.
الانقسامات والتمحورات بين المسلمين وقد ابتعدوا عن دينهم فنخرت في جسمهم العليل كل الأمراض والعلل وجعلتهم عاجزين عن تلبية أدنى متطلبات شعوبهم وهم اعجز اليوم من الدفاع عن حقوقهم ونصرة المسلمين في غزة المحاصرة وأهلها يتضورون جوعا ، فاستسلموا وهانت عليهم أنفسهم و مقدساتهم في القدس وسلم البعض بسياسة فرض أمر واقع يفرضه الاحتلال، في حين أن مواقف الفلسطينيين ومعهم الشعوب الحرة ثابتة في التصدي لحرب الاباده وسياسة الحصار والتجويع والقتل والدمار والتصدي لهذه المخططات وباتت تتطلب مواقف عربيه أكثر حزما وداعمة للخروج من حالة الوهن والضعف العربي والتصدي للمخططات التوسعية الصهيونية نعم كيف نشعر أننا في عيد.. وأهل غزة يعيشون الموت في كل دقيقة ويحرمون من قوت ما يقينهم للحياة والقدس درة التاج في خطر التهويد والضم، بات العرب في واد إلا من قلة وباتت فلسطين لوحدها في مواجهة المخاطر التي تتهدد الأمن القومي العربي، فهل لنا في فلسطين أن نشعر أننا في عيد وأبناءنا يواجهون الموت وبيوتنا تدمر وشعبنا محاصر في كافة أماكن تواجده وأقصانا، يُهّود بل وسيهدم، بأيدي عتاة المتطرفين المستوطنين المعتدين؟. ويستمر الكيان الإسرائيلي العنصري في غيه وصعوده وتهديده لضم أجزاء من الضفة الغربية، فيما يستمر العرب في هوانهم وصراعاتهم وابتعادهم عن ملامسة أولى أولويات قضاياهم وفي أولويات القضايا فلسطين –
كيف نفرح بالعيد.. والتفتت والتشرذم والتباغض والتآمر والحصار والتجويع يفرض على الفلسطينيين تحت مسمى الضغوط وباتت سياسة المقايضة المال مقابل التراجع عن المواقف الرافضة بمعنى مقايضة المال بالقرار السياسي وهو أمر يرفضه الفلسطينيون، - كيف نفرح بالعيد.. وحال امتنا العربية وقد اعتراها التمزق والتفرق وارض العرب باتت مستباحة من كل الوجوه وباتت أراضي العرب مستباحة من قبل أعدائها وقد استباحوا حرمات السيادة الوطنية. - كيف نفرح، وقد نهض غيرنا ولم ينجح العرب؟. مازلنا لا نجد أجوبة علي ذات الأسئلة: لماذا نجحت اليابان والصين و"نمور" جنوب شرق آسيا، وألمانيا، بل والبرازيل، والهند (بدأت الهند معنا مشروعها النووي في ستينيات القرن الماضي، دخلت الهند النادي النووي وجلسنا علي الباب) ودخلت كوريا الشمالية النادي النووي وحتى إيران على الطريق للنادي النووي ؟؟.
أخيرا نعلم يقيناً أن الخير في هذه الأمة، وأن النصر لها، لكنه مرهون بتغيير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا:".... إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ" (الرعد:11). تلك من سنن الله تعالي في كونه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولن تجد لسنة الله تحويلا
ونسأل الله بكرمه ومنه علينا أن يرفع البلاء عن أبناء شعبنا وأن الظلم والضيم الذي لحق بأهلنا على غزه لا بد وأن يأتي اليوم الذي ينصرهم وينصر الفلسطينيين جميعا على أعدائهم وحتما أن الاحتلال على طريف الاندحار والنصر حليف الشعب الفلسطيني ، ونسأل الله أن يعيد العيد علينا وقد تحققت أمال شعبنا بالحرية والاستقلال والتحرر من الاحتلال وتحررت القدس من دنس الاحتلال
[/B]