علجية عيش - حديث الروح للروح

حديث الروح للروح
نرسله لمن يقرأ و يكتب بوعي و ضمير دون أن يجرح الآخرين
أينما كنتَ لا ينبغي ان تهجر القلم و الأوراق، رغم الضوضاء ، جلست في زاوية من زوايا محل بيع المثلجات، كنت أشعر أن المكان خالٍ و لا يوجد فيه متسوقون
لم أكن أنتبه لمن يروحون و يجيئون و من يحيطون بي، رغم أني أراهم و أتابع حركاتهم، لكني كنتُ شاردة مع نفسي، أجالسها و استأنس بها و بين الحين و الآخر آخذ ملعقة من المثلجات، أتلذذ بطعمها، وإذا بنفسي تحدثني..

440363272_7575101665911459_3145517646546023640_n.jpg

ماذا تنتظرين؟ أين الورقة و القلم؟ أخرجيها ، هل شلت يدكِ؟ أليس لك ما تودين كتابته؟ ألا تريدين أن تتركي للقاءنا ذكرى؟
النفس طبعا هي الأقرب إلى صاحبها، هي لا تكذب عليك، لا تخدعك ، لا تستغلك ، لا تنظر إليك بنظرة احتقار و لا تجرحك بالكلام السخيف

رأيتُ من وثقت فيهم.. يكتبون كلاما جارحا و سخيفا، لا يخرج من قلب سليم، حتى يخيل لك أنك تصادق عدوًّا ، و تجدك تتساءل و نفسك هل هذا هو الذي (....)؟ ، و أجدني أتذكر مالك بن نبي و هو يكتب عن تفاهات جزائرية، و كأنه تنبأ بما سنعيشه اليوم في زمن اتسم بـ: "الرداءة "

الناس طبعا أنواع و طبقات و ليسوا صورة طبق الأصل، و نادا ما تجد من يشبهك، نعيش في مجتمع متعدد الذهنيات و السياسات ، مختلفون حتى في طريقة عيشنا في طريقة تفكيرنا ، نحن مختلفون في ثقافتنا ، في رؤيتنا للأخر ، مختلفون في كل شيئ، في اللباس و في تعاملنا مع الآخر ، فهذا لخلقه و إيمانه و أدبه مع الناس و ذلك لماله و جاهه و آخر لمظهره

هناك المتحجبات و المتبرجات، و هناك الملتحين ،أصحاب القميص و هناك من يقلد الأوروبي في فكره و لسانه و زيّه، هناك من يلبس تشورت من هذا الجيل، يضعون حلقا في أذنهم يتفننون في مشيتهم وحركاتهم ، طبعا هؤلاء من جيل "الجال" gel و السروال الممزق على الركبتين، لكن قد تجدهم أعقل الناس و أكثرهم وعيا و احتراما للأخر يعيشون شبابهم و لا يبالون، واثقين في أنفسهم ، طبعا لكل جيل زمانه

كما ترى رجال من نوع آخر، رجال في قمة الوقار ، ضاقت بهم الدنيا ، يقتلهم الحزن، يتقطعون ألما ، تلمح ذلك من تعابير وجههم، انزوا إلى مكان هادئ ، يرتشفون فنجان القهوة أو الشاي و هم يتأملون حركة ( الجاي و الرايح) ، اسأل نفسي لماذا هؤلاء هم متذمرون؟ ، ماذا حدث لهم؟ أيعانون ما أعانيه أنا؟ الوحدة قاسية جدا ، فالعنوسة مست حتى الرجال، و قد تجد الرجل تجاوز الخمسين و لم يكوّن أسرة ليستقر ، لأسباب عديدة، تدفعه إلى التذمر و اليأس، المشاكل الإجتماعية دمّرت حياته، و نفس الشيئ بالنسبة للفتاة ( العانس) ، الكل يشتكي من الوحدة ، من الفقر، من فقدان والديه أو حبيبته و قد يكفرون بكل شيئ ، قد تدفهم الظروف إلى الإنتقال الى الضفة الأخرى أو الإنتحار ، هكذا هي الحياة

نحن بحاجة إلى لحظة للمراجعة، لحظة نكون فيها مع أنفسنا، بعيدين عن العالم، و عن سخافات بعض الناس ، فلنفسك و روحك عليك حق، فليكن حديثك، حديث الروح للروح ، أمّا ذو الوجهين أتركه لضميره إن كان له ضمير، هكذا هي لحياة و لكن لماذا لا ننظر إليها بلون آخر يبعث الأمل؟

خلقنا الله لرسالة نؤديها نخدم بها عباد الله (وفق قدراتنا و إمكانياتنا ) لا نريد جزاءً و لا شكورا، لا نطمح لشيئ سوى أن نرى بلادنا خضراء تعيش الأمن و السلم و الإستقرار،
أقول لمن يقرأ كلماتي هذه ، عش حياتك كما تراها انتَ (تِ) المهم لا تؤذي من حولك و لا تقطع في أعراض الناس، ولا تتدخل في خصوصيات الناس ، البس واش حبيت ، سافر و زر بلاد الله و لا يهمك ما يقولون ، نحن أحرار ، لسنا مبرمجين و لا نحن تُبَّعٌ و لا نحن هُمّجٌ ، كما أننا لسنا سُذّج ، نحترم الآخر مهما كانت عيوبه

أما المخادعون، ليس لهم مكان في قلوبنا، لأننا أطهر مما يظنون، و لا نقبل أيُّ فتوى من هنا و هناك، لأن للفتوى أهلها ، في عصرنا هذا ، أصبح الكل يفتي يحرم ما أحله الله و يحلل ما حرمه الله ، بعض الناس قتلهم الغرور فظنوا أنفسهم أرباب، ينظرون إليك بنصف عين و كأنهم يسكنون في قبب من زجاج، يتفلسفون و ما يفهمون في الفلسفة شيئا.
علجية عيش و بدون خلفيات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى