قالوا له... عفطة عنز ذاك ما تساويه أنت وما تؤمن به زندقة، لقد حرفت الكلمات فباتت كأنها أحجية لا يمكن لقارئها ان يفك طلاسم نواياك وما عنيت... يبدو أنك من المؤمنين المتبضعين الجدد الذي شرعوا بفتق آيات لأنفسهم كأنهم رب الدار حتى ذاقت بكم الناس أنات و ويلات... هلموا تحت منبري هذا تجمعوا قبل ان تجمعكم القبور، دعوني أزف لكم بشرى الحياة في الأخرة حيث لا ينفعكم لا مال ولا بنون، و حيث تقفون الوقفة الكبرى أمام أيا كان ما تعبدون، فمالكم لا تفرقون فما أنا ومثلي إلا عبارات لله التي بها يجب ان تثقوا فلا دنيا نرغب أو سلطان نتوسم همنا العاقبة وما أدراك ما العاقبة..
بدوت من المغردين الذين يرددون أقواله التي ادبغت بها عقولنا قبل جلودنا فبتنا لا نعقد عقدة إلا بفتوى عمن ركب المنبر صهوة يرتجي منها دفئ خصيتيه التي لم يستطيع ان يكف عن حكها في كل لحظة، تلك هي الحقيقة التي جعلت منه يكتسب لقبه الذي أشتهر به (ابو الحكة).. شاعت شهرته كما النار في الهشيم، فأكثر رواده يحضرون كي يشاهدوا حركاته التي لا يمكن ان يسيطر على نفسه من فعلها، يستذوق الناس بمرارة ما يشعر بُغية حصد ثمن يمكنه ان يداوي علته، صرت احد المقربين إليه من مجموعة رافقته وعرفت بعلته، لم يخجله ما يسمع فمثله إعتادت الألسن ان تلوط بسيرته، خاصة بعد ان كتب وألف من الاحاديث والتفاسير ما يمكن للتأريخ أن يَجُب عما قبله من مؤلفات، كونها كانت تهتم بسياقات الرجل والمرأة ( فنون آداب النكاح والجنس المباح).. شد الناس الى مؤلفاته الغريبة التي سارعت على النفاذ ما ان تنزل الى المكتبات فرواد الشارع الذين يرغبون بدغدغة الاحاسيس الممنوعة من رجل دين تجعلهم يستبيحون ويحللون ما يمكن ان يرضي غرائزهم الجنسية التي أمتلؤا بها كقنينة من المشروبات الغازية ما ان يرجوها حتى تخرج بفورة تطيش بمن لا يرغب بفعلهم ورغباتهم، تهامزوا تلامزوا غير أنهم رغبوا بحضوره، تناسوا لقبه الذي اطلقوه عليه... باتت سيرته تسبقه قبل حضوره بينهم دافع ليتكاثروا عليه كاليرقان، ففطريات كل شذوذ وشاذ تتفشى قبل أي شيء يمكنه أن يقيك الإصابة بالوباء، فنحن أمة فطرت وجُبلت على المقروء والمسموع والمنقول شفاهيا دون التعمق بمصداقية القائل والناقل، فبتنا نمضغ براز فضلات من راغوا بأحواض الحقيقة حتى أمتلئت بترهاتهم مما زاد مُعتًقِد بها ان يتفتق بموروث عقيم يزكم الأنوف بعفونة أنفاسهم رغم ما يطرحوه بشعار دين او حديث أو سيرة، سارعت في مرة إليه بعد أن علمت ان هناك من يريد إللقاء به كي يجري معه حوار صحفي حول سيرته، أطروحاته، الى جانب رغبة الناس في الدخول حيث لا يمكنهم من خلال سطور تكتب عن لسانه كي يستشف العامة ممن يتابعونه أن يفيض عليهم بما هو جديد عن حياته وعلمه اللاتي ألفاهما الناس رغم شذوذهما سيرة محمودة، لواط لسان محلل بشرعية فهو لم يكن يعلم بمن سيلتقيه ذاك الذي خبر سيرته واسرار بطنها معه في زمن كان يا ما كان، فوجيء برؤيته غير أنه لم يبدي معرفة به فرحب وكنت من الحاضرين القلة جدا لهذا اللقاء..
بدأ بقوله: يبدو أنك يا مولانا قد برحت وإطاريحك رطبا جنيا، فمن يسمعك أو من يقرأ لك لا ينفك يستلذ بطعم ما تساقط عليه من رطب يستطعمه ولا يمله او يكل من زيادة رغم التخمة، فالشارع والمجتمع مليء بالخطباء الذين عفى على ما يستحدثون من الزمن عليهم وأكل وشرب، شرع البعض في الإتيان بما لا يمكن شرحه، غير أن الباب أمام آذان موصدة لا يمكن ان تفتح مراس صعب، فغشاء بكارة طبلها قد شق فصاموا وصمتوا ليس كما أنتم، أما السلطة التي أشترت ضمائر العديد ممن يرجون لغو الحديث، خرسوا بعنوان لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم.. لكنكم استحدثتم ما بَعُد عنه الكثير، الفضول والغريزة تلك التي لولاها لكان آدم في الجنة، لولاها لما استبيح الدم، لولاها ما كانت جهنم، فعرجتم على موضوع دغدغ الفجور الذي في النفوس، ابحتم ما كان مغروسا بأنه حرام، استبحتم الرغبة في تذوق المحرمات والإكثار من تذوقها حتى الوصول الى حد الإشباع او الوقوع بمرارة الفعل، كيف يمكن لرجل دين أن يحلل للغير ويحرم على نفسه متى شاء؟ لعلك فهمت ما أعني يا مولانا؟
علم مغزى السؤال وقد فرس الوجوه وبواطن الحيل فقال:
لاشك انك من المستغربين الجدد!! لكن عليك ان تعلم أني لست ممن يحلل لغيره ويحرم على نفسه، كما إن فعل الفاعل لا ينضبط إلا بفعل وقبول المفعول به وإن خرج عن الملة، فالمستباح في محرمات الحياة الدنيا مستباح في أخرتها، فإستباحتها لا يعني ورود وقع المحرم قبل ان يأتي بفعل من مفعول به قبل الفعل به لذا وجب عليه ان يكون مدان بشهود فعلته، فالفعل خلسة لا يوجب ان يكون ذنبا ولا خطيئة لمن لا يفعل فعلته وإلا لم جعل الرب العقاب بعد الموت؟ وسؤال يجب عليك طرحه لم الحياة بعد الموت وقد أستنفذ المخلوق شرط خلقه و وجوده وهو العبادة؟ أليس من أجل حياة لا موت فيها؟ فالمستحدث ما بعد الموت عقاب يحاط بديمومة البقاء الأزلي دون خطيئة رغم المحرمات، أما إن تسأل ديمومة بغريزة او دونها فذاك بحث آخر.. إننا يا سيدي في عالم يطمع الإنسان أن يكون مرغوبا رغم عوقه وقلة فهمه وإدراكه، فمسميات الأشياء التي اطرح ربما تكون غريبة بعض الشيء وربما شاذة، لكنها لا تعني أن هناك من يفندها أو ينكرها، لا لغراباتها و حرمتها بل لأنه لم يكن قادرا على طرح ما اطرحه خوف تفسيق او تجريم، فالشارع والدولة والسلطة إضافة الى رجالات تقبعوا واحيط بهم هالة من وجوه قرمتها الدسائس هم المروجين الذين يبيعون ويشترون بإسم رب اوجدوه بغطاء دين إسلامي كان او مسيحي أو بوذي أو عبدة بقر أو شجر أو من اي دين يُعبد او غير ذلك... فالمخلوق الآدمي يمكنه ان يصدق بالساحر بأنه إله لأنه يخرج له ما يراه الغير مألوف مما يجعله خارقا وذاك ما يعطيه ان يكون ربا معبودا دنيويا وحتى أخرويا فيتبعه ويقلده، قد يُكفره البعض وينكره لكنه في نفس الوقت يحسده على ما ابتكره وعلى ما زاد في جعبته من أتباع ...
تابع الصحفي.. شكرا للتوضيح.. لكنكم يا مولانا كنت منهم وفيهم فما الذي أخرجك عن ملة كنت تلفاها وتتغطى بعباءتها؟ ألسبب ما أخفيته؟ أم لأنك أصبت بداء جعلك لا تفترش معهم الحضور كونه يخزيك ويحرجهم.. لعلك فهمت القصد؟
نعم.. نعم.. تقصد الحكة التي لا تبرأ ولا أبرأ انا منها.. معضلتي ومشكلتي التي اخرجتني عن حظيرة أجتررت العشب فيها معهم حتى أخضرت جلودنا وأينعت أعضاءنا بالإخضرار مما جعلنا من مستحبين التجديد في الذي نرغب، دخلنا كل الثقوب التي تبيح الأكل المحرم بحجة أن الإباحة في إحلال ما حرمه السابقين كان في وضع زمن غابر غير المستحدث من الزمن الآني، فليس ما ينطبق على الماضي يجب ان يكون سيفا مسلطا فالتشريع يمكن ان يتغير بمتغيرات الوقت والحاجة، فأباحوا المتعة او المسيار او الزواج العرفي كل بمسماه بفساد مما دعى الى تطبيقه بحلة شرعية.. أعتركت مثواه حتى شذذت فكنت احد الذين عارضوا ذلك، رغبة أن هناك وجه آخر للحقيقة لا يمكن ان نبيح ما كان مستباح في ظرف معين وزمكان ما كان لزاما فرضه او القنوع به بشرط تلزم الفاعل والمفعول به بعقد نكاح مشبع صرامة اكثر من عقد النكاح الطبيعي، ألزمت من كان الحجة على ان لا يمكن البوح بذلك وإن كان معمولا به في زمن ما... لاقيت يا سيدي الأمرين، فُُسِقت وقُذِفت بالزاني والعاق والفاسد والفاجر .. طلوا سيرتي و وجهى بالسواد حتى أنهم عمدوا الى مكيدة لي فأطاحوا برجولتي وقطعوا إحليلي، كنت قريب من الموت لكن لله الامر.. فأصبت برحمة الله ونجوت بمعجزة لا استطيع ذكرها خوفا، فأصبت داء الحكة التي لا أبرأ منه إلا بمعجزة وإستغفار، حينها عزمت أمرا ان استبيح ما يحرمونه على الناس للناس وأحرم ما يحللونه لأنفسهم بين الناس، تلك هي رسالتي التي لا اتوقف عنها ابدا حتى بعد أن قطعوا إحليلي ليس انتقاما لكن تبيانا أنهم يستخدمون الدين غطاء لبهتان وفجور يعلمون به كونهم من المسميات التي لا يطالها لسان دون عدالة تحت سلطة فاسدة تُشرع لنفسها ما تحرمه على الآخرين، لا أتوقف حتى يأذن الله بكشف وجوه مسخها كمردة شياطين حيث لا دنيا ولا دين وإن كان من يظن أن كلامي هذا لا يساوي عفطة عنز.
القاص والكاتب
عبدالجبار الحمدي
بدوت من المغردين الذين يرددون أقواله التي ادبغت بها عقولنا قبل جلودنا فبتنا لا نعقد عقدة إلا بفتوى عمن ركب المنبر صهوة يرتجي منها دفئ خصيتيه التي لم يستطيع ان يكف عن حكها في كل لحظة، تلك هي الحقيقة التي جعلت منه يكتسب لقبه الذي أشتهر به (ابو الحكة).. شاعت شهرته كما النار في الهشيم، فأكثر رواده يحضرون كي يشاهدوا حركاته التي لا يمكن ان يسيطر على نفسه من فعلها، يستذوق الناس بمرارة ما يشعر بُغية حصد ثمن يمكنه ان يداوي علته، صرت احد المقربين إليه من مجموعة رافقته وعرفت بعلته، لم يخجله ما يسمع فمثله إعتادت الألسن ان تلوط بسيرته، خاصة بعد ان كتب وألف من الاحاديث والتفاسير ما يمكن للتأريخ أن يَجُب عما قبله من مؤلفات، كونها كانت تهتم بسياقات الرجل والمرأة ( فنون آداب النكاح والجنس المباح).. شد الناس الى مؤلفاته الغريبة التي سارعت على النفاذ ما ان تنزل الى المكتبات فرواد الشارع الذين يرغبون بدغدغة الاحاسيس الممنوعة من رجل دين تجعلهم يستبيحون ويحللون ما يمكن ان يرضي غرائزهم الجنسية التي أمتلؤا بها كقنينة من المشروبات الغازية ما ان يرجوها حتى تخرج بفورة تطيش بمن لا يرغب بفعلهم ورغباتهم، تهامزوا تلامزوا غير أنهم رغبوا بحضوره، تناسوا لقبه الذي اطلقوه عليه... باتت سيرته تسبقه قبل حضوره بينهم دافع ليتكاثروا عليه كاليرقان، ففطريات كل شذوذ وشاذ تتفشى قبل أي شيء يمكنه أن يقيك الإصابة بالوباء، فنحن أمة فطرت وجُبلت على المقروء والمسموع والمنقول شفاهيا دون التعمق بمصداقية القائل والناقل، فبتنا نمضغ براز فضلات من راغوا بأحواض الحقيقة حتى أمتلئت بترهاتهم مما زاد مُعتًقِد بها ان يتفتق بموروث عقيم يزكم الأنوف بعفونة أنفاسهم رغم ما يطرحوه بشعار دين او حديث أو سيرة، سارعت في مرة إليه بعد أن علمت ان هناك من يريد إللقاء به كي يجري معه حوار صحفي حول سيرته، أطروحاته، الى جانب رغبة الناس في الدخول حيث لا يمكنهم من خلال سطور تكتب عن لسانه كي يستشف العامة ممن يتابعونه أن يفيض عليهم بما هو جديد عن حياته وعلمه اللاتي ألفاهما الناس رغم شذوذهما سيرة محمودة، لواط لسان محلل بشرعية فهو لم يكن يعلم بمن سيلتقيه ذاك الذي خبر سيرته واسرار بطنها معه في زمن كان يا ما كان، فوجيء برؤيته غير أنه لم يبدي معرفة به فرحب وكنت من الحاضرين القلة جدا لهذا اللقاء..
بدأ بقوله: يبدو أنك يا مولانا قد برحت وإطاريحك رطبا جنيا، فمن يسمعك أو من يقرأ لك لا ينفك يستلذ بطعم ما تساقط عليه من رطب يستطعمه ولا يمله او يكل من زيادة رغم التخمة، فالشارع والمجتمع مليء بالخطباء الذين عفى على ما يستحدثون من الزمن عليهم وأكل وشرب، شرع البعض في الإتيان بما لا يمكن شرحه، غير أن الباب أمام آذان موصدة لا يمكن ان تفتح مراس صعب، فغشاء بكارة طبلها قد شق فصاموا وصمتوا ليس كما أنتم، أما السلطة التي أشترت ضمائر العديد ممن يرجون لغو الحديث، خرسوا بعنوان لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم.. لكنكم استحدثتم ما بَعُد عنه الكثير، الفضول والغريزة تلك التي لولاها لكان آدم في الجنة، لولاها لما استبيح الدم، لولاها ما كانت جهنم، فعرجتم على موضوع دغدغ الفجور الذي في النفوس، ابحتم ما كان مغروسا بأنه حرام، استبحتم الرغبة في تذوق المحرمات والإكثار من تذوقها حتى الوصول الى حد الإشباع او الوقوع بمرارة الفعل، كيف يمكن لرجل دين أن يحلل للغير ويحرم على نفسه متى شاء؟ لعلك فهمت ما أعني يا مولانا؟
علم مغزى السؤال وقد فرس الوجوه وبواطن الحيل فقال:
لاشك انك من المستغربين الجدد!! لكن عليك ان تعلم أني لست ممن يحلل لغيره ويحرم على نفسه، كما إن فعل الفاعل لا ينضبط إلا بفعل وقبول المفعول به وإن خرج عن الملة، فالمستباح في محرمات الحياة الدنيا مستباح في أخرتها، فإستباحتها لا يعني ورود وقع المحرم قبل ان يأتي بفعل من مفعول به قبل الفعل به لذا وجب عليه ان يكون مدان بشهود فعلته، فالفعل خلسة لا يوجب ان يكون ذنبا ولا خطيئة لمن لا يفعل فعلته وإلا لم جعل الرب العقاب بعد الموت؟ وسؤال يجب عليك طرحه لم الحياة بعد الموت وقد أستنفذ المخلوق شرط خلقه و وجوده وهو العبادة؟ أليس من أجل حياة لا موت فيها؟ فالمستحدث ما بعد الموت عقاب يحاط بديمومة البقاء الأزلي دون خطيئة رغم المحرمات، أما إن تسأل ديمومة بغريزة او دونها فذاك بحث آخر.. إننا يا سيدي في عالم يطمع الإنسان أن يكون مرغوبا رغم عوقه وقلة فهمه وإدراكه، فمسميات الأشياء التي اطرح ربما تكون غريبة بعض الشيء وربما شاذة، لكنها لا تعني أن هناك من يفندها أو ينكرها، لا لغراباتها و حرمتها بل لأنه لم يكن قادرا على طرح ما اطرحه خوف تفسيق او تجريم، فالشارع والدولة والسلطة إضافة الى رجالات تقبعوا واحيط بهم هالة من وجوه قرمتها الدسائس هم المروجين الذين يبيعون ويشترون بإسم رب اوجدوه بغطاء دين إسلامي كان او مسيحي أو بوذي أو عبدة بقر أو شجر أو من اي دين يُعبد او غير ذلك... فالمخلوق الآدمي يمكنه ان يصدق بالساحر بأنه إله لأنه يخرج له ما يراه الغير مألوف مما يجعله خارقا وذاك ما يعطيه ان يكون ربا معبودا دنيويا وحتى أخرويا فيتبعه ويقلده، قد يُكفره البعض وينكره لكنه في نفس الوقت يحسده على ما ابتكره وعلى ما زاد في جعبته من أتباع ...
تابع الصحفي.. شكرا للتوضيح.. لكنكم يا مولانا كنت منهم وفيهم فما الذي أخرجك عن ملة كنت تلفاها وتتغطى بعباءتها؟ ألسبب ما أخفيته؟ أم لأنك أصبت بداء جعلك لا تفترش معهم الحضور كونه يخزيك ويحرجهم.. لعلك فهمت القصد؟
نعم.. نعم.. تقصد الحكة التي لا تبرأ ولا أبرأ انا منها.. معضلتي ومشكلتي التي اخرجتني عن حظيرة أجتررت العشب فيها معهم حتى أخضرت جلودنا وأينعت أعضاءنا بالإخضرار مما جعلنا من مستحبين التجديد في الذي نرغب، دخلنا كل الثقوب التي تبيح الأكل المحرم بحجة أن الإباحة في إحلال ما حرمه السابقين كان في وضع زمن غابر غير المستحدث من الزمن الآني، فليس ما ينطبق على الماضي يجب ان يكون سيفا مسلطا فالتشريع يمكن ان يتغير بمتغيرات الوقت والحاجة، فأباحوا المتعة او المسيار او الزواج العرفي كل بمسماه بفساد مما دعى الى تطبيقه بحلة شرعية.. أعتركت مثواه حتى شذذت فكنت احد الذين عارضوا ذلك، رغبة أن هناك وجه آخر للحقيقة لا يمكن ان نبيح ما كان مستباح في ظرف معين وزمكان ما كان لزاما فرضه او القنوع به بشرط تلزم الفاعل والمفعول به بعقد نكاح مشبع صرامة اكثر من عقد النكاح الطبيعي، ألزمت من كان الحجة على ان لا يمكن البوح بذلك وإن كان معمولا به في زمن ما... لاقيت يا سيدي الأمرين، فُُسِقت وقُذِفت بالزاني والعاق والفاسد والفاجر .. طلوا سيرتي و وجهى بالسواد حتى أنهم عمدوا الى مكيدة لي فأطاحوا برجولتي وقطعوا إحليلي، كنت قريب من الموت لكن لله الامر.. فأصبت برحمة الله ونجوت بمعجزة لا استطيع ذكرها خوفا، فأصبت داء الحكة التي لا أبرأ منه إلا بمعجزة وإستغفار، حينها عزمت أمرا ان استبيح ما يحرمونه على الناس للناس وأحرم ما يحللونه لأنفسهم بين الناس، تلك هي رسالتي التي لا اتوقف عنها ابدا حتى بعد أن قطعوا إحليلي ليس انتقاما لكن تبيانا أنهم يستخدمون الدين غطاء لبهتان وفجور يعلمون به كونهم من المسميات التي لا يطالها لسان دون عدالة تحت سلطة فاسدة تُشرع لنفسها ما تحرمه على الآخرين، لا أتوقف حتى يأذن الله بكشف وجوه مسخها كمردة شياطين حيث لا دنيا ولا دين وإن كان من يظن أن كلامي هذا لا يساوي عفطة عنز.
القاص والكاتب
عبدالجبار الحمدي